سلطان الجابر: «أسبوع المناخ» منصة لمناقشة التحديات والحلول

خلال انطلاق فعالياته في دبي
مريم المهيري: فرص للعمل على ايجاد نموذج اقليمي للعمل المناخي

قال معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، بما أنّ المنطقة ستستضيف الدورتين القادمتين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، COP، فإن أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022، يقدم للمنطقة منصة مثالية لمناقشة تحديات المناخ الرئيسة، واقتراح حلول ذكية لها استناداً إلى العمل المناخي المستمر والطموح، وبالنسبة لدولة الإمارات، وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة، فإنها تمتلك نظرة واقعية وإيجابية للمستقبل، وتتعامل مع التحديات بمنهجية استباقية، كما تلتزم بدورها كمُنتج مسؤول للطاقة.
جاء ذلك في كلمة ترحيبية ألقاها معاليه خلال انطلاق أعمال «أسبوع المناخ الإقليمي الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022» في دبي للمرة الأولى في المنطقة، أمس، بمشاركة لفيف من المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص وكبار الشخصيات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، وعدد من رؤساء المنظمات التابعة للأمم المتحدة في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى عدد كبير من الخبراء والمهتمين بالعمل المناخي من جميع أنحاء العالم.
ويستمر أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لبعد غد (الخميس) الموافق 31 مارس الجاري في فندق أتلانتس النخلة دبي، وتستضيفه حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مُمَثلةً بوزارة التغير المناخي والبيئة، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، وهيئة كهرباء ومياه دبي، بالتعاون مع«اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، و«برنامج الأمم المتحدة للبيئة»، و«مجموعة البنك الدولي»، وبدعم من الشركاء الإقليميين:«الوكالة الدولية للطاقة المتجددة»(أيرينا)، و«أمانة جامعة الدول العربية»، و«لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا»، و«البنك الإسلامي للتنمية».
وأضاف معالي سلطان الجابر في كلمته: «إن دولة الإمارات تقوم بدورٍ رائد في هذه المجالات، لأنها تركز على إيجاد حلول عملية للتحديات المرتبطة بتغير المناخ، وتنظر إلى هذه التحديات كفرص للنمو يجب الاستفادة منها. وبصفتنا الدولة المستضيفة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28) في عام 2023، سنبذل أقصى ما في وسعنا لتكون هذه الدورة شاملة، وتسهم في توحيد جهود العالم، وسنركز على أن يحتوي المؤتمر آراء الجميع، وأن يمثل كافة وجهات النظر في القطاع العام والخاص، وأن يشمل النساء والشباب والمجتمع المدني. كما سنركز على الحلول المناخية القابلة للتطبيق، والمُجدية تجارياً والقادرة على تحويل الخطط والاستراتيجيات إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع».

مريم المهيري: تحفيز التعاون على مستوى المنطقة
بدورها، قالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في كلمة بالنيابة عن حكومة دولة الإمارات: «إن تجربة المجتمع الدولي في مواجهة جائحة كورونا أكدت للجميع أن التعاون والتنسيق والعمل الجماعي هو السبيل لمواجهة كافة التحديات، وبالأخص تحدي التغير المناخي الذي لا يهدد صحة البشر فحسب، بل صحة كوكب الأرض ككل»، مشيرةً إلى أن دولة الإمارات ستعمل عبر أسبوع المناخ على تحفيز التعاون والتنسيق على مستوى المنطقة لتعزيز وتسريع وتيرة العمل المناخي وإيجاد نموذج إقليمي في مواجهة التغير المناخي يراعي طبيعة دول المنطقة، وما تواجهه من تحديات ومتطلبات تطوير وتحفيز جهود خفض مسببات تغير المناخ وتعزيز قدرات التكيف مع تداعياته.
وأضافت معالي المهيري: «ستركز دولة الإمارات خلال الأسبوع على تقديم نموذجها في التنمية الاقتصادية المستدامة إلى دول المنطقة والقائم على تحويل كافة التحديات التي يفرضها تغير المناخ إلى فرص نمو يمكن الاستفادة منها بشكل فعال في إيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة».

جلسات حوارية رفيعة المستوى
شهد اليوم الأول من«أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وأفريقيا» جلسات حوارية رفيعة المستوى، استهدفت تحفيز الدول على المضي قُدُماً في العمل المشترك لمواجهة التغير المناخي، واستكشاف السبل والأدوات الكفيلة بتحقيق هذا المسعى. وألقى الكلمة الافتتاحية عصام أبو سليمان، المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، وتبعتها كلمة لمعالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية. وشارك خلال الجلسة الحوارية كل من معالي الدكتور محمد معيط، وزير المالية بجمهورية مصر العربية، ومعالي الدكتور معاوية خالد محمد الردايدة، وزير البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي الدكتور ناصر ياسين، وزير البيئة في جمهورية لبنان، ومعالي رامساهاي براساد ياداف، وزير الغابات والبيئة في جمهورية نيبال، وفرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
وقدمت الدكتورة خالدة بوزار، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، المديرة المساعدة ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كلمة افتتاحية لجلسة نقاشية تحت شعار«بين التقاليد والحداثة – مقاربات متكاملة لمواجهة تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». وبحثت الجلسة سُبل تعزيز التكيف ومواجهة آثار التغير المناخي، عبر توظيف المعارف المحلية وتوفير الدعم التقني والمالي اللازم.
شارك في الجلسة النقاشية كلٌ من معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، ومعالي الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة في مصر، ومعالي حسين مخلوف، وزير الإدارة المحلية والبيئة في سوريا، ومعالي حميد مسيدي، وزير الزراعة والثروة السمكية والبيئة والأراضي والتخطيط العمراني في جزر القمر، ومعالي محمد شهاب الدين، وزير البيئة والغابات والتغير المناخي، في بنغلادش.
وفي جلسة بعنوان«تسريع عملية التنفيذ خلال هذا العقد الحاسم»، تمّ تسليط الضوء على الحاجة الملحة للابتكارات والسياسات والتقنيات المستدامة واللازمة لتعزيز العمل المناخي. واستهلّ الجلسة سامي دماسي، المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، بكلمة ترحيبية، كما ألقت الدكتورة رولا دشتي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا«الإسكوا»، كلمة خلال الجلسة.
شارك في الجلسة النقاشية معالي الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في مصر، ومعالي الدكتور جاسم عبدالعزيز حمادي، وزير البيئة ومبعوث المناخ، العراق، ومعالي نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، المغرب، ونايجل توبينج، رائد المناخ وممثل الأمم المتحدة رفيع المستوى لمؤتمر الأطراف (COP26).

غلاسكو
شهد اليوم الأول اجتماع طاولة مستديرة وزاري لمناقشة تنفيذ اتفاقية غلاسكو للمناخ، وتوقعات وتحضيرات مؤتمر الأطراف (COP27). ترأست الاجتماع معالي وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وشارك في الاجتماع عدد من الوزراء، ورواد المناخ وقادة المؤسسات الشريكة لأسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما نظمت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر اجتماع طاولة مستديرة وزاري حول الاقتصاد الأخضر، ركز على مناقشة محاور الاقتصاد الأخضر، وشارك به عدد كبير من الوزراء والمسؤولين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

سعيد الطاير: تعزيز الدور الريادي للمنطقة
قال سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، في كلمة بالنيابة عن المؤسسات المستضيفة للأسبوع: «يشكل هذا الحدث محطة مهمة، ولحظة تاريخية في أجندة العمل المناخي في العالم والمنطقة، وسيعزز الدور الريادي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تستضيف الدورتين المقبلتين من مؤتمر الأطراف للمناخ، حيث تستضيف جمهورية مصر العربية الشقيقة الدورة السابعة والعشرين (COP27) في نوفمبر 2022، وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الثامنة والعشرين (COP28) العام المقبل. ولا يفوتني أن أثني على جهود ودعم الشركاء المستضيفين لأسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2022 على مساهمتهم الكبيرة في تنظيم هذا الحدث الهام.»
وأوضح الطاير، أن أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يأتي في ختام عام مهم بالنسبة للعمل المناخي، والجهود الحثيثة للتصدي لظاهرة التغير المناخي، وبداية عقد جديد وحاسم، حيث يعد هذا الاجتماع الأول ضمن أجندة العمل العالمية بعد الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الأطراف الذي عقد في غلاسكو في شهر نوفمبر من العام الماضي، ويلي مجموعة من أسابيع المناخ التي عقدت في أفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ عام 2021.

وتابع الطاير: «نحن ندرك جميعاً الظروف المناخية الصعبة التي نواجهها، وانطلاقاً من إيماننا المشترك بأهمية المسارعة في خطة العمل المناخي، يقدم هذا الأسبوع فرصة لتعزيز العمل على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، آخذين في الاعتبار الأولويات الإقليمية، ويتركز الاهتمام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على التأقلم والتمويل المناخي، ولكن بوجود جائحة«كوفيد-19»، بات من الضروري التصدي لجميع القضايا العالمية المترابطة، وتلتزم دولة الإمارات بريادة الجهود لضمان أنه سيتم من خلال أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤتمرات الأطراف القادمة، إبراز احتياجات المنطقة وإعطائها الأولوية. ورغم أن جائحة (كوفيد-19) لا تزال تُلقي بظلالها على المشهد العالمي وتفرض تحديات حقيقية للبشرية جمعاء، إلا أن التغيُّر المناخي لا يزال التحدي الأكبر في القرن الحالي. ونشهد يوماً بعد يوم تفاقُم خطورة التغير المناخي، مما يستوجب علينا حشد الطاقات وتضافر الجهود لمواجهة هذه المُعضلة التي يطال تأثيرها مُختلف أنحاء العالم. ويعتبر مفهوم التعاون هذا عاملاً أساسياً لنجاحنا على الصعيد العالمي، فهو يشكل مصدر إلهام لاستمرار جهود التصدي لظاهرة التغير المناخي على جميع المستويات، ابتداءً من الحكومات الوطنية والمحلية وقطاعات الأعمال الخاصة، وصولاً إلى المجتمعات والأفراد.

أضاف سعيد الطاير:«يوفر الأسبوع منبراً للحكومات والمدن وقادة القطاع الخاص والمؤسسات المالية والمجتمع المدني لمناقشة فرص المضي قدماً في عصر ما بعد الجائحة من خلال تحديد الفرص لتعزيز العمل المناخي. كما يربط هذا الأسبوع بين العمل الإقليمي في مجال المناخ والخطة المناخية العالمية، حيث صُمم ليكون منصة للحكومات وأصحاب المصلحة لاستكشاف كيفية الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة وضمان تعافٍ أكثر استدامة من الجائحة، وكذلك المساعدة في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. حيث إن أسبوع المناخ هو بمثابة منصة عالمية لتعزيز مشاركة المعنيين في العملية المتعددة الأطراف للتصدي للتغير المناخي. كما إننا نرى في هذا الحدث أداة قوية لزيادة الطموح وتسريع وتيرة العمل المناخي تحقيقاً لأهداف اتفاقية باريس. وأصبحنا الآن نملك معالم عالمية واضحة يمكننا الاستناد عليها، ومنصة للتعاون الإقليمي، وقد حانت اللحظة المناسبة لنعمل معاً لتنفيذ بنود اتفاقية باريس، وتحقيق مستقبل أفضل ومستدام ومرن ومنخفض الانبعاثات، لما فيه من مصلحة وخير الجميع، لنا وللأجيال المقبلة».

باتريشيا إسبينوزا: تعزيز التحوّل للحياد المناخي
قالت باتريشيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ:« إن ميثاق غلاسكو للمناخ الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26)، يؤكد على أهمية التعاون الإقليمي، ويدعم الأسبوع الجهود لتعزيز فرص التحول نحو تحقيق الحياد المناخي وحماية المجتمعات والاقتصادات ضد الآثار الناجمة عن تغير المناخ. إضافة إلى ذلك، يعزز الجمع بين المعنيين لمناقشة الحلول الإقليمية من الاستجابة العالمية لتغير المناخ».
المصدرن الاتحاد، دبي (الاتحاد) 29 مارس 2023

About هيئة التحرير

Check Also

لماذا مات الكثيرون في إسبانيا؟ لأن أوروبا لم تتقبل بعد حقائق الطقس المتطرف

من المؤسف أن الفيضانات الشديدة أمر لا مفر منه. ولكن ما ليس حتميًا هو مدى …