شبكة بيئة أبو ظبي، بقلم المهندسة هبة محمد إمام، خبير واستشاري بيئي، 27 يناير 2023
اعتمدت خطط التنمية المستدامة للحكومات على أن تشمل أهدافاً لتحقيقها والتي كانت تتضمن السياحة بصورة مباشرة وغير مباشرة بجميع أهداف التنمية المستدامة وهي قد أدركت على وجه التحديد ضمن الغايات للأهداف التالية:
العمل الاقتصادي الشامل الهدف الثامن.
الاستهلاك والإنتاج المستدام الهدف الثاني عشر.
الحياة تحت الماء الهدف الرابع عشر.
كما أكدت رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة اليوم العالمي للسياحة 2014 على أهمية الدور الحيوي والفوائد الهائلة للسياحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ خطط التنمية.
ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة الهدف (الثاني عشر)
يمكن للقطاع السياحي الذي يعتمد ممارسات الاستهلاك والإنتاج المستدام أن يكون لها دور هام في الاسراع في التحول العالمي نحو الاستدامة لابد من وضع وتنفيذ أدوات لرابطه تأثيرات التنمية المستدامة على السياحة المستدامة التي توفر فرص عمل وتعزيز الثقافة والمنتجات المحلية حيث إن برنامج السياحة المستدامة متعلقة بأنماط الاستهلاك والانتاج المستدام تعمل على تطوير هذا النوع من الممارسات المستدامة بالإضافة إلى أن استخدام الموارد التي تؤدي إلى تحسين النتائج الاقتصادية والبيئية والاجتماعية وصولاً لتحقيق المسئولية المجتمعية ومن ثم تحقيق الهدف الثاني عشر.
العمل الاقتصادي الشامل الهدف الثامن.
تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتوفير العمل اللائق للجميع، حيث إن السياحة من القوى التي تدفع بعجله النمو الاقتصادي العالمي وهي من الممكن أن توفر العديد من الوظائف وبخاصة للشباب والنساء وتعزز المهارات والتطوير المهني.
ويهدف الهدف الثامن إلى تعزيز السياحة المستدامة التي توفر العديد من فرص العمل وتعزيز الثقافة وتدعم المنتجات المحلية.
التنمية السياحية المستدامة من أحدث المفاهيم السياحية، وتشمل مختلف البرامج تهدف إلى تحقيق التوسع المستمر المتوازن في الموارد السياحية، وزيادة جودة وترشيد الإنتاجية في مختلف الخدمات السياحية ويمكن القول إن تنمية السياحة المستدامة على حماية البيئة كسبيل رئيسي من سبل التنمية المستدامة عن طريق: الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، تفادي أسباب التلوث، حماية البيئة الطبيعية، الحفاظ على موارد التراث القومي وإحيائه.
الحياة تحت الماء الهدف (الرابع عشر).
تعتمد السياحة البحرية والساحلية وهي أهم القطاعات السياحية وخاصة بالنسبة للدول النامية على النظام الإيكولوجية البحري السليمة، يجب أن تكون التنمية السياحية جزءا من الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية للمساعدة في حفظ وصون النظم الإيكولوجية، وأن تعمل على الارتقاء بالاقتصاد الأزرق وذلك من خلال الاستخدام المستدام للموارد البحرية والإدارة المستدامة لمصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية مما يكون له انعكاس مباشر وغير مباشر على السياحة الساحلية.
السياحة البيئية بمصر
وضعت مصر استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية 2030، وأكدت هذه الاستراتيجية على البعد البيئي في عملية التنمية وذلك من خلال دمج الاعتبارات البيئية عند وضع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من أجل إدارة فعالة للموارد الطبيعية، والحفاظ على رأس المال.
وتنميته للحفاظ على حق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية.
تهدف تلك الاستراتيجية إلى تحسين جودة الحياة في مصر، وزيادة الوعي بقضايا حماية البيئة والحد من آثار تغير المناخ، كما تؤكد الاستراتيجية على ضرورة إيقاف تدهور البيئة والحفاظ على توازنها من خلال الحفاظ على التوازن.
تعبر مصر واحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي البيئي بين دول العالم نظرا لما تتمتع به من كنوز طبيعية، يوجد بمصر 30 محمية طبيعية تمثل 15% من مساحة مصر.
أطلقت منذ أكثر من عامين وزارة البيئة المصرية حملة إيكو إيجيبت (ECO Egypt) كأول حملة للترويج للسياحة البيئية، وبدأت في 7 محميات طبيعية بهدف إلقاء الضوء ودعم السياحة البيئية وتطويرها والعمل على حفظ الموارد الطبيعية، وذلك كان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة.
تعريف السياحة البيئة
السياحة البيئية حسب منظمة السياحة العالمية بأنها السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث وبها توازن طبيعي وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وتجليات حضاراتها بين الماضي والحاضر، تعتبر السياحة البيئية من الأوجه الأكثر اهتماماً دوليا في الوقت الراهن.
تعتبر السياحة البيئية عاملاً هام جداً الحماية البيئة وتحقيق التنمية السياحية المستدامة، وذلك من خلال التخطيط والإدارة السليمة للتطوير السياحي، ويتوفر هذا عند وجود بيئة تحمل الجمال الطبيعي والتنوع في التضاريس والحياة النباتية والحيوانية البرية المتنوعة بالإضافة إلى المناخ المعتدل مما يعتبر عامل جذب للسياحة كما هو متوفر بمصر لذلك تعتمد المواقع السياحة الأكثر نجاحاً في الوقت الحاضر على البيئة الساحلية والمحميات الطبيعية بالإضافة إلى أن الأنماط الثقافية المتعددة تعتبر ميزة تنافسية بين الدول.
تعتبر الفنادق البيئية هي أحد التوجهات الدولية نحو السياحة الخضراء التي تعامل على الحفاظ على البيئة، تعمل هذه الفنادق على ترشيد الطاقة والمياه باستخدام التكنولوجيا المصممة لذلك وهو ما يؤدي في النهاية إلى خفض تكاليف التشغيل، تعمل هذه الفنادق على العناصر البيئية مثل استخدام الخلايا الشمسية لتسخين المياه في الشتاء وهو ما يعمل على تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة قد تصل 40%.
الفنادق البيئية أو الخضراء ويأتي اهتمام المستثمرين بهذا النوع من الفنادق الذي بدأ منذ سنوات قليلة، بلغ عدد الفنادق المصنفة كصديقة للبيئة في مصر إلى 12 فندقاً يوجد واحد منها في واحة الداخلة، وتم تصنيفه كأفضل فندق بيئي على مستوى العالم من ضمن 21 منشأة سياحية دولية كما يوجد في واحة سيوة 4 فنادق، وفندق يقع على أطراف محمية وادي الجمال بمحافظة البحر الأحمر، كذلك فندق بالأقصر.
المحافظة على البيئة الطبيعية ودعم السياحة البيئية لما لها من فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية بمعنى عائد معنوي ومادي، بالإضافة إلى أن للسياحية البيئة عاملاً جاذباً للسياح في الوقت الراهن، لقد أصبحت السياحة المستدامة منهجاً وأسلوباً تعمل عليه العديد من الدول في جميع أنحاء العالم.
#مصر_ السياحة _البيئية
#أهداف_التنمية_ المستدامة
#مجتمعي_مسئولتي