“وجبة ….. إبداع وابتكار (25) ” الاستشراف بالسيناريو – صفات السيناريو الجيد 6 “

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 10 ديسمبر 2017

ثامناً: الركائز الأساسية لضمان نجاح التخطيط المستقبلي باستخدام السيناريو: (1)
1. أن يكون شاملاً ويراعي كل المتغيرات المحتملة مستقلاً وينفذ على مراحل في فترات زمنية محدد.
2. أن تتبناه وتتولى تنفيذه قيادة واعية تتوافر لها الإمكانيات والطاقات ولديها القدرة على تذليل الصعاب، والمرونة في تقويم التخطيط طبقاً للمتغيرات من دون أن تحيد عن الهدف الرئيسي.
3. أن يكون المنفذون على دراية كاملة بأهداف الخطة ومراحلها، وعلى اقتناع كامل بها، ويمتازون بملكة الابداع في وضع السيناريوهات.
4. أن يكون هناك تأييد للخطة واقتناع كامل بضرورة تنفيذها لما ستعود به على المؤسسة عند اكتمال تحقيق أهدافها.
5. أن تكون سيناريوهات الخطة مرنة، وقابلة للتقويم عند حدوث متغيرات حادة وبما يسمح بالوصول إلى الهدف في النهاية.

تاسعاً: صفات السيناريو الجيد:
السيناريو عبارة عن عملية افتراضية وخطوات عريضة لما حدث وسيحدث، كما أنه يعبر عن أطوار متعددة وعن تصور كلي شامل، والكثير من المتخصصين وغير المتخصصين يمكنهم وضع سيناريوهات عديدة، ولكن القليل هم من يستطيعون صياغة سيناريوهات جيدة وتتوافر فيها المواصفات الواجبة للسيناريوهات الجيدة التي من بينها ما يلي: (2)
1. تنوع خيارات المستقبل.
2. أن لا يكون معقداً وخيالياً ويصعب كشف نتائجه.
3. أن يكون واقعياً بالنسبة إلى الظرف المستقبلي، أي أن تكون أحداثه محتملة الوقوع فعلاً.
4. ومثلما يحدث في القصص، على واضع السيناريو أن يرسم البداية والعقدة والنهاية ومعرفة مواطن الضعف والقوة.
5. اعتماد المنطق الاستقرائي في حساب الاحتمالات واعتماد دراسة الجدوى كأهم عناصر السيناريو، والأول يأخذ بالحسبان تسلسل الأحداث من زاوية الفكر والانسجام أما الثاني فيكون لقياس حجم النجاح أو الأفضل أو التطبيق.
6. اعتماد المناهج المختلفة بحسب تنوع حجم المشكلة، وهي المنهج التحليلي، والنقدي، الاستقرائي، الافتراضي والتنبؤي والتأويلي مع العديد من المناهج الأخرى المقاربة للعمل.
7. الاعتماد علة التقنيات والعلوم الحديثة للمساعدة في رسم السيناريو منها الاجتماع وعلم النفس والانثروبولوجي والفلسفة والبيئة والقانون والسياسة والاقتصاد وتبني قاعدة البيانات الخاصة بتلك العلوم.
8. القدرة على اكتشاف النتائج والآثار المحتملة للخيارات المستقبلية بأقل قدر من الاختلافات وعدم التأكد، بما يحقق لمتخذ القرار الاستراتيجي أكبر درجة من الثقة بتلك الخيارات، ودراسة العواقب المحتملة لعدم التأكد.
9. الوضوح والتميز بين بعضها البعض، لتوسيع نطاق الفرص والخيارات المتاحة.
10. التناسق الداخلي بين مكونات السيناريو الواحد.
11. الواقعية والمنطقية، بحيث لا يكون السيناريو معتمدًا على مجموعة من التصورات الخيالية.
12. القدرة على تحديد النقاط الحرجة بالمسار لكل سيناريو، مع توقع المواضع المأساوية التي قد يتطلب عندها تغيير المسار المتخذ.
13. الموضوعية بقدر الإمكان بحيث يقل الاعتماد على التصورات الشخصية، بحيث يتضمن السيناريو أكبر قدر ممكن من البيانات الدالة على موضوعية صياغة السيناريو وعدم اعتماد التوقع الشخصي فقط عند صياغة السيناريوهات الموضوعية على وجه الخصوص.

عاشراً: عملية تخطيط السيناريو المستقبلي:
يتطلب منهج السيناريو من كاتب السيناريو أن يفكر في ما يحتمل وما يمكن حدوثه، ولما لا يمكن حدوثه، بحيث يضع خطوطاً عريضة للتغير في أداة أبعاد، ومن ثم يجري تحليلاً جزئياً للأبعاد المحددة كمياً باستخدام تحليل الاتجاهات والسلاسل الزمنية، واستخدام التحليل التقاطعي للكشف عن العلاقة المتوقعة بين الأبعاد السابقة، ويعد الانتهاء من المرحلتين السابقتين من التحليل تأتي مرحلة كتابة السيناريو، ويمكن القول أن عملية اختيار أبعاد ومجالات ومتغيرات السيناريو تتوقف على طبيعة عقل المخطط وطبيعة البيئة والاتجاهات الفكرية السائدة. (3)
تمر عملية تخطيط السيناريو بعدة مراحل: (4)
1. تحديد السؤال البؤري: تحديد مجال العمل أو قضية مثل قرار أو السؤال الذي يعتبر أمر بالغ الأهمية لمستقبل المؤسسة، فإن بؤر مفيدة في كثير من الاحيان تظهر التحديات الرئيسية.
2. المسح البيئي الداخلي والخارجي.
3. اختيار دوافع التغيير والتصنيف.
4. بناء مصفوفة السيناريو.
5. تطوير سيناريوهات.
6. تقديم سيناريوهات.
7. النظر إلى الآثار الاستراتيجية.

التخطيط بالسيناريو يمكن أن يعزز إلى حد كبير قدرة المنظمة على التعامل مع مشاكل متنوعة قد تعترضها، وتوجه قراراتها بشكل منهجي، وكيفية التعامل معها بشكل منطقي، وكثير منها قد تصبح أكثر صعوبة عندما يصبح المناخ أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، فعندما يكون لدينا كل المعرفة عن الماضي، وقراراتنا موجه حول المستقبل، ونسعى لرسم مستقبلنا من خلال ما نفعله وما لا نفعله، فمن المنطقي أن نبذل ما في وسعنا لمحاولة فهم ما قد يكون المستقبل قبل أن نتصرف، من خلال رسم سيناريوهات تضعنا في الزمن المستقبلي لنتواكب معه، ونغير نهج تفكيرنا في القرارات وآثارها.

المراجع:
1. زهير الأسدي، كتابــات، نحــو دارســات مســتقبلية ســلامية، بحــف فــي علــوم المســتقبل، الحلقــة الثالثة، التخطيط، 2015
2. (www.ta9weer.com/vb/archive/index.php/t)
3. ادوارد كورنيش الاستشراف، مناهج استكشاف المستقبل.
4. An Introduction to Scenario Planning, Published in: Business, News & Politics, Melbourne, Australia, 28 September 2003

About هيئة التحرير

Check Also

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …