شهد محاضرة “كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل”
محمد بن زايد: قطعنا شوطاً مهماً على هذا الطريق والقادم أفضل بغذن الله
سليم اسماعيل:
– السياق العالمي يؤدي الى تغيير الطريقة التي يجب ان تفكر بها المؤسسات والدول
– العالم يتغير بشكل كبير أمامنا ونشهد اكبر تحول في البشرية
– التطور التكنولوجي يتغلغل في جميع التقنيات والصناعات
– لدينا عشرات التقنيات تتحرك بسرعة كبيرة
عندما تقوم بالزراعة الراسية فإنك توفر 99% من المياه
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة الرمضانية الرابعة والأخيرة التي نظمها «مجلس محمد بن زايد» بعنوان «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل» واستضافها جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي. قدم المحاضرة سليم إسماعيل، المدير التنفيذي المؤسس لجامعة «التفرد» والمؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة مؤسسة OpenExO وعضو مجلس إدارة مؤسسة «إكس برايز» الأميركية غير الربحية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة على حساب سموه على «تويتر» أمس: شهدت محاضرة «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل».. الاستعداد للمستقبل وامتلاك أدواته، ومن أهمها بنية تكنولوجية متكاملة ومتطورة تقوم على الابتكار والمعرفة، هو بعد إستراتيجي لدولة الإمارات.. قطعنا شوطاً مهماً على هذا الطريق والقادم أفضل بإذن الله.
وشهد المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في وزارة شؤون الرئاسة وعدد من الشيوخ والمسؤولين.
وتطرق المحاضر سليم إسماعيل إلى السياق العالمي وكيف يؤدي هذا السياق إلى تغيير الطريقة التي يجب أن تفكر بها المؤسسات والدول في استراتيجياتها للمستقبل، خاصة فيما يتعلق بمستقبل العمل والمهارات، كما ناقش أهمية القدرة على التكيف باعتبارها عاملا رئيسيا جديدا في التنافسية وأهمية التحول من عقلية الرهان الكبير إلى وضع رهانات صغيرة لخدمة الاتجاهات الاستراتيجية.
محمد بن زايد خلال المحاضرة بحضور حمدان بن زايد ونهيان بن زايد وسيف بن زايد
محمد بن زايد خلال المحاضرة بحضور حمدان بن زايد ونهيان بن زايد وسيف بن زايد
وقال سليم اسماعيل: «من خلال ما يحدث في العالم، يمكننا أن نرى أن العالم يتغير بشكل كبير أمامنا، وأننا نشهد أكبر تحول في البشرية، ربما في تاريخنا بأكمله، وعلينا باتباع بعض الأساسيات أن نتكيف مع العالم الجديد، وكما تعلمون في آخر 100 عام، شهدنا حروباً وحالات ركود وحالات صعود وهبوط في الصناعة، وبمجرد أن يبدأ نمط المضاعفة هذا، فإنه لا يتوقف، بل يستمر حت نصل إلى الحد الأعلى من التكيف والذي يمكن للتكنولوجيا أن تكون عاملاً رئيسياً فيه».
وأضاف: «إننا ندخل عالماً فيه حسابات غير محدودة، وتخزين لا نهائي، وتطور التكنولوجيا يتغلغل في جميع التقنيات والصناعات، وقد أدى ذلك إلى قيام «بيتر ديامانديز» بكتابة كتاب «وفرة»، الذي يوضح أنه بينما نستخدم التكنولوجيا وكل هذه المجالات المختلفة، نحن ننتقل من الندرة إلى الوفرة في سلسلة كاملة من المجالات مثل التعليم والمياه النظيفة وطاقة الرعاية الصحية في حوالي عقد أو نحو ذلك والآن لدينا عشرات التقنيات تتحرك بسرعة كبيرة».
سحر التكنولوجيا
وذكر سليم إسماعيل أن سحر التكنولوجيا اليوم، هو أن لدينا عشرات التقنيات التي تعمل على هذا النمط المضاعف، وهو شيء فريد في تاريخ البشرية، وفي الأوقات السابقة ربما كانت لدينا تقنية واحدة أو أخرى متسارعة، ولم يكن لدينا مطلقًا هذه التقنيات العديدة التي تتحرك بهذه القوة وفي الوقت نفسه. وعلى سبيل المثال لذلك، الطائرات من دون طيار، التي تتضاعف كل تسعة أشهر في أدائها وأسعارها، والسرعة والتصوير كل ذلك يتضاعف كل عام، وبالتالي، إذا قمت بوضع حل على تلك التقنية، فإن الحل يفشل مع نفس نمط المضاعفة الأساسي، وهذا هو السبب في أننا نشهد الكثير من الاضطراب اليوم. وأشار سليم إسماعيل إلى أن النمو المتسارع في التكنولوجيا يؤدي إلى خلق ديناميكيات رئيسة في العالم، أولها رقمنة العالم بسرعة كبيرة، ولم تعد الذكريات في الرأس إنما في هواتفنا الذكية، وجميع علاقاتنا رقمية وجميع اتصالاتنا رقمية، ويتضح أنه عندما تقوم برقمنة الأشياء يصبح الأمر مزعجا للغاية، وأفضل تشبيه لهذا هو التصوير الفوتوغرافي، الذي تحول من الطرق القديمة التي كان عدد الصور فيها محدود وملتقط بعناية وطباعته مُكلفة إلى التصوير الرقمي الذي تعتبر تكلفته صفر، وهو أمر رائع يمكننا الآن التقاط 1000 صورة، حيث نضغط باستمرار على الزر الموجود على جميع أجهزتنا ونلتقط صورًا أكثر بمليارات المرات مما فعلنا من قبل. والآن التحدي الذي نواجه في التصوير الفوتوغرافي هو أن لديك نسخا عديدة من الصور ولا يمكنك العثور على أي شيء، وبذلك تنتقل من مشكلة تحديد مصادر إلى مشكلة تصفية.
محمد بن زايد يتابع المحاضرة وإلى جانبه حمدان بن زايد ونهيان بن زايد وسيف بن زايد
محمد بن زايد يتابع المحاضرة وإلى جانبه حمدان بن زايد ونهيان بن زايد وسيف بن زايد
وأوضح أن اختلاف نماذج الأعمال القديمة وانتقالها للرقمنة، يحتاج إلى نماذج أعمال جديدة تمامًا للعمل في هذا العالم الجديد، مثل نماذج الاشتراك ونماذج الإعلانات وما إلى ذلك، خصوصاً وأن التحول يحدث في كل التقنيات، ونتعامل الآن مع الصناعة والانتقال من الندرة إلى الوفرة، والسبب في حدوث ذلك هو وجود بيئة قائمة على المعلومات، ويمكنك تطبيق الذكاء الاصطناعي والحساب والنمذجة والمحاكاة وما إلى ذلك.
الأمن الغذائي
تطرق سليم إسماعيل لنموذج الزراعة العمودية، وكيف تم تحويل الزراعة إلى تقنية بأداء متضاعف للسعر والسرعة، ومن أفضل الحسابات التي تطبيقها هي استخدام 35 ناطحة سحاب في «مانهاتن» وتحويلها إلى مزارع عمودية، حيث يمكن لذلك أن يُغذي المدينة بأكملها بشكل مستدام، وهو أمر مفيد عند التخطيط في مجال الأمن الغذائي، وبدلاً من القيام بملايين الهكتارات من الزراعة الأفقية في جميع أنحاء العالم، يمكننا القيام بذلك وتغيير المعادلة بشكل جذري. ونتيجة لذلك، أصبح لدينا قدر أكبر من المرونة في أنظمتنا العالمية، مشيراً إلى أنه عندما تقوم بالزراعة الرأسية، فإنك توفر 99% من المياه، حيث أن 70% من المياه العذبة تُستخدم للزراعة اليوم، لذلك فإن هذا واعد بشكل كبير لمناطق مثل الشرق الأوسط.
وتطرق لمثال آخر حول النظام الزراعي في أستراليا، حيث يستخدمون الطاقة الشمسية لتحلية المياه، ثم يقومون بزراعة النباتات وما إلى ذلك، وينتجون عن طريق ذلك 17 ألف طن من الطماطم سنويًا من دون تكلفة طاقة، وهذا هو الأمر الذي أصبح الآن ممكناً في جميع أنحاء العالم.
تحول هائل
وذكر سليم إسماعيل أن أحد الأشياء التي تحمس لسماعها هي الطريقة التي تعمل بها الإمارات العربية المتحدة والمؤسسات التي تعمل للمستقبل، خصوصاً في الجانب الاقتصادي ووجود تحول هائل في طريقة العمل لديها، لافتاً إلى أن الأمر الفريد في تاريخ البشرية سابقاً أن التقنيات الجديدة كانت تُكلف دائمًا الكثير، والآن يمكن الآن لمؤسسة حكومية أو مختبر أو شركة كبير تحمل تكلفة منتجات وخدمات جديدة، وأنه لأول مرة في تاريخ البشرية أصبحت التقنيات المتقدمة رخيصة جداً مثل «بلا شين» وهو مفتوح المصدر ومجاني ويسمح لأي شخص بالابتكار الآن بطريقة قوية بشكل لا يصدق، بالإضافة لتسلسل الحمض النووي وأسعار الطاقة الشمسية وأجهزة الاستشعار، والطائرات من دون طيار، وما إلى ذلك، كلها تنخفض بشكل كبير.
ولفت سليم إسماعيل إلى أن أحدث نماذج الابتكارات باستخدام التكنولوجيا يمكن أن تخرج من أي مكان، اعتماداً على الحاجة لها، وأن هناك أمثلة عديدة لذلك في العالم منها، القارب الذي يعمل بالطاقة الشمسية والذي عمل على إنتاجه صيادون في قرية صيد في فيتنام، حيث كانت تأتي سفينة كبيرة تحمل وقود الديزل لقوارب الصيد الخاصة بهم، توقفت السفينة عن القدوم، ولم يكن لديهم وقود لقوارب الصيد الخاصة بهم، وقاموا بشراء لوحة شمسية بحثوا في الإنترنت عن كيفية توصيلها بمروحة واخترعوا قاربا يعمل بالطاقة الشمسية.
وقال: «لدينا أحدث الابتكارات باستخدام التكنولوجيا ونشعر بالإثارة عندما نرى هذا لأنه عندما يضعون أيديهم على الطائرات بدون طيار والتكنولوجيا الحيوية لتصبح الأمور ممتعة للغاية، ويمكنك فعل أي شيء في أي مكان، وأصبح الأمر يتعلق بالعقلية التي لديك عندما تتبنى هذا الابتكار.
وأضاف:« لتلخيص ما يحدث في العالم، فإن لدينا تدفقا هائلا للتكنولوجيا في مجال تلو الآخر، ونحن ننتقل من الندرة إلى الوفرة، ولدينا أشياء هائلة لضغط الوقت تحدث بسرعة لا تصدق، وأعتقد أننا نشدد على الكثير من مؤسساتنا حول هذا الموضوع».
ابتكارات كثيرة
وأكد سليم إسماعيل في ختام حديثه على أن التكنولوجيا تنمو بشكل كبير، وقد بدأت في التقارب وأن وهذا التقارب يؤدي إلى عدد كبير من الابتكارات ويمكن أن تتعطل المنظمات والمؤسسات بسبب هذا النمو، وهنا تكمُن فرصة إعادة تنظيم أنفسنا لتسخير هذا التغيير بدلاً من مقاومته، وأخيرا الوفرة وليست الندرة هي الطريقة التي نواجه بها تحديات اليوم والغد، منوها بأن التفكير في المستقبل يحتاج لتنفيذ ثلاثة اقتراحات رئيسة، أولها تبني الابتكار لأنه المستقبل ويجب تفعيله في جميع المجالات والقدرة على احتضانه بوجود بنية تحتية قويه من حوله. وثانيا: تحتاج المؤسسات إلى التنظيم من أجل التكيف، ولا يعتمد ذلك على الشركات فقط، بل حتى في إدارة الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمشاريع والمؤسسات، وثالثاً وربما الأهم، هو الحاجة إلى تحول عقلي، فهناك بحاجة إلى عقلية مختلفة تماماً للعمل وجعل الأشخاص يتكيفون مع التحول التكنولوجي كون أن كل منظمة في العالم تحتاج إلى القيام بذلك، وأن هناك حاجة لامتلاك عقليات مختلفة للعمل نحو المستقبل.عرضت خلال المحاضرة مشاركات مرئية عبر الفيديو، حول موضوعها، لكلّ من الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، وبنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42».
المحاضر في سطور
– المدير التنفيذي المؤسس لجامعة التفرد (Singularity University).
– خبير استراتيجي في مجال التكنولوجيا ورائد أعمال لديه روابط مع شركة ياهو وغوغل.
– يجري مشاورات مستمرة مع الحكومات والشركات الـ 500 الأضخم في العالم حول موضوع الابتكار والنمو.
– تحدثت عن عمله وسائل إعلام رائدة مثل صحيفة (نيويورك تايمز، بلومبيرغ بزنس ويك، فورتشن، فوربس، وايرد، فوغ) وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
– أسس شركة (ExO Works) سنة 2016 بهدف الإسهام في تحويل الأعمال التجارية العالمية من خلال دفع المؤسسات إلى عالم «التفكير الأسي» أي النمو المضاعف.
– يسافر إسماعيل على نطاق واسع ليتحدث عن منظوره العالمي حول تأثير التقنيات الخارقة وكيف يمكن للمؤسسات الاستفادة من هذه التجديدات لتنمو أسرع بعشر مرات من أقرانها.
المصدر: جريدة الاتحاد، منى الحمودي (أبوظبي) 28 ابريل 2022 02:02