شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، خبير مناخي، القنيطرة، المملكة المغربية 10 نوفمبر 2021
يستمر التركيز على المفاوضات في مؤتمر غلاسكو لتغير المناخ على العديد من القضايا المهمة التي يُنظر إليها على أنها حاسمة بالنسبة لمؤتمر الأطراف السادس والعشرون COP26، وسيتطلب ذلك عملًا كبيرًا في الأيام المقبلة، بما في ذلك التمويل والشفافية.
وحسب الخبير المناخي حميد رشيل أنه من خلال البيانات العالمية للتغيرات المناخية التي تم تجميعها خلال العقود الأخيرة والتي تشمل مواضع كل من حرائق الغابات والفيضانات والاحترار وارتفاع منسوب مياه المحيطات وانتشار واتساع المناطق الصحراوية مع تراجع الغطاء النباتي على سطح الأرض، تأكد بالملموس أن التغيرات المناخية بدأت تشكل خطرا كبيرا. هذا الخطر ليس وليد اليوم بل الأنشطة البشرية المتهورة اتجاه البيئة هي التي زادت من تسريع حدة التغير المناخي بشكل غير إيجابي وغير مفيد للكثيرين.
وأكد في تحليله للوضع، على أن هذه الدراسات وهذه التقارير نزلت بثقلها خلال اليومين الأولين لفعاليات الدورة 26 لمؤتمر الأطراف (COP26) ، مما دفع بأكثر من 100 دولة مشاركة إلى التعهد بما يلي:
•خفض انبعاث غاز الميتان الذي يأتي ثانيا بعد الكربون في تصنيف الغازات الدفيئة بنسبة %30 بحلول عام 2030.
•إنهاء إزالة الغابات وتوسيع مساحتها بنهاية العقد الحالي.
•استثمار حوالي 20 مليار دولار من أجل حماية الغابات واسترجاع عطائها النباتي.
ورأى الخبير المناخي شخصيا أن هدف 2030، يعد بعيد المنال جدا اليوم، مما سيشجع على الاستمرار في قطع واجتثاث الأشجار لعقد إضافي. كما الدول الموقعة على هذا التعهد، تعد من الدول التي تتوفر على %85 من غابات الأرض ومن بينها نجد بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وكندا وإندونيسيا وروسيا والصين والكونغو.
وكان من الأنسب حسب رأيه، أن تدخل هذه التعهدات حيز التنفيذ بشكل فوري معتمدة على معيار درجة التضرر، وعلى الدعم المالي الذي حدد في حوالي 20 مليار دولار أميركي أن يتم في شكل تحويلات للقطاع العام والقطاع الخاص على مدى سنوات. كما وجب أن يوجه جزء هام من هذه التحويلات وبشكل استعجالي لمساعدة الدول النامية لتزيد من عمليات التشجير ومحاربة حرائق الغابات وكذلك العمل على دعم السكان الأصليين ضد الفقر والنزوح. سيما وأن تسارع تدهور واختفاء الغابات عالميا بلغ حوالي المساحة الإجمالية ل27 ملعب كرة القدم في الدقيقة، وبالمغرب فإن سرعة اختفاء الغابة وصلت إلى 1,5 هكتار في الساعة.
كما حث الدول التي ستستفيد من هذه الاستثمارات أن ترقى بالتغيرات المناخية إلى الأهداف الكبرى والشاملة لدى كافة حكوماتها من خلال تشريعاتها وقوانينها وكذلك من خلال إرادة تشاركية فاعلة لمجتمعاتها إن كانت فعلا تريد المضي بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعددة المنشودة.
Tags COP26 القنيطرة المملكة المغربية انبعاثات غاز الميثان حميد رشيل خبير مناخي شبكة بيئة ابوظبي غلاسكو
Check Also
لماذا مات الكثيرون في إسبانيا؟ لأن أوروبا لم تتقبل بعد حقائق الطقس المتطرف
من المؤسف أن الفيضانات الشديدة أمر لا مفر منه. ولكن ما ليس حتميًا هو مدى …