شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 02 اكتوبر 2021
يشهد المعرض الدولي للصيد والفروسية “أبوظبي 2021″، في دورته الثامنة عشرة، التي تختتم فعالياتها مساء الأحد 3 أكتوبر 2021، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، حضورا بارزا للمرأة، سواء بين الجمهور أو ضمن المشاركات في البرنامج اليومي للأنشطة والفعاليات في المعرض.
وشكّل موضوع “المرأة في الصقارة”، محورا مهما على جدول فعاليات، مؤتمر الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة حول “مُستقبل رياضة الصيد بالصقور”، والذي يستضيفه معرض أبوظبي للصيد والفروسية خلال هذه الدورة، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وبتنظيم كلّ من نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي (IAF ).
وفي مجال الصقارة أيضاً؛ يبرز دور المرأة من خلال مشاركات متعددة بإشراف من الجهات المختصة، مثل مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، التي احتفت في 2018، بتخريج أول دفعة على مستوى العالم من الصقّارات، بعد أن نجحن في إتقان الصقارة العربية وأخلاقياتها وقواعدها وفنونها العريقة، حيث استطاعت المدرسة أن تستقطب لغاية اليوم: 2021 طالباً من الجنسين، منهم 1163 من الذكور، و858 من الإناث. ومن النماذج التي تفخر بها الإمارات في هذا المجال، الطفلة الإماراتية عوشة خليفة المنصوري (8 سنوات)، والتي اشتهرت بكونها أصغر صقارة في الإمارات وفي العالم، ولمع نجمها منذ كان عمرها نحو 4 سنوات، حين شاركت في كأس رئيس الدولة لرياضة الصيد بالصقور، كما شاركت في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ومهرجان الصداقة الدولي الرابع للبيزرة عام 2017 بتنظيم من نادي صقاري الإمارات.
وفي مجال الفروسية، يشهد المعرض مشاركات متعددة لفارسات من الإمارات في العروض التي يُقدّمها لجمهوره، ومن أبرزها مشاركة الفارسة آمنة الجسمي، التي استطاعت أن تقدم نموذجاً مشرفاً لبنت الإمارات، خاصة مع دورها الريادي في نشر هذه الرياضة المتوارثة من الأجداد بين الأجيال الجديدة، وحملت على عاتقها نشر الفروسية، بين مختلف الفئات، وإتاحة الفرصة لتعليم الفئات العمرية المختلفة بداية من الأطفال في عمر 3 سنوات، ونجحت في تأسيس نادي إسطبلات كابر، وإدراج الرماية بالقوس ضمن أنشطته. وقامت بتقديم عروض للرماية بالقوس والسهم على ظهر الخيل، ضمن المعرض هذا العام.
واحتفى جناح اليابان في المعرض بدور المرأة في الصقارة هناك، مستعرضا سيرة السيدة وريكو أوتسوكا التي قامت بدراسة الصيد بالصقور منذ عام 1995، بإشراف السيد زنجيرو تاغوموري، رئيس الجيل السابع عشر لمدرسة سوا للصيد بالصقور، وفي عام 2007، أصبحت أوتسوكا من الصيادين المعتمدين لدى سوا وعينت كسكرتيرة تنفيذية لجمعية “سوا للمحافظة على الصيد بالصقور”. كما حصلت في عام 2008 على درجة الماجستير في “انثروبولوجيا الرياضة”، وقامت في عام 2011 بنشر كتابها “فن وروح الصقار”. في عام 2015 خلفت السيدة أوتسوكا السيد زنجيرو تاغوموري، وعينت كرئيسة للجيل الثامن عشر لمدرسة سوا للصيد بالصقور، حيث تتولى مهمة تقديم محاضرات تقليدية ودروس منهجية للطلاب والجمهور.
ويُذكر أنّ الصقارة وصلت إلى اليابان منذ حوالي 2000 عام، وكان الصقار الأول في اليابان كوري الجنسية، ومنحه الامبراطور آنذاك زوجة يابانية كي يُشجعه على البقاء، فتعلمت زوجته استخدام الصقور في الصيد، فكان أول صقار ياباني امرأة، وتلتها امرأة أخرى، ثم انتقل فن الصقارة إلى عدد كبير من الرجال في اليابان.
كذلك يشهد معرض أبوظبي للصيد والفروسية 2021، مشاركة متميزة لحارسات التراث، من السيدات الإماراتيات اللاتي يحملن على عاتقهن مهمة تعريف الجمهور من مختلف الجنسيات بالحرف اليدوية والتراثية، مثل السدو والخوص وغيرهما من الحرف التي تناقلتها بنات الإمارات من جيل لجيل، ومازالت رغم التطور الكبير الذي شهده المجتمع في السنوات الأخيرة، حاضرة ومتواجدة بفضل الأمهات والجدات.
وشكّلت المرأة شريحة كبيرة من المشاركات الفنية التي يشهدها المعرض هذا العام، حيث يشهد قطاع الفنون والحرف اليدوية مشاركة واسعة من 80 رسّاماً وفناناً تشكيلياً وحرفياً من الإمارات وعدّة دول عربية ومختلف أنحاء العالم، يتواجدون في منصّات وأجنحة عرض خاصة بهم. كما وترشّح أكثر من 45 رسّاماً ومُصوّراً فوتوغرافياً لمُسابقتي الرسم والتصوير الفوتوغرافي من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون والعديد من دول العالم، والتي تشمل أجمل اللوحات والصور الفوتوغرافية في مجالات الصيد والفروسية والتراث بشكل عام.
أيضا شكلت المشاريع التي تديرها سيدات نسبة غير قليلة ضمن المشاريع والشركات المشاركة في المعرض، وتنوعت المنتجات التي تُقدّمها بين العطور والدخون، والمنتجات التراثية واليدوية، والاكسسوارات ومستحضرات التجميل وغيرها من المنتجات.
في المقابل؛ حرصت شركات على طرح منتجات مخصصة للمرأة لاستقطاب جمهور المعرض من السيدات، مثل جناح شركة بينونة الوطنية لتجارة المعدات العسكرية والصيد، الذي عرض أسلحة خفيفة الوزن مخصصة للنساء من هواة الصيد وممن يعشقن اقتناء البنادق، بعد أن وجدت الشركة أن الدورات السابقة للمعرض شهدت إقبال العديد من السيدات والفتيات على شراء أسلحة صيد مرخصة.