في إطار برنامج السفارة الثقافية للدولة لدى الألكسو وتحت شعار”نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا”
مدير عام منظمة الألكسو:
دعم السفيرة ساهم في إظهار تراثنا في حُلّة جميلة تليقُ بما يزخر به وطننا العربي من كنوز حضارية
شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 13 سبتمبر 2023
في إطار جهود السفارة الثقافية للدولة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) أصدر مؤخرا كتابين عن النقوش الثمودية والنبطية، الأول بعنوان “إضاءات على الوجود النبطي في مصر من خلال النقوش والأثار المكتشفة”، والثاني بعنوان “الخيل في النقوش الثمودية”، وتأتي هذه الإصدارات ضمن برنامج الفعاليات والتظاهرات الثقافية المحلية والإقليمية التي تنظمها السفارة الثقافية تحت شعار “نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا” في مختلف العواصم العربية، والتي تسعى بدورها إلى تعزيز الهوية والتراث والثقافة العربية، إضافة إلى الحرص على تشجيع الدراسات التاريخية والأثرية، ودعم الباحثين العرب في مختلف الجامعات والمراكز البحثية، وخلق حراك ثقافي وعلمي في وطننا العربي.
والكتاب الأول بعنوان”إضاءات على الوجود النبطي في مصر من خلال النقوش والآثار المكتشفة” للدكتور محمود سالم غانم مفتش آثار مصرية أول- وزارة السياحة والآثار بجمهورية مصر العربية، كتب تقديمه الأستاذ الدكتور سليمان الذييب أستاذ الكتابات العربية القديمة، وراجعه الأستاذ الدكتور زياد السلامين أستاذ الآثار والنقوش النبطية، وإصدر من مؤسسة عابر الثقافية.
والكتاب الثاني بعنوان “الخيل في النقوش الثمودية” للباحث ممدوح بن مزاوم الفاضل بالمملكة العربية السعودية، كتب تقديمه الدكتور محمد بن علي الحاج أستاذ الآثار في جامعة حائل، وأصدر من دار المفردات للنشر.
وتصدر كتاب “الوجود النبطي في مصر”كلمة لمعالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمرالمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم قال فيها: هذا العمل الرائد أولى ثمرات بوابة النقوش العربية التي تشرفُ على تطويرها منظمة الألكسو في إطار مشروعٍ عربيٍّ مشتركٍ، وقد كانت تمّت المصادقة عليه خلال المؤتمر 22 للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي (دبي، ديسمبر 2021) وتم إدراجه ضمن أنشطة برنامج سفيرة الألكسو فوق العادة للثقافة العربية. وتمثلُ هذه البوابة إحدى الوسائل والأدوات الضرورية والناجعة للبحوث المتعلقة بالنقوش والكتابات الأثرية منذ العصور القديمة وإلى الفترة المعاصرة على امتداد بُلداننا العربية بالنظر إلى المنهج الذي تعتمدهُ والأهداف التي قامت عليها والنتائج التي توصّلت إليها إلى حد هذه المرحلة من الإنجاز.
والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وفي إطار التزامها بتشجيع الدراسات التاريخية والأثرية ودعمها للباحثين العرب في مختلف الجامعات والمراكز البحثية ستعمل جاهدةً على تطوير هذه البوابة وإثرائها وتنويع محتواها من الكتابات الأثرية بالتعاون مع المختصين في هذا المجال ببلداننا العربية مساهمة منها في المحافظة على هذا المكوّن من التراث الثقافي وإتاحته للباحثين الجامعيين وتوثيقه ودراسته والتعريف به واستخراج إضافاته التاريخية في شتّى الميادين ضمن مؤلفاتٍ ودراساتٍ نأملُ أن تكون غزيرة بعد هذه الباكورة الأولى.
وأضاف معاليه: قدم الدكتور محمود دراسة تأليفيّة حاول فيها إنارة بعض الجوانب من الحياة العامة للأنباط في هذه المنطقة معتمدًا في كل ذلك على منهج علمي أكاديمي ولغةٍ سلسةٍ ومُوثقًا عمله بعدد من الرسوم والصور والخرائط للمجالات التي توسع عليها الأنباط شرق مصر الحالية ومؤكدًا بعض الفرضيات التي كانت قد قُدّمت سابقا بشأن الحدود الغربية لهذه المملكة الخالدة. ويدلُّ كلُّ ذلك على شغف الدكتور محمود، بهذا الصنف من الدراسات الميدانية وسِعةِ اطلاعه وصرامتهِ العلمية وثراءِ تجربته البحثية.
وفي ختام كلمته قال: لا يسعني إلا أن أُثمِّن عاليا التشجيع الكبير لسفيرة الألكسو فوق العادة للثقافة العربية، وإحاطتها المتواصلة بالمؤرخين والأثريين في بلداننا العربية عامة لتأديةِ رسالتهم الجليلة على أكملِ وجهٍ في التعريف بمقومات تراثنا الثقافي ودعمها الكبير لهذا العمل على وجه الخصوص وإدراكها لأهميته الاستثنائية حتى يظهر في هذه الحُلّة الجميلة التي تليقُ بما يزخر به وطننا العربي من كنوز حضارية مجيدة.
الجدير بالذكر أن الدراسات والأبحاث في تاريخ وآثار الأنباط قليلة في مصر، ولا تقارن بكم النقوش والأثار النبطية في مصر، ولا بعدد الباحثين المهتمين بالحضارة النبطية، وقد جاء كتاب “إضاءات على الوجود النبطي في مصر”الكتاب في 200 صفحة، واستخدم في هذه الدراسة المنهجية العلمية المتبعة والمعروفة، وقسم الكتاب إلى أربعة فصول، القى الفصل الأول الضوء على موجز تاريخ وحضارة الأنباط وطبيعة علاقتهم بمصر، ثم انتقل إلى الحديث عن المظاهر الحضارية للوجود النبطي في مصر، وتناول الفصل الثاني: معابد ومساكن الأنباط في مصر، أهم نماذج العمارة الدينية والسكنية التي شيدها الأنباط في مصر، بينما تناول الفصل الثالث: النقوش النبطية وأماكن انتشارها في مصر سواء كان في شبه جزيرة سيناء أو صحراء مصر الشرقية. في حين تناول الفصل الرابع رسوم الأنباط الصخرية في شبه جزيرة سيناء التي سجلت ذكرياتهم بمصر. ثم اختتم الكتاب بالحديث عن أهم ملامح الحياة العامة للأنباط في مصر.
وقد دلل المؤلف من خلال هذا الكتاب على العلاقات الوطيدة بين مملكة الأنباط ومصر القديمة؛ عندما دلل على أن الأنباط قد اتخذوا مدن ومستوطنات لهم في كل من شمال وجنوب سيناء، بل اتخذوا من قرية “الشقافية” بشرق الدلتا، مقرًا لهم، مارسوا فيها حياتهم الدينية والاجتماعية وأنشطتهم التجارية في شرق دلتا النيل شتى ربوع مصر. وكان منها نقل السلع التجارية من الشرق إلى بقية الأراضي المصرية وغرب أفريقية، ومن الأمور اللافتة في هذه الدراسة تأكيدها لما نعرفه من أن العلاقات المصرية العربية علاقات راسخة الجذور من زمن بعيد. وما الأدلة الأثرية التي نجدها في شبه الجزيرة العربية من نقوش ومعثورات إلا دليل على قوة العلاقة والتأثير المصري القديم في شبه الجزيرة العربية.
أما موضوع الكتاب الثاني”الخيل في النقوش الثمودية” لممدوح بن مزاوم الفاضل -الباحث في النقوش الثمودية بالمملكة العربية السعودية يعد الأول من نوعه في هذا المجال، كما يعتبرفاتحة للمختصين وأيضاً إضافة لإثراء المكتبة العربية والعلمية، حيث يتحدث عن الخيل، وهي عزيزة عند العرب ولها مكانة كبيرة لديهم ، فقد دون العرب القدماء بجوار رسوماتهم نقوش تدل على الخيل، ونجد هذه النقوش منتشرة في كل مكان بالجزيرة العربية.
ويشمل الكتاب متوسط الحجم و يقع في سبعين صفحة ، أسماء الخيل وصفاتها في النقوش الثمودية والتي بلغ عددها (15) كلمة وجدت بجوار رسومات الخيل.
كما عرض الكتاب صور لرسومات الخيل والنقوش بجوارها، مع تقديم قراءة لكل نقش، وشرح مبسط للكلمات التي جاءت للدلاله على الخيل كاسم او صفة او جنس على النحو التالي: (أمس – حاتي – حبتلي – حرس – حرسة – حلس – ربل – رهوي – سابر – سفر – شبثلي – علي – فرس – فرسة – مرخ).
والكتاب دراسة وصفية لعدد من رسومات الخيل في الفترة الثمودية، وطريقة الرسم وصفات الخيل العربية في الرسومات الثمودية، كما يشمل الكتاب استخدامات الخيل عند الثموديين وذلك من خلال ما رسموه عن الخيل في الرسومات الثمودية ومن هذه الاستخدامات : (القتال – جر العربات – حراسة الإبل – قتال الأسود – للسباق).
ويقول الدكتور محمد بن علي من قسم السياحة والآثار بجامعة حائل عن الكتاب: يقدم لنا الباحث ممدوح مزاوم المهتم بالنقوش الثمودية في هذا الكتاب المختصر بعض من أسماء وصفات الخيل في النقوش الثمودية التي عثر عليها بجوار لوحات فنية مختلفة للخيول العربية رسمها أصحاب تلك النقوش الثمودية.