ضمن فعاليات السفارة الثقافية للدولة بحضور سفيرة الثقافة العربية
شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 02 مارس 2022
في إطار أنشطة وفعاليات سفيرة الثقافية العربية بالإمارات العربية المتحدة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية نظمت أناسي للإعلام ،بالتعاون مع سينما عقيل في دبي، حلقة نقاشية ضمن برنامج موعد نقاش بعنوان “المجتمع وسينما العصر الذهبي”، قدمتها رزان طقش منتجة، ومخرجة و محاضرة صناعة أفلام ، وذلك بحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة الثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وعدد من السينمائيين والإعلاميين وأعضاء من الهيئة الأكاديمية بالدولة.
أسست السفارة الثقافية “موعد نقاش” في عام 2017 ليواصل أهداف ومسيرة أناسي للإعلام، حيث يسعى إلى تحقيق نوع غير تقليدي من التواصل الفكري يعتمد على التفاعل بين عضوات الموعد عبر مشاركتهن في البحث والنقاش لخلق أجواء ممتعة تثري العقل والروح معا.
تناولت الحلقة النقاشية التي أدارتها الإعلامية شروق زكريا الخصائص المختلفة للعصر الذهبي للسينما في هوليوود وتأثير الأفلام على المجتمع مع ربطه بالعصر الذهبي للسينما المصرية في فترة الخمسينيات والستينيات وإبراز أوجه الشبه بينهما.
وقد استهلت المحاضرة حديثها عن هوليوود فقالت: عندما نفكر في العصر الذهبي لهوليوود، فإننا نميل إلى التفكير في حقبة براقة تمتد من منتصف الثلاثينيات إلى أوائل الستينيات.
وتتميز هذه الفترة بخصائص عديدة منها: قوة الممثلين “النجوم،” وسيطرة الاستوديوهات، وتقدم صناعة الأفلام، والترويج و”البروباجندا”.
وأضحت أن العصر الذهبي اعتمد على “نجوم” مثل “همفري بوجارت “و”كاري جرانت” و”غريس كيلي” و”ريتا هايورث”، لتحقيق النجاح في شباك التذاكر، وأن أكبر نجوم العصر الذهبي كانوا رجالًا مثل “جيمس ستيوارت” و”جيمس دين “و”كلارك جابل “و”جريجوري بيك “، اما النجمات فكانت” وإنجريد بيرجمان “و”أودري هيبورن “و”مارلين مونرو” و”إليزابيث تايلور”.
وأضافت رزان: سيطرت خمسة استوديوهات رئيسية،” MGM، و Paramount ، و Fox ، و Warner Bros. ، و RKO “، على إنتاج الصور المتحركة الرئيسية ، والتحكم في كل ما يخص إنتاج الأفلام ، من التمثيل إلى التصوير إلى التوزيع ،كما سيطرت استوديوهات “Big 5″ على جميع المراحل بداية من ما قبل الإنتاج إلى التوزيع ، مما سمح لهم باحتكار صناعة السينما .
وأنتجت الثلاثينيات بعضًا من أكثر الأفلام شهرة في تاريخ السينما:” The Wizard of Oz وGone With the Wind و Snow White والأقزام السبعة”.
وحققت الأفلام التي تم إصدارها خلال هذه السنوات تقدمًا في ثلاثة مستويات وهي: أجهزة صناعة الأفلام، والحبكة، والتكنولوجيا، فادخل الصوت لأول مرة في السينما في فيلم صاغ مصطلح “talkie” هو The Jazz Singer في عام 1927، كما استخدمت تقنيات صناعة الأفلام المونتاج Technicolor، وتصوير الأفلام بالألوان وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة من تصميم الديكور والإضاءة الاصطناعية والإضاءة المنخفضة وتأثيرات النار وغيرها.
وتطرقت في الحديث عن علاقة السينما بالمجتمع فقالت: جمهور السينما في الولايات المتحدة كان اغلبه في البداية من العمال ذوي الدخل المنخفض، ولذا كانت السينما تمثل أهم عناصر الترفيه.
وأن سحر وبريق الأفلام الكبيرة ساعد في الحفاظ على الروح المعنوية الأمريكية أثناء وبعد الكساد الكبير فكان الذهاب إلى السينما أرخص من المسرحية أو الحفلة الموسيقية، وأصبحت السينما وسيلة هروب.
وأضافت: زادت إصدارات الأفلام من قبل الاستوديوهات الكبرى خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي أكثر من أي عقد آخر، وكانت هوليوود تعتبر بالنسبة للمشاهدين مصنعًا للأحلام، وكان الفيلم حلم بالنسبة لهم.
وكان العصر الذهبي لهوليوود يبيع الحلم الأمريكي بتناول قصص النجاح، كما دعمت صورة للقيم الثقافية الأمريكية من خلال تسليط الضوء على قيم الثقافة البيضاء والبروتستانتية الفيكتورية ضد تلك الخاصة بثقافة الطبقة العاملة الأكثر ديمقراطية المستمدة من المهاجرين الوافدين خلال الثلاثينيات.
ومن عام 1916 حتى الخمسينيات من القرن الماضي، لم تكن الأفلام محمية بموجب التعديل الأول لضمان حرية التعبير. وقد تخضع الأفلام من الناحية القانونية للرقابة، وأنشأت بعض من الولايات المتحدة مجالس للرقابة على الأفلام لذلك تم التلاعب بالأفلام في العصر الذهبي للسينما للتأثير على الجمهور في وجهات نظر محددة حول المجتمع، مثل: أدوار الذكور والإناث، والقيم العائلية، والمثل الرأسمالية، ويمكن ملاحظة أنماط مماثلة في العصر الذهبي للسينما العربية، وخاصة السينما المصرية في الخمسينيات والستينيات.
السينما العربية
ثم استعرضت المحاضرة تاريخ السينما العربية فقالت: بدأ الأخوان لوميير في إنتاج أفلام مدتها 60 ثانية في مصر بعد 14 سنة من استعمار بريطانيا لمصر، ولم يتم إنتاج الأفلام المحلية حتى عام 1918.
وبعد الثورة في عام 1952 التي أطاحت بالملك فاروق، أصبح جمال عبد الناصر رئيساً لمصر، وحصلت مصر على الاستقلال التام من بريطانيا في عام 1956.
وأدى اهتمام ناصر بصناعة السينما إلى الاعتراف بالسينما كصناعة وطنية، وبالتالي أداة للتعبير عن الأيديولوجية القومية، وتم تطبيق نفس الخصائص التي تم تطبيقها في هوليوود على السينما المصرية الكلاسيكية التي أطلق عليها الغرب لقب: هوليوود الشرق الأوسط.
وكما هو الحال في هوليوود، كان الممثلين “النجوم” هم القوة الكامنة وراء الأفلام، واعتبر العديد من الممثلين العرب نسخ هوليودية لنجوم مشهورين، فأغلب الأسماء الكبيرة كانت تُقارن بنجوم هوليوود: فأصبحت “هند رستم” “مارلين مونرو العرب”، وأطلق على “رشدي أباظة كلارك جابل العرب”، و”محمود المليجي انطوني كوين الشرق”، و”أنور وجدي روبرت تايلور العرب”، وفيروز معبد شيرلي في مصر، وسعاد حسني سندريلا السينما وغيره.
وأضافت: يمكن ربط نجاح الصناعة في ذلك الوقت بالعديد من العوامل ومنها: العلاقات الرومانسية بين النجوم البارزين، فشارك في بطولة العديد من الأفلام النجوم المتزوجين فكانوا رموز السينما المصرية الكلاسيكية، على سبيل المثال المنتج والمخرج أنور وجدي والمطربة والممثلة ليلى مراد، كانا أحد الأزواج الرومانسيين الكلاسيكيين في السينما المصرية في الأربعينيات، وعمر الشريف وفاتن حمامة، والذي قام بتغير اسمه واعتنق الإسلام ليتزوج حمامة عام 1955.
وواصلت المحاضرة استعراض اوجه المقارنة بين سينما الغرب والشرق فقالت: كما كان الحال في هوليوود، كان لمصر نظام خاص للأستوديوهات حيث قام طلعت حرب بتمويل وإنشاء استوديو مصر، الذي ظهر كنظير مصري رائد لأستوديوهات هوليوود الكبرى، وهو الدور الذي احتفظت به الشركة لمدة ثلاثة عقود، وتمثلت طفرة أخرى في إنشاء استوديو رمسيس من قبل الممثل الشهير يوسف وهبي، لكنها كانت موجهة لأفلامه الخاصة التي كتبها وأخرجها ومثل بنفسه في أغلبها.
وظلت هذه الاستوديوهات محور السينما المصرية حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939،
وبين عامي 1930 و1936، أنتجت العديد من الاستوديوهات الصغيرة ما لا يقل عن 44 فيلما روائيا.
وأوضحت أنه كان يصعب التفريق بين الأفلام المصرية والأمريكية والإيطالية والفرنسية على المستوى الفني حتى أواخر الخمسينيات، نظراً لاستخدام تقنيات مماثلة في صناعة الأفلام.
اما بالنسبة للترويج لأفلام السينما العربية قالت: تمامًا كما هو الحال في هوليوود، تم استخدام السينما المصرية للتأثير على الجمهور في وجهات نظرهم حول المجتمع وأبرزها: القومية، صورة الأسرة المصرية التقليدية، مكانة الأم، وتم تصوير مصر على أنها أما وكانت مصر تُصوَّر عادةً على أنها امرأة من قبل وسائل الإعلام مما يشجع الجمهور على إقامة علاقة عاطفية مع البلد.
كما كانت هناك علاقة قوية بين السينما والروايات، حيث تم تصوير أعمال كتّاب: “مثل طه حسين وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ”.
واختتمت المحاضرة حديثها بسرد التطورات التي شهدتها السينما مستعرضه تاريخ تدهورها في كلتا الصناعتين لأسباب مماثلة.
وقالت: في عام 1948، حكمت المحكمة العليا الأمريكية ضد “استوديوهات الخمسة الكبار” لاحتكارها للأفلام، فبدأ دور السينما المستقلة في عرض أفلام من إنتاج استوديوهات غير “الخمسة الكبار”، بما في ذلك الأفلام الأجنبية من حركة الواقعية الإيطالية الجديدة والموجة الفرنسية الجديدة. وكان العامل الآخر هو الوجود المتزايد لأجهزة التلفزيون في منازل الأمريكيين العاديين، كما أن الشعبية المتزايدة للبرامج التليفزيونية جعل دور السينما التقليدية يشهد منافسة شديدة.
وهذه المخاوف الاقتصادية أنهت عصر هوليوود الساحر، وبالمثل في مصر حدث إلغاء تأميم صناعة السينما في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى تراجع صناعة السينما المصرية، مع صعود ما أصبح يسمى “أفلام المقاولات”، وفي النهاية أنهت الأرباح الموجهة والاتجاه التجاري إنتاج أفلام العصر الذهبي للسينما المصرية.
عزف موسيقي وعرض فيديو
تخللت الحلقة النقاشية عزف موسيقي قدمه الدكتور محمد حمامي عازف منفرد وملحن ومؤسس وقائد اوركسترا شرق في دبي. كما عرض فيديو يتضمن أهم وأشهر مشاهد أفلام العصر الذهبي في هوليوود والسينما العربية.