يعد ميزة تنافسية ونهجاً مسؤولاً يدعم الفرص الاقتصادية
خلال مشاركته افتراضياً في قمة كولومبيا العالمية السابعة للطاقة، سلطان الجابر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي يؤكد التزام الإمارات بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة النظيفة بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية
الإمارات تمتلك القدرة على إنتاج طاقة منخفضة الكربون ومنخفضة التكلفة لمواكبة تنامي الطلب
الإمارات شريك مفضل في جميع جوانب الطاقة التقليدية والبديلة، بما في ذلك الهيدروجين الذي يمتلك إمكانات واعدة كبيرة كوقود خالٍ من الكربون
شبكة بيئة أبوظبي: الامارات العربية المتحدة، 21 مايو 2021
أكّد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومبعوث دولة الإمارات الخاص للتغير المناخي، أن دولة الإمارات تمتلك إمكانية إنتاج الطاقة منخفضة التكلفة ومنخفضة الكربون لمواكبة عودة تنامي الطلب العالمي والمتوقع أن يزداد بما يتماشى مع النمو الاقتصادي.
جاء ذلك في حديثه خلال جلسة افتراضية ضمن الدورة السابعة من قمة كولومبيا العالمية للطاقة، التي ينظمها مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، حيث أوضح معاليه أنه مع تنامي الطلب على الطاقة منخفضة الكربون وذات الكفاءة من حيث التكلفة، فإن دولة الإمارات تمتلك ميزة تنافسية مهمة من خلال التركيز على إنتاج الطاقة منخفضة الكربون.
وقال معاليه: “يعتبر خام مربان الذي تنتجه دولة الإمارات واحداً من أقل خامات النفط في انبعاثات الكربون عالمياً، حيث تقل كثافة الكربون فيه عن نصف المتوسط العالمي للقطاع، وهذا يحقق ميزة مزدوجة بالنسبة لنا تتمثل في انخفاض التكلفة وانخفاض الانبعاثات”.
وأضاف معاليه: “يحتاج العالم إلى المزيد من مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات، وهنا تبرز أهمية الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في إنتاج النفط منخفض الكربون”.
وأوضح معاليه في حوار مع ديفيد ساندالو، زميل مركز سياسات الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا، أن النفط والغاز سيستمران في لعب دور رئيسي ضمن مزيج الطاقة المتنوع، مؤكداً أن تنويع مزيج الطاقة في دولة الإمارات يعتبر نهجاً مسؤولاً للمضي نحو المستقبل مع توفير فرص اقتصادية جديدة.
وأضاف: “بفضل رؤية القيادة الرشيدة في دولة ومن خلال هذا النهج، تمكنت دولة الإمارات من زيادة استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة لتصل اليوم إلى مكانة رائدة في المنطقة بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل خمسة عشر عاماً. وتمتلك دولة الإمارات اليوم ثلاثة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم، إلى جانب مشاريع كبيرة للطاقة المتجددة في ثلاثين دولة حول العالم”.
وتابع معاليه: “تسريع التقدم في خفض الانبعاثات يعني ضرورة الاستفادة من كافة المصادر المتاحة للطاقة النظيفة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى الطاقة النووية السلمية”.
وأوضح معاليه أن “دولة الإمارات تعد الشريك المفضل في جميع جوانب ومراحل سلاسل قيمة للطاقة التقليدية والبديلة، مثل الهيدروجين الذي يمتلك إمكانات واعدة كوقود خالٍ من الكربون يمكن إنتاجه على نطاق واسع كجزء من سلسلة القيمة الحالية للطاقة الهيدروكربونية”، موضحاً أن دولة الإمارات تعمل على الاستفادة من بنيتها التحتية الحالية للغاز لتطوير الهيدروجين الأزرق، إلى جانب استكشاف إمكانات الهيدروجين الأخضر من خلال تحالف أبوظبي للهيدروجين.
وتابع معاليه: “نعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لتحديد الأسواق وسلاسل القيمة ووضع خريطة طريق لإنشاء منظومة متكاملة لاستخدام الهيدروجين كمصدر للطاقة بما يخدم كل من السوق المحلية في دولة الإمارات والأسواق العالمية. ويعتبر هذا الاستخدام مثالاً على الدور المهم للطاقة الهيدروكربونية في النقاش حول تغير المناخ وأنها قادرة على أن تكون جزءاً من الحل”.
وخلال الجلسة، تحدث معالي الدكتور سلطان الجابر عن “مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ” التي أطلقتها دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي بدعم من سبع دول أخرى، منوهاً بالدور القيادي لدولة الإمارات في هذه المبادرة التي تهدف إلى زيادة الاستثمار في الأبحاث والتطوير وتسريع وتيرة الابتكار في الممارسات الزراعية المستدامة.
وقال معاليه: “تمتلك دولة الإمارات نظرة متكاملة وشاملة بالنسبة للعمل المناخي، وفي بعض الأحيان، يتم تجاهل الزراعة بصفتها مصدراً كبيراً للانبعاثات، إذ يأتي نحو ربع إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في العالم من القطاع الزراعي، وهذا يعني أنها تعادل كمية الانبعاثات الناتجة من توليد الكهرباء. ولذلك تتعاون دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية مع مجموعة متنامية من الدول لإطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ”.
وأضاف: “كما تعلمون نحن نعيش في منطقة جافة، لذلك، نعمل على تطبيق تقنيات جديدة ومنهجيات مبتكرة لتمكين الزراعة المستدامة في الظروف الصحراوية. ولدينا قناعة بأن زيادة الاستثمار في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وحلولها ستساعد قطاع الزراعة على التكيف مع آثار تغير المناخ وستسهم في خفض الانبعاثات ودعم النمو وتوفير فرص العمل في قطاع التكنولوجيا الزراعية”
وفي ختام الجلسة، تحدث معاليه عن مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 26) الذي سينعقد في مدينة جلاسكو في نوفمبر المقبل، حيث أعرب عن التفاؤل الحذر، مشيراً إلى أن العالم يدرك بأن العمل من أجل المناخ يمثل فرصة للنمو الاقتصادي، خاصة في مرحلة التعافي من جائحة “كوفيد-19”.
وقال: “من المشجع أن الحكومات ومجتمع الأعمال والقطاعات الصناعية تدرك فرص النمو الاقتصادي التي يتيحها العمل من أجل المناخ، وأعتقد أنه يمكننا تسريع التقدم في جهود الحد من تداعيات تغير المناخ عند تفادي اعتماد سياسات لا تتناسب مع الجميع”.
واختتم معاليه بالقول: “أعتقد بأن هناك رغبة واهتمام بتحقيق تقدم ملموس خلال مؤتمر الأطراف في جلاسكو، ونحن على استعداد للتعاون والمساهمة في حشد الجهود للعمل من أجل المناخ”.
يذكر أن القمة العالمية للطاقة ينظمها مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا وتجمع نخبة من الخبراء الدوليين لمناقشة التوجهات التي تشكل منظومة الطاقة الحالية، ومستقبل سياسات الطاقة، وأسواق الطاقة، والعوامل الجيوسياسية، والتكنولوجيا، والجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات ومعالجة تحديات تغير المناخ. وتشمل قائمة المتحدثين في الفعالية الدكتور فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، وبرنارد لوني، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي.