شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، د. حسام حاضري، مستشار التطوير الاستراتيجي 24 مايو 2023
نعيشُ الآن في عصرِ التحولاتِ الرقميةِ والتكنولوجيةِ المذهلةِ، حيثُ ينطلقُ التطورُ بمعدلٍ متسارعٍ وخاصةً مع الدور الحاسم الذي يلعبهُ الذكاءُ الاصطناعي، والذي ينقلنا إلى حقبةٍ مشوقةٍ مليئةٍ بالفرصِ الهائلةِ والتحدياتِ المثيرة التي تتطلبُ منا التكيفَ والابتكار لمواكبةِ هذا التغيير، والاستفادةِ من المعطياتِ الحديثة للوصول إلى القراراتِ الصائبةِ والاستشرافِ الناجح للأفراد والشركاتِ في مستقبل الأعمال.
لقد ساهمَ التطورُ التكنولوجي والذكاءُ الاصطناعي في تحويل العالم بشكلٍ لم يكن ممكنًا في السابق، بدءاً بالسياراتِ الكهربائية ومروراً بالروبوتات والمركباتِ ذاتيةِ القيادة والمسيرات ووصولاً إلى تطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعي، والتي تتميزُ بقدرتها على تحليل كمياتٍ ضخمةٍ من البيانات، واستخلاص الأنماطِ والتوجهات المفيدة، وتوفير رؤى قيمةٍ تساعدُ الأقراد والمؤسسات في اتخاذِ قراراتٍ استراتيجيةٍ مستنيرةٍ.
ومع ازدحام التقدم في التكنولوجيا والذكاءِ الاصطناعي، بدأَ تلوحُ في الأفق مهامٌ جديدةٌ للمستشار الشخصي المتخصص في التطوير، حيثُ يلعبُ دورًا مهمًا في توجيه الأفراد والشركات نحو التحسين والنجاح من خلال قدرتهِ على تحليل البياناتِ الشخصيةِ، وتقييم الأهداف والاحتياجات، واستخدام هذه المعلومات لتطوير المهارات، وتقديم نصائحَ وتوجيهاتٍ شخصيةٍ وعامةٍ في مجالاتٍ متنوعةٍ مثل: الصحة والاستثمار والاستدامة والتطوير الشخصي والمهني بما يعززُ القدرةَ على اتخاذ القراراتِ الصائبةِ وتحقيق الأهداف.
ففي مجال الصحةِ واللياقةِ البدنية على سبيل المثال، يمكنُ للمستشار الشخصي للذكاء الاصطناعي تحليل بياناتِ اللياقة البدنية للفردِ، وتوفير نصائحَ متخصصةٍ حولَ التمارين المناسبة والتغذية السليمة بناءً على تحليلٍ شاملٍ للبياناتِ الشخصية.
وفي مجال الاستثمار، يمكنُ أن يقدمَ المستشارُ الشخصي للذكاء الاصطناعي توجيهًا قيمًا للمستثمرين من خلال تحليل أنماطِ السوق، وتوجهات الاستثمار، واستخلاص الأفكار الاستثمارية الواعدة، وتقديم نصائح حولَ الاستثمارات المناسبة، وإدارة المخاطر، وتحقيق عائداتٍ جيدة.
وفي مجال الاستدامة يأتي دورُ المستشار الشخصي للذكاءِ الاصطناعي كأداةٍ قويةٍ وضروريةٍ في دعم المبادرات المستدامةِ وتحقيق الأهداف في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي نواجهها في عصرنا الحالي. فقد أصبحت الاستدامةُ أحدَ الأولويات العالمية. ومن خلال الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والتوجيهِ الشخصي، يمكنُ للمستشار الشخصي للذكاء الاصطناعي أن يلعبَ دورًا حيويًا في دعم المبادراتِ المستدامة، وتحقيقِ الأهداف البيئية والاجتماعية. كما يمكنُ لهُ أن يساعدَ الأفرادَ والشركاتِ في تحقيق الاستدامةِ المالية والبيئية عن طريق تحليل البيانات المالية والعمليات الإنتاجية، وتحديدِ فرص التحسين، وتقديمِ نصائح حولَ استدامةِ العملياتِ وتحسين الكفاءة وتقليل النفايات، واعتمادِ ممارساتٍ لأعمالٍ مستدامةٍ، وتطبيق أفضل السلوكياتِ البيئية في جميع جوانبِ العمل.
وأما في مجال التطوير الشخصي والمهني، فيلعبُ المستشارُ الشخصي دورًا حاسمًا في مساعدةِ الأفراد في تحديد أهدافهم، ووضع خططِ تطويرٍ شخصيةٍ ومهنيةٍ قابلةٍ للتحقيق، من خلال تحليل القدرات والمهارات والاهتمامات والقيم الشخصية، واكتشاف نقاط القوة، وتحديد المجالات التي يمكنُ تطويرها والعمل على تحسينها، كما يمكنهُ توجيه الأفراد في اتخاذ قراراتٍ مهنيةٍ مهمةٍ، مثل اختيار مسارٍ وظيفي، أو الانتقال إلى مجالٍ جديد.
وفي الختام لابدّ من الإشارة إلى أننا مقبلون على فجر مستقبلٍ مليءٍ بالإمكانات العجيبة، ومع تقدم التكنولوجيا وقوة الذكاء الاصطناعي، ستكون لدينا فرصةٌ لاستكشافِ حدودٍ لم نكن نحلمُ بها من قبل، وتحقيق أهدافنا الجريئة بطرقٍ مبتكرةٍ ومبهرة إذا أردنا. فلنستعد لمستقبلٍ يعجُ بالابتكاراتِ والتقدم، ولنعمل بجديةٍ وشغفٍ لصنع غدٍ أفضل وأكثر إثارة.