غريتا، ريما، إيمان وأميمة والنضال من أجل المناخ
شبكة بيئة ابوظبي، المهندس محمد بنعبو الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، رئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة، 09 نوفمبر 2021
تستمر انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع بالرغم من التقارير الأخيرة الصادرة بشأن التأثير الايجابي لجائحة كورونا على الغلاف الجوي وخلال فترة الحجر الصحي، مما يؤثر على التنزيل الفعلي لاتفاقية باريس للمناخ التي تهدف للحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية وإذا أمكن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، لكن التزامات الدول بالحد من غازات الاحتباس الحراري لا تزال غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، لهذا طالبت حركة الشباب من أجل المناخ العالمية بإعلان حالة الطوارئ المناخية، حركة ألهمت الشباب عبر ربوع المعمورة بأخذ زمام الأمور فيما يخص النضال البيئي لإسماع صوت الشباب في جميع المحافل الدولية، وكان لهم ذلك سنة 2005 في قمة المناخ العالمية في نسختها الحادية عشرة بمونتريال الكندية حيث كان حضور الشباب قوي في الوفد الكندي وتلت مشاركات الشباب في قمم الاطراف للمناخ وتجلت المشاركة النوعية للشباب في قمة الشباب الأخيرة المنعقدة قبل زمن كورونا وفي نيويورك بمقر هيئة الامم المتحدة بحضور الشابة السويدية غريتا تونبرغ مبدعة العمل الشبابي المناخي عبر العالم.
نساء شابات في الأمام من أجل المناخ
ومثل غريتا تونبيرغ السويدية، توجد هناك غريتا الكندية، والسويسرية والتونسية والمغربية، أيقونات شبابية مناخية تتلألأ في سماء النضال البيئي، تجمعن بين الالتزام البيئي والاجتماعي، أيقونات تشغلن مساحات إعلامية كبيرة، عبر القنوات الإذاعية والتلفزية العالمية، لكن بالنسبة لهن يكمن الجوهر في مكان آخر وليست في التوجه نحو عدسات الكاميرات، بل الأهم من ذلك هو اعتبار أزمة المناخ عبارة عن إعلان حالة الطوارئ المناخية وهي تحقيق العدالة المناخية، والمطالبة بالاستماع إلى العلم، حيث ليس من الضروري الانتظار الى سنوات 2030، 2050 أو 2060 لتحقيق الحياد الكربوني كما تبنت ذلك مجموعة من القوى العظمى في العالم، إنهن تطالبن بالتخلص الآني والفوري من استعمال الوقود الأحفوري والمرور مباشرة الى الطاقات المتجددة معتبرة أن هذه التواريخ هي مواعيد افتراضية لا غير.
جمعت قمة الشباب للمناخ المنعقدة بمقر هيئة الأمم المتحدة يوم 21 شتنبر 2019 نشطاء المناخ الشباب من كل دول العالم: غريتا ثونبرج، برونو رودريغيز، وانجوهي نجوروج وكومال كاريشما كومار، وجاءت مشاركة الشباب للمطالبة بمزيد من الإجراءات المناخية الطموحة من قبل الدول، القمة التي عرفت إطلاق الشباب لتحذير خطير لقادة العالم من أنهم سيحاسبون على عملهم أو تقاعسهم عن العمل بشأن تغير المناخ.
كانت الناشطة السويدية أول من يتحدث من الشباب في قمة المناخ للشباب، بعدما لاقت ترحيبا كبيرا من طرف الشباب المشاركين ومن الامين العام لهيئة الامم المتحدة، تحدثت غريتا الى زعماء العالم قائلة: “بالأمس تظاهر آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم وطالبوا باتخاذ إجراءات مناخية حقيقية وخاصة الشباب”، حركة الشباب من أجل المناخ التي ألهمت ملايين الشباب عبر العالم كانت من الهام الشابة السويدية البالغة من العمر 16 عاماً والتي شنت إضراباً مدرسياً في بلدها احتجاجاً على عدم وجود العمل المناخي، واليوم وصل عدد الإضرابات المدرسية الى 124 يوم جمعة إضراب.
حركة الشباب من أجل المناخ الأرجنتينية وفي كلمتها التي قدمها الناشط الأرجنتيني برونو رودريغيز خلال قمة الشباب للمناخ، أكد على إعلان: “حالة الطوارئ المناخية” موضحاً لقادة العالم: “لديكم التزام بإجراء تغييرات جذرية” ويضيف: “إن حركتنا تدرك أن القوة لن ترى شيئاً بدون نضال”، وأضاف النشاط المناخي البالغ من العمر 19 عاماً: “لهذا السبب قررنا النضال في الشوارع جنباً إلى جنب مع الطبقة العاملة في بلدنا والمجتمعات المهمشة من خلال تنظيم إضرابات ضخمة أمام برلماننا من أجل وضع حد للسلوك الإجرامي للشركات الملوثة الكبيرة وللامبالاة السياسيين”، مؤكداً على أن مائة شركة تعتبر هي المسؤولة لوحدها عن 71٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة، مطالباً إياها بالانتقال الى مسار مستدام، ويؤكد برونو: “بالنسبة للعدالة المناخية والبيئية هي مسألة تتعلق بحقوق الإنسان وبالعدالة الاجتماعية وبالسيادة الوطنية، أما فيما يتعلق بالموارد الطبيعية فينبغي على القادة بعد الآن الاستماع إلى ما يقوله العلم والعلماء ويأخذونه بعين الاعتبار”.
“يعيش الشباب من مختلف أنحاء العالم في خوف دائم وقلق مناخي، إن الشباب يخافون على مستقبلهم، وعدم اليقين من أجل حياة صحية”، كما تؤكد مؤسسة حركة الشباب من أجل المناخ فيجي مضيفة: “نحن نعيش في جزيرة في المحيط الهادئ مهددة بشكل مباشر بالاحتباس الحراري ومنازلنا نغرق ومجتمعاتنا تختفي، مما يمثل تهديداً لأسلوب حياتنا”، ودعت كومال كاريشما كومار رؤساء الحكومات إلى دعم صندوق المناخ الأخضر كما دعت القادة إلى دعم اتفاقية باريس للمناخ “لاحترام حقوق الأجيال القادمة” محذرة قادة العالم قائلة: “سنحاسبكم إذا لم يحدث ذلك فإن الشباب سوف يحشدون من جديد ويظهرون لهم طريق الخروج”، منددة بإنكار بعض زعماء العالم لظاهرة تغير المناخ وبتجريم النشطاء الشباب في مجال المناخ.
إن العديد من الدول الأعضاء في اتفاقية الأطراف لتغير المناخ وعمداء المدن الكبرى في العالم مثل نيويورك وطورونطو وباريس ولندن يهتمون فقط “بالماركيتينغ” المناخي وتزيين الصورة البيئية الخارجية لمدنهم وبلدانهم، ويسعون الى ذلك سعياً للتربع على عرش لائحة الدول ذات المؤشر المناخي الجيد، ويهتمون كذلك بنمو بلدانهم الاقتصادي قصير المدى، وفي هذا الاتجاه تساءلت كومال كاريشما كومار الدول الأعضاء اتفاقية المناخ: “نحن لسنا عقود تأمين، نحن بشر، نحن مجتمعات، هل نطلب منكم الكثير للتوقف عن إضاعة الوقت ووضع الكلمات موضع التنفيذ؟ ” وتضيف: “المشكلة مع زعماء العالم أنهم يتحدثون كثيراً ولا يستمعون بشكل كاف”.
استمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي حضر القمة بصفته “مستمع متميز” باهتمام إلى المتحدثين الشباب، وقال الأمين العام: “المشكلة مع زعماء العالم هي أنهم يتحدثون كثيراً ولا يستمعون بما فيه الكفاية”، وقال أنطونيو جوتيريس: “كنت متشائماً إلى حد ما عندما بدأت ولايتي منذ أكثر من عامين حول التعبئة من أجل تغير المناخ، لكن الشباب منحوا منذ ذلك الحين زخماً جديداً لهذا العمل المناخي حيث أن حركتهم العالمية بدأت ببساطة بتعبئة شابة سويدية تظاهرت بمفردها أمام برلمان بلادها”.
كاثرين غوتييه “غريتا الكندية”
تتمتع كاثرين غوتييه بسجل حافل بالإنجازات، ففي عام 2005 عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، بمونتريال صعدت كاثرين المنصة لمخاطبة عشرة آلاف من المندوبين في المؤتمر الحادي عشر للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باعتبارها أصغر عضو في الوفد الرسمي لحكومة كندا، بعد ذلك بعامين، دعيت للتحدث في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وبعد ذلك ستشارك في العديد من المؤتمرات الدولية الكبرى حول تغير المناخ والتي ستأخذها إلى بالي 2007، كوبنهاغن 2009، كانكون 2010، ديربان 2011، الدوحة 2012، ليما 2014، باريس 2015، مراكش 2016، بون 2017، كاتوفيتشي 2018 ومدريد 2019 وكانت حاضرة بلا شك في المؤتمر السادس والعشرين لقمة الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ في غلاسكو.
وقامت كاثرين غوتييه أيضاً بإعداد وتنظيم وقيادة ندوات في جامعة شيربروك حول سياسة المناخ الدولية كجزء من مؤتمري ليما 2014 ومراكش 2016، وهي حاصلة على درجة الماجستير في القانون الدولي والسياسة الدولية، وتشغل كاثرين غوتييه منصب المدير الإداري لجمعية شباب البيئة الكندية منذ عام 2016.
بالواز ماري كلير غراف غريتا السويسرية
شاركت الشابة السويسرية بالواز ماري كلير غراف في قمة الشباب للمناخ المنعقدة بنيويورك حيث مثلت حركة الشباب من أجل المناخ سويسرا، حيث يطلق عليها لقب “غريتا سويسرا”، هذا اللقب يجب أن تعتاد عليه ماري كلير غراف، حيث أن الناشطة السويدية التي أصبحت أيقونة مناخية أوروبية، وتذكر أن: ” أزمة المناخ هي حالة طارئة، ويجب ألا ننتظر بعد الآن حتى نتحرك”علاوة على ذلك شاركت في مسيرة المناخ وجابت شوارع مانهاتن بنيويورك، وأعربت عن أسفها لجانب “الحفلة الكبيرة” في باتري بارك، حيث انتهت المسيرة بعد عبور الحي المالي من نيويورك، ” كان هناك مغني راب على مسرح كبير، بالإضافة إلى المطربين ويلو وجادن سميث أبناء الممثل ويل سميث قبل خطابات النشطاء الشباب بما في ذلك غريتا ثونبرج، ربما تكون هذه هي الطريقة الأمريكية للقيام بذلك، لكن بالنسبة لي هناك خطر فقدان المصداقية، يجب أن نأخذ على محمل الجد وأن نكون قادرين على المشاركة في صنع القرار والمفاوضات، لدينا حلول لاقتراح أهداف التنمية المستدامة، لذلك كنت أفضل أن يتم التعبير عن أهدافنا بوضوح، وعلى سبيل المثال أن يكون عالم شاب حاضراً للإبلاغ عن حالة الطوارئ المناخية” كما تقول وهي جالسة على مقعد في الحديقة بمجرد انتهاء الحفلة، وتؤكد: “في سويسرا، تركز رحلاتنا بشكل أكبر على الرسالة التي سيتم نقلها”، و تبلغ ماري كلير غراف من العمر 23 عاماً، مفعمة بالحيوية وهي تشارك في أول قمة مناخية للشباب للأمم المتحدة بحضور 499 من القادة الشباب الآخرين من جميع القارات، تم اختيارهم من بين 7000 مرشح تتراوح أعمارهم بين 18 و 26 عاماً، تقول: “إنه يوم لم ينتج عنه أي حل”، وتخطط طالبة العلوم السياسية في جامعة زيورخ للقاء المزيد والمزيد في نيويورك، حيث بقوة اصرارها وعزيمتها مثل غريتا ثونبرج التي التقت بالفعل باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة، تحضر قمة الأمم المتحدة للمناخ حيث سيتحدث 63 رئيس دولة.
الشباب المتحدثون باسم العلماء
“النواب سمعونا، لكنهم لم يستمعوا إلينا”، هذا ما قالته غريتا تونبيرغ التي تمت دعوتها إلى الجمعية الوطنية الفرنسية كجزء من زيارة الناشطة البيئية السويدية مع ثلاثة شباب فرنسيين أعضاء حركة الشباب من أجل المناخ فرنسا، بعثوا برسالة قوية إلى المسؤولين المنتخبين الحاضرين لكنها لم تكن دائماً مفهومة جيداً.
ومع ذلك فإن قاعة فيكتور هوغو في الطابق السفلي الثالث للجمعية الوطنية الفرنسية، ممتلئة عن آخرها عند افتتاح الاجتماع، وعلى المنصة، يجلس كل من عالمة المناخ وعضوة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ فاليري ماسون-دلموت، وغريتا ثونبرج وثلاثة نشطاء فرنسيين شباب، افتتحت الناشطة السويدية الاجتماع بإلقاء الخطاب الأول تدعم فيه تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، وأصرت على الحاجة الملحة للعمل من أجل المناخ وتناولت بضع نقاط لعالم من المسؤولين المنتخبين “غير الناضجين بدرجة كافية” لفهم تحديات الاحتباس الحراري.
بالإضافة الى غريتا تدخل أربعة شباب قادمون على التوالي من بوردو ولوريان وأنجرس وجرينوبل: فيرجيل موكيه (18 عاما) وأليسيا أركيتو (16 عاما) وآيفي فلور بويلو (19 عاما) وروبن جوليان (16 عاما) يمثل هؤلاء الشباب الملتزمين كل واحد منهم بكلماته وإيماءاته يوجه نفس الرسالة إلى القادة السياسيين: “افعلوا شيئاً!” و”كم عدد الأطفال الذين تحتاجهم في الشارع لتجعلك تتفاعل؟ ساعدنا في إنقاذ مستقبلنا!” كما تقول أليسيا، بينما يذكرنا فيرجيل أنه: “لكل فرد نصيبه من المسؤوليات، من واجبك اتخاذ قرارات ملزمة “.
تعبئة إيفي بوالو من أجل المناخ
إيفي بوالو هي واحدة من منظمي الإضراب المناخي الذي نظم بأنجيرز الفرنسية، طالبة المسرح تسير على خطى الشابة السويدية غريتا تونبرغ، “نقول لأنفسنا أنه إذا تحرك السكان بالكامل من أجل الكوكب، فإن الأمور ستتحرك بشكل أسرع عندما نرى تقاعس الحكومات، يجب أن تكون تعبئة المواطنين، والشباب في المقام الأول، أقوى من الضغط من جماعات الضغط ” تشرح عضو حركة الشباب من أجل المناخ، في التاسعة عشرة من عمرها وضعت آيفي حياتها اليومية في خدمة الكوكب، تقتني ملابسها من متاجر السلع المستعملة لمواجهة “الموضة السريعة” ، وتسافر بالدراجة أو الترامواي.
فيرجيل موكيه
هو شاب الأكثر شهرة بين أعضاء حركة الشباب من أجل المناخ فرنسا على الرغم من أن اسمه ووجهه لا يزالان مجهولين لكثير من الناس، يعيش طالب المدرسة الثانوية هذا البالغ من العمر 18 عاما في بوردو، وهو أحد قادة حركة المناخ في منطقة جيروند، “إن الحاجة الملحة اليوم هي الكفاح من أجل هذا المستقبل وهذا الآن. ” يؤكد جيروند، ويضيف: “حتى لو لم ننجح في تحقيق نتائج ملموسة بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، فإننا لا نزال نعد مجتمعا وجيًا سيكون مستعدا للتكيف معه”.
أليسيا أركيتوكس
قادمة من لوريان، كانت طالبة بالمدرسة الثانوية هذه نشطة للغاية لعدة أشهر في تنظيم مسيرات مناخية في مدينة بريتون: “لقد نشأنا في عائلات متشددة، نحن حساسون لقضايا الاحتباس الحراري، ونأكل عضويا، ونحن حذرون جدا في استعمال الماء، نريد أن نقلق الآخرين ونتصرف، من الجيد أن تكون مدركا، ولكن حان الوقت لفعل شيء ما” تؤكد أليسيا، وتضيف “إن خطابي سيركز حقا على حقيقة أن النضال المناخي يتصاعد، وأننا ننتظر أكثر من السياسات حتى تنجح”، شاركت هذه الشابة الخريف الماضي خلال مسيرات المناخ، وتقول: “نتحدث عن هموم الشباب، ونشرح للمسؤولين المنتخبين أنه يجب أن نكون في إجازة بدلا من أن نكون هناك أمامهم، نحن لسنا هنا لنصرخ عليهم ولكن لنطلب منهم اتخاذ إجراء، هم الذين يضعون القانون”.
فقط البلجيكيات اللائي تناضلن من أجل المناخ
لم تتفاجأ أوريان بيتيني، طالبة الدكتوراه في الفلسفة السياسية، برؤية الفتيات الصغيرات وهن ينظمن المسيرات المناخية وعليهم أن يواجهوا رد فعل الوصاية الأبوية من طرف السياسيين، جضور غريتا تونبيرغ الى العاصمة بروكسيل، أعطى زحماً ودفعة قوية لحركة الشباب من أجل المناخ بلجيكا، حيث قادت غريتا وأنونا وأديلايد وكيرا مسيرة مناخية جديدة في بروكسل، أما في أماكن أخرى من العالم فهناك فتيات صغيرات في إضراب أو ينظمن احتجاجات من أجل المناخ ولم يبلغوا حتى الثامنة عشرة من العمر ونراهم فقط في المظاهرات من أجل المناخ في أوروبا وأستراليا وأوغندا، فهل ستنقذ الفتيات الكوكب؟
غريتا ثونبرج، أنونا دي ويفر، كيرا جانتوا، ناكابوي فلافيا أصبحت هؤلاء الفتيات الصغيرات قائدات لنشطاء حركة الشباب من أجل المناخ عبر العالم، فإذا كانت غريتا تعتبر مصدر الإلهام لشباب هذه الحركة، فهي تعد المفجر التي أشعلت المسحوق، اكتسبت هذه الشابة السويدية البالغة من العمر 16 عاما سمعة سيئة في بلدها من خلال بدء إضراب مدرسي من أجل المناخ، منذ ذلك الحين انضم إليها في كفاحها عدة آلاف من الأشخاص حول العالم، وصنفتها مجلة تايم الامريكية ضمن 25 شاب مؤثر عبر العالم وتحت شعاره: “لماذا يجب أن ندرس من أجل مستقبل لن يكون موجوداً قريباً، بينما لا أحد يفعل أي شيء لإنقاذه؟”
البطلتان أنونا وكيرا
هما قادة التعبئة في بروكسل التي جذبت أكثر من 70000 مشارك في مسيرة المناخ المنظمة يوم 27 يناير2020، وجعلهم الممثل ليوناردو دي كابريو “بطلاته”، أنونا دي ويفر 17 عاماً وكيرا جانتوا 19 عاماً صديقتان مدى الحياة أسسوا معاً حركة الشباب من أجل المناخ، الذي يحشد أسراباً من الناس في مواجهة حالة الطوارئ المناخية من قال لهم إنهم في سنهم لا يستطيعون فهم كل شيء فهو خاطئ جداً، لا واحد ولا اثنان ولا ثلاثة لقد ابتلعوا جميع تقارير فريق الخبراء المعني بتغير المناخ ويعرفون بالفعل المزيد عن هذا الموضوع أكثر من نواب لوكسمبورغ، شعارهم: “أنا لا أؤمن بالنظام السياسي لذلك لا أريد أن أكون جزءاً منه، البيئة غير سياسية، وهي تهم الجميع.”
أنونا دي ويفر تقدم التقييم السنوي لحركة الشباب من أجل المناخ
قامت الناشطة المناخية بتقييم الذكرى السنوية الأولى للشباب من أجل المناخ: “لم أتوقع أن تأخذ مثل هذه السرعة، حدثت أشياء كثيرة، لقد ارتكبت أخطاء، لكننا حققنا أيضاً الكثير من الأشياء الجيدة وأنا فخور جداً بها، لقد تمكنا من العمل كمحفز لأيام الجمعة من النشاطات حول العالم”، توضح أنونا دي ويفر، “لقد أنجزنا أيضا الكثير في بلجيكا، الأشخاص الذين يأتون ليخبرونا أننا لسنا هنا للقلق بشأن المناخ ليسوا هم من وضعوا هذه القضية أولاً، الآن يمكننا أن نقول لهم: “لا يمكنك تقليل ما فعلناه: “وهذه فقط البداية.”
كان عام 2019 بمثابة لفتت نظر حقيقية لرواد الشباب من أجل المناخ، لقد عززت فقط التزامها بحركة المناخ والرسالة التي تريد نقلها: “لقد اتخذنا دائماً الخيارات التي اعتقدنا أنها كانت صحيحة في ذل الوقت، ولم يكن لدينا مثال أيضاً، والخطأ الوحيد الذي ارتكبناه هو أننا نقلنا القليل جداً من المعلومات عن أزمة المناخ يلتزم 100٪ الآن “.
لا يوجد قائد أو ناطق رسمي معين باسم حركة الشباب من أجل المناخ في فرنسا، ولكن هناك شابات في كل مكان على رأس المظاهرات والحركات، يشكلن ثلثي الأعضاء في الحركة فالأكاديميون يزرعون البدائل، بينما يبدو أنه من المقرر استئناف العمل المناخي للشباب بعد انحسار جائحة كوفيد-19 فمن المحتمل أن تتخذ أشكالاً مختلفة في المستقبل، ومن الصعب توقع التكتيكات الجديدة التي سيبتكرها النشطاء الشباب، لكن العمل المناخي للشباب في المستقبل سيكون مرجحا ربط الاهتمامات المناخية بالعدالة الاجتماعية وبالعدالة المناخية حيث أن هناك انفصال بين من ساهم في إنتاج أزمة المناخ واستفاد منها عن طريق حرق الوقود الأحفوري، وبين أولئك الذين سيتأثرون بشكل غير متناسب به وتلك الفجوة يجب إصلاحها، وفي سياق الشباب هذا هو عدم المساواة بين الأجيال حيث ساهمت الأجيال الأكبر سنا بشكل أكبر في المشكلة، لكن الشباب سيواجهون العواقب بشكل غير متناسب، وغالبا ما يكون الشباب أكثر حساسية للأشكال الأخرى من الظلم المناخي؛ لقد كانوا نشيطين للغاية في التواصل مع مجتمعات ومجموعات السكان الأصليين، وقد لعب ممثلو السكان الأصليين أدوارا رئيسية في الأحداث المناخية الشخصية الماضية، فيكفي دعوة الشباب للتحرك للأمام حيث من المرجح أن تصبح قضايا العدالة أكثر مركزية في الاحتجاجات المناخية.
ريما وتحقيق العدالة المناخية في تونس
استنكرت حركة الشباب من أجل المناخ تونس لامبالاة حكومة تونس بالعدالة المناخية، ودعتها إلى دمجها في القرارات والسياسات المتعلقة بشكل خاص بالقطاعات المتأثرة بشدة بالتغير المناخي، كما طالبت بإدماج التربية على التغيرات المناخية في البرامج التعليمية عبر عريضة إلكترونية تم إطلاقها عبر منصة صوت التابعة لمنظمة غرينبيس، العريضة التي جمعت عدداً لا بأس به من التوقيعات، لكن اهتمام الحركة بحماية التوع البيولوجي والأوساط الطبيعية بتونس، جعل ريما الرحماني ورفاقها في الحركة إطلاق عريضة لاقت قوة واقبالاً كبيراً من حيث التوقيعات الذي ناهز اربعة الاف توقيع، عريضة تهم حديقة الحيوانات ببلفيدير نظراً للوضعية المأساوية التي تعرفها الحيوانات المقيمة بهذه المؤسسة، وأعجبت بالتغيير التدريجي الذي أحدثه نشطاء المناخ الشباب في جميع أنحاء العالم، ريما رحماني 16 عاماً، ومحمد الجوادي 15 عاماً، هما طالبان تونسيان في المدرسة الثانوية يؤمنان بشغف بقوة الشباب وقدرتهم على إحداث التغيير، وقرر الطالبان التونسيان اللذان أصابهما الذهول من إحجام الحكومة عن التصرف بشكل فوري وفعال الشروع في الحملة من أجل القضية من خلال تأسيس حركة الشباب من أجل المناخ تونس، الحركة التي أصدرت بياناً لها شهر يونيو 2020 تؤكد فيه على ضرورة إشراك النشطاء المناخيين الشباب في الحوار حول مخططات الإصلاح البيئي، تقول ريما أن: “الأجيال القادمة ستكون الأكثر تضرراً من أزمة المناخ وعلى الرغم من ذلك نظل كنشطاء للمناخ الشباب بتونس مستبعدين من الحوار”، كما تحث حركة الشباب من أجل المناخ تونس الحكومة على العمل مع العلماء وخبراء البيئة لوضع خطط جادة وفورية للحد من التلوث والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتؤكد ريما: “على الحكومة التونسية احترام الاتفاقيات الدولية بشأن المناخ ولا سيما اتفاقية باريس بشأن المناخ من أجل إنقاذ الأجيال الحالية والمقبلة من خطر وشيك”
إيمان وأميمة: الأمل والطموح المغربي
حركة الشباب من أجل المناخ المغرب هي حركة مستوحاة من الحركة الشبابية العالمية التي تقودها غريتا تونبرغ، أسستها إيمان وأميمة وصلاح بالإضافة إلى عدد متزايد من المؤيدين الشباب الذين تجمعهم مهمة رفع مستوى الوعي حول تغير المناخ بشكل رئيسي من خلال منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، من خلال الندوات الرقمية التي تم تنظيمها خلال فترة الحجر الصحي وطيلة زمن كورونا، والتي جمعت خبراء ومختصين في المناخ والتنمية المستدامة.
في الواقع، إن مؤسسي حركة الشباب مقتنعون بأن تأثيرهم وصل إلى جميع الولايات الأربع والعشرين، حيث يوجد العديد من نشطاءهم في مناطق مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، فإن حملة حركة الشباب من أجل المناخ تونس من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وتحديدا الفايسبوك وانستغرام، من خلال مشاركة المقالات والمعلومات الثاقبة حول تغير المناخ.
في البداية، كان الجمهور متردداً في الانضمام إلى الإضرابات أو الاعتراف بواقع تغير المناخ، يزعمون أن هذه اللامبالاة ناتجة عن النقص الواضح في الوعي بتغير المناخ في تونس، وبالتالي، فإن الوعي يقع في قلب حركتهم. الوعي هو أحد الدوافع النهائية، “لقد غير النشاط حياتنا إنه وسيلة للتعبير عن أنفسنا وتغيير وجهات نظر الأشخاص الذين لا يفهمون مدى إلحاح أزمة المناخ”، وتعمل الحركة على خلق جو عمل ودود للجميع، نشطاء حركة الشباب من أجل المناخ تونس “يوافقون” ويشاركون نفس الشغف للنشاط البيئي، لقد أظهروا أيضا أنهم على استعداد للتطوع في عدد لا يحصى من المجالات بما في ذلك الترجمة والتصميم الجرافيكي والتوضيح، ويعتقد مؤسسو حركة الشباب من أجل المناخ أن الإصلاح الحقيقي في أيدي صناع التغيير والقادة – أولئك في السلطة، وهذا هو سبب توجيه معظم إضراباتهم والتماساتهم إليهم، يقدم نشطاء حركة الشباب من اجل المناخ تونس عدداً من الحلول الممكنة، يقترحون أن لا ينبغي إغفال البيانات العلمية عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وإعلان حالة طوارئ دولية تتعلق بتغير المناخ ضرورة، ويجب على جميع البلدان احترام اتفاقية باريس الخاصة بـ COP21، حيث يجب على قادة العالم تحويل انتباههم بعيداً عن الصراعات الدولية والتجمع معًا لإنقاذ مستقبل الكوكب، وبصراحة، عندما بدأت العمل على هذا المقال لأول مرة، ملأتني كمية البيانات التي تعرضت لها بسخرية كبيرة، بدا الضرر غير قابل للإصلاح، ومع ذلك، فإن رؤية مثل هذه المجموعة من الشباب الأمل يؤمنون بإخلاص بقضية ما ويكافحون بشغف من أجلها أعاد إيماني بإمكانية التغيير، يمكن أن نكون جميعا مثل هؤلاء النشطاء الشباب، ملهمين ولا يتزعزعون.