رزان المبارك في حوار مع «الاتحاد»: بناء عالم آمن ومزدهر للعالم أجمع

“صندوق محمد بن زايد” دعم آلاف المشاريع في أنحاء العالم

ندعم العمل البيئي والتنوع البيولوجي وحلول الطبيعة

COP28 يركز على النتائج العملية واحتواء الجميع

الإمارات من أكبر المستثمرين عالمياً في الطاقة النظيفة

سجلنا الحافل عزز موقعنا لاستضافة COP28

قيادتنا مصممة على جعل العمل المناخي إحدى ركائز تطورنا

“الطبيعة” تلعب دوراً حاسماً في الحد من تغير المناخ

أعلنت رزان المبارك، رائدة المناخ وعضو الفريق القيادي لمؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات، أن المؤتمر تبني نهجاً شاملاً يركز على النتائج العملية ومشاركة واحتواء الجميع وتفعيل الشراكات على مستوى القطاعات والمجتمعات كافة، لإيجاد حلول فعالة وملموسة، بالإضافة إلى عمل فريق المؤتمر على ضمان الإنصات إلى مختلف الآراء ووجهات النظر خلال مرحلة التحضير للمؤتمر وطوال فترة انعقاده، بالإضافة إلى التركيز على دعم العمل البيئي، بما في ذلك التنوع البيولوجي والنهوض بالحلول القائمة على الطبيعة.
وأكدت تمتع دولة الإمارات بموقع فريد يؤهلها لمد جسور التواصل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، والحاضر والمستقبل، لافتة إلى عمل الفريق وفق رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة على توفيق الآراء وتحويل الخلافات إلى شراكات فعالة وهادفة، حيث تنظر الإمارات إلى العمل المناخي بوصفه فرصة لتحقيق المزيد من النموّ الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت: متفائلون بقدرتنا على تحقيق هذه الرؤية والاستفادة من فرصتنا خلال مؤتمر الأطراف COP28 لبناء عالم أفضل وأكثر أماناً وازدهاراً للجميع وفي كل مكان.
وفي حوارها مع «الاتحاد»، أشارت المبارك إلى أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً يُحتذى به على صعيد العمل من أجل المناخ، فهي أول دولة في المنطقة توقع وتصدِّق على اتفاق باريس، وتعلن التزامها بخفض الانبعاثات على مستوى مختلف القطاعات الاقتصادية بحلول العام 2030، وتعلن عن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050.
وقالت: «إن الدولة ارتقت بطموحاتها الوطنية بشكل تدريجي على هذا الصعيد، فكانت من بين 29 دولة فقط قدمت نسخة ثانية محدّثة من مساهماتها المحددة وطنياً (NDC)، إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وذلك قبل انعقاد مؤتمر الأطراف COP27 في جمهورية مصر العربية الشقيقة».
وأضافت: «نتيجة لذلك، تتمتع دولة الإمارات بموقع فريد يؤهلها لمد جسور التواصل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، والحاضر والمستقبل، ونعمل من هذا المنطلق، وفق رؤية وتوجيهات القيادة الحكيمة، على توفيق الآراء وتحويل الخلافات إلى شراكات فعالة وهادفة، حيث تنظر الإمارات إلى العمل المناخي بوصفه فرصة لتحقيق المزيد من النموّ الاقتصادي والاجتماعي.
واعتبرت أنه مع التطبيق لهذا النهج تحديداً في العمل المناخي، تبوأت دولة الإمارات مكانة رائدة بصفتها من أكبر المستثمرين عالمياً في مجال الطاقة النظيفة والمتجدّدة، مما ساهم في فتح آفاق جديدة لمختلف القطاعات ذات العلاقة والمواهب المتخصصة، وخلق وظائف جديدة، حيث استثمرت الدولة أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات للطاقة المتجدّدة في أكثر من 70 دولة، وستستثمر 50 مليار دولار أخرى في مشروعات الطاقة النظيفة في الداخل والخارج بحلول 2030، وكانت دولة الإمارات سبّاقة أيضاً في العمل على حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي من خلال وضع السياسات وإطلاق المبادرات العالمية وبرامج المشاركة المجتمعية.

إدارة بيئية
وبسؤالها عن واقع شغلها لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وأهم القضايا البيئية التي تهم «الاتحاد» أولاً والجهات المعنية بالبيئة والتغير المناخي في دولة الإمارات ثانياً، وأبرز الحلول التي اتخذتها الدولة بشأن أزمة تغير المناخ العالمي وحماية البيئة المحلية؟ قالت: «من خلال موقعي في رئاسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، أتيحت لي فرصة العمل مع أكثر من 1400 عضو و15.000 خبير من أكثر من 170 دولة، فهناك الكثير مما يمكننا أن نتعلمه عبر تبادل الخبرات والتجارب، وانطلاقاً من دور «الاتحاد»، بصفته جهة عالمية معنية برصد الحالة البيئية والطبيعية لكوكبنا والتدابير اللازمة لحمايته، فإنه يركز على العديد من القضايا، منها الحفاظ على الأنواع الطبيعية والمناطق المحمية والسياسات الاجتماعية والاقتصادية وإدارة المنظومة البيئية».
واعتبرت أن التغير المناخي وانحسار الغطاء النباتي مرتبطان إلى حدّ كبير، فالعالم يعتمد بصورة أساسية على النظم البيئية والفوائد التي تقدمها، والتي تساعد على الحدّ من تأثيرات التغير المناخي والتكيف معه، كما تتأثر هذه النظم والأنواع الطبيعية أيضاً بهذا التغير، الأمر الذي ينعكس بدوره على صحة الإنسان ورفاهيته وعلى المجتمع.

حلول الطبيعة
أكدت المبارك على الحاجة الملحّة للاعتراف بترابط القضايا البيئية على اختلافها، سواء كان ذلك من ناحية التغير المناخي أم من حيث الحفاظ على الطبيعة أو الاستدامة، ولذلك، يتوجب علينا العمل على بناء حوار عالمي واسع النطاق حول هذا الموضوع، إذ لا يقتصر على معالجة قضية بيئية معينة على حساب قضايا أخرى، وفي مؤتمر الأطراف COP28 الذي سنستضيفه في دولة الإمارات، سأعمل مع الرئيس المعين للمؤتمر معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، والجهات الفاعلة غير الحكومية، لضمان مشاركتهم من أجل دعم العمل البيئي، بما في ذلك التنوع البيولوجي والنهوض بالحلول القائمة على الطبيعة.
وقالت: نحن في دولة الإمارات التي تقع في منطقة صحراوية، وتشهد أعلى معدلات درجات الحرارة في العالم، ندرك التحديات الناجمة عن التغير المناخي، وقد أنعم الله علينا بقيادة مصمّمة وعازمة على جعل العمل المناخي إحدى الركائز الأساسية لتطورنا المستمر على مستوى الدولة، كما يعدّ سجلّنا الحافل في مجال العمل المناخي هو ما عزّز موقعنا بأن نصبح الدولة المستضيفة لمؤتمر COP28.

دعم مشاريع
وبسؤال رزان المبارك بصفتها المدير المؤسس لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، حول كيفية الاستفادة من مبادرات الصندوق لمواجهة أزمة تغير المناخ على المستويين المحلي والعالمي؟ قالت: «منذ العام 2009، دعم الصندوق آلاف المشاريع المعنية بحفظ الأنواع المعرضة للتهديد من الحيوانات والنباتات والفطريات في جميع أنحاء العالم، بما انعكس إيجاباً وبشكل مستمر على سلامة النظام البيئي، لافتة إلى أن الصندوق يؤكد أهمية دعم الجهود التي تستهدف المحافظة على الأنواع الحية وحماية التنوع البيولوجي باعتبارها ضرورة أساسية للحفاظ على البيئة الطبيعية على سطح كوكبنا.
وأضافت المبارك: «تلعب الطبيعة دوراً حاسماً في الحدّ من تداعيات تغير المناخ، ويؤكد دعم الصندوق للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى العالم على ترابط القضايا البيئية سعياً للحفاظ على الأنواع والموائل والاستدامة، وفي غياب التنوّع البيولوجي المفعم بالحياة، لن نتمكن من تحقيق الحياد المناخي، إضافة إلى دعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي والطبيعة باعتبارهما على ذات القدر من الأهمية، من حيث ارتباطهما بقضية تغير المناخ.

خطة مراكش
بالتوقف عند خطة مراكش المحسّنة الخمسية التي تم الاتفاق عليها في COP27 وتنص على الارتقاء بطموح الجهات الفاعلة غير الحكومية لتمهيد الطريق نحو مستقبلٍ خالٍ من الانبعاثات الكربونية، وسؤالها عن أهم الأدوار التي ستقوم بها بشأن الخطة؟ قالت:«بصفتي من رواد العمل المناخي، سأعمل مع معالي الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف COP27 خلال مرحلة الاستعداد لمؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات، وذلك لتعزيز الشراكات والعمل المشترك ضمن إطار خطة مراكش، وسنعمل بشكل تعاوني لتعزيز مشاركة الجهات الفاعلة غير الحكومية، وذلك يشمل المدن والمناطق والشركات والمستثمرين والمجتمع المدني، وسنحرص على تضافر جهود كافة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وبالتالي، إبراز ما تحرزه تلك الجهود الطوعية الحالية أو الجديدة من تقدّم عبر المبادرات والائتلافات.
وتابعت: «سيتبنى مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات نهجاً شاملاً يركز على النتائج العملية ومشاركة واحتواء الجميع وتفعيل الشراكات على مستوى كافة القطاعات والمجتمعات لإيجاد حلول فعالة وملموسة، ويشمل ذلك إيصال أصوات جميع أصحاب المصلحة، وتفعيل المشاركات الهادفة من النساء والشباب وعامة الجمهور، كما سأعمل مع الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، ومعالي شما المزروعي رائدة المناخ للشباب في المؤتمر، على ضمان الإنصات إلى مختلف الآراء ووجهات النظر خلال مرحلة التحضير للمؤتمر وطوال فترة انعقاده».

المصدر، جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي) 13 فبراير 2023 03:07

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تُجري تقييماً لمستويات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في البيئة البحرية في إمارة أبوظبي

بالتعاون مع مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 30 أبريل 2024 …