شركات التكنولوجيا الزراعية النيوزيلندية في وضع جيد لتلبية أهداف الأمن الغذائي والمائي لدولة الإمارات

مشاريع مشتركة للإدارة البيئية تمهّد الطريق لتنمية صادرات شركات التكنولوجيا الزراعية النيوزيلندية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة
شبكة بيئة ابوظبي: الامارات العربية المتحدة، 06 يونيو 2021

استجابة لطموحات دولة الإمارات العربية المتحدة بأن تصبح الأفضل في مؤشر الأمن الغذائي بحلول عام 2051، تعمل نيوزيلندا على تكثيف جهـودها لتقديم حلول التقنيات الزراعية الرائدة عالمياً إلى بلدان المنطقة. وتتعاون نيوزيلندا بالفعل مع هيئة البيئة – أبوظبي (EAD) ضمن مشاريع بحثية لتعزيز الأمن الغذائي والمائي في جميع أنحاء الإمارات، وتقول أن اكسبو 2020 دبي سيشكّل منصة مهمة لاستعراض كيف يمكن للتقنيات الزراعية المبتكرة والمثبتة من نيوزيلندا أن تعالج التحديات العالمية للغذاء.
وباعتبارها واحدة من أكثر الدول تقدماً في مجال الزراعة والثقافة المائية، تشتهر نيوزيلندا على مستوى العالم بمكانتها الريادية في الزراعة المستدامة والإنتاج والتغذية. ويلبي قطاع الأغذية فيها احتياجات حوالي 40 مليون مستهلك عالمي كل عام، أي ثمانية أضعاف عدد سكانها. ويعمل المزارعون والمنتجون الذين يرتبطون بقوة بالأرض والموارد الطبيعية على تعزيز الصناعة الزراعية في البلاد. كما أنهم يجمعون بين احترام الأرض والتقنيات الحديثة للتوصل إلى حلول زراعية متطورة تساعد على تحقيق نتائج فعّالة.
ويوضح ألفا كينيدي، أخصائي التقنيات الزراعية ومستشار القطاع الخاص لدى هيئة التجارة والمشاريع النيوزيلندية (NZTE): “تنبع حلول التقنيات الزراعية النيوزيلندية من مسؤولية عميقة لدينا كأوصياء على البيئة الطبيعية من أجل جعلها مكاناً أفضل للأجيال المقبلة. إن هذه الروح الأصيلة التي يمثلها مفهوم kaitiakitanga، أي “رعاية الإنسان والمكان” – هي التي تدفعنا لتطوير هذه الابتكارات الزراعية”.

وقد أدى هذا التركيز على استحداث أنظمة غذائية مستدامة إلى أن تصبح التقنيات الزراعية أحد قطاعات التصدير الأسرع نمواً في نيوزيلندا، ومجالاً ذا أولوية للتنمية تحت إطار سياسة الصناعة للحكومة. وتهدف خطة التحول الصناعي في نيوزيلندا إلى تصدير أبحاثها الزراعية والعلمية النوعية لدعم الفرص والإمكانات العالمية بشكل أفضل.
وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل بأهمية كبيرة بالنسبة إلى نيوزيلندا، لا سيما بعد نجاح العديد من الدراسات البحثية المشتركة مع هيئة البيئة – أبوظبي، والتي بادرت بها مؤسسة New Zealand G2G – وهي شراكة بين وزارة الشؤون الخارجية والتجارة النيوزيلندية (MFAT) وهيئة التجارة والمشاريع النيوزيلندية (NZTE) تركز بشكل خاص على مشاركة قدرات القطاع العام في نيوزيلندا مع مختلف بلدان العالم. وتضمنت المشاريع مشاركة معاهد بحثية وخبراء من نيوزيلندا، مثل مركز بحوث النبات والغذاء في نيوزيلندا – وهي مؤسسة بحثية حكومية – وشركة OnlyfromNZ الاستشارية التي تختص بالخدمات البيئية والمحميات وإنتاج الأغذية.
وتشدد خارطة الطريق التي أرستها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة على أهمية تسريع اعتماد التقنيات الزراعية لزيادة الإنتاج المحلي للأغذية. كما أن “وادي تكنولوجيا الغذاء”، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يؤكد على أهمية التعاون العالمي والاستثمارات في التقنيات الزراعية المبتكرة.

ويقول سعادة ماثيو هوكينز، سفير نيوزيلندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: “تعتبر نيوزيلندا شريكاً بديهياً لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاعي الأغذية والمشروبات والتقنيات الزراعية، حيث توفر مصدراً موثوقاً للأغذية عالية الجودة والخبرة المتخصصة لمساعدة الإمارات على إدارة تحديات الأمن المائي والغذائي. ونحن فخورون بأن New Zealand G2G لديها شراكات طويلة الأمد مع هيئة البيئة – أبوظبي، وتساهم في العديد من المشاريع الرائدة لدعم الإدارة البيئية المستدامة. ولقد أثار هذا بالتأكيد اهتمام شركات التكنولوجيا الزراعية النيوزيلندية الأخرى لجلب خبراتها إلى دولة الإمارات، ونرى أن اكسبو 2020 دبي يشكّل فرصة ذهبية لبناء وتوطيد هذه الشراكات الواعدة”.
وجاء قرار هيئة البيئة – أبوظبي بالعمل مع نيوزيلندا – أول دولة في العالم تصدر تشريعات للاستخدام المستدام للموارد البرية والبحرية – بدافع من الحاجة إلى إنشاء أداة تنظيمية لتنظيم تخصيص المياه الجوفية للمزارع في إمارة أبوظبي. وأظهرت الدراسات البحثية المشتركة أنه عند ري محاصيل النخيل والخضروات والغابات، يمكن توفير ما يصل إلى 50% من المياه. وقبل ذلك، عمل فريق من الهيئات النيوزيلندية وخبراء مصايد الأسماك مع هيئة البيئة – أبوظبي من 2013 وحتى 2017 للمساعدة على جعل مصايد الأسماك في دولة الإمارات أكثر استدامة بحلول عام 2030، وذلك باستخدام الدروس والتجارب المستقاة من مبادرة مصايد الأسماك المستدامة ونظام إدارة مصايد الأسماك في نيوزيلندا، والتي تعتبر من بين الأفضل في العالم.
ويحاول علماء هيئة البيئة – أبوظبي ومركز بحوث النبات والغذاء في نيوزيلندا أيضاً إيجاد طرق لزيادة إنتاجية المحاصيل مع الحفاظ على المياه الجوفية الثمينة، والتأكد من ألا تصبح أكثر ملوحة. ويدرس المشروع البحثي الذي يمتد لأربع سنوات بالشراكة مع OnlyFromNZ جدوى استخدام محلول ملحي من محطات تحلية المياه صغيرة الحجم في المزارع ومحلول ملحي مائي من مزارع الأسماك، بدلاً من المياه الجوفية، لزراعة المحاصيل والأعلاف المقاومة للملوحة. الأجهزة المبتكرة تتوفر الآن في 36 قطعة أرض مختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتم استخدامها لرصد مستويات الإنجاز حتى عام 2024. وبعد ذلك سيتم استخدام البيانات لاتخاذ قرارات مدروسة حول الري والإدارة البيئية.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “نحن في هيئة البيئة – أبوظبي ندرك أن أحد المسارات الرئيسية للنجاح هو من خلال التعاون والشراكات المؤثرة، ويشرفنا أن نعمل جنباً إلى جنب مع نيوزيلندا، التي تحظى بسمعة طيبة عالمياً في الزراعة المستدامة والإنتاج والتغذية. لقد أصبحت التقنيات الزراعية أحد أسرع قطاعات التصدير نمواً في نيوزيلندا، ومن خلال هذه الشراكة المهمة، تهدف هيئة البيئة – أبوظبي إلى تعزيز الأمن المائي والغذائي في الإمارات العربية المتحدة، وبما يدعم أجندة الأمن الغذائي الوطني. وبمساعدة الخبرات والبحوث الزراعية الواسعة لنيوزيلندا، تسير الإمارات على طريق واضح للانتقال إلى بيئة زراعية مُحكمة، ونحن على ثقة بأن دولتنا يمكن أن تصبح الأفضل في مجال الأمن الغذائي بحلول عام 2051. ولقد أثبتت نيوزيلندا أنها شريك ملتزم للغاية يضع البيئة باستمرار على رأس أولوياتها، وهو هدف يتماشى إلى حد كبير مع رؤية قيادتنا الرشيدة”.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة عاشر أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا، حيث تبلغ قيمة التجارة الثنائية بين البلدين ما يقارب 4 مليارات دولار أميركي. ومع توقع أن تلعب التقنيات الزراعية دوراً حيوياً في التعافي من جائحة كوفيد-19، تعمل نيوزيلندا مع مصدرين ذوي إمكانات عالية لدعم توسعها في الإمارات – وعلى وجه التحديد في الزراعة الدقيقة، وأجهزة الاستشعار عن بعد، وأنظمة الري، وتجديد التربة، والخصوبة، وإدارة المزارع، والتدريب على البرمجيات، والحصاد الآلي.
وأضاف سعادة السفير هوكينز: “بمشاركة 192 دولة، يوفر اكسبو 2020 دبي فرصة فريدة لمتابعة التوسع في الأسواق الجديدة، وعرض منتجات وخدمات التقنيات الزراعية النيوزيلندية عالية القيمة للعملاء الجدد. وعبر برنامج Expo Business Leverage، نعمل عن كثب مع شركات التكنولوجيا الزراعية النيوزيلندية لمطابقة خبراتها مع احتياجات السوق الحقيقية في الإمارات والمنطقة ككل”.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

برنامج مشروع الزراعة المتجددة يحظى بترحيب واسع النطاق لإيجاد حلول فاعلة لعوامل تغير المناخ

يمكن للباحثين والطلاب الذين يسعون إلى إحداث فرق إيجابي التسجيل في البرنامج حتى تاريخ 18 …