شكّلت التنمية الفكرية والعلمية ركيزة رئيسية في المسيرة الإنمائية الشاملة التي بدأتها دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد قبل 50 عاماً. فإلى جانب النهضة الاقتصادية والعمرانية، كانت نهضة الإنسان، تعليميّاً وفكريّاً وثقافيّاً، أولوية رئيسية في المشروع الوطني، الذي رسم معالمه المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.لذا، كان للنهوض بالتعليم، الذي يعدّ الأرض الخصبة التي تُزرع فيها بذور أي نهضة فكرية وعلمية لأي بلد من البلدان، وأي مجتمع من المجتمعات، مكانةٌ خاصة في برامج التنمية الوطنية، وفي الميزانيّات الاتحادية السنوية، حيث يستحوذ قطاع التعليم على نحو 15% من مخصّصات الميزانية العامّة السنوية، محتلّاً بذلك المرتبة الثانية بعد قطاع التنمية الاجتماعية. فقد جعلت قيادتنا الرشيدة من التعليم القاطرة التي تقود الدولة إلى تحقيق كل متطلّبات واحتياجات واستحقاقات مشروعات التنمية المستدامة، ولاسيما الجانب الخاص بتنمية الموارد البشرية الإماراتية وتطويرها.
وتعدّ مراكز البحوث والدراسات حاضنة المفكرين والباحثين، وإحدى الأدوات الأساسية في عملية صنع القرار المسترشد بالمعلومة الصحيحة والدقيقة.
لذا، فإن الإمارات تزخر بعدد كبير ومتزايد من مراكز الفكر هذه التي تتنوّع مقاصدها بين خدمة الأهداف الاتحادية والمحلية، وتختلف أنشطتها بين المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وتتويجاً لهذه النهضة الفكرية المشرقة، فإن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهو أحد أبرز مراكز الفكر في الدولة وأقدمها، يطلق اليوم الثلاثاء، برعاية كريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، مشروع «مفكّرو الإمارات»، وهو مشروع وطني رائد يهدف إلى إبراز الناتج الفكري الإماراتي في مختلف المجالات الاستراتيجية بما يتوافق مع رؤية دولة الإمارات، وإلى تقديمه في صورة تعكس طموحات النخبة الإماراتية من المفكرين والباحثين والجيل الصاعد، الذين يجمعهم شغف الفكر ورفعة الوطن من أجل خدمة أهداف التنمية الشاملة.
ويتيح مشروع «مفكرو الإمارات» منصة وطنية موحّدة لاحتضان هؤلاء المفكرين والباحثين، تسهم في توحيد جهودهم ضمن توجّه استراتيجي يخدم صانع القرار والمؤسّسات البحثية، ويرفع قيمة الناتج الفكري والمعرفي في الدولة. كما تمثّل هذه المنصّة الجديدة خطوة أولى نحو المزيد من التطوير لهذه المراكز والمزيد من التنسيق فيما بينها.
وستشكّل منصّة «مفكرو الإمارات» بالنسبة للإمارات، التي احتفلت أخيراً بيوبيلها الذهبي وتتطلع للمستقبل بطموح أكبر، خيرَ سندٍ لدعم استراتيجية الدولة للأعوام الخمسين المقبلة، وستمنح المفكرين الإماراتيين في مختلف المجالات الفرصة لتبوؤ دور ريادي في جهود الدولة لاستشراف الغد والتخطيط لمستقبلٍ أجمل وأكثر استدامة ورخاءً بعقول إماراتية متسلّحة بالعلم والمعرفة.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
المصدر: جريدة الاتحاد، 3 يناير 2022 23:40
الوسوممفكرو الإمارات
شاهد أيضاً
ازدهار العلامة التجارية للشركات في ظل المسئولية الاجتماعية الحقيقية
موقع بوابة الاهرام، الدكتور شون لوخري، أستاذ مساعد في كلية إدنبرة لإدارة الأعمال، جامعة هيريوت …