برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 24 يناير 2023
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، انطلقت اليوم فعاليات الملتقى الدولي السادس للاستمطار، الحدث الأول من نوعه في معالجة القضايا الرئيسية الأكثر إلحاحاً في مجال المياه والاستدامة المائية على مستوى العالم، والذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، خلال الفترة من 24 وحتى 26 يناير 2023، في فندق كونراد أبوظبي بأبراج الاتحاد، حيث يستند هذا الحدث الدولي على خمسة محاور أساسية تشمل التعاون الدولي، الابتكار، بناء القدرات، الذكاء الاصطناعي والأبحاث التطبيقية.
وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في كلمة ألقاها نيابةً عن سموه سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: “تواصل دولة الإمارات التزامها باعتماد الابتكار منهجاً في مختلف توجهاتها الحكومية والعلمية والاقتصادية، وكذلك دعم التوجهات البيئية العالمية، وفي مقدمتها ملفات التغير المناخي والأمن المائي. وفي الوقت الذي تستعد فيه الدولة لاستضافة صناع القرار والسياسات في مؤتمر الدول الأطراف COP28، فقد قدمت مؤخراً مبادرات وبرامج واستراتيجيات مُحكمة تضعها ضمن أكثر دول العالم اهتماماً والتزاماً بمبادئ تحقيق الاستدامة البيئية”.
وأوضح سموه: “إن الجهود الحثيثة التي يقدمها المجتمع العلمي في سبيل تعزيز الأمن المائي واستدامة الموارد المائية على مستوى العالم، محط تقدير واهتمام، في ظل تنامي التحديات المرتبطة بالبيئة والمناخ وشح الموارد المائية المستدامة، والتي لا تزال على رأس أولويات الأجندات العالمية والإقليمية والمحلية، ومن هذا الملتقى العالمي الفريد والمتخصص في مجال علوم الاستمطار، نجدد دعمنا الكامل لكافة الجهود العلمية التي من شأنها الارتقاء بهذا المجال الواعد والهادف لتوفير مصدر مائي مُستدام لشحن مخزونات المياه الجوفية في المناطق الجافة وشبه الجافة حول العالم”.
وأضاف سموه: “يقدم برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إضافة نوعية لتوجهات دولة الإمارات وتطلعاتها، لأن تكون منصة عالمية للارتقاء بأجندة الأمن المائي العالمي، مرتكزة بذلك على إنجازات ريادية حققتها المشاريع البحثية الحاصلة على منحة البرنامج في دوراته الأربعة، ومع انطلاقة مرحلة جديدة من مسيرة هذا البرنامج، فإن تطوير علوم وتقنيات وعمليات الاستمطار هي مسؤولية مشتركة تجمعنا، إذ نحرص على تزويد مختلف المؤسسات العلمية المرموقة والباحثين المبتكرين بمختلف أدوات الدعم التي تمكننا من العمل لإيجاد حلول مبتكرة تعزز مواردنا المائية بشكل مستدام، خاصة في ظل التطور الحضري المتسارع للغاية عالمياً وما يصاحبه من ضغوط إضافية على المصادر المحدودة”.
وفي ختام كلمته، أشار سموه: “أتمنى لكم جميعاً التوفيق في مسيرتكم، ونتطلع قدماً لمتابعة ما سيتوصل إليه هذا الملتقى من مخرجات تسهم بشكل إيجابي وملموس على مستقبل هذا القطاع الواعد وبما يخدم أهدافنا المشتركة وفي مقدمتها توظيف مُخرجات البحث العلمي لخدمة الإنسانية”.
هذا ويشهد الملتقى مشاركة دولية واسعة تؤكد مكانته التي ترسخت منذ انطلاق دورته الأولى كمنصة عالمية تجمع في أبوظبي أبرز المتخصصين والباحثين وصانعي القرار في مجالات الأمن المائي والاستدامة المائية وتعديل الطقس. وتستضيف النسخة الحالية أكثر من 46 متحدثاً من 18 دولة من مختلف القارات، حيث شهدت الفقرة الافتتاحية كلمة لسعادة البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وكلمة مسجلة لمعالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة.
ومن جانبه قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس: “يشرفني أن أقوم نيابةً عن سيدي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بإلقاء الكلمة الافتتاحية للملتقى الدولي السادس للاستمطار، وأتقدم بالشكر الجزيل لسموه على رعايته الكريمة لهذا الحدث الدولي المتخصص، وما يقدمه سموه من دعم واهتمام كبيرين للمركز والبرنامج، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في النهوض بعلوم وتقنيات الاستمطار على الصعيد المحلي والعالمي، وتطوير أداء وفاعلية عمليات الاستمطار في دولة الإمارات”.
وأوضح سعادته: “يمثل الملتقى الدولي للاستمطار بنسخته السادسة إحدى المنصات التي توفرها دولة الإمارات إلى العالم في مجال السعي لتحقيق الأمن المائي والاستدامة ومواجهة تحديات التغير المناخي، ففي الوقت الذي شهدنا قبل فترة قصيرة اختتام فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة ومع الاستعدادات الضخمة لاستضافة النسخة المقبلة من مؤتمر الدول الأطراف COP28؛ حرصنا على أن نكون شركاء في هذه المسيرة عبر مناقشة الحلول المبتكرة لتقنيات الاستمطار القائمة على البحث العلمي والابتكار، وتوفير السبل للانتقال بتلك الحلول إلى التطبيق على أرض الواقع، حيث يمثل مصنع الإمارات لتحسين الطقس واحداً من أبرز تلك التطبيقات.”
فتح باب تقديم مقترحات الأبحاث للدورة الخامسة من منحة البرنامج
وفي كلمة ألقتها خلال حفل الافتتاح، أعلنت علياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، عن فتح باب استقبال مقترحات الأبحاث ضمن الدورة الخامسة من منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، التي توفر للمشاريع المختارة منحة مالية تقدر بـ 1.5 مليون دولار (5.511 مليون درهم إماراتي) على مدى ثلاثة أعوام. ويتطلع البرنامج في دورته الخامسة إلى استقطاب أبرز المشاريع البحثية ضمن مجالين رئيسيين هما: تحسين فرص تكون السحب، وتعزيز هطول الأمطار.
وبدورها، قالت علياء المزروعي: “فخورون بالنجاح المميز الذي استطاع برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار من تحقيقه على مدار الأعوام الماضية، حيث يعود الفضل الكبير في هذا النجاح إلى دعم ورعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة؛ الذي ترجم توجهات دولة الإمارات المرتبطة بتمكين الابتكار وتحفيز البحث العلمي للمساهمة عالمياً في إثراء جهود تحقيق الأمن المائي، في حين كان للمركز الوطني للأرصاد دور أساسي في ربط مخرجات هذا البرنامج بعمليات الاستمطار والارتقاء بنتائجها محلياً وإقليمياً وعالمياً.”
وأضافت المزروعي: “مع وجود هذه الكوكبة من العلماء والباحثين من المؤسسات البحثية والعلمية حول العالم ممن يشاركون في فعاليات الملتقى الدولي السادس للاستمطار؛ نعلن اليوم عن افتتاح باب استقبال مشاريع الأبحاث ضمن الدورة الخامسة من منحة البرنامج، لنواصل البناء على ما حققناه من إنجازات ونتائج علمية استطاعت أن توفر حلولاً نظرية وتطبيقية جديدة مكنت الكثير من دول المنطقة والعالم من تطوير برامجها المتخصصة بالاستمطار باعتباره مصدر جديد ومستدام لشحن مخزونات المياه الجوفية لديها.”
ويستمر باب استقبال مقترحات المشاريع البحثية ضمن الدورة الخامسة من منحة البرنامج، حتى 9 مارس 2023، في حين يتوجب تقديم العروض الأولية في موعد أقصاه 16 مارس 2023، كما سيتم إبلاغ أصحاب المشاريع المدعوين لتقديم مقترحات كاملة في 26 مايو 2023، وسيطلب منهم إرسال العروض الكاملة في موعد أقصاه 24 أغسطس 2023.
وتتم عملية اختيار جميع المشاريع الفائزة من خلال إجراءات مراجعة شاملة على مرحلتين، وسيتم الإعلان عن الفائزين في شهر يناير من العام 2024، حيث يحصل كل مشروع بحثي على منحة مالية تصل إلى 1.5 مليون دولار أمريكي، موزعة على 3 سنوات، وبمعدل 550 ألف دولار لكل عام كحدٍ أقصى.
وقد أعلن البرنامج في وقت سابق عن وثيقة المجالات البحثية المستهدفة، التي يمكن تحميلها والوصول إليها عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج، وهي تشمل معلومات وافية وشاملة حول آلية المشاركة، والمجالات المستهدفة، وعملية تقييم المشاريع.
الجلسة النقاشية الرئيسية: الأمن المائي على أجندة المناخ العالمية
وشهد اليوم الأول من الملتقى، جلسة نقاشية رئيسية حملت عنوان “الأمن المائي على أجندة المناخ العالمية” وذلك بمشاركة عدد من روّاد الاستدامة البيئية والأمن المائي ومواجهة تحديات التغير المناخي وفي مقدمتهم سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، وسعادة عيسى الهاشمي الوكيل المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة والوكيل المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة، في وزارة التغير المناخي والبيئة، والبروفيسور يورج لوترباخر، مدير قسم العلوم والابتكار وكبير العلماء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والدكتور محمد محمود، مدير برنامج المناخ والماء في معهد الشرق الأوسط، واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة.
وناقش المشاركون في الجلسة تغير أنماط هطول الأمطار في العالم، على ضوء التغير المناخي وانعكاساته على أمن المياه العذبة، وآثار التغير المناخي وتداعياته على هطول الأمطار، بما في ذلك تغير أنماط هطول الأمطار وانعكاساتها على الأمن المائي العالمي، وكذلك محاولة استشراف طبيعة الحلول المبتكرة التي من شأنها تعزيز القدرة على مواجهة تلك التحديات والاستعداد لها خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
الجلسة النقاشية الأولى: الفرص والتحديات لتنفيذ نماذج وتقنيات الاستمطار
وشهدت الجلسة الأولى خلال الملتقى والتي جاءت بعنوان “الفرص والتحديات لتنفيذ نماذج وتقنيات الاستمطار”، إلقاء كلمة افتتاحية من البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، ومشاركة البروفيسور إريك فريو، مدير بحوث النظم المستقلة متعددة التخصصات في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة كولورادو بولدر في الولايات المتحدة، والحاصل على منحة الدورة الثالثة من البرنامج، والدكتور برادلي بيكر الباحث الرئيسي في شركة “سبيك” في الولايات المتحدة، والحاصل على منحة الدورة الرابعة من البرنامج، والدكتورة ديانا فرانسيس، أستاذ مساعد بإدارة علوم الأرض، ورئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات، والبروفيسور إنريكو نتالازيو، نائب رئيس مركز بحوث الروبوتات المستقلة في معهد الابتكار التكنولوجي بأبوظبي، والبروفيسورة ليندا زو، أستاذة البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية في جامعة خليفة بأبوظبي، هذا وأدار الجلسة الدكتور ستيف جريفيث نائب أول للرئيس، للبحث والتطوير في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات.
وتناولت الجلسة القضايا المتعلقة بتنفيذ التطورات في مجال الاستمطار لتعزيز هطول الأمطار، مثل تفعيل أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في نمذجة الطقس العددية في مجال تنفيذ العمليات، والاستفادة منها في التعامل مع التحديات والعقبات التي تحول دون الانتقال من البحث العلمي إلى العمليات التشغيلية، والتي تشمل الاستراتيجيات ودراسات الحالة و”مستوى الجاهزية التقنية”، وتقييم نتائج عمليات تعزيز هطول الأمطار، وآثار عمليات الاستمطار.
الجلسة النقاشية الثانية: “مناهج وابتكارات جديدة لتعزيز هطول الأمطار”
واستضافت الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان “مناهج وابتكارات جديدة لتعزيز هطول الأمطار” سعادة عمران شرف مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، الذي بدوره ألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة، وتحدث خلالها الدكتور لوكا ديلي موناكي، نائب مدير المركز الغربي للطقس والظروف المائية المتطرفة، ومعهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو بالولايات المتحدة، والحاصل على منحة الدورة الرابعة من البرنامج، والدكتور علي أبشاييف، رئيس مختبر تعديل الطقس في معهد الجبل العالي الجيوفيزيائي التابع لخدمة الأرصاد الجوية الهيدرولوجية الروسية، والحاصل على منحة الدورة الثالثة من البرنامج، والدكتور جون هازارد، عضو هيئة التدريس في إمبريال كوليدج في المملكة المتحدة، كما قدم الدكتور البروفيسور زانيو ياو، أستاذ في مركز تعديل الطقس التابع لإدارة الأرصاد الجوية الصينية، كلمة عبر الاتصال المرئي خلال مشاركته بشكل افتراضي.
وغطت هذه الجلسة الأفكار المبتكرة والجديدة في مجال تعزيز وتحسين هطول الأمطار، مثل إنشاء منصات الاختبار الأرضية والمحمولة جواً والأقمار الاصطناعية المبتكرة، التي توفر أفكار وأدوات وأساليب جديدة في تحسين فرص تكون السحب وتعزيز هطول الأمطار؛ واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عمليات التنبؤ وتعزيز هطول الأمطار؛ والتطورات في إنشاء السحب الاصطناعية.