“وجبة ….. إبداع وابتكار (89) “ أهمية ادارة التغيير (2)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 21 مايو 2023

تسعى المنظمات لمواكبة الركب العالمي المتسارع والمتغير باستمرار والسعي لاستحواز حصة سوقية كبيرة تحقق الميزة التنافسية فيها، هذا ما تنشأ عليه المنظمات منذ بداية مشوارها عنذ التأسيس بأن تبني خطواتها لتكون، وتشكل رؤية وجودها في مقدمة الصف، وتشكيل الصورة الذهنية لها، فإن لم تسعى لمطابقة الواقع مع تلك الصورة من متغيرات وتأثيرات وتسارع ستبقى في السوق لمجرد البقاء فهذا لن يحقق لها أهدافها، ولا يمكن البقاء دون تغيير، فالبيئة المحيطة تفرض ظلالها المستمرة والمتطورة، ويجب التعامل معها بشكل متغير وامتلاك مقومات تؤهلها للحفاظ على وضع مستقر في السوق للتعامل مع الاصلاحات الهادفة لتتماشى مع التغيير في بيئاتها ومواكبة النظام الدولي واحتياجات السوق، ويجب أن تكون في حالة نشاط وحيوية ويقظة وعالية مستمرة، وأن تتمتع بالقدرة على الابداع الابتكار، وحضور الايجابية الفعالة في نشاطاتها، والابتعاد عن السلبية، للتعامل مع التغيير ومقاومي التغيير، وتوفر أساليب حديثة ومتطورة تتصف بالاستباقية والمرونة، وتعمل على تأهيل الموارد البشرية بالتكنولوجيا المتطورة، لامتلاك زمام الامور بالتعامل الحقيقي مع متطلبات التغيير بالتكيف المرن لتحقيق الارتقاء والتقدم في تحقيق رؤية المنظمة، مع الاهتمام والرعاية بتركيز على عامودها الفقري من الموارد البشرية ومدى توفرها وتأهيلها المناسب الذي يلائم هذه المرحلة للوصول إلى المقدمة وتحقيق الرؤية.

فالتغيير عملية ادخال تحسين أو تطوير على المنظمة بحيث تكون مختلفة عن وضعها الحالي وتتمكن من تحقيق أهدافها بشكل أفضل، وهذا التغيير نابعاً عن قصد، ويسير وفق خطة واضحة ويرمي إلى تحقيق أهداف ملموسة أي تغيير كمي كيفي بمعنى أنه يكون وفق خطة ويحدثه الفرد مخططاً وعامداً ومتعمداً. (1)

ويعرف ايضاً التغيير بأنه “الانتقال من وضع لأخر أو من حالة لأخرى بغض النظر عن طبيعة هذا الانتقال أو مداه وآثاره وأسبابه، كما أن التغيير قد يكون مقصوداً أو عشوائياً أو جزئياً، أو سلبياً، سريعاً أو تدريجياً، مادياً أو معنوياً. (2)

تتجلى أهمية التغيير في جعل المنظمة في حالة نشاط وحيوية يقظة وعالية والتمتع بالقدرة على الابداع الابتكار للوقوف على المشكلات ومعالجتها بالسرعة المطلوبة، وحضور الايجابية الفعالة، والابتعاد عن السلبية، للتعامل مع التغيير ومقاومي التغيير، وايجاد أساليب حديثة ومتطورة تتصف بالاستباقية والمرونة، وتأهيل الموارد البشرية التكنولوجيا المتطورة للتعامل الحقيق وامتلاك زمام الامور بالمشاركة الفعالة للتكيف مع التغيير وتحقيق الارتقاء والتقدم في تحقيق رؤية المنظمة، وللتغيير أهمية في تحقيق جوانب متعددة للمنظمةكما هو مبين في الشكل المرفق (3)

وتهدف ادارة التغيير لتحقيق أهداف متنوعة ومتعددة تصب جميعها في تحقيق مصلحة المنظمة من خلال مراقبة البيئة المحيطة بالتيقظ المستمر لمتابعة التسارع في التطورات في المجال التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي وغيرها، لاستثمار الوقت في التأقلم والتكيف معها بما يحقق أهدافها الاستراتيجية، والوقوف على المشكلات في المحيط الخارجي والعمل على معالجتها بمرونة عالية بناء على التغيير المطلوب، وبإتباع اساليب ادارية حديثة، مثل الادارة بالاهداف، وفرق العمل، ومجموعات التركيز، وتستبعد الاساليب الادارية التقليدية، مما يزيد من مقدراتها في ادارة التغيير، والاستثمار في شراكات الاهداف المشتركة، اضافة لتعزيز بيئة العمل الداخلي للمحافظة على الثقة والانفتاح بين العاملين وفرق العمل ودعمهم وتحفيزهم لاكتشاف المشكلات المؤسسية والفردية والعمل على معالجتها مما يساعد في تحقيق الرضا الوظيفي وتحقيق قوة داعمة في استهداف التغيير.

فالتغيير عملية طبيعية وظاهرة مستمرة وشاملة غير محددة بزمن تطال كل المنظمات، ونجاحه مرتبط بحسن ادارته والتأييد والقبول وتوفر القدرة على الاقناع بأهميته ودوره في تحقيق النجاح بكل المستويات الفردية والمؤسسية، من خلال اعداد خطة دقيقة وشاملة يتم فيها تشخيص الوضع الراهن، وتحديد مواطن التغيير، والاعتبار الاهم لمقاومة التغيير، وآليات الاشراك، والاجراءات التوعوية، لانتقال المنظمة للوضع المستقبلي والتفكير خارج الصندوق ضمن استراتيجية جلية الرؤية للوصول للوضع المنشود وصنع القرار

المراجع:
1. محمد العزازي أحمد أبو أدريس، المقومات السلوكية والتنظيمية للمدير العصري، الزقازيق، دار التكامل للنشر والتوزيع، 2002، ص126.
2. محمد الصيرفي، السلوك الإداري (العلاقات الإنسانية)، الإسكندرية، دار الوفاء للنشر والطباعة، 2007، ص26.
3. الخضيري، محسن أحمد، ادارة التغيير، مدخل اقتصادي للسيكولوجيا الادارية للتعامل مع متغيرات الحاضر لتحقيق التفوق والامتياز الباهر في المستقبل للمشروعات، دار الرضا للنشر، دمشق، سوريا، 2003.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …