النباتات السورية بيت التسمية والانتماء

شبكة بيئة ابوظبي، إعداد: د. موفق الشيخ علي، استشاري إدارة موارد طبيعية، فلورة سورية أونلاين 03 ديسمبر 2024 (*)

عندما بدأ العلم والعالم يبحث في تصنيف الأنواع النباتية تم اعتماد التسمية الثلاثية للأنواع النباتية (منذ منتصف القرن السادس عشر) وكانت الموسوعة النباتية للمشرق Flora orientalis من أوائل الموسوعات التي تم فيها ذكر ووصف الأنواع النباتية في سورية كغيرها من المشرق.

ماذا تعني التسمية الثلاثية للنوع النباتي؟
كما لدى المجموعات البشرية تم اعتماد تصنيف الأنواع النباتية بتسلسل معين لن أخوض هنا في تفاصيلها، ولكن هي على مستوى عائلات تنتمي لها أجناس التي تنتمي لها أنواع مع ذكر اسم من قام بتسمية النوع وعلى سبيل المثال فقط الوردة الدمشقية اسمها العلمي العالمي Rosa damascene Herrm. وتنتمي للعائلة الوردية Rosaceae أي أن اسم الجنس هو الورد Rosa واسم النوع هو damascene ومن قام بالتسمية هو الباحث Paul Herrmann وقام بالنشر للمرة الأولى لهذا الاسم حسب المراجع في العام 1762.

اختيار اسم النوع يرتبط برغبة من يقوم بالتسمية (وهنا يمكن تشبيه الحالة برغبة الأبوين في تسمية مولودهم) وهذه التسمية ربما ترتبط بالمكان الذي شاهد فيه النوع الجديد للمرة الأولى، أو بالوفاء لأسماء اساتذته، أو بالأوان أو الشكل المميز للنوع.

فهناك أسماء أنواع ارتبطت بالتجعد وأصبحت undullata أي الورقة مجعدة أو بالأشواك وأصبحت spinosa مشوكة أو باللون وأصبحت glauca مزرقة.

من خلال عملنا على مبادرة فلورة سورية اونلاين تركز اهتمامنا على الأنواع التي تمت تسميتها نسبة إلى سورية ومدنها وقراها أو حتى إلى “العربية” لنجد أنه ما زال العديد من الأنواع النباتية تنسب إلى سورية ومدنها وقراها بما في ذلك تدمر وزنوبيا.

دعونا نعترف هنا أن أشهر وأنشط من قام بعمليات التسجيل والتعريف بنباتات الشرق الأوسط ومنها سورية منذ القرن السابع عشر هم من الباحثين الألمان والنمساويين والبريطانيين ومنهن من اعتمر القبعة اليهودية وأشهرهم ميشيل زوهاري وجورج بوست.

جورج بوست أصدر موسوعة نباتية تناولت جغرافية سورية وفلسطين وصولاً إلى سيناء في بدايات القرن الماضي وتلاه ميشيل زوهاري جال في الشرق الأوسط على مدى أعوام في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وأصدر كتابا لا يزال مرجعا أساسياً في الجغرافية النباتية للشرق الأوسط حدد من خلاله الأنواع الرئيسية وأماكن تواجدها من العراق وصولاً إلى الجزيرة العربية وسيناء، وزوهاري أصبح أستاذ الجغرافية والتصنيف النباتي في جامعة تل أبيب منذ إعلانها للعام 1948.

ولكن ما لفت النظر أيضا أن هناك محاولات حثيثة ونجحت للأسف في استبدال مثل تلك الأسماء وإعادة تسميتها، طبعا بناء على دراسات علمية وأسس علمية، وتغيير نسبتها إلى ما يوحي بشبهة التعمد إلى مواقع ومناطق وأسماء أخرى بعيدا عن ذلك.

القطف أبيض الفروعBoiss 1853 ِAriplex leucoclada والمعروف بالقطف السوري أصبح Atriplex turcomanica (Moq.) Boiss 1879
Chorispora syriaca Boiss. 1842 أصبح Chorispora purpurascens (Banks & Sol.) Eig 1937
المران السوري Fraxinus syriaca Boiss 1849 أصبح تحت نوع من Fraxinus angustifolia subsp. syriaca (Boiss.) Yalt. 1979
والغلايول الحلبي Gladiolus aleppicus Boiss أصبح اسمه Gladiolus atroviolaceus Boiss

من ناحية أخرى, هناك تساؤلات حقيقية عن مدى الاستفادة التي تمت من أصول وراثية مثل الإجاص السوري Pyrus syriaca المعروف لدينا بالعرموط أو المراب كأصل وراثي لتطعيم التفاح أو من الأصول الوراثية لآباء القمح التي تنتشر في سهول الحسكة وحوران وهنا نشير إلى أن الأباء البرية للقمح وهما أنواع من Aegilops و Triticum يتواجدان بشكل بري في الحسكة وحوران كما لا بد من الإشارة إلى أنه وحسب التنقيبات الأثرية فإن أول مجتمع زراعي قام بتدجين القمح وزراعته كان في تل هريرة قرب الرقة (مجلة العلوم الأمريكية الصادرة في نسختها العربية في الكويت, العدد 10/6 للعام 1989)

(*) www.fsol.net.sy

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

دعم برامج تنمية وحماية أشجار القرم ضمن إطار مبادرة القرم – أبوظبي

اتفاقية تعاون وقعتها هيئة البيئة – أبوظبي مع شركة دولفين للطاقة شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات …