“وجبة ….. إبداع وابتكار (79) “دور اليقظة الاستراتيجية في تعزيز الميزة التنافسية (10)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 24 يوليو 2022

دور اليقظة في تعزيز الميزة التنافسية
الميزة التنافسية هل كل ما يميز الخدمة أو المنتج عن باقي الخدمات في المنظمات المنافسة بتوفير المعلومات اللازمة عن مختلف المنافسين وعلى مستوى المجالات فيها، والمعلومة تساعد المسيرين في صناعة الميزة التنافسية، واستمرارها متعلق في استمرار توفر المعلومات وطريقة معالجة واستخدامها بالشكل المناسب، مما يساعد على خلق التكامل والتنسيق في بيئة المنظمة بمشاركة جميع المستويات الإدارية، فبيئة المنظمة تمثل مجموعة من المتغيرات والعناصر الداخلية والخارجية المحيطة بها التي تؤثر على قراراتها ونشاطها وتتحكم في تطورها وبقائها، فالتشخيص الجيد والفعال لبيئتها من خلال اليقظة الاستراتيجية لاقتناص الفرص ومواطن التغيير بشكل استباقي يساعدها على تحديد اتجاه البوصلة للسيطرة على المتغيرات والتأقلم مع المستجدات بشكل مستمر، ويساعدها في تحقيق استمرارية الأداء التنافسي واتخاذ القرارات وتدفعها للتغيير وتحقيق الاستباقية عن غيرها من المنظمات المنافسة ويضعها في الموقع الريادي، كما وتعمل اليقظة الاستراتيجية على توفير المعلومات التي تساهم باتخاذ القرار لضمان استمرارية وديمومة الميزة التنافسية (1)،

ويمكننا القول بأن اليقظة الاستراتيجية هي عملية تزود المنظمات بالمعلومات التي تأهلها لمواجهة المنافسة أو هي المفتاح الاساسي للميزة التنافسية من خلال خلق الفرص ومواجهة التهديدات، كما وتعتبر نظام مفتوح للبيئة الخارجية تؤثر وتتأثر به وتأهلها للموقع الاستراتيجي الصحيح لتحقيق انطلاقة جديدة شاملة أو جزئية.

اليقظة الاستراتيجية والقوى الخمس لـ “بورتر”
يشمل مفهوم اليقظة الاستراتيجية تعبيرا شاملا عن اليقظة والتي تتكون من عدة أنواع متكاملة، حسب ما تم الإشارة إليه في مقالة سابقة، حيث تعطي اليقظة الاستراتيجية للمؤسسة القدرة على التصرف بسرعة وفي الوقت المناسب مع أكبر قدر من الفعالية، وأقل قدر ممكن من الوسائل مساهمة في تحقيق وتحسين تنافسيتها الدائمة. “حيث أن حدة المنافسة تزداد يوم بعد يوم في قطاع الصناعة، كما أصبحت تعد السلوك الوحيد للمنافسين وهذا ما أوضحه نموذج بورتر حيث حدد المعلومات الخمسة الأساسية للمنافسة التي تحكم مستقبل المؤسسة، وعليه فإن المؤسسة بحاجة لتحديد وتعريف واضح لمختلف الخصائص التي تتميز بها تلك المعلومات لتستطيع فيما بعد تحديد أفضل الاستراتيجيات التي يجب تبنيها، عن طريق وضع جهاز رقابة للتطور الحاصل في المحيط، إذا كانت لديها الرغبة أو الوسائل للقيام بذلك، إن هذا الجهاز الشامل يطلق عليه “اليقظة الاستراتيجية” ويمكن تقسيمها إلى أربع أجهزة ثانوية فرعية من يقظة متخصصة تكنولوجية، تنافسية، تجارية ومحيطية (بيئية)، وكما اقترح Martinet وRibault نظرة هامة حول العلاقة الاتفاقية بين القوى الخمس والأشكال التي يمكن استخراجها من اليقظة على حسب ميدان النشاط المستهدف(2).

علاقة الذكاء الاقتصادي باليقظة الاستراتيجية
أول تعريف عملي للذكاء الاقتصادي ظهر سنة 1994، من طرف مجموعة العمل في المحافظة العامة للتخطيط بفرنسا، حيث تم تعريفه على أنه “مجموعة الأعمال المرتبطة بالبحث، معالجة وبث المعلومة المفيدة للأعوان والمتدخلين الاقتصاديين لصياغة استراتيجياتهم(3)

فالذكاء الاقتصادي يعمل على إيجاد المعلومة المفيدة بأفضل تكلفة، يحللها ويضعها تحت تصرف المقررين في المنظمة في الوقت المناسب، وبالتالي فهو عامل أساسي للمنافسة، أي يقوم على التزويد بالمعلومات المناسبة في الوقت المناسب مما يسمح باتخاذ القرار المناسب والتحرك للنهوض بمحيطه في الاتجاه المناسب، ويعتبر حارس لمراقبة محيط المؤسسة لمعرفة التهديدات والفرص.

ويمكن اعتبار اليقظة تنظيم رسمي تشكله المنظمة عن قصد بهدف البحث عن المعلومات وجمعها ومعالجتها واستغلالها لضمان أن تكون المؤسسة في حالة حذر ومراقبة مستمرة للمحيط الذي تنشط فيه، غير أن المنظمة الحديثة تتابع التغيرات في المحيط عن طريق الممارسة اليومية للأنشطة التي تقوم بها، ومع الاطراف الذين تتعامل معهم، مما يسمح لها أن تكون في حالة يقظة دائمة.

ويعتبر نظام اليقظة نظام يستند على المعلومات يساعد على اتخاذ القرار أو العمل الجماعي الاستباقي لتحقيق اليقظة الاستراتيجية، التي تلعب دور فاعل وهام في إدارة التغيير، من خلال استشعار وإدراك القادم من قبل بعض المديرين بمرحلة مسبقة ليكون في مرحلة اليقظة أو نظام التيقن أو نظام اليقظة، وهذا ما يميز المديرين المدركين عن غيرهم.

وأخيراً تستطيع القول بأن اليقظة الاستراتيجية ليس هدف وإنما أداة أو طريق يؤدي إلى الذكاء الاقتصادي لتحقيق الاهداف الاستراتيجية عن طريق الحصول على المعلومات، ومعالجتها والاستخدام الجيد لمصحلة المؤسسة، وأيضاً والمصدر الاساسي للمعلومات في المنظمة لتدعيم موقفها أمام المنافسين ومواجهة التكيف مع التغييرات البيئية السريعة من خلال اكتشاف فرص التحسين والانذارات الخارجية واستدراكها قبل حدوثها لاتخاذ القرارات المناسبة وبقائها وتحقيق أهدافها.

المراجع:
1. د. مريم فطوش، محاضرات في مقياس اليقظة الاستراتيجية والمؤسسية، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة سطيف.
2. داودي الطيب وآخرون، اليقظة التكنولوجية كأداة لبناء الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية، ص10، ratoulrecherche.arabblogs.com/daoudi+rahal+chine.pdf‎
3. عبد الرا زق خليل وأحلام بوعبدلي، الذكاء الاقتصادي في خدمة منظمة الأعمال، المؤتمر العلمي الدولي الخامس حول اقتصاد المعرفة والتنمية الاقتصادية، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة الزيتونة، الأردن، 28/ 27 أفريل ،2005، ص2.
4. عبد الفتاح بوخمخم، عائشة مصباح، دور اليقظة الإستراتيجية في تنمية الميزة التنافسية للمؤسسة الإقتصادية، الملتقى الدولي الرابع حول المنافسة والاستراتيجيات التنافسية، 8/9 نوفمبر 2010، ص9.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …