تنظيم جلسة الموهوبين بالشراكة بين وزارة الثقافة والألكسو ومركز اللغة العربية

في إطار فعاليات السفارة الثقافية للدولة وبحضور سفيرة الثقافة العربية

شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 10 اكتوبر 2022

في إطار أنشطة وفعاليات السفارة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، نظمت مؤخراً بمسرح متحف اللوفر – أبوظبي جلسة الموهوبين وجلسة إضاءات حول منظمة الألكسو بالشراكة بين وزارة الثقافة والشباب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ، ومركز أبوظبي للغة العربية وأناسي للإعلام ، بحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسعادة الدكتور مراد المحمودي أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو، وسعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور أحمدو حبيبي خبير في إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو وعدد من الموهبات والكوادر الشبابية.

تأتي هذه الفعالية الوطنية ذات البعد العربي بمناسبة صدور الدليل الاسترشادي العربي لدعم الموهوبين في القطاع الثقافي، والذي تم إقراره مؤخراً خلال المجلس التنفيذي 117 لمنظمة الألكسو وتجاوباً مع السياسة الوطنية لدعم الموهوبين في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تدخل في إطار برنامج سفيرة الثقافة العربية لدى منظمة الألكسو.

قدمت وأدارت الجلسة الإعلامية ذكرى والي ، واستهل البرنامج بكلمة سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية قال فيها : يسعدني ويشرّفني أن أتواجد معكم اليوم
، في هذا الحفل.ويطيب لي أن أعرب عن بالغ شكري وتقديري على كلّ تلك الجهود التي تبذلونها من أجل إبقاء راية اللغة العربية خفّاقة تسمو في فضاء الفكِر والوعيّ العربي الجمعي. إن الحديث عن اللغة العربية حديثٌ عميقٌ لا ينقطع، فاللغة خزينة القيم والأدب والثقافة، ووعاء الفكر الأصيل الذي تنبثق منه الإبداعات. وهذا ما يتطلب مضاعفة المجهود بمبادرات خلاقة بالتركيز على الموهوبين والانفتاح على علاقة اللغة بفنونها الجمالية كالخط والفن والموسيقى على امتداد تاريخ طويل. وهنا لابد من الوقوف للإشادة بدور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى منظمة الألكسو في ترسيخ مكانة ووجود إرث اللغة العربية والإبداع في تعلمها ونقلها وأيضاً بالتعبير بواسطتها من خلال المشاريع الثقافية التي توطد أواصر العلاقات بين دول العالم العربي، عبر تأسيس عدة مشاريع منها”أناسي” وهي شركة وطنية تهدف إلى الإسهام في تطوير الحركة الإبداعية الفنية والثقافية، وتسعى إلى تحفيز الابتكار والإبداع في هذا المجال ونحن على ثقة أن الثقافة هي الأداة الفاعلة لنسج الروابط بين الشعوب.

وأضاف سعادته: لقد مرّت لغتنا العربية بالكثير من المنعطفات سواء على صعيد ترسيخ مكانتها في نفوس الأجيال الجديدة، أو فيما يتعلّق بالحفاظ عليها وحمايتها والارتقاء بها وتطويرها، وهذا كله استلزم مضاعفة الجهود من مختلف الجهات والمنظمات المعنية لا سيما وزارة الثقافة والشباب وعلى رأسها معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب التي لم تدخر جهداً من أجل الارتقاء بمكانة اللغة العربية عبر سلسلة من المبادرات والاستراتيجيات الداعمة والمحفزة، وبرامج دعم المواهب وغيرها من الجهود، إلى جانب الدور الذي نسعى لتحقيقه في مركز أبوظبي للغة العربية وذلك لإدراك منّا بأهمية اللغة باعتبارها الركيزة الأساس للهوية والثقافة العربية على حدّ سواء.

وتنطلق العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية ضمن رؤية القيادة الحكيمة لضرورة تبني هذه المواهب محليا وعربيا، ويأتي اطلاق مبادرة “نوابغ العرب”نموذجا على ذلك، كأكبر حراك عربي يقوده متحف المستقبل لدعم النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في شتى المجالات، ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، لتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة.

ومن هذا المنطلق بذلت العديد من المنظمات والجهات والمؤسسات الثقافية العربية جهوداً ملموسة ومشكورة وضعت من خلالها الخطط والاستراتيجيات الرامية للمحافظة على اللغة العربية، وإبقائها ضمن حيّزها الحقيقي والتنمويّ، ولربما يكون دور “المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” هو الأبرز، فهي التي لم تدخر بجهودها لتكريس مختلف المبادرات والبرامج التي تخدم اللغة العربية فكان أن ساهمت ومنذ تأسيسها في خدمة وتعزيز هذه اللغة، ومهّدت المصطلحات لتخدم العلم الحديث، وانفتحت على مختلف التيارات والمذاهب الثقافية المعاصرة لا سيما حركة الترجمة التي راعت ظروف وخصوصية العصر الذي نعيشه.

وأكد سعادته على أن المنظمة عملت خلال سنوات طويلة على الاهتمام باللغة العربية ومقدراتها،وقال: هنا نشير إلى جهود “مركز تنسيق التعريب” مع مجامع اللغة العربية الذي ساهم في رصد المفاهيم الاصطلاحية الحديثة وأصدر مجموعة من المعاجم المقيّمة التي وحّدت الكثير من المصطلحات العلمية تحت مظّلة واحدة، وصولاً إلى الجهود التي اضطلع بها المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر لحماية وتعزيز حراك النشر بالتعاون مع عدد من المترجمين الأكفاء، وذلك إدراكاًمن المنظمة لأهمية الترجمة باعتبارها الجسر الأهمّ الذي يفتح أمام القارئ غيرالناطق باللغة العربية المجال للتعرّف على كنوز وإبداعات المنطقة.

وعليه نثمّن في مركز أبوظبي للغة العربية مختلف الجهود التي تقوم بها المنظمة في هذا الإطار، ونحرص على تعزيز التكامل في الأدوار والمهام والواجبات التي تجمعنا من أجل تحقيق غاية واحدة وهي الاهتمام باللغة العربية وابقائها ضمن حيّزها الأصيل لسان العرب.

وتحقيقاً لكل تلك الغايات جاء تأسيس المركز ليضع السياسات والاستراتيجيات العامة التي تخدم تطوير اللغة العربية والنهوض بها على مختلف الصعد ثقافياً، وعلمياً، وتعليمياً، وابداعياً، وتعزيز التواصل الحضاري من خلال اتقان اللغة على المستويين المحلي والدولي، إلى جانب الاهتمام بدعم المواهب العربية في مختلف المجالات التي تخدم النهوض باللغة العربية على صعيد الكتابة والتأليف، والبحث العلمي، والنشر وصناعة المحتوى المرئي والمسموع بالتعاون مع كبرى المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح قائلاً : مع كلّ الجهود التي تقوم بها المنظمات والهيئات والمراكز العربية لصون اللغة العربية وحمايتها والمحافظة عليها، لا يمكننا أن نغفل عن وجود العديد من المعوقات والتحديات التي تواجه لغتنا العربية، وهذا ما يتطلب منّا جميعاً مضاعفة الجهود من أجل أن نضمن حضوراً أكثر ثقة للغتنا.. لإننا نؤمن بأن نهضة الأمم من نهضة لغتهم.. والتاريخ يكتبه الأقوياء، أصحاب المعرفة، والفكر، والوعي.

لقد كُتب بالعربية سيلٌ من المعارف والأدب والإبداعات، وتعرّف العالم على الفنون وجمالياتها وخصوصية ثقافتنا من خلال لغتنا العربية.ومما لا شكّ فيه أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم قد بذلت جهوداً مشكورة لصون وحماية اللغة العربية، ونحن في مركز أبوظبي للغة العربية نحرص على توطيد أطر الشراكة والتعاون التي تربطنا معاً من أجل هدف واحد هو أن نبقى حرّاساً لهذه اللغة، نكرّس الجهود من أجل الارتقاء بها وصونها وغرسها في نفوس الأجيال المقبلة لأننا نؤمن بأن ما نقوم به أمانة علينا أن نمررها لهذا الجيل الذي يلقى على عاتقه قيادة المستقبل.

وأكد على أن الجهود التي تُبذل من أجل حماية اللغة لا تصبّ في مصلحة الحاضر وحسب، بل تخدم المستقبل وما يحمله من ظروف وتحديات، لهذا كلّنا ثقة في أن التعاون البنّاء بين مختلف المنظمات والمؤسسات العربية المعنية بحماية وصون اللغة العربية سيثمر عنه المزيد من الاعتناء والاهتمام بمقدرات اللغة بما يصبّ في مصلحة الثقافة العربية وقضاياها.

وقدم معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمرالمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كلمة عن بعد قال فيها : نلتقي اليومَ لإطلاقِ جملةٍ من الأنشطةِ الثقافيةِ والتربويةِ والإعلاميةِ ضمن برنامجِ سفيرةِالألكسو فوق العادة للثقافةِ العربية الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، وهي مناسبةٌ نجدّدُ فيها الشكرَ والامتنانَ للشيخة اليازية على تحمُّلِ هذه المسؤوليةِ، وهو تشريفٌ يؤكّدُ الدّورَ الرِّياديَّ لدولةِ الإمارات العربية المتحدة ويبرزُ مكانتَها وإشعاعَها وجهودَ قياداتِها الرّشيدةِ في تعزيزِ العملِ الثقافيِّ العربيِّ المشتركِ وخدمةِ قضايا السلمِ والتنميةِ المستدامةِ وطنيًّا وعربيًّا ودوليًّا.

وأضاف: يسعى مشروعُ سُفراءِ الألكسو إلى وضعِ المنظّمةِ وأنشطتِها في دائرةِ الضّوءِ عبرَ اختيارِ مجمُوعةٍ بارزةٍ من الشّخصيّاتِ العربيةِ العامّةِ، مشهُودٍ بحُضورِها وكفاءتِها في المجالاتِ التربويةِ والثّقافيةِ والفنيّةِ والعلميّةِ والدبلوماسيةِ، لتساعدَ المنظّمةَ على أداءِ رسالتِها بتوظيفِ مواهبِهم وشهرتِهم وعلاقاتِهم والقاعدةِ الجماهيريةِ الخاصّةِ بهم، لجذبِ انتباهِ وسائلِ الإعلامِ إلى رسالة المنظّمةِ المعرفية، وتسليطِ الضّوءِ على القضايا المُهمّةِ التي تُركّزُ عليها لتحقيقِ أهدافِها، والمساعدةِ في رفعِ مُستوى الوعيِ المجتمعيِّ بدورِ المنظّمةِ وأنشطتِها ومهامِّها،وما تقومُ به خدمةً وتعزيزالعملِ العربيِّ المشترك.

وأوضح معاليه: فيما يتعلقُ بسُفراءِ الثقافةِ العربيةِ فإنهم يعملون مع المنُظمةِ على عدةِ مُستوياتٍ، ابتداءً من المستوى الوطنيِّ إلى المستوى الإقليميِّ والعالميِّ. ويتمُّ وضعُ أنشطةٍ مُحدّدةٍ ومُفصّلةٍ بحسبِ شخصيةِ كلِّ سفيرٍوتخصّصِه، واهتماماتِه، وصورتِه العامةِ،وطُموحاتِه، يتمُّ الاتفاقُ عليها وبرمجتُها حسبَ الأهدافِ.
وتدخلُ سلسلةُ الأنشطةِ والفعالياتِ التي نبدؤُها معكم اليومَ في إطارِ أنشطةِ سفيرة الثقافة على المستوى المحليِّ، وتهدفُ أساسًا إلى التّسويقِ للمنظّمةِ وأنشطتِها داخلَ الدّولةِ: لدى صُنّاعِ القرارِوفي الأوساطِ الثقافيّةِ والإعلاميّةِ والأكاديميّةِ والتربويّةِ والاجتماعيّةِ.

وستليها أنشطةٌ على المستويينِ الإقليميِّ والدوليِّ قبلَ نهايةِ هذا العامِ بإذن الله، وهو ما يؤكّدُ أنّ التوفيقَ حَالفَنا في اختيارِ الشيخة اليازية ، بما حبَاها اللهُ به من ثقافةٍ واسعةٍ وإرادةٍ فاعلةٍ ورؤيةٍ واضحةٍ، وأنّ التقريرَ الذي سيرفعُ إلى أصحابِ السموِّ والمعالي الوزراءِ المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في مؤتمرِهم القادمِ حول مشروعِ سفراءِ الثقافةِ العربيةِ سيكون متنوّعًا وثرِيًّا ويعكسُ أهميةَ وقيمةَ ونتائجَ كلِّ الأنشطةِ التي تقومُ بها سفيرةُ الثّقافةِ العربية، في هذا الظّرفِ الدّقيقِ الذي تمرُّ به الأمّةُ العربيةُ والعالمُ بأسره، جرّاءَ المتغيراتِ المتسارعةِ، والتي زادها الظّرفُ الصحيُّ وتداعياتُه تعقيدًا،ممّا يستدعي مضاعفةَ الجهودِ من أجل رفعِ التحدّياتِ المطروحةِ علينا جميعا، وهي عديدةٌ وعلى جميعِ المستوياتِ وخاصة المستوى الثقافيَّ.
وأضاف معاليه إنّ المنظّمةَ العربية للتربية للثقافة والعلوم، إذ تُقدّرُ ما تقوم به السفيرة من جهودٍ مباركةٍ خدمةً للثقافةِ العربيةِ، تأمُلُ مواصلةَالعملِ بشكلٍ وثيقٍ مع كلِّ الجهاتِ في دولةِ الإمارات العربية المتحدة وخاصة وزارةَ الثقافةِ والشبابِ، شريكَنا المبجلَ، من أجلِ دعمِ ورعايةِ برامجِها وأنشطتِها حتى تكونَ الثقافةُ فعلًا إحدى محرّكاتِ التنميةِ المستدامةِ والسلمِ في وطنِنا العربيِّ.
واشتمل البرنامج على تقديم فيلم تعريفي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

و قدم سعادة الدكتور مراد المحمودي أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو عرض للخطة العربية الشاملة للثقافة.
ثم قدم الدكتور أحمدو حبيبي خبير في إدارة الثقافة منظمة الألكسو المشروع العربي المشترك – الخطة الخمسية.
وتم عرض فيلم فني تعريفي يوضح رؤية واستراتيجة السفارة الثقافية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

ثم عقدت جلسة الموهوبين وقسمت إلى ثلاث جلسات حيث شاركت كل موهوبتان في جلسة ، شاركت في الجلسة الأولى : فاطمة الهاشمي مطربة وموسيقية ،وشاركت في الجلسة الثانية : أشواق عبد الله فنانة تشكيلية ، عائشة الحمراني فنانة رقمية، وشاركت في الجلسة الثالثة : المخرجة نهلة الفهد، والكاتبة والأديبة صالحة عبيد.
وقدمت في نهاية الجلسات بعد تنظيم مجموعات نقاش وبحث وتفكير بالاستعانة بورقات عمل استراتيجية جمعت الموهوبات بالسفيرة فوق العادة للثقافة لدى منظمة الألكسو الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان لمناقشة طرق تشجيع ودعم الموهوبين في دولة الإمارات العربية المتحدة، مجموعة من التوصيات “المبدئية” التي من شأنها تدعيم الدليل الاسترشادي للموهوبين وتساعد في صياغة سياسة وطنية وعربية لدعم الموهوبين في شتى المجالات، وتخلل الحلقة النقاشية تعبئة استبانة إلكترونية لرصد واقع وآفاق الموهوبين.
وسيتم رفع جميع توصيات جلسة الموهبين إلى كل من وزارة الثقافة والشباب ومنظمة الألكسو للاستفادة مما تم التوصل إليه.

وفي الختام وتقديراً لمسيرته العلمية والإبداعية الحافلة، واعترافاً بجهوده الجليلة في خدمة اللغة العربية تم تكريم سعادة الدكتور علي بن تميم مدير مركز أبوظبي للغة العربية من قبل الدكتور مراد المحمودي أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو وعن سفيرة الثقافة فوق العادة تم تسليمه درعا تقديريا .

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

قمّة اللغة العربية تبحر في فضاءات الشِعر

في أصبوحة شعرية استضافت علي جعفر العلاق والمنصف الوهايبي وروضة الحاج شبكة بيئة أبوظبي، الامارات …