شبكة بيئة ابوظبي، لي تشنغ، رئيس قسم التكنولوجيا، مجموعة علي بابا 25 نوفمبر 2021
تستضيف الصين يوم 11 نوفمبر من كل عام أكبر مهرجان للتجارة الإلكترونية حول العالم، ويعد أيضاً أحد أكبر المشاريع الرقمية في العالم. ووراء الكواليس، تُختبر مجموعة من التقنيات المبتكرة. أطلقت مجموعة علي بابا عدة تقنيات جديدة دعماً لمهرجان التسوق العالمي 11.11 خلال السنوات الأخيرة. وتضمن ذلك إطلاق قاعدة بيانات مطورة ذاتياً (OceanBase) عام 2014 لاستضافة أنظمة المعاملات، وأكبر بنية سحابية هجينة في العالم عام 2015، ونقلت أنظمة المعاملات الأساسية إلى السحابة عام 2019، على سبيل المثال لا الحصر. لكن هذا العام، ولأول مرة، يقام المهرجان بالكامل على السحابة.
وتعد الاستدامة إنجازاً آخراً للشركة. إذ تمكنا باستخدام التقنيات القائمة على السحابة من تقليل موارد الحوسبة المطلوبة لكل 10,000 معاملة بنسبة 50%، مقارنة بالعام الماضي.
ويُتوقع أن تحقق الاكتشافات التكنولوجية الأخيرة في مجالات قوة الحوسبة والخدمات السحابية فوائد أوسع للبيئة والمجتمع ككل. وتعد التكنولوجيا السحابية محركاً أساسياً يعزز إلى حد كبير كفاءة الحوسبة ويساهم في ترشيد الطاقة وضمان الاستدامة في الاقتصاد الرقمي.
وتقود علي بابا، في سياق مهرجان التسوق العالمي 11.11، تطوير التكنولوجيا السحابية الصديقة للبيئة وتدفع سلسلة معاملات المنتج نحو الاقتصاد منخفض الكربون، وتسرع تحويل التكنولوجيا إلى عامل تمكين للتنمية المستدامة.
إذ يتسبب كل منتج، سواء خلال مراحل التصنيع والتجارة والتداول والنقل، بانبعاثات كربونية ما. لذا يتمثل التحدي المستمر في تقليل حجم وتكلفة انبعاثات الكربون في سلسلة الصناعة ككل. وإذا اعتبرنا مهرجان التسوق العالمي 11.11 مثالاً، استثمرنا جهودنا في عدد متنوع من المجالات.
أولاً، حولنا مراكز البيانات لدينا إلى مرافق أكثر صداقة للبيئة. واعتبرت مجموعة علي بابا تقليل استهلاك الطاقة في مراكز البيانات أولوية إستراتيجية لعدة سنوات. ونستخدم الآن نسبة أعلى بكثير من موارد الطاقة المتجددة، بما يضم طاقة الرياح والتبريد السائل في مراكز البيانات في تشانغبي، في مقاطعة خبي الصينية ورينهي في هانغتشو حيث يقع المقر الرئيسي لشركة علي بابا. وباستخدام الطاقة النظيفة في مراكز البيانات لديها، خفضت الشركة انبعاثات الكربون بمقدار 26,000 طن خلال مهرجان التسوق العالمي 11.11 هذا العام.
ثانياً، زدنا معدل استخدام مراكز البيانات لدينا بشكل كبير. بلغ استخدام مراكز البيانات سابقاً، خصوصاً الصغيرة منها، أقل من 10% من طاقتها. لكن تعمل الآن نماذج العمل السحابية والهيكلية التكنولوجية على تسهيل الاستخدام الأكثر كفاءة لموارد الحوسبة، مما يعزز معدل استخدام مراكز البيانات. وبعد الاعتماد الكامل على السحابة خلال مهرجان التسوق العالمي 11.11 وبناء هيكلية قائمة على التكنولوجيا بنسبة 100%، شهدنا زيادة في الكفاءة بنسبة 20% من حيث التطبيقات التكنولوجية، بينما زاد استخدام موارد وحدات المعالجة المركزية بنسبة 30%.
ثالثًا، استخدمنا رقائق أقوى لتحسين أداء الحوسبة وكفاءة الطاقة. وأدى الاستخدام على نطاق واسع هذا العام لشريحة Hanguang 800، وهي أول شريحة استدلال بالذكاء الاصطناعي أطلقتها علي بابا كلاود في عام 2019، إلى تحسّن أداء الخوارزمية لوظيفة البحث على سوق Taobao بنسبة 200%، وانخفضت تكاليف الطاقة بنسبة 58٪.
كما ظهر نموذج الذكاء الاصطناعي M6 المملوك لمجموعة علي بابا لأول مرة خلال مهرجان هذا العام، والذي حسّن العمليات كثيفة الذكاء الاصطناعي. ويمكن لأكبر نموذج ذكاء اصطناعي مُدرب مسبقًا في العالم، والمتميز بأدائه العالي وميزاته منخفضة الكربون، أن يولد عينات تصميم للمصممين البشر للرجوع إليها وتحسينها. وتشير التقديرات إلى أن التصميم المدعوم بنموذج M6، إلى جانب استخدام المزيد من المواد الصديقة للبيئة، يمكن أن يقلل انبعاثات الكربون المتضمنة في صنع كل تي شيرت بأكثر من 30٪.
يؤدي تدوير البضائع ونقلها إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، ويمكن معالجة ذلك أيضًا من خلال الابتكار التقني. فمثلاً، يمكن للتنبؤات الدقيقة بالمبيعات أن تقلل الضغط على سلاسل التوريد وأن تقصر مسافات توزيع المخزون، كما يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تحضّر العبوات ذات الحجم المناسب للطرود، ويعمل التوجيه الذكي على تحسين طرق النقل لتسليم البضائع. وعندما يقترن ذلك باستخدام مواد التعبئة والتغليف الصديقة للبيئة والخوارزميات الذكية لدمج الطلبات، والتي تجمع بين طرود متعددة لنفس العنوان في حزمة أكبر، فهذا يساهم في تقليل انبعاثات الكربون الصادرة من عمليات التسليم.
يتطلب الحد من انبعاثات الكربون مساهمات من جميع القطاعات، وقد شاركنا تقنياتنا الخضراء مع العملاء والشركاء في العام الماضي. وبالنظر إلى قطاع الطاقة على سبيل المثال، نعمل على تطوير خوارزميات للمساعدة على تحسين كفاءة الطاقة. سيحتاج قطاع الطاقة الجديد المعتمد على الطقس إلى تنبؤات دقيقة لأشعة الشمس وسرعة الرياح وغيرها، بهدف زيادة الإنتاج. كما يمكن لمنصة التنبؤ بالطقس قصيرة الأمد باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي أطلقتها DAMO، أن توفر تنبؤات فورية دقيقة لمساعدة مؤسسات الطاقة على تخطيط أرصدة الكربون الخاصة بها وتبادلها.
ينبغي على الشركات في هذا العصر أن تحول أولوياتها من نمو الأعمال إلى التنمية المستدامة، وأن يتم تقييمها وفقاً للقيم الاجتماعية وليس قيم الأعمال وحسب. وبالنتيجة، سيواصل الطلب على “قدرات الحوسبة الخضراء” نموه الكبير. وينبغي على الصناعات الثقيلة التقليدية، مثل الحديد والفولاذ والكهرباء والفحم، أن تتحول إلى العمليات منخفضة الكربون، كما أصبح لدى المستهلكين توقعات أعلى إزاء قطاع الخدمات اللوجستية الخضراء والسلع منخفضة الكربون. ستتيح هذه الجهود جميعهاً فرصاً جديدة، وستفرض تحديات جديدة على مزودي الخدمات السحابية.
كلنا ثقة بأن مهرجان التسوق العالمي 11.11 هذا العام شكل منصة مثالية لإطلاق خطط التكنولوجيا الخضراء الواسعة لشركة علي بابا، وذلك من خلال استغلال التكنولوجيا للمساعدة على خفض الانبعاثات الكربونية. وسوف نواصل هذه المسيرة نحو تحقيق الاستدامة بالتعاون مع الشركاء والتجار والشركات والمستهلكين.