شبكة بيئة ابوظبي، مراكش، المملكة المغربية، 27 يوليو 2024
في إطار تنفيذه للمشروع الثالث حول *تأطير ومواكبة التعاونيات الفلاحية بجهة مراكش-آسفي (المغرب) من خلال تبني حلول تعتمد على الطبيعة وأساليب الإنتاج المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية في ظل التغير المناخي والتصحر*، والذي يعتبر الآلية التشاركية الجهوية الرامية إلى دعم وتعزيز قدرات التعاونيات النسائية المتخصصة في المنتجات المجالية والزراعية في مختلف مراحل بلورة وتنفيذ ومتابعة واستعراض “مشاريع التكيف مع التغير المناخي وفق مقاربة النوع الاجتماعي في جهة مراكش-آسفي”، تم تنظيم ورشة *ماستر كلاس* تعاونيات نسائية رائدات في المنتجات المجالية والزراعية بجهة مراكش-آسفي، على هامش الدورة التدريبية التي نظمها مركز التنمية لجهة تانسيفت، مراكش، أيام 19 و20 و21 يوليوز 2024 بمراكش، من خلالها تم بسط تجارب ثلاثة نسوة رائدات في العمل التعاوني بالجهة.
قصة نجاح مشروع الزراعة البديلة في ظل مناخ متغير بالرحامنة
للسيدة حفيظة الفلاحي، تعاونية الفلاحية الألفية الثالثة للإنتاج الكسكس – الرحامنة، علاقة مميزة بالأرض، فقد أسهمت في تكوين وتأسيس جمعيات متخصصة في تثمين المنتوج المحلي، إضافة إلى تكوين النساء القرويات المنقطعات عن الدراسة، وكذا تأطيرهن في مجال الأنشطة المدرة للدخل. كما تم تتويجها بجائزة ” تميز للمرأة المغربية ” ، كممثلة جماعة بوروس القروية. خلال الدورة الثامنة لسنة 2023، المنظمة من طرف وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة حول موضوع “المقاربة المندمجة لتمكين النساء بالوسط القروي باستخدام التكنولوجيا الحديثة “، تحت شعار: التكنولوجيا رافعة لتمكين النساء بالوسط القروي. وفي إطار تحسين الأمن الغذائي عندما تتأثر محاصيل الحبوب الرئيسية، مثل القمح، الشعير أو الذرة بالظواهر المناخية التي لا يمكن التنبؤ بها، أسهمت السيدة حفيظة الفلاحي في إدخال محصول زراعي جديد *الكينوا*، لم يسبق زراعته من قبل في منطقة الرحامنة، وسط المغرب، المتميزة بالجفاف وقلة الموارد المائية .
حكاية صانعة منتجات محلية من الحوز … وصلت حتى الصين
السيدة مليكة كوكات، رئيسة تعاونية آفاق التوامة لصنع الجبن وتربية النحل ورئيسة جمعية توأمة لتكوين وتأهيل المرأة القروية بإقليم الحوز، المغرب. ،شاركت في دورة تكوينية، امتدت لأربعة أشهر كاملة بولاية وهان بجمهورية الصين الشعبية، تلقت “السيدة مليكة كوكات” خلالها تدريبات مكثفة في تقنيات الإنتاج والتسويق و تعلم المعالجة على الكمبيوتر، وغيرها من المهارات التي وجدت نفسها تقتحمها كما لو كانت مدفوعة بقوة غيبية نحو مغامرة ظلت محفورة في ذاكرتها و شكلت مصدر إلهام للعديد من نساء إقليم الحوز.. ولم تقتصر الرحلة على تعلم فنون العيش لدى الصينيين، بل إن المستفيدات خضعن لدروس في الصناعة التقليدية مثل الخياطة والطرز وصناعة الحقائب اليدوية وتزيينها، كما منحهم وزير الصناعة والتجارة التجارة بالصين ديبلومات وشواهد تقديرية, هذا بالإضافة إلى كون السيدة مليكة، رئيسة تعاونية فلاحية متخصصة في تربية النحل و تثمين العسل الحر و مشتقاته, كانت بدايتها من خلال تكوينات متخصصة في هذا المجال, و بعد عملها بتفان واجتهاد لمدة معينة في انتاج و تسويق أجود أنواع العسل الحر, توفقت في تقديم منتجات طبيعية عالية الجودة.
على طريق “صفر نفايات”.. مخلفات عضوية تتحول إلى منتجات محلية
السيدة خديجة بركات، رئيسة تعاونية خيرات وابداع بلادي، خبرة تزيد عن 20سنة في ميدان تصنيع المواد الطبيعية للتجميلية، حاصلة على مجموعة من الديبلومات في هذا التخصص وأيضاً خبيرة في مجال تلقين وتدريس وتحويل الأعشاب الطبية والعطرية. اتخذت تعاونية نهجا مبتكرا ومستداماً يهدف إلى استثمار وتوظيف الموارد الطبيعية المحلية المتاحة، بحيث تتم إعادة تدوير قشور الفواكه والخضر، من بعد اخضاعها إلى المعالجة والتجفيف بطرق صحية للحصول على مستخلصات طبيعية، تعمل التعاونية على تثمينه من خلال تصنيع جميع منتجاتها التجميلية الطبيعية وذلك لما تتوفر عليه هذه المخلفات من بروتينات وأهمها بروتين الكولاجين الذي تعتمد عليه جميع المنتجات التجميلية الطبيعية، وذلك لتجديد الخلايا وإعطاء شباب للبشرة. عملاً بهذه المنهجية المبتكرة بإعادة تدوير هذه القشور تكون التعاونية النسائية قد أسهمت بنسبة عالية في التقليل من النفايات الصلبة وبالتالي الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة. ويتم توظيف هذا المستخلص البروتيني في تصنيع الصابون الصلب ومجموعة من المقشرات والكريمات وبعض المنتجات التجميلية الأخرى. إعادة تدوير قشور الفواكه والخضر يمتل حل مبتكر كما يعزز من الحفاظ علي البيئة ودمج الشباب في هذه الميادين المنتجة الصديقة للبيئة مع خلق قيمة اقتصادية وصحية مما يجعله خيارا متاليا للمستقبل في ظل نقص الموارد الطبيعية في ظل التغير المناخي وقلة المياه بسبب الجفاف.