الشباب من أجل النزاهة والابتكار والتعلم مدى الحياة: نحو مجتمعٍ عادلٍ وخالٍ من الفساد

شبكة بيئة ابوظبي، مكتب الأمم المتحدة، بيروت، لبنان، 18 ديسمبر 2021
يتأثر الشباب بالفساد مثلهم مثل غيرهم في المجتمع. يمكن للفساد أن يؤثر على آفاقهم في المستقبل اللائق وفرص التوظيف، فضلاً عن إعاقة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى. الفساد يسرق منهم مستقبلهم، لذلك فإنّ مصلحة 1.8 مليار من الشباب في العالم تكمن في مكافحته.
يمكن للشباب أن يكونوا دافعًا للتغييرات في المواقف والسلوك، ومن مصلحة صانعي القرار تسخير طاقة الشباب وأفكارهم وقوة التعبئة لديهم. وفي جميع أنحاء العالم، يلعب الشباب دورًا حاسمًا في تطوير وتنفيذ جهودٍ مبتكرة وخلاقة لمكافحة الفساد.
في العديد من الأماكن، تقدم منظمات المجتمع المدني التي يقودها الشباب والأفراد مساهمة فريدة في منع الفساد ومكافحته. إجتمع العديد من الشباب من هذه المنظمات معًا في منتدى الشباب الافتراضي في أيار مايو 2021. تمّ تسليم بيان منتدى الشباب إلى الدورة الإستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNGASS) في حزيران/يونيو 2021 من قبل سيرينا ابراهيم، مؤسسة الشباب ضد الفساد، لبنان، والتي أفادت بأنه لم يعد هناك المزيد من الوقت للعمل كالمعتاد، وقدّمت عشر طلبات رئيسة لخلق مستقبل لا يتسامح إطلاقاً مع الفساد.
الفساد ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على آفاق الشباب في المستقبل. فجائحة كوفيد-19 قد ألحقت الضرر بالشباب الذين عانوا من اضطرابٍ غير مسبوق في التعليم والتوظيف والتفاعل الاجتماعي وقدرتهم على اكتشاف العالم. وهم يلعبون اليوم دورًا حاسمًا في بناء عالمٍ أكثر عدلاً وإنصافًا ومرونةً واستدامةً، ويشمل جزء أساسي منه مكافحة الفساد. يسعى الشباب أيضًا مساءلة القادة حول القرارات المتخذة في ما يتعلّق بالاستجابات لجائحة كوفيد-19، بهدف تعزيز المؤسسات وسيادة القانون من خلال تدابير الشفافية ومكافحة الفساد.

التعليم والشباب
من أجل الترويج الفعال لثقافة النزاهة وبناء جيل يدعم القدرة على الصمود في وجه الفساد، يعدّ التعليم أمرًا أساسيًا. إنّ العمل مع الأطفال في الصفوف المدرسية وفي مرحلة مبكرة من تطورهم التعليمي من شأنه أن يزوّدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم كيفية التصرف عند مواجهة الفساد والسلوك غير الأخلاقي. منذ سنٍّ مبكرة، يمكن تعليم الأطفال المعايير الأخلاقية المتوقعة من كل من القطاعين العام والخاص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال أن يتعلّموا بأنّ أنظمة العدالة الجنائية يجب أن تكون عادلة ومنصفة وإنسانية. من خلال نهج التعلّم المبكر هذا، يمكن تحدي وجهات النظر حول الفساد وتغييرها تدريجياً.
يمكن للشباب أن يساعدوا في تعزيز النزاهة وأن يكونوا عوامل تغييرٍ قوية من خلال تطوير حلول مبتكرة ومؤثّرة داخل مجتمعاتهم، بدعمٍ من صانعي القرار.
في المؤتمر، سيطلق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) مبادرةً عالميةً جديدة تركّز على تعليم الشباب، GRACE. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين الجيل القادم من التصرف بنزاهة وأن يكون أقلّ تسامحًا مع الفساد والممارسات غير الأخلاقية.
إنّ مبادرة GRACE، المورد العالمي للتعليم لمكافحة الفساد وتمكين الشباب، ستساعد الدول الأعضاء على دمج مكافحة الفساد والنزاهة والأخلاق في مناهج التعليم الوطنية للمدارس الابتدائية والثانوية. وستعزّز التدريس والبحث على المستوى الجامعي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمدارس الصيفية لمكافحة الفساد من خلال إعطاء منح للطلاب ووضع برنامج زمالة عالمي لمكافحة الفساد. وستنشئ مجلسًا استشاريًا للشباب يتألّف من سفراء شباب لتمكين هذه الفئة العمرية من عرض وجهات نظرهم وآرائهم حول طرق معالجة الفساد.
تستند مبادرة GRACE إلى المشاريع السابقة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، التعليم من أجل العدالة (E4J)، والتي سعت إلى منع الجريمة وتعزيز ثقافة احترام القانون من خلال الأنشطة التعليمية المصمّمة للمستويات الابتدائية والثانوية والجامعية والمبادرة الأكاديمية لمكافحة الفساد.

مشاركة الشباب الهادفة في مكافحة الفساد
سيجمع المجلس الاستشاري للنزاهة “YouthLED” الذي أنشأته مبادرة GRACE مجموعةً من ستة عشر شابًا موهوبًا، يعملون على النهوض بالتعليم وتمكين الشباب كأداةٍ رئيسة لمنع الفساد ومكافحته محليًا وإقليميًا وعالميًا.
كما سيقوم مجلسYouthLED بدعم مبادرة GRACE في تعزيز مبادئها الأربعة الشاملة – الشراكات والابتكار والنوع الاجتماعي والشباب، من خلال الانخراط مع الشباب في بلدانهم ومناطقهم، وكذلك على الصعيد العالمي؛ الدعوة إلى مبادرة GRACE داخل مجتمعاتهم لنشر الممارسات الجيدة وتجارب التثقيف في مجال مكافحة الفساد؛ وتوفير التدريب وفرص التعلّم على أدوات مبادرة GRACE ومواردها.
من خلال إنشاء مجلس YouthLED، سيساعد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الشباب على إدراك دورهم الصحيح والحاسم في صنع السياسات التي ستؤثّر بشكلٍ ملموس على مستقبلهم، وتسخير أفكار الشباب ووجهات نظرهم ودمجهم بشكلٍ هادف في عمل المكتب المعني بمكافحة الفساد والمتعلق بالشباب.

التكنولوجيا والشباب
يحتل الشباب في جميع أنحاء العالم موقع الصدارة في تعبئة التكنولوجيا من أجل الصالح العام. للاستفادة من ذلك، استضاف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة سلسلةً من تحديات الهاكاثون أو تحديات الترميز، التي كان آخرها في إفريقيا.
جمع هاكاثون “Coding4Integrity” في تشرين الأول/أكتوبر بين مواهب ومهارات 200 من المطوّرين الشباب من خمس دول أفريقية – مصر، وكينيا، ونيجيريا، والسنغال، وجنوب إفريقيا – الذين عملوا على حلول تقنية مبتكرة يمكن أن تساعد على الحدّ من الفساد.
كان على المطوّرين الشباب الموزّعين على 65 فريقًا أن يخرجوا بأفكارهم الخاصة حول كيفية مكافحة الفساد من خلال التكنولوجيا باستخدام الذكاء الاصطناعي أو تطوير Blockchain Dapp أو Web2 Development. اختار كل فريق من الفرق الخمسة والستين مجالًا مواضيعيًا واحدًا مثل الشفافية في الإدارة العامة أو في المشتريات العامة وإدارة المالية العامة، والإبلاغ الآمن والموثوق عن الفساد والتحقيقات المالية.
ستكشف الفرق القُطرية الخمسة الفائزة، وهي Team Valoro من مصر، و Team Enigma من كينيا، و Team STEM من نيجيريا، و Team Fisk من السنغال، و Team Blockchain Bulls من جنوب إفريقيا، عن مشاريعها خلال المؤتمر في شرم الشيخ.
يمثّل هاكاثون Coding4Integrity إحدى الطرق المؤثّرة للغاية التي تعمل من خلالها مبادرة GRACE على تعزيز الاتحاد بين الابتكار الرقمي وريادة الأعمال الاجتماعية كبوابةٍ لتمكين الشباب بشكلٍ هادفٍ لاتخاذ إجراءاتٍ ضد الفساد.

التطلّع إلى المستقبل
يمكن أن تحدث ثورة في الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الفساد ويتعامل معه في حال شارك الشباب في تخطيط وتصميم وتنفيذ أطر وأدوات وسياسات مكافحة الفساد على المستويين الوطني والدولي.
هناك الكثير الذي يمكن تحقيقه من إشراك الشباب في مكافحة الفساد، والتعاون بين الأجيال يعدّ أمراً أساسياً لتحقيق التضامن والشفافية والمساءلة والثقة بين الدول والشعوب والأجيال بينما نهدف إلى القضاء على الفساد.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

التحديات التي تواجهها الدول الجزرية الصغيرة النامية خطيرة، لكننا معًا أكثر من متساوين معها

شبكة بيئة ابوظبي، أنتيغوا وبربودا. 29 مايو 2024 ألقت الأمينة العامة للكومنولث، السيدة باتريشيا اسكتلندا …