شبكة بيئة ابوظبي: إعداد اختصاصية التغذية عائشة الملا، مستشفى توام، شركة صحة أبوظبي 1 أكتوبر 2019
نبذة عن مشروبات الطاقة
أضحت مشروبات الطاقة من أكثر المشروبات رواجًا حول العالم إذ بلغت قيمة مبيعاتها على مستوى العالم 39 مليار دولار أمريكي في عام 2013، ومن المتوقع أن تصل إلى 61 مليار دولار بحلول عام 2021. وقد حققت مبيعات التجزئة في دولة الإمارات لمشروبات الطاقة نمواً في الفترة ما بين (2011 إلى 2015) حسب التقرير الكندي حول الأغذية والمشروبات الوظيفية. كان أول ظهور لمشروبات الطاقة في أوروبا وآسيا في الستينيات من القرن الماضي وبعدها ظهرت مشروبات الطاقه للمرة الأولى في النمسا في عام 1987 وفي الولايات المتحدة عام 1997 ثم في دولة الإمارات عام 1998 وبعدها إنتشرت بشكلٍ كبير في الشرق الأوسط والدول العربية في عام 2000.
الإعلان والترويج لمشروبات الطاقة
يستهدف سوق مشروبات الطاقة الشريحة الأهم وهم الرياضيين، ولكن مع إتساع سوق مشروبات الطاقة ووصولها إلى الأسواق الكبيرة؛ لم يعد الرياضيون وحدهم المستهدفون، إذ بات المراهقون واليافعون ما بين عمر (18 إلى 24 سنة) هم الفئة المستهدفة لمشروبات الطاقة، وذلك لكونهم الفئة الأكثر تأثرّاً بالإعلانات التجارية المروجة لهذه المنتجات التي تدعي أن مشروبات الطاقة تعمل على تعزيز الطاقة والتركيز ومرتبطة بالرياضات المثيرة من حيث تحفيز النشاط البدني وهذا في حد ذاته عامل جذب لتكل الفئات، بالإضافة إلى توفر الملصقات الدعائية والأنشطة التسويقية الأخرى المستهدفة لهم.
ما هي مشروبات الطاقة؟
مشروبات الطاقة المعرفة في البحوث العلمية هي نوعٌ من المشروبات غير الكحولية والتي تحتوي على الكافيين كمكوّن رئيس لها بالإضافة إلى التورين والفيتامينات ومزيج آخر من المكونات (مثل الجورانا والجنسنج إلخ). إن المكون الرئيس لمشروبات الطاقة هو الكافيين، إذ تتراوح كميته ما بين (50 إلى 505 ملغم) في العلبة أو الزجاجة الواحدة بحسب سعتها (على الأغلب 80-141 ملغم لكل علبة سعة 250 مل)، وهذه الكمية مساوية أو تزيد عن كمية الكافيين في كوب واحد من القهوة (تتراوح بين 77-150 ملغم من الكافيين)، وقد تحتوي مشروبات الطاقة على مكوناتٍ أخرى تحتوي على المزيد من الكافيين مثل جوز الكولا والجورانا والكاكاو، إذ يحتوي كل غرام من الجورانا ما يقارب (40-80 ملغم) من الكافيين، هذا ولا يُطلب من مصنّعي مشروبات الطاقة ذكر كمية الكافيين في هذه المكونات، لذا فإن الكمية الفعلية للكافيين في مشروبات الطاقة قد تزيد عن الكمية المذكورة في المكونات في الجرعة الواحدة.
الآثار الصحية لمشروبات الطاقة
قد تؤدي الكميات الزائدة من الكافيين لآثار صحية ضارة مثل اضطراب النوم والتوتر والعصبية ومشاكل الجهاز الهضمي وتسارع دقات القلب وأعراض قلبية أخرى وفي بعض الحالات النادرة النوبات المرضية والموت، إن الحد الأعلى للاستهلاك المعتدل للكافين بحسب إدارة الأدوية والغذاء الأمريكية هو (400 ملغم) في اليوم الواحد للشخص البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة، ويعتبر إستهلاك ما يزيد عن ذلك استهلاكًا
مفرطًا، ذكرت وزارة الصحة في كندا أنه لا ينبغي أن يستهلك الأطفال الكافيين أكثر من 2.5 ملغم/كغم/اليوم، وتعادل هذه الكمية ما يقارب 37.5 ملغم/اليوم من الكافيين للأطفال (الأعمار ما بين 2-5 سنوات، بمتوسط وزن 15 كغم)، و75 ملغم/اليوم من الكافيين لليافعين (6 إلى 12 سنة مع معدل وزن يصل إلى 30 كغم)، و137.5 ملغم/اليوم من الكافيين للشباب (للأعمار من 13 إلى 17 سنة مع متوسط وزن يصل إلى 55 كغم). بجانب احتواء مشروب الطاقة على الكافيين فانه يحتوي على نسبة عالية من السكر (حوالي 13-16 ملعقة سكر بحسب حجم العلبة) وهذا يتعارض مع توصيات منظمة الصحة العالمية حول استهلاك السكر اليومي (5-10 ملاعق صغيرة من السكر). فزيادة كمية السكر المستهلك قد يسبب مع الوقت السمنة والسكري وأمراض مختلفة.
معدلات الاستهلاك لمشروبات الطاقة
بحسب هيئة سلامة الغذاء الأوروبية التي قامت بدراسة وجمع المعلومات المتعلقة باستهلاك مشروبات الطاقة في 16 دولة أوروبية أن إستهلاك هذه المشروبات عند اليافعين (ما بين 10-18 سنة) يصل إلى 68% كما يصل إلى 30% عند البالغين و18% عند الأطفال الأقل من عشر سنوات، وفي دراسة أمريكية تبين أن 34% من مستهلكي مشروبات الطاقة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة. وأظهرت دراسة إماراتية شملت 522 طالباً إماراتياً جامعياً أن 85.1% منهم يستهلكون مشروبات الطاقة. وقد بيّنت دراسة إماراتية حديثة أُجريت بين فئة الرياضيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 18 سنة أن 24 % من اللاعبين يستهلكون مشروبات الطاقة و7% منهم يستهلكون هذه المشروبات في أوقات ممارستهم للرياضة.
المواصفة الإماراتية لمشروبات الطاقة
وضعت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس سياسات منظمة لمشروبات الطاقة تضمنت ذكر معلومات مثل: منع الحوامل والمرضعات من تناولها والأشخاص دون سن 16 سنة والمصابين بحساسية من الكافيين والذين يعانون أمراضًا معينة مثل أمراض القلب والشرايين بالإضافة إلى الرياضيين أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ويجب أن تذكر الملصقات معلومات حول كمية الكافيين العالية والكمية المستهلكة في اليوم الواحد بعدد العلب أو المل والمعلومات الأخرى ذات العلاقة باللغتين العربية والإنجليزية. وفي أكتوبر 2017 تم تطبيق الضريبة الإنتقائية في دولة الإمارات على مشروبات الطاقة والمشروبات السكرية الأخرى بهدف التقليل من إستهلاكها.
انتبه!
الخدع وتأثير وسائل الإعلام والأصدقاء لإستهلاك مشروبات الطاقة وسهولة الوصول لشرائها هي عوامل تدفع أفراد مجتمعنا للإقبال لشراء المشروبات. هناك حاجة إلى تكثيف برامج التوعية التغذوية بين أفراد المجتمع خاصةً فئة الرياضيين والمراهقين والأطفال بتعريفهم بمحتواها الحقيقي والمخاطر الصحية لها واستبدالها بالمصادر الأساسية للطاقة التي يحتاجها الجسم وهي مصادر طبيعية موجودة في المجموعات الغذائية كالكربوهيدرات، الخضار والفواكه، البروتينات والألبان. والإعتدال والتوازن في إستهلاك هذه المصادر الطبيعية هو المفتاح للعيش بنمط غذائي صحي.
الوسومادارة التغذية المجتمعية حقيقة مشروبات الطاقة شركة صحة أبوظبي عائشة الملا مستشفى توام
شاهد أيضاً
كيف تعرف إذا كنت تعاني من الإجهاد التأكسدي؟
شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، خبيرة الغذاء والتغذية، ندى زهير أحمد الاديب، الامين العام لجمعية الامارات …