عند النظر إلى أبرز التحديات التي تواجه الحياد الكربوني، تظهر انبعاثات وسائل النقل في المقدمة، نظرًا للاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري.
وتعمل حكومات العالم على خفض انبعاثات قطاع النقل عبر طرق عدّة، مثل تحفيز التحول إلى السيارات الكهربائية ودعم تقنيات منخفضة الكربون مثل الوقود الحيوي والهيدروجين، على أمل توفير حلول واعدة لتفادي استخدام الوقود الأحفوري.
وحتى إذا نجحت السياسات الحالية والتعهدات من قبل الدول، فإن انبعاثات الكربون في قطاع النقل ستواصل النمو بنسبة تقارب 20% بحلول عام 2050، كما يرى تقرير لمنتدى الاقتصاد العالمي.
ولذلك، فإن سلوك الفرد يمكن أن يؤدي دورًا كبيرًا في دعم خفض أسرع للانبعاثات الكربونية، مع اختلاف البصمة الكربونية لوسائل النقل التي يستخدمها الأشخاص، وفق تقرير حديث لموقع فيجوال كابيتاليست.
انبعاثات قطاع النقل
يمثّل قطاع النقل 37% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم في قطاعات الاستخدام النهائي، وفق بيانات حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.
ومع تزايد القلق بشأن تغيّر المناخ، أصبح الأفراد أكثر وعيًا بشأن تأثيرهم في البيئة، إذ تشكّل انبعاثات النقل الجزء الأكبر من البصمة الكربونية الفردية.
ولهذا السبب، يعدّ تقييم خيارات النقل نقطة مهمة للبدء في تقليل البصمة الكربونية للأفراد، سواء كان ذلك عبر التنقل اليومي أو رحلة ترفيهية في الخارج، بحسب التقرير.
إذن، ما هي الطريقة الأكثر صداقة للبيئة للانتقال من مكان إلى آخر؟
مقارنة بصمة الكربون لوسائل النقل
من السيارات إلى الطائرات، تقاس البصمة الكربونية لقطاع النقل بوحدات الغرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون المنبعثة لكل شخص يسافر كيلومترًا واحدًا، وهذا يشمل كلًا من الكربون وغازات الدفيئة الأخرى.
وتعدّ رحلة الطيران قصيرة المدى وقيادة السيارة الشخصية العاملة بالبنزين أكثر طرق السفر كثافةً بالكربون، عند 255 و192 غرامًا من مكافئ الكربون لكل فرد يسافر كيلو مترًا، على التوالي، وفق التقرير.
السيارات الكهربائية – لكزس
ومع ذلك، فإن وجود راكب آخر في السيارة يؤدي إلى خفض الانبعاثات للنصف، مما يجعل القيادة أكثر كفاءة.
بينما يعدّ السفر عبر القطار أو العبارة أقلّ وسائل النقل بصمة كربونية بالنسبة الفرد، نحو 6 و19 غرامًا من مكافئ الكربون على الترتيب.
كيفية تقليل البصمة الكربونية
اختيار وسيلة النقل المناسبة أحد سبل تقليل البصمة الكربون، فركوب القطار بدلًا من السفر بالطائرة -رحلة داخلية- يقلل من انبعاثات الفرد بنسبة 84%، حسب التقرير.
وتجدر الإشارة إلى أن رحلات الطيران طويلة المدى أقلّ بصمة كربونية للفرد من الرحلات القصيرة، لأن عمليتي الإقلاع والهبوط هما الأكثر استهلاكًا للوقود في الرحلة، وكلما زادت المسافة، تراجعت حصة استهلاك الوقود في الإقلاع والهبوط من الرحلة الإجمالية.
وبالطبع، المشي أو ركوب الدرّاجات أو الجري هي أقلّ الطرق كثافة للكربون للانتقال من مكان إلى آخر، لكن النقل التشاركي يمكن أن يقلل أيضًا من الانبعاثات، وكذلك التحول إلى السيارات الكهربائية أو وسائل النقل العامّ يفي بالغرض نفسه.
وعلى مسافات متوسطة إلى طويلة المدى، تعدّ القطارات هي الخيار الأكثر صداقة للبيئة، وبالنسبة للسفر المحلي قصير المدى، فإن القيادة أفضل من السفر بالطائرة.
المصدر، موقع الطاقة، وحدة أبحاث الطاقة – أحمد شوقي مارس 22, 20220