«أبوظبي للاستدامة» يرسخ مكانة الإمارات في العمل المناخي

مشاركون في دورة سابقة من أسبوع أبوظبي للاستدامة
مسؤولون لـ«الاتحاد»:
سلطان الجابر: «مشاريع الخمسين» ترسم ملامح المستقبل للعقود الخمسة المقبلة تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة
مريم المهيري: تحقيق الاستدامة ركيزة رئيسة في نهج الامارات على مستوى كافة القطاعات
فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022
500 متحدث من القادة العالميين بينهم رؤساء دول وصناع سياسات

في الفترة ما بين 15 إلى 19 يناير الحالي، بمشاركة دولية قوية، حيث يتوقع أن تضم قائمة المتحدثين أكثر من 500 من القادة العالميين، كرؤساء الدول وصنّاع السياسات وقادة القطاع.
وأكد وزراء ومسؤولون لـ «الاتحاد» أهمية هذا التجمع العالمي البارز في وضع خطة عمل للحد من تداعيات تغير المناخ وتحقيق أهداف الحياد المناخي، بما يعكس الرؤية الاستباقية للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات في مجال الاستدامة ودعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات تغير المناخ وصون البيئة.
ويركز الأسبوع على ثلاثة محاور، هي التعاون الدولي والقيادة، والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيا والابتكار، ويناقش موضوعات هامة مثل، الصحة والحياد المناخي والهيدروجين والاقتصاد الدائري والابتكار في مجال الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي والاقتصاد الأزرق والتقنيات النظيفة.
وتأتي استضافة مراسم افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة وحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة يوم الاثنين 17 يناير 2022 ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي لتؤكد على التزام دولة الإمارات بالعمل المناخي الجاد وتطبيق مبادئ الاستدامة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في النهج المتقدم الذي تتبناه دولة الإمارات لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. وستقام بقية فعاليات الأسبوع في أبوظبي من خلال ندوات حضورية أو افتراضية.

سلطان الجابر: دور فاعل للإمارات كجهة محفزة وحاضنة لجهود الطاقة النظيفة والاستدامة
وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة – المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، ورئيس مجلس إدارة «مصدر»: تماشياً مع الرؤية بعيدة المدى للقيادة الرشيدة، حرصت دولة الإمارات على تسخير خبراتها الغنية في مجال الطاقة للمساهمة بدور فاعل كجهة محفزة وحاضنة للجهود في مجالات الطاقة النظيفة والاستدامة ودعم العمل المناخي، ويشكل أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة استراتيجية لتضافر الجهود وتعزيز العمل المشترك في المجال المناخي وابتكار الحلول المجدية تجارياً والقابلة للتطبيق على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف: تؤكد إقامة حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة وحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة ضمن معرض إكسبو 2020 دبي على الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لتوسيع نطاق الشراكات وتحفيز الابتكار وخلق فرص اقتصادية جديدة والتركيز على تعزيز الاستدامة وجعلها محوراً رئيساً ضمن خطط النمو المستقبلي بما يتماشى مع وثيقة مبادئ الخمسين.
وقال معاليه: وضعت دولة الإمارات استراتيجية طموحة سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 لتكون بذلك أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن مثل هذه المبادرة، والتي سيترتب عليها ظهور قطاعات ووظائف وفرص جديدة وتحقيق معدلات نمو عالية، ولا شك بأن أسبوع أبوظبي للاستدامة سيساهم في تسريع الخطى لتحقيق التقدم المنشود، وسيمهد لاستضافة الدولة للدورة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في عام 2023.
وأكد أهمية العمل على مدّ جسور التعاون مع العالم، وتكريس القدرات وتكاتف الجهود والمواءمة ما بين أهداف النمو الوطني ومتطلبات التنمية العالمية لضمان مستقبل مستدام للأجيال الحالية والمستقبلية.

مريم المهيري: تحقيق الاستدامة ركيزة رئيسة في نهج الإمارات على مستوى كافة القطاعات
من جهتها، قالت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إن تحقيق الاستدامة يمثل ركيزة رئيسة في نهج دولة الإمارات، لذا تعمل على تحقيقها محلياً على مستوى كافة القطاعات، وتدعم نشر العمل من أجل تحقيقها عالمياً، ويمثل إيجاد المنصات وإقامة الفعاليات العالمية أحد السبل الهامة التي تتبناها الدولة من أجل نشر فكر الاستدامة والوصول لحلول ابتكارية جديدة تدعم تحقيقه.
وأضافت: يمثل أسبوع أبوظبي للاستدامة أحد أهم المنصات التي أطلقتها دولة الإمارات قبل سنوات لدعم مسيرة تحقيق الاستدامة، وخلال الدورات الماضية شهد الأسبوع تطوراً ونمواً ملحوظاً عزز من مكانته العالمية بما يضمه من فعاليات من أهمها جائزة زايد للاستدامة التي ساهمت في تسليط الضوء على العديد من الحلول الابتكارية وتحويلها إلى واقع ملموس يدعم بقوة تحقيق الاستدامة عالمياً.

عويضة المرر: أبوظبي تستحوذ على 70% من مشاريع الطاقة المتجددة بالمنطقة
من جانبه، قال معالي المهندس عويضة مرشد علي المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، الشريك الرئيسي لأسبوع أبوظبي للاستدامة: «شهد أسبوع أبوظبي للاستدامة نمواً وتطوراً ملحوظاً على مدى الأعوام السابقة ليصبح إحدى المنصات الفكرية العالمية الرائدة التي تضاف إلى سجل أبوظبي المتميز والحافل بالإنجازات في مجال استضافة الأحداث والفعاليات الدولية واستقطاب القادة والخبراء والمتخصصين والمشغلين في قطاع الطاقة والقطاعات الصناعية من كافة أنحاء العالم لإعادة دراسة وتقييم الجهود المتواصلة الرامية للحد من آثار التغير المناخي وتوسيع نطاق نشر واستخدام الطاقة النظيفة بما يسهم في إبقاء درجة احترار العالم أقل من درجتين مئويتين.
وأضاف: لقد وضعت أبوظبي أجندة طموحة للاستدامة على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، واتخذت إجراءات هامة في هذا الصدد حتى باتت الإمارة تستحوذ اليوم على ما يقرب من 70% من جميع مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة، فضلاً عن أنها الأولى في المنطقة التي تستخدم تقنية التقاط الكربون على نطاق صناعي وأول من يستخدم الطاقة النووية السلمية، حيث من المتوقع إنتاج ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من الطاقة النووية، وكذلك الحد من إطلاق ما يصل إلى 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام.
وتابع معاليه: يصادف عام 2022 إطلاق مشروع الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات، ولا شك أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يوفر حافزاً وفرصة متميزة لانطلاق هذه المسيرة من خلال استعراض جهودنا لزيادة حصة الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء، وابتكاراتنا في تعزيز كفاءة الطاقة للمساهمة في الحد من آثار التغير المناخي لدعم مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050، وتحقيق طموحات الإمارة في النمو الاقتصادي المستدام، إن هذا الالتزام بدعم الجهود العالمية نحو تحقيق مبادئ اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من شأنه تعزيز الزخم بالنسبة لنا، ولجميع الوفود الدولية وللشباب على وجه الخصوص، في العام المقبل حيث تستضيف دولة الإمارات الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في أبوظبي.

محمد الحمادي: دور محوري للبرنامج النووي الإماراتي في مجال الاستدامة
ومن جهته، قال محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الشريك الداعم لأسبوع أبوظبي للاستدامة: يقوم البرنامج النووي السلمي الإماراتي بدور محوري وتكاملي في إطار الجهود والمبادرات الطموحة التي أطلقتها دولة الإمارات في مجال الاستدامة، ومن خلال محطات براكة للطاقة النووية السلمية، حجر الأساس للبرنامج، توفر مؤسسة الإمارات للطاقة النووية طاقة كهربائية وفيرة وصديقة للبيئة على مدار الساعة من أجل دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة، حيث أصبحت أولى محطات براكة منذ تشغيلها تجارياً في أبريل 2021 أكبر مصدر منفرد للكهرباء في الدولة والعالم العربي، بينما تعد محطات براكة أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونة في المنطقة، الأمر الذي يعزز الدور الريادي للدولة في مواجهة ظاهرة التغير المناخي على الصعيد العالمي.
وأضاف: مع اكتمال ربط ثاني محطات براكة بشبكة الكهرباء الرئيسية واستعدادها للتشغيل التجاري العام الحالي 2022، فإننا نقترب أكثر من تحقيق هدفنا المتمثل في توفير ربع احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.

الحياد المناخي
تسهم استضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة في ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة على مستوى المنطقة والعالم في مجال الاستدامة والعمل المناخي، حيث أعلنت الدولة في أكتوبر الماضي عن مبادرتها الاستراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، مما يجعلها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن مثل هذه المبادرة.
كما تعتبر الإمارات أول دولة عربية تضع أهدافاً طموحة في مجال الطاقة النظيفة، وأول دولة خليجية توقع على اتفاقية باريس.
ومنذ تأسيسها عام 2006، تدعم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل»مصدر”، التي تستضيف أسبوع أبوظبي للاستدامة، الجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي.

المصدر، جريدة الاتحاد، سيد الحجار (ابوظبي) 14 يناير 2022

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الانتقال الطاقي بالمغرب بين الواقع والمستقبل

شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، الخبير البيئي، عضو جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، …