المؤتمر الدولي السنوي للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة ينعقد في الرياض في فبراير 2023

المملكة تمهّد الطريق لأحدث الابتكارات في مجال طاقة المستقبل واستدامتها مع قرب موعد انعقاد المؤتمر الـ 44 للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة

صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة السعودي ورئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، يفتتح هذا المؤتمر الذي ينعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى على الإطلاق.

مشاركة متحدثين ومحاورين من مختلف أنحاء العالم في 11 جلسة عامة وثلاث ورش عمل.

تقديم مئات الأبحاث من إعداد باحثين وأكاديميين عالميين حول 18 موضوعاً مرتبطاً بالطاقة والبيئة ضمن الجلسات المشتركة.

شبكة بيئة ابوظبي، الرياض، المملكة العربية السعودية، 24 ديسمبر 2022

اقتربت اللجنة المنظمة للمؤتمر الـ 44 المرتقب للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة من انهاء استعداداتها لاستضافة المؤتمر الذي تقيمه الجمعية لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال الفترة من 4 – 9 فبراير 2023، وذلك في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية.

ويستقطب المؤتمر الذي يقام تحت شعار “مسارات لمستقبل طاقة نظيفة ومستقرة ومستدامة”، عددًا كبيرا من صانعي السياسات والجهات الأكاديمية والشركات والمنظمات غير الحكومية ضمن منصّة فعّالة، لعرض ومناقشة الصعوبات الحالية والحلول المحتملة لتحديات المعضلة الثلاثية لاستدامة الطاقة.

تزداد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لإقامة مثل هذا الحوار في ظلّ ارتفاع تكاليف الطاقة والضغوطات المتزايدة للتحوّل من الاعتماد على الوقود الأحفوري حصراً نحو بدائل الطاقة النظيفة والمتجدّدة. ويحتاج الأفراد والشركات والقطاعات والدول إلى إيجاد توازن بين الحصول على الطاقة من مصادر موثوقة والقدرة على تحمّل تكلفتها وتوفيرها بشكل مستدام على المدى البعيد. وقد ساهمت استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 27” في وضع الركائز الأساسية لضمان النجاح في تحقيق الأهداف المنشودة من مؤتمر الجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة. ويسهم هذا المؤتمر في التأكيد على التزام قيادات المنطقة باتخاذ إجراءات جدية وصارمة لمواجهة تحديات التغير المناخي، قُبيل انعقاد مؤتمر “كوب 28” المقرّر في دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2023.

في سياق ذلك، ذكر رئيس مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية فهد العجلان، “يحظى المجتمع الدولي اليوم بفرصة استثنائية لتوحيد كافة الجهود في سبيل دعم الأهداف المشتركة، في ظلّ تزايد الحاجة إلى تحقيق التحوّل في مجال الطاقة، اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، لدعم الحياد الكربوني وإيجاد حلول نهائية سريعة لتحدي التغير المناخي التي تتفاقم حدّتها يوماً بعد يومٍ. ويمهّد المؤتمر الـ 44 للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة الطريق لانطلاق مرحلة جديدة من الحوار وتبادل المعرفة والابتكار على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. ويسرّنا ويشرّفنا أن نستضيف حدثاً على هذا المستوى والتأثير هنا في المملكة.”

فبدءاً من تسهيل الحصول على الطاقة والحفاظ على أمنها والتحوّل نحو تبنّي أحدث الابتكارات التكنولوجية وصولاً إلى وضع أطر لشراكات جديدة ومسارات التغيير، يوفّر هذا المؤتمر منصّة متكاملة وفعّالة تتيح للمشاركين وأعضاء المجتمع العلمي الواسع الوقوف على الفرص التي من شأنها أن تحقّق قيمة إضافية في ظلّ الظروف المتغيرة بشكل سريع ضمن قطاع الطاقة، فضلاً عن مناقشة الأبحاث المتقدمة التي تسهم في مواجهة أزمة التغير المناخي وتحديد معالم سياسات الطاقة المستدامة والشاملة في المستقبل.

ومن جانبه، يعتقد معالي الدكتور ماجد المنيف، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لاقتصاديات الطاقة، أنّ استضافة هذا المؤتمر في مثل هذا الوقت بالتحديد سوف تسهم في معالجة أزمة البيئة والتحديات المرتبطة بقطاع الطاقة على مستوى المنطقة والعالم على حدّ سواء. ويقول إنّ المملكة تضطلع لغاية اليوم بدور فاعل في المنتديات العالمية التي يجري تنظيمها في إطار الطاقة وأزمة التغير المناخي، فضلاً عن أنها أطلقت عدداً من المبادرات الخضراء على المستويين الوطني والإقليمي.

وسوف يشمل برنامج عمل هذا المؤتمر مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية والنقاشات من خلال 11 جلسة عامة وثلاث ورش عمل، تبدأ بكلمة افتتاحية يلقيها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة ورئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية.

وتشمل قائمة المتحدثين الرئيسيين وأبرز المحاورين المشاركين في هذا المؤتمر دانيال يرجين، نائب رئيس مجلس إدارة “إس آند بي جلوبال”، وجيسون بوردوف من جامعة كولومبيا، وخافيير بلاس من “بلومبرغ”، وجيفري كوري من “جولدمان ساكس”، وروبرتا جاتي من البنك الدولي، وأحمد الخويطر وأشرف الغزاوي من “أرامكو السعودية”. وبالإضافة إلى ذلك، تشمل قائمة المتحدثين والمحاورين المؤكدين أرونابا غوش، من مجلس الطاقة والبيئة والمياه، وهوسانغ لي، من اللجنة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، ورولا دشتي، من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، وبسام فتوح، من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، وأمريتا سين، الشريك المؤسس ومدير قسم الأبحاث في “إنرجي أسبيكتس”، وكينيث ميدلوك الثالث، أستاذ في جامعة رايس في الولايات المتحدة الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أنّ العروض التقديمية سوف تستند إلى أبحاث ونتائج أكاديمية مستقلة، لتوفير الركائز الضرورية لإجراء المناقشات القائمة على البيانات. وقد تلقت لجنة البرنامج المنظّمة للمؤتمر الـ 44 للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة أكثر من 300 بحث من إعداد مؤلفين من 42 دولة حول العالم، ليجري عرضها خلال الجلسات المشتركة وجلسات العرض اليومية أمام أبرز خبراء القطاع. وتطرّقت الأبحاث المقدّمة إلى مجموعة من المواضيع الآنية، مثل الطاقة والبيئة ومصادر الطاقة المتجددة والاقتصاد والكهرباء وإعداد النماذج الإلكترونية لأنظمة الطاقة.

وصرّح البروفيسور جان ميشيل جلاشان، رئيس الجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة للعام 2023: “تُعدّ المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة عالمياً والتي تسهم اليوم في رسم معالم مستقبل جديد لقطاع الطاقة، قائم على مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. ويأتي مؤتمرنا السنوي الذي يجري انعقاده هذا العام في الرياض بمثابة فرصة استثنائية لمعرفة المزيد عن المجتمع السعودي والوقوف على الإمكانات الكامنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وإن لم نقم بذلك، لن نتمكّن من تحقيق أهدافنا المنشودة.”

وسيشمل المؤتمر كذلك مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تهدف إلى رفع وعي المشاركين بثقافة المملكة وتراثها. ومن المقرّر تنظيم زيارات استكشافية إلى مدينة الدرعية التاريخية، المصنّفة كأحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو في المملكة.

من جهته علق بيتر هارتلي، رئيس الجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة لعام 2022 وأستاذ الاقتصاد في جامعة رايس على احتضان هذا المؤتمر للمرة الأولى على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،: “يُعدّ انعقاد مؤتمر الجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة في المملكة إنجازاً بارزاً، نظراً لما تلعبه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من دور محوري في أسواق الطاقة العالمية. وأثق تماماً بأنّ تواجدنا هنا خطوة ضرورية جداً بالنسبة لنا.”

واستعداداً لانعقاد هذا المؤتمر، يمكن للجهات الراغبة بالمشاركة التسجيل عبر الموقع الرسمي من دون الحاجة إلى دفع رسوم التسجيل: https://registration-iaee2023.saudi-aee.sa/

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الانتقال الطاقي بالمغرب بين الواقع والمستقبل

شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، الخبير البيئي، عضو جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، …