دراسة جديدة تُسلّط الضوء على الفجوات المعرفية الجوهرية في أبحاث ملوحة التربة العالمية

شبكة بيئة ابوظبي: الامارات العربية المتحدة، دبي، 30 يونيو 2021
في دراسة أجراها مؤخرًا فريق دولي من العلماء، تضمّن د/ أسد سروار قرشي، وهو أحد كبار العلماء في إدارة المياه والري بالمركز الدولي للزراعة لملحية (ICBA)، تم تسليط الضوء على عدد من الفجوات المعرفية والأولويات في أبحاث ملوحة التربة العالمية.
وفي تلك الدراسة التي نُشرت في سلسلة الكُتُب “Advances in Agronomy” (أوجه التقدُّم في علم الزراعة)، بإشراف من جامعة كاليفورنيا في دافيس، تم استعراض حالة أبحاث ملوحة التربة العالمية وتحليل التقدُّم المحرز في مكافحة تملُّح التربة في أجزاء مختلفة من العالم.
وحدّدت الدراسة على وجه الخصوص عشر أولويات في أبحاث ملوحة التربة العالمية، مثل – من بين أشياء أخرى – الحاجة إلى رسم خرائط ملوحة التربة؛ والحاجة إلى فهم أوسع للآليات الفسيولوجية للتكيف مع الترب المالحة؛ وتطبيق تقنية الاستشعار عن بُعد لكشف ملوحة التربة ورسم خريطة لها؛ والحاجة إلى معرفة أعمق بالتأثيرات المركّبة والتفاعلية لإجهاد التربة الناتج عن الجفاف والملوحة؛ وإعادة تقييم قدرة المحاصيل على تحمُّل الملوحة.
علاوة على ذلك، قدم واضعو الدراسة توصيات لمعالجة تأثير تملُّح التربة على الزراعة. فقد أشاروا على سبيل المثال إلى أهمية تهجين سلالات زراعية متطورة في ظروف الحقل وتعريضها لمجموعة من مستويات الملوحة ونقص المياه لإيجاد المزيد من أنواع المحاصيل المتحملة للملوحة.
كما تدعو الدراسة إلى تكثيف الجهود لاستيلاد أصناف محاصيل محسَّنة مقاومة للملوحة حيث إن تملُّح التربة آخذ في الارتفاع. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من مليار هكتار من الأراضي تتأثر بالملوحة والقلوية في جميع أنحاء العالم بدرجات متفاوتة. وما يقرب من 30 بالمئة من المساحات المرويّة في العالم تشملها الملوحة.

وعرضت الدراسة دراسات حالة من بلدان مختلفة، بما في ذلك أستراليا والصين وباكستان، بالإضافة إلى أمثلة معيّنة من حوض الغانج الهندي وحوض النيل وحوض الفرات ودجلة، وغير ذلك من الأمثلة.
وتُبرز دراسات الحالة التقدم المحقَّق في معالجة تأثير تملُّح التربة وتناقش الأسباب الرئيسية للمشكلة. كما تعرض التدابير اللازم اتخاذها للحد من تدهور الأراضي الناجم عن التملُّح.
تُعطي الدراسة رؤى تفصيلية لمدى ملوحة التربة حول العالم وتقدم نظرة مستقبلية لتأثيرها على الأمن الغذائي.
تُحذّر الدراسة من أن قِلّة توافر موارد المياه العذبة والتناقص المستمر في مساحات الأراضي الزراعية وتغير المناخ وعوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المناطق المتأثرة بالملوحة في العالم.
بوجه عام، تعتبر الدارسة إضافة جيدة إلى المجموعة المتنامية من الأبحاث حول ملوحة التربة العالمية وتهدُف إلى جذب الانتباه إلى مخاطر الإخفاق في التخفيف من تأثيرها. كما تحثُّ على تخصيص المزيد من التمويل من أجل تطوير حلول مبتكرة لمعالجة تأثير ملوحة التربة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تنتهى من زراعة 10 أشجار قرم لكل زائر من زوار مؤتمر الأطراف COP28

تنفيذاً لمبادرة “غرس الإمارات” لتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة في التصدي لآثار تغير المناخ لتعزيز …