مغير الخييلي في حوار لـ«الاتحاد»:
60 مبادرة قدمها القطاع الاجتماعي خلال “الجائحة”
انشاء قاعدة بيانات لسيايات وقوانين القطاع الاجتماعي
رصد مؤشرات رضا المواطنين والمقيمين لمستويات جودة الحياة
3 فئات لخدمة ترخيص المتطوعين في ابوظبي
ترخيص 5 مهن رئيسية في الامارات
تحديد أولويات القضايا التي تهم أفراد المجتمع
الاستثمار بالانسان هو الثروة الحقيقية
أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن الدائرة تعمل على إنشاء قاعدة البيانات اللازمة لوضع السياسات وصياغة القوانين على مستوى القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، وكذلك إنشاء نظام الدعم الاجتماعي الذي يستهدف المواطنين الأكثر حاجة، وتطبيق الأنظمة والمعايير الضرورية لضمان تميز الخدمات الاجتماعية بجودة مرتفعة، مشيراً إلى أن القطاع الاجتماعي أطلق 60 مبادرة خلال الفترة الماضية.
وقال معاليه في حوار مع «الاتحاد»: قامت الدائرة بصياغة الاستراتيجيات والخطط المستقبلية التي تُعنى بتحقيق تطلعات مجتمع أبوظبي وتسهم في الحفاظ على النسيج الاجتماعي المميز للإمارة، التي تحتضن الجميع من مختلف الثقافات والجنسيات، مما جعل من أبوظبي منارة عالمية للسلام والتسامح والأخوة الإنسانية، حيث يتمتع فيها الفرد بحقوقه الكاملة في الحياة والعمل والعيش الكريم.
وأضاف معاليه: حققت أبوظبي وعلى مدى السنوات العشر الماضية، الكثير من الإنجازات في كافة المجالات، حيث تصدرت العديد من المؤشرات التنافسية العالمية، كما شكلت الإمارة تجربة رائدة في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، مما مكنها من المنافسة كواحدة من أفضل المدن العالمية للعيش والحياة، حيث أشارت نتائج الدراسة السنوية التي أجرتها وحدة المعلومات في «إيكونوميست إنتليجينس»، البريطانية حول المدن ذات نوعية الحياة الجيدة ضمن التصنيف العالمي الجديد للعام 2021، إلى تصدر أبوظبي المركز الأول عربياً وفي الشرق الأوسط، للسنة الثانية على التوالي في قائمة أكثر المدن الملائمة للعيش.
وتابع معاليه: تأتي هذه النتائج التي تحققها إمارة أبوظبي على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت المدن العالمية جراء التداعيات السلبية التي تركتها جائحة «كوفيد-19»، وأثرت على تصنيفها العالمي من حيث جودة الحياة، إلا أن أبوظبي ظلت محافظة على ريادتها ومركزها المتقدم بين مدن دول الشرق الأوسط كأفضل الأماكن للعيش والحياة، متجاوزة عدداً كبيراً من المدن التي كانت مدار بحث وحدات القياس.
وأشار معاليه إلى أن الدائرة أطلقت استبانة خلال الجائحة، بهدف تحليل الأوضاع المصاحبة لتداعيات الجائحة والتعرف على أنماط حياة المجتمع ورفعها إلى متخذي القرار، لضمان استشراف المستقبل واستدامة توفير جودة حياة أفضل، فكانت أبرز النتائج أن 89% من المشاركين أكدوا أن المؤسسات الصحية المختصة جاهزة وقادرة على التعامل مع الوباء، فيما يعتبر 80% أن الأزمة ساهمت في تقوية علاقاتهم الأسرية وأنهم يقضون وقتاً أطول مع أطفالهم، لافتاً إلى عدد المبادرات التي قدمت من القطاع الاجتماعي بلغت أكثر من 60 مبادرة من الجهات الحكومية في القطاع.
وأوضح معاليه أن ما حققته دولة الإمارات وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص من إنجازات حضارية خلال نصف القرن الماضي يدل بشكل واضح على عزيمة القيادة وإرادتها في بناء وطن يزخر بالعديد من المكتسبات، فقد بذلت قيادتنا الرشيدة جهوداً كبيرة لتنمية المجتمع وتحقيق الأمن والاستقرار والعيش الكريم للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض، لا سيما وأن قيادتنا تؤمن بأهمية الاستثمار بالإنسان كونه الثروة الحقيقية للوطن.
منجزات القطاع الاجتماعي
قال معالي الدكتور مغير الخييلي: حرصنا كقطاع اجتماعي في أبوظبي على إنجاز كل ما نراه أولوية في سبيل تحقيق جودة حياة عالية في إمارة أبوظبي، فعلى سبيل المثال أطلقنا استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، وأعددنا ملفاً لتطوير جودة حياة الأسر الرامية إلى تحسين جودة حياة الأسر والشباب وكبار المواطنين، وأطلقنا سياسة التطوع من أجل تنظيم العمل التطوعي في إمارة أبوظبي وإيجاد بيئة تطوعية كفؤة وفعالة، إلى جانب إعداد ورقة بحثية حول مفهوم الابتكار الاجتماعي ودوره في تنمية الاقتصاد البشري وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الاجتماعية المعاصرة.
وذكر معاليه أن دائرة تنمية المجتمع تقف بشكل دائم على آراء مجتمع إمارة أبوظبي حول مختلف القضايا التي تهم الأفراد وتحديد أولوياتها بما يتوافق مع التطورات الكبيرة التي تشهدها الإمارة، حيث تقوم الدائرة بإجراء استبيانات خاصة لقياس مستويات جودة الحياة وتحديد العوامل الرئيسية المؤثرة بها، وقد عكست تلك الاستبيانات في مرحلتيها الأولى والثانية مدى رضا كافة المواطنين والمقيمين على مستويات جودة الحياة والرفاهية التي يحظى بها الأفراد في شتى مناحي الحياة، لا سيما وأنها راعت جميع شرائح المجتمع بثقافاتها ولغاتها المتنوعة للوصول إلى النتائج المرجوة.
وحول أهم المبادرات التي أطلقتها الدائرة لتنمية المجتمع المحلي في أبوظبي، أوضح معاليه بأن القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي استطاع تحقيق إنجازات ملموسة، حيث تم خلال الجائحة وبالتعاون مع القطاع الاجتماعي العمل على تنفيذ مبادرات عدة، أبرزها برنامج معاً نحن بخير، لجمع المساهمات بهدف دعم المتضررين من الجائحة، حيث نجح في تأمين مساهمات مالية وعينية فاقت قيمتها المليار درهم قدمها 30 ألف مساهم، إلى جانب تنفيذ برامج أخرى كان لها أكبر الأثر في ضمان تحقيق الخدمات الداعمة للمجتمع بمختلف فئاته.
وأشار رئيس دائرة تنمية المجتمع، إلى أنه تم خلال الفترة الماضية توقيع عدد من مذكرات تفاهم مع جهات مختلفة، والتي تعد ذات أهمية في تجسيد التكامل مع الحكومات والمؤسسات والدوائر المحلية، حيث تم خلال العام الجاري توقيع مذكرتي تفاهم مع وزارة تنمية المجتمع، الأولى بشأن دراسة الوضع الحالي لإدارة وحوكمة حالة الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، والمذكرة الثانية بشأن الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام، إلى جانب اتفاقيات تعاون وتبادل الخبرات تمت مع 3 جامعات وهي جامعة الإمارات، وجامعة زايد، وجامعة خليفة، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجال البحث العلمي لرصد ودراسة وتحليل الظواهر الاجتماعية في الإمارة، وغيرها من الاتفاقيات.
ولفت معاليه إلى أن الدائرة عملت على تعزيز جودة الخدمات من خلال حماية أفراد المجتمع وضمان حقوقهم، عبر تقديم خدمات عدّة منها خدمة ترخيص مهنيي الرعاية الاجتماعية وفقاً لمعايير الجودة العالمية، والتي اشتملت ترخيص 5 مهن رئيسية، إلى جانب خدمة ترخيص دور العبادة لغير المسلمين في إمارة أبوظبي وهو ما يجسد الجهود التي تنتهجها إمارة أبوظبي، نحو تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والمحبة والتآلف بين كافة شرائح المجتمع، إضافة إلى خدمة ترخيص المتطوعين والتي تشمل 3 فئات مهمة، بهدف ضمان حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم.
وأشار إلى أن النهج الراسخ الذي تتبناه الدائرة بإشراك كافة أفراد المجتمع بإمارة أبوظبي في البرامج والمبادرات باعتبارهم شركاء رئيسيين في رسم مستقبل أفضل للإمارة، حقق نتائج مهمة في تعزيز نمط الحياة والارتقاء بسمعة بأبوظبي على كافة المستويات، لذا لا بد من مواصلة البناء على ما تم إنجازه لجعل مجتمع إمارة أبوظبي أحد أسعد المجتمعات عالمياً.
وذكر معاليه أن الدائرة تؤمن بأن البناء والتطوير مسؤولية تقع على عاتق الجميع بلا استثناء، ومن هذا المنطلق، فإن تطوير جودة الحياة يتطلب العمل المشترك والفعال بين دائرة تنمية المجتمع وشركائها من الجهات ذات العلاقة في القطاع الاجتماعي والحكومي، بما يتوافق مع استراتيجية الدولة في إطار الخمسين عاماً المقبلة، لا سيما وأن تحقيق معايير جودة الحياة يمثل أولوية الأجندات الحكومية، لأنها المظلة الداعمة والمؤثرة إيجاباً بجودة وتميز أداء مختلف القطاعات، تحقيقاً لأفضل النتائج والمؤشرات.
التسامح
بين معالي الدكتور مغير الخييلي، أن الدائرة حققت العديد من المنجزات في مجال التسامح بمختلف محاوره، ومنها تسليم رخص دور العبادة لغير المسلمين والقائمة في إمارة أبوظبي، كما التقت بالقائمين على دور العبادة للتعرف على احتياجاتهم وتطلعاتهم، كما قامت بتوحيد الجهود مع الشركاء لتحقيق المتطلبات التي تضمن لدور العبادة الحصول على كافة الخدمات وبجودة عالية، بالإضافة إلى تدشين غرفة العبادة متعددة الأديان لغير المسلمين في مطارات أبوظبي، ومستشفى كليفلاند، ولوفر أبوظبي، والتي تعكس أبهى مظاهر الأخوة الإنسانية في المجتمع.
ولفت معاليه إلى أن التلاحم المجتمعي يعتبر مؤشراً رئيسياً في قياس مدى تمتع أبناء المجتمع بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية، والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية بين كافة مكونات المجتمع في الدولة والذي يتضمن العديد من المحاور الرئيسية، حيث إن الدائرة تؤدي دوراً أساسياً نحو تعزيز التلاحم والعيش المشترك عبر دعم الأسرة وتوفير كافة الإمكانيات من أجل حياة أسرية متماسكة، إلى جانب العمل على تطوير السياسات والاستراتيجيات التي تركز على معرفة التحديات التي نواجهها اليوم، للعمل على وضع الحلول الأمثل لها لتحسين جودة حياة الأسرة والشباب وكبار المواطنين.
المصدر، جريدة الاتحاد، ناصر الجابري (أبوظبي) 27 ديسمبر 2021