شبكة بيئة ابوظبي، نيويورك، الأمم المتحدة، 19 مارس 2024
عقدت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة، على هامش اجتماعات لجنة المرأة التي انعقدت في دورتها الـ 68 حول “المرأة والأمن والسلام”، ندوة حول “كيفية تعزيز التشريعات الدولية والمحلية لحماية النساء والفتيات أثناء الحروب والنزاعات المسلحة عبر من التجارب العربية”، بمبادرة مشتركة من دولة ليبيا و”منظمة المرأة العربية”، شارك فيها كل من وزيرة الدولة لشؤون المرأة في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الدكتورة حورية طورمال، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة في المملكة المغربية الدكتورة عواطف حيار، وزيرة الشؤون الاجتماعية والمرأة في الجزائر الدكتورة كوثر كريكو، وزيرة المرأة في دولة فلسطين الدكتورة آمال حمد، الوزيرة الأردنية السابقة المهندسة مها علي الامينة العامة للجنة الوطنية الأردنية للمرأة، ومن لبنان الوزيرة السابقة وممثلة لبنان في المجلس التنفيذي السيدة وفاء الضيقة حمزة
.
كذلك شارك في الندوة شيران ماتيوس ممثلا للمنظمة الدولية التي تعنى بكبار السن.
وعرضت كل وزيرة، بحسب بيان للمنظمة، “واقع تداعيات العنف على النساء في بلادها، وسلط ماتيوس الضوء على “معاناة كبار السن وواقع اهمالهم كفئة مجتمعية ذات خصوصيات لا يجوز تجاهلها في ظروف الحرب”.
وكان لمشاركة جمعية (HEAD) ممثلة بالمهندسة ماري تريز مرهج سيف خلال وجودها في نيويورك حضوراً بارزاً.
وافتتحت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان الفعالية بالكلمة التالية:
” ها نحن نجتمع تقريبًا لوحدنا، الضحايا، أو الدول المتأثرة مباشرة بالحروب والنزاعات المسلحة وبتداعياتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية المباشرة وغير المباشرة.
لا بأس، ففي هذا التخلي عنا شيئًا من الصدق. فماذا سيقولون لنا ونار الحرب على غزة مستمرة ولم يفلح المجتمع الدولي كله، مشفوعًا بالرأي العام الدولي، لم يفلح في التوصل إلى وقف مستقر لإطلاق النار في تلك الحرب وهي متواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023.
تركونا لوحدنا ليس لأنهم مذنبين، أبدًا، بل لأنهم محرجين، وليس لديهم ما يقولوه.
عقود وعقود ونحن نجتهد بالتعاون المفتوح والإيجابي مع المجتمع الدولي ومع وكالات ومنظمات الأمم المتحدة لوضع استراتيجيات وخطط عمل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بدءًا من قمة الشرعية الدولية أي من مجلس الأمن… وها نحن جميعًا أمام إطاحة وقحة لقرارات الشرعية الدولية بدءًا من القانون الدولي العام إلى القانون الدولي الإنساني إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة… كأن كل ذلك غير موجود بالنسبة للمعتدي.
سنوات ونحن نشكو من انعدام المسائلة الدولية، مثلاً من وضع المعتقلات “إداريًا” من قبل سلطات الاحتلال في فلسطين، ولا من يسأل ولا من يجيب.
الاعتقال الإداري يا سادة هو اعتقال بدون سقف زمني ومن دون ضرورة الإفصاح عن التهمة الموجهة للمعتقلة ولا حتى تحريك دعوة قضائية…
نحن في القرن الواحد والعشرين وقد انجزت البشرية قفزات كبيرة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء وتطوير الرؤوس النووية، وفي نفس الوقت البشرية عاجزة عن التوصل لوقف لإطلاق النار بدون قيود في الحرب على غزة.
أما حرب اليمن فتهدأ ومن ثم تعود لتشتعل، ناهيك عن سوريا حيث مازال شعبها يعاني الويلات في الوطن وفي أماكن النزوح القسري. ولن أكمل لكي لا احرج أحدًا.
مع كل ذلك فنحن لا نكفر بالشرعية الدولية أبدُا. لا ولن نكفر بل سنبقى نستظل الشرعية الدولية ونسعى إلى تعزيز حضورها وفعاليتها، لأن أرضنا العربية هي مهد دين المحبة، المسيحية ومهد دين الرحمة، الإسلام،
منذ ما يزيد عن العقدين وحملات مشبوهة يتم تنظيمها عالميًا لشيطنتنا. وهي لم تنجح لأن أهل الخير وأصحاب النوايا الحسنة في كل دول العالم كثر وهم واعين لكل ما يحصل.
اليوم، نجتمع على هذه المنصة الأممية لا لنشكو ولا لنبكي بل لنتشاور فيما بيننا ومع أهل الخير والنوايا الحسنة في المنظمات الدولية والأممية وفي الدول الصديقة للسلام، حول أفضل السبل لتفعيل الشرعية الدولية، وخاصة لتطوير آليات تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالمرأة والأمن والسلام، أعني القرار 1325 والقرارات التسعة التي لحقته. وأكملت الرؤية حول حماية النساء والفتيات أثناء الحروب والنزاعات المسلحة وقد تطورت الرؤية لهذه الحماية عندما شملت الوقاية وكذلك عندما تم تقوية التهديد بالعقوبات ضد المرتكبين المحتملين من خلال اعتبار الجرائم الجنسية المرتكبة ضد النساء والفتيات في الحروب والنزاعات المسلحة انما تعتبر جرائم حرب يجب محاكمتها أمام محاكم دولية خاصة.
من خلال تجارب الدول العربية المشاركة في هذه الفعالية، يمكن أن نرصد مواطن الخلل في آليات الحماية للنساء والفتيات والتوصل إلى توصيات بشأن تطوير آليات إنفاذ التشريعات الدولية وكذلك القوانين المحلية.
أود في بداية هذه الجلسة أن أرحب بممثل منظمة (help age) الدولية وهي منظمة غير حكومية تعنى بفئة كبار السن، وهو يشرفنا اليوم بمشاركته. ونحن نثمن كثيرا حضور هذه المنظمة معنا لتطرح قضايا كبار السن حيث أن الحروب والنزاعات المسلحة تطال بامتياز هذه الفئة من المواطنين وبالطبع تكون نساء كبار السن من أولى ضحاياها.
غدًا سيكون يوم آخر. غدًا سنحاول توسيع مروحة أهدافنا لتطال كل مراحل الحياة عند الإنسان، فتشمل هذه الفئة من المواطنين بعد تجاهل غير مقصود في الفترة السابقة.
أجدد باسم منظمة المرأة العربية شكرنا لدولة ليبيا على مبادرتها، ونشكر الدول المشاركة في الفعالية، كما ونشكر الحاضرين جميعًا على تفاعلهم مع المتحدثين لأن غايتنا هي تعزيز مظلة الحماية الأممية لشعوبنا ولأهلنا ولنسائنا ولأطفالنا الواقعين تحت نيران الحقد والجنون.
على صانعي القرار الأممي يستلهمون قوة من الأصوات المرفوعة مطالبة بالعدالة الدولية وبدءًا المطالبة بعدم الانحياز لدى من في يده قرار الحرب والسلم في العالم”.