شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 19 فبراير 2023
حظى موضوع الابتكار باهتمام الكثير من العلماء والباحثين، وأصبح ضرورة حتمية في عصر التكنولوجيا، لأهميته في جميع مجالات الحياة، حيث تعرضت دراسات وبحوث عديدة لهذا الموضوع مستخدمة مداخل شتى فى الدراسة، فهناك من تحدث عن الابتكار كعملية ذات مراحل متعددة تبدأ عموماً بالاحساس بالمشكلة وتنتهى باشراق الحل، وهناك من تناول الابتكار من خلال العوامل العقلية وغير العقلية التى تدخل فى تكوينه، ويعتبر هذا الاتجاه من أهم الاتجاهات التى تناولت مفهوم الابتكار لأن أصحاب هذا الاتجاه قد حددوا عدداً من المتغيرات التى تتدخل فى تكوين التفكير الابتكارى وعدداً أخرى من السمات غير العقلية المرتبطة بهذه القدرات، ويعتبر جليفورد رائداً للعلماء الذين حاولوا تحديد القدرات العقلية الابتكارية فى ضوء ما يسميه البعض بالتفكير المنطلق Divergent thinking . وتمشياً مع هذا الاتجاه ظهرت دراسات تربط بين الابتكار ومتغيرات أخرى مثل الذكاء وحب الاستطلاع والدافعية (1).
1. مفهوم الابتكار
الابتكار عبارة عن النشاط النفسي الذي يبتدىء من إفراز استجابات على درجة كبيرة من الأصالة والمرونة والطلاقة سواء باستخدام المقاييس النفسية أو في مواقف السلوك التلقائي أثناء اللعب أو غيره من المواقف (2).
ويتحدث أندروز (Andrewes) عن الابتكارات العملية فيرى بأن الابتكار هو العملية التي يمر بها الفرد أثناء خبراته التي تؤدي إلى تحسين وتنمية ذاته، كما أنها تعبر عن فرديته وتفرده (3).
وقد عرفه تورانس، بأنه عملية، بحيث يصبح الفرد حساساً للمشكلات، وأوجه النقص، وفجوات المعرفة والمبادىء الناقصة فيحدد فيها الصعوبة ويبحث عن الحلول ويقوم بتخمينات، ويصوغ الفروض، ويعيد اختبارها ويعدلها، ثم يقيم نتائجها في النهاية (4).
ويرى عباس، 2004، أن الابتكار يأتي من طريق المؤسسة في تنفيذ الأفكار وتحويل المفاهيم الخلاقة لموظفيها أو العاملين فيها إلى حقائق بالتسبب في التغيير، أو بالاستفادة من التغيير، وأن الابتكار المنتظم الذي يستفيد من التغيير عو الأعظم فعالية(5). ويعرف روابح الابتكار بأنه: عملية التطبيق الفعلي لفكرة جديدة في مجال ما بشكل يؤدي إلى تحقيق قمة مضافة للمؤسسة والمستخدم (6).
2. تعريف الابتكار :
وقد تناول الباحثون الابتكار من جوانب مختلفة، ووضعوا له العديد من التعريفات منها:
الابتكار : خلق أو إنشاء أو تطوير وتنفيذ جديد لمنتج جديد أو عملية أو خدمة بهدف تحسين الكفاءة والفعالية والقدرة التنافسية.
كما عرفه داركر: بأنه التغير الذي ينشىء بعداً جديداً من الأداء.
كما يعرفه عبود بأنه: عملية يحاول الانسان عن طريقها استخدام تفكيره وقدرته العقلية فيما يحيط به من مؤثرات مختلفة وأفراد مختلفين، من أجل أن ينتج إنتاجاً جديداً بالنسبة له، وبالنسبة لبيئته على أن يكون هذا الانتاج نافعاً للمجتمع الذي يعيش فيه (7).
وعرف روجر (Rogers) الابتكار بأنه “ظهور إنتاج جديد ناتج عن تفاعل بين الفرد ومادة الخبرة”.
كما عرفه جميس وايفانس (Evans & Games) بأنه “القدرة على اكتشاف علاقات جديدة وتشكيل مفاهيم جديدة من مفهومين أو أكثر موجودين قبل ذلك في العقل”، أن كل ابتكار يعتبر دمجاً جديداً للأفكار، المنتجات، الألوان، الكلمات وما إلى ذلك، يؤدي الإبداع إلى اكتشافات عملية، ومنتجات ابتكارية جديدة وكل منها تحقق رضا لبعض احتياجات العنصر البشري.
وترى ايلين يرس (Ellen Yers) أن الابتكار هو “القدرة على تجنب الروتين العادي، والطرق التقليدية في التفكير، مع إنتاج أصيل وجديد وغير شائع يمكن تنفيذه أو تحقيقه”.
وتعرف انا كرافت (ANNA Craft) الابتكار بأنه: طريقة غير تقليدية في التفكير، والعمل، والمعرفة.
ويعرف محمد المفتي، 1995، الابتكار بأنه “عملية لها مراحل متتابعة، تهدف إلى إنتاج يتمثل في إصدار حلول متعددة تتسم بالتنوع والجدة، وذلك في ظل مناخ داعم يسود الاتساق والتآلف بين مكوناته”.
ويرى منير كامل ، 1996، أن التفكير الابتكاي هو ” الأسلوب الذي يستخدمه الفرد في إنتاج أكبر عدد من الأفكار حول المشكلة التي يتعرض لها الطلاقة الفكرية، وتتصف هذه الأفكار بالتنوع والاختلاف (المرونة) وعدم التكرار أو الشيوع (الأصالة)”.
المراجع:
1. Maw and Maw 197; Day 1968, Hedi Keller 1983; 1989،
2. عبد الحميد مصري، الإبداع من منظور متكامل، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1997، ص26
3. نصر الدين السيد، الابتكار وإدارته، سلسلة غير دورية تعنى بتقديم اجتهادات حديثة حول العلم والمستقبل، القاهرة، المكتبة الأكاديمية، 2010، ص12
4. بركات فاطمة، دور الكمبيوتر في تنمية الابتكار، القاهرة،، الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريد، 2010، ص 43-45
5. عباس سهلة، القيادة الإبتكارية والأداء المتميز، عمان، دار وائل للنشرو والتوزيع، 2004، ص125
6. روابح عبدالقادر، الإبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة، دراسة وتجارب وطنية ودولية، دراسة مقدمة الملتقة الدولي لتشجيع الإبداع في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تجربة الاتحاد الأوروبي، اللبيدة، الجزائر/ جامعة سعد، 2011، ص19
7. نجم عبود، إدارة الابتكار ، المفاهمي والخصائص، الأردن، دار وائل للنشرو والتوزيع، 1432، ص36