زراعة «القرم» باستخدام تقنيات حديثة.. وزيادة 15 مليون شجرة بأبوظبي

– تخزن 807 ألف طن كربون سنوياً في الإمارة
– 176 كيلو متراً مربعاً مساحة أشجار القرم الطبيعية والمزروعة في ابوظبي
– مبادرة “القرم أبوظبي” تعزز مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للأبحاث والابتكار

تواصل هيئة البيئة في أبوظبي تنفيذها لبرامج زراعة وإعادة تأهيل مناطق أشجار القرم باستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة كـ«الدرونز»، باعتبار «القرم» من أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم ولقدرتها العالية في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تعتبر من المصادر التي تمتص الغازات الدفيئة، ولها القدرة على تخزين وعزل الكربون.
ونجحت إمارة أبوظبي، خلال الـ10 سنوات الماضية، في زراعة 15 مليون شجرة قرم، ساهمت بزيادة مناطق أشجار القرم في أبوظبي بمعدل يتخطى 35%، لتصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كليومتراً مربعاً، بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.
وكشفت الدراسات التي أجرتها هيئة البيئة- أبوظبي عن قدرة أشجار القرم في إمارة أبوظبي على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنوياً، بما يعادل 8750 طناً على مستوى الإمارة، وما يوازي استهلاك الطاقة في 1000 منزل بشكل سنوي.
وضمن مبادرة القرم- أبوظبي التي أطلقتها حكومة أبوظبي فبراير الماضي وتشرف على تنفيذها هيئة البيئة، تتم مواصلة مشاريع زراعة أشجار القرم بالتعاون مع الجهات المحلية الحكومية والخاصة، وتوفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها، وضرورة استعادتها. بالإضافة إلى إنشاء مشتل متطور لأشجار القرم في أبوظبي، ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم.

وتدعم أشجار القرم في إمارة أبوظبي مجموعة واسعة من صور التنوع البيولوجي، تشمل أكثر من 60 نوعاً من الطيور، و6 أنواع من الزواحف، و7 أنواع من الطحالب، و32 نوعاً من العوالق النباتية، و24 نوعاً من الأسماك، و42 نوعاً من اللافقاريات البحرية، التي تتخذ من أشجار القرم موئلاً لها. وتلعب أشجار القرم أيضاً دوراً مهماً في حماية الموائل المجاورة، مثل طبقات الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية من الترسبات، فضلاً عن المساعدة في تحسين جودة المياه ودعم أنشطة السياحة البيئية.
وتحتضن أبوظبي 85% من مساحة أشجار القرم في الدولة، وكجزء من استراتيجيتها تعمل «الهيئة» على دراسة هذه الموائل الساحلية المهمة والمحافظة عليها، وقد شهدت أبوظبي زيادة في مساحة أشجار القرم على مدى العقود الماضية بسبب برامج إعادة التأهيل وزارعة أشجار القرم، ويعود تاريخ الجهود لاستعادة أشجار القرم في دولة الإمارات إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث أطلق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم في شواطئ الدولة.

64 كيلومتراً
في عام 1999 نفذّت «الهيئة» بالتعاون مع شركة البترول اليابانية «جودوكو» وبلدية أبوظبي مشروعاً كبيراً لتطوير زراعة أشجار القرم في المناطق الساحلية لإمارة أبوظبي، حيث تم إنشاء مشتل بالقرب من جسر المقطع. وواصلت «الهيئة» الجهود التي بدأها الشيخ زايد من خلال تنفيذ العديد من برامج التشجير، التي شملت زراعة أشجار القرم وأثمرت عن زراعة 15 مليون شجرة قرم خلال الـ10 سنوات الماضية، في جزر ومناطق مختلفة، منها السعديات والجبيل وياس والمغيرة والحديريات وأبو الأبيض وجبل الظنة والفرعية. وقد ساعدت هذه البرامج على زيادة مناطق أشجار القرم بمقدار 64 كيلومتراً مربعاً. بالتوازي مع تطبيق قوانين الحماية الصارمة، حيث ازدادت مساحة مناطق أشجار القرم في أبوظبي بمعدل يتخطى %35. واليوم تصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كيلومتراً مربعاً، بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.

الكربون الأزرق
أطلقت «الهيئة» مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق، بالتعاون مع شركاء رئيسيين، مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وساهم المشروع في دراسة أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغير المناخي، من خلال عزل الكربون، وأهمية موائل الكربون الأزرق والنظم البيئية، بما في ذلك: أشجار القرم، والأعشاب البحرية، والسبخات الملحية، والطحالب، والسبخات الساحلية الكربونية في أبوظبي.
وكشفت نتائج الدراسة عن أن أشجار القرم في أبوظبي تحتوي على 98 طناً من الكربون لكل هكتار؛ أي ما يعادل 1.7 مليون طن لمساحة 17500 هكتار من أشجار القرم في أبوظبي. وفي عام 2020، تم تنفيذ «الدراسة التجريبية السنوية لعزل الكربون بأشجار القرم» لتقييم معدلات عزل الكربون في التربة في غابات أشجار القرم، والتي كشفت قدرتها على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًا. وهذا يعادل 8750 طناً، أي ما يوازي استهلاك الطاقة في 1000 منزل بشكل سنوي.
وتعمل «الهيئة» بالتعاون مع شركة إنجي وشركة دستنز ايمجري على تنفيذ مشروع الكربون الأزرق الذي يهدف لزراعة 1.1 مليون بذرة من القرم، باستخدام الطائرات من دون طيار للحفاظ على أشجار القرم في الإمارة. وقد تم اختيار هذا المشروع من قبل تحالف «ابلنك»، منصة الابتكار المفتوحة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، ضمن أفضل 12 ابتكار توفر حلولاً للتحديات التي تواجه المحيطات.
المصر، جريدة الاتحاد، هالة الخياط (أبوظبي) 1 يناير 2023 02:33

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

«بيئة أبوظبي» تنجح في إكثار نباتات نادرة

ضمن مشاريع إعادة تأهيل الموائل البرية أعلنت هيئة «البيئة – أبوظبي» تسجيلها نجاحاً في إكثار …