انطلاق منتدى الإيقاد السابع والستين، لتوقعات المناخ في منطقة القرن الأفريقي

في العاصمة الجنوب سودانية جوبا (20-21 مايو 2024)

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، إخلاص نمر، السودان، 24 مايو 2024

**أصدر مركز التنبؤات والتطبيقات المناخية التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الاكباك)، التوقعات الموسمية للفترة من يونيو – سبتمبر 2024، والذي أشار فيه الى زيادة احتمال هطول الأمطار فوق المعدل الطبيعي، في دولة جيبوتي وارتريا ووسط وشمال إثيوبيا وغرب ساحل كينيا ومعظم أوغندا والسودان وجنوب السودان، موضحاً أنه من المتوقع أن تشهد كذلك، أجزاء من شمال السودان والمناطق المعزولة في غرب إثيوبيا، وشمال غرب جنوب السودان ظروفاً أكثر جفافاً، في الفترة من يونيو يوليو وأغسطس وسبتمبر 2027.

ووصف مركز التنبؤات، إن أنماط المناخ تشبه لحد كبير ما حدث في عامي 1998و 2010 مع رطوبة أكثر من الطبيعي. مشيراً الى توقعات لدفء أكثر في شمال السودان، ووسط وغرب إثيوبيا والصومال وكينيا رواندا وبورندي وتنزانيا.

وأوضح الدكتور جوليت آرتان مدير مركز التنبؤات والتطبيقات، أن منطقة القرن الأفريقي، تعد منطقة معرضة للأثار السلبية لتغير المناخ، وتشكل تحديات كبيرة لقدرة مجتمعاتنا على الصمود، مشيراً الى الدور المهم الذي تلعبه أنظمة الإنذار المبكر في التأهب والاستعداد.

ونادى ارتان بضرورة التعاون لبناء نظام وطني، يمكنه تقديم المعلومات المناخية لجميع قطاع المجتمع. وأردف (الورشة تهدف لتحسين الخدمات المناخية في المنطقة، وذلك لإنقاذ ملايين الأشخاص الذين يواجهون التغير المناخي، ويعيشون في حالة انعدام الأمن الغذائي).

*مهمة وحيوية..
من جانبه أوضح وزير النقل والطرق والجسور في دولة جنوب السودان، سيمون مجوك ميجاك، أن المعلومات المناخية مهمة وحيوية، لشعوب المنطقة، مشيراً إلى أنه من المهم جداً تزويد المجتمعات بالمعلومات المناخية، وفق وصفه.

*حلول وتخفيف..
وقال وزير الشؤون الانسانية في دولة جنوب السودان، (إن المنتدى سيناقش ويطرح الحلول التي تقود لتخفيف آثار التغير المناخي) واصفاً الحلول بالمبتكرة من أجل التخفيف.

*مخاوف..
وعن الآثار السالبة للتغير المناخي في السودان، في ظل الحرب الدائرة الآن، أبان الدكتور ابو القاسم ابراهيم إدريس، رئيس وحدة الانذار المبكر، في الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، إن التوقعات بهطول أمطار أعلى من المعتاد، ودرجات حرارة أعلى من المعتاد في السودان، كما تمت الإشارة إليه خلال منتدى توقعات المناخ السابع والستين لمنطقة القرن الأفريقي الكبرى، الذي عقد في جوبا، جنوب السودان في الفترة (20 – 21 مايو 2024) يثير مخاوف بشأن الآثار المحتملة، على المجتمعات السودانية الهشة والنازحة، وغير الآمنة في السودان، وسط هذه الظروف والصراع المستمر في البلاد. ويشكل تقارب الظواهر الجوية المتطرفة، مع نقاط الضعف الحالية، الناجمة عن الصراع تحديًا كبيرًا لهذه المجتمعات، ما يؤدي إلى تفاقم وضعها المحفوف بالمخاطر بالفعل.

** خطر…
وعن الفيضانات والأمراض المنقولة بالمياه أشار أبو القاسم إلى أن هطول الأمطار فوق المعدل الطبيعي، يمكن أن يؤدي إلى حدوث فيضانات، في المناطق المعرضة للخطر، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والملاريا. ووصف قاسم المجتمعات النازحة، التي تعيش في المخيمات أو المستوطنات، غير الرسمية التي تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي، والنظافة الصحية غير الكافية، معرضة بشكل خاص لانتشار مثل هذه الأمراض، أثناء الفيضانات.

**أضرار هيكلية
وقال رئيس وحدة الانذار المبكر، (يمكن أن تتسبب الأمطار الغزيرة المصحوبة بدرجات حرارة أعلى من المعتاد، في حدوث أضرار هيكلية للملاجئ المؤقتة، والبنية التحتية، في مخيمات النازحين) مفنداً ذلك بأنه يؤدي إلى تشريد الأفراد، وتعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، ما يزيد من تعريض الظروف المعيشية للسكان النازحين للخطر.

**اضطراب..
وأشار أبو القاسم في معرض حديثه، في منتدى الإيقاد في جوبا، إلى أن هطول الأمطار الغزيرة على الأنشطة الزراعية وإنتاج الغذاء في مناطق السودان، يؤثر على الأمن الغذائي، لكل من النازحين والمجتمعات المضيف، موضحاً أن النزوح يؤدي إلى تعطيل سبل العيش، ما يجعل السكان الضعفاء أكثر اعتماداً على المساعدات الخارجية، للحصول على لقمة العيش، ما يزيد المخاوف بشأن انعدام الأمن الغذائي في مواجهة الظروف الجوية السيئة.

**سلامة عقلية..
ووصف ابو القاسم أثار الظواهر الجوية المتطرفة والنزاعات، على الصحة والسلامة العقلية للسكان النازحين، بالعميقة والتي يمكن أن يساهم فيها انقطاع خدمات الرعاية الصحية، إلى زيادة التوتر والصدمات، الناتجة عن النزوح والمخاطر البيئية، في تدهور الوضع الصحي بين الأفراد الضعفاء.

**عزلة..
وعن الوصول إلى المساعدات الإنسانية، نبه قاسم قائلاً (يمكن أن تعيق الظروف الجوية القاسية، إيصال المساعدات الإنسانية إلى مجتمعات النازحين، في المناطق النائية، أو التي يصعب الوصول إليها، ما يؤدي إلى تفاقم عزلتهم، ومحدودية وصولهم إلى الخدمات الأساسية، فيصبح ضمان استمرارية عمليات الإغاثة، أكثر صعوبة خلال فترات الطقس المتطرف، الأمر الذي يحرم السكان الضعفاء، من الخدمات.).

**تعزيز وتعافي..
وفي ختام حديثه ناشد رئيس وحدة الانذار المبكر، في الهيئة العامة للأرصاد الجوية في السودان، الجهات الفاعلة الإنسانية والوكالات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، تعزيز آليات الاستعداد والاستجابة، موضحاً أن أنظمة الإنذار المبكر، والتخطيط للطوارئ، وتعزيز البنية التحتية، والجهود المنسقة لمواجهة التحديات، المتداخلة للصراع وتقلب المناخ، أمراً بالغ الأهمية، لحماية رفاهية وقدرة السكان الضعفاء في السودان. وأمن أبو القاسم في ختام حديثه على ضرورة الاهتمام والتركيز، في الاحتياجات الفريدة، ونقاط الضعف، في المجتمعات النازحة، في سياق التوقعات المذكورة أعلاه، داعياً أصحاب المصلحة، للتخفيف من الآثار السلبية، ودعم مسارات التعافي المستدام، للفئات الأكثر عرضة للخطر.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

بينما تنمو الشركات، لا بد أن ينمو التزامها تجاه بيئتنا

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم: جيرمي سيل، المدير التنفيذي للاستراتيجية للمجموعة، “بيوند ون” 22 يوليو 2024 …