شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 16 مايو 2023
أكملت هيئة البيئة – أبوظبي بنجاح تقييمها للأنظمة البيئية البرية والبحرية في أبوظبي، وذلك في إطار إعداد قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، والتي تعتبر جزءاً من مشروعها المتكامل لتقييم البيئات البرية والبحرية في الإمارة، والذي يعتبر أول تقييم من نوعه على مستوى المنطقة .
قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “تُعد قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، إلى جانب كونها الأولى في المنطقة، نموذجاً مثالياً للتعاون مع شركائنا من المنظمات البيئية العالمية في تطوير وتعزيز الجهود التي يبذلها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) وزيادة المعرفة حول بالوضع الحالي والتهديدات التي تتعرض لها الأنواع”.
وأضافت سعادتها “ستعمل قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية على تعزيز جهود الهيئة لحماية الموائل والأنظمة البيئية المهددة بشكل فعّال في الإمارة، من خلال تضمين النظم البيئية المهددة ذات الأولوية في خططنا لتوسيع شبكة المحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة. مشيرة إلى أن هذه القائمة ستعزز أيضاً من الجهود التي تبذلها الهيئة للتخفيف والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، خاصة وأن دولة الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “كوب 28″ في وقت لاحق من هذا العام”.
وأشارت سعادتها إلى أهمية القائمة التي ستساعد في التطوير المستدام للتخطيط الحضري واستخدام الأراضي ومشاريع البنية التحتية، الأمر الذي سيساهم في دعم الجهود التي تبذلها الإمارة لتحقيق النمو دون المساس بالبيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية ونظمها البيئية “.
وأضافت الدكتورة الظاهري: “سيتم نشر قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية كوثيقة من وثائق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والتي سيتم توزيعها في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيساهم في تسليط الضوء على جهود أبوظبي في تطبيق عمليات ذات معايير دولية على المستوى المحلي لحماية تنوعها البيولوجي”.
ويعد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN أقدم وأكبر شبكة بيئية عالمية، ويضم أعضاء ومتطوعين من 185 دولة. وتركز لجانه الست على قيادة التغيير من خلال التعليم والتواصل، بالإضافة إلى التعلم وتطوير المعرفة حول الوضع والتهديدات التي تتعرض لها الأنواع. وتعد هيئة البيئة – أبوظبي أحد الشركاء الاستراتيجيين للاتحاد، وفي 2013 أصبحت الهيئة عضواً رسمياً بالاتحاد. في حين انضمت وزارة التغير المناخي والبيئة في عام 2020 لعضوية الاتحاد ممثلة عن دولة الإمارات.
وشمل التقييم 16 نظامًا بيئيًا بريًا وبحريًا، حيث تم تصنيف اثني عشر نظامًا بيئيًا بأنها “مهددة”، في حين تم تقييم نظامين على أنهما “معرضان للخطر بشكل كبير”، وخمسة أنظمة “مهددة بالانقراض”، وخمسة أنظمة أخرى أنها “معرضة للخطر”. وكشف التقييم أنه في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على أي تدهور لنظام بيئي داخل الإمارة.
وتعليقًا على القائمة الحمراء للنظم البيئية في أبوظبي، قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة – أبوظبي: “تتعرض الأنواع والأنظمة البيئية المتنوعة في أبوظبي للعديد من التهديدات، بما في ذلك الأنشطة البشرية والتلوث وتغير المناخ. وتشكل قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية فهمًا حول المخاطر التي تواجه كل نظام بيئي، مما سيمكّن الهيئة من إنشاء شبكة مستهدفة من المناطق المحمية بشكل فعّال. ولا تعتبر القائمة الأولى في المنطقة فحسب، بل هي أيضًا الأولى من نوعها التي تشمل النظم البيئية الصحراوية، وتطبق معايير التقييم على النظم البيئية من صنع الإنسان”.
وأشار الهاشمي إلى أن:” قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية كانت تجربة تعليمية هامة لفريق هيئة البيئة – أبوظبي، وخاصة ما تضمن ذلك من العمل مع خبراء من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وبروفيتا في تطوير نماذج تصورية لعمل النظام البيئي وتحديد التهديدات. كما ساعدت قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية في تحديد الفجوات في البيانات فيما ما يتعلق بمدى فهمنا للوضع الحالي، وأبرزت بشكل أكبر الحاجة إلى ضرورة وجود بيانات متسلسلة زمنية طويلة المدى حول ترابط عمليات النظم البيئية”.
وأضاف الهاشمي: “توفر قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، جنبًا إلى جنب مع قائمة أبوظبي الحمراء للأنواع، فهمًا جيدًا لحالة الأنواع والأنظمة البيئية لدينا والحاجة إلى وضع برامج لإدارتها والمحافظة عليها. مشيراً إلى انه تم خلال عملية التقييم تصنيف النظم البيئية في الإمارة وفقاً لمعايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وتصنيف درجة تهديدها بهدف حمايتها والمحافظة عليها ووضع خطط لضمان استدامها”.
تعد الجبال والوديان والسهول الساحلية وغابات القرم والسبخات والنظم البيئية للشعاب المرجانية من أكثر النظم البيئية المهددة وفقًا للتقييم الذي أُجريَ في أبوظبي. ويتم بالفعل توفير الحماية للعديد من هذه النظم البيئية من خلال شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تديرها هيئة البيئة – أبوظبي.
ويشار إلى أن الهيئة تدير شبكة من المحميات الطبيعية تضم 20 محمية طبيعية منتشرة في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي، وتقوم من خلالها بالمحافظة على التنوع البيولوجي في الإمارة، ولا سيما الأنواع المهددة والنظم البيئية. ويرتبط إنشاء هذه المحميات الطبيعية بتنفيذ برامج لمراقبة الأنواع والموائل بشكل مكثف، فضلاً عن تنفيذ مشاريع لاستعادة وإعادة تأهيل النباتات والحيوانات.
ونجحت الهيئة في إعادة تأهيل الأنواع النباتية الهامة – مثل أشجار الصرح والغاف والسمر – في موائلها الطبيعية لضمان بقائها كجزء من المناظر الطبيعية والإرث الثقافي في أبوظبي. وقد أثبتت جهود هيئة البيئة – أبوظبي أيضًا تأثيرها، مع حماية وزيادة أعداد العديد من الأنواع المهددة- بما في ذلك المها العربي، وأبقار البحر، والسلاحف البحرية. كما حظيت جهود أبوظبي لإعادة تأهيل غابات أشجار القرم والشعاب المرجانية وحماية التنوع البيولوجي البحري باعتراف دولي، حيث تم اختيار برامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية في أبوظبي، والتي تقودها الهيئة ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية ضمن عِقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية.