عبد العزيز فعراس يطلق كتابه الجديد ضمن رواق جامعة محمد الخامس

خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط 2023

شبكة بيئة ابوظبي، الرباط، المملكة المغربية، 09 يونيو 2023

ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط 2023 استضاف مساء اليوم الخميس 8 يونيو 2023 رواق جامعة محمد الخامس، حفل تقديم كتاب بعنوان (المجال الصحراوي: من الخطاب الجغرافي الى الخطاب التربوي) للدكتور عبد العزيز فعرس، أستاذ باحث بكلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس، الرباط بالمملكة المغربية.

يضم هذا الكتاب مجموعة مقالات كتبتها المؤلف خلال فترات زمنية متفرقة تربو من عقد من الزمن، نشر أغلبها في مجلات علمية دولية ووطنية بعضها في إصدارات الجمعية الوطنية للجغرافيين المغاربة، والبعض منها لم يتم الانتهاء من اعدادها إلا مؤخرا وما زالت لم تنشر بعد. أغلب هذه المقالات كانت في الأصل مداخلات في ندوات ولقاءات فكرية، جاءت في البداية كاستجابة للتعبير عن أفكار تحت طلب وضرورة التظاهرات الفكرية التي كنا نشارك فيها وننظمها في الغالب داخل الإطار الجمعوي وخصوصا جمعية مجموعة البحث والدراسات حول ساحل الصحراء، باعتبارها أول تجمع مدني أكاديمي بيئي بالجهات الجنوبية، أسس مطلع موسم 2000.

وبهدف تعميم الفائدة بهذه المقالات مجتمعة، ارتأيت أن أجمعها في كتاب واحد عوض تركها على حالها متفرقة، لما لها من خيط ناظم، وما هي عليه من ائتلاف يسمح بإدراجها في مؤلف واحد، وحرصت أن ادراج تقارير غاية في الأهمية كان لي شرف اعدادها وهي خاصة بزيارات ميدانية وندوات علمية بالمجال الصحراوي، صدر عنها وثائق مهمة كما هو الحال بالنسبة لنداء العيون حول التربية على التغير المناخي2016 واعلان الداخلة للبيئة والتنمية المستدامة2018، وكذلك فالقضايا الكبرى التي تعالجها هذه المقالات تصب في محورين أساسيين:

يعالج المحور الأول إشكاليات بيئية جغرافية: الماء والبحر(الساحل)، الغابة(الطلح)، الثقافة البيئية الجغرافية، مميزات البحث العلمي والخطاب الجغرافي بالمجال الصحراوي. في حين خصص المحور الثاني للخطاب التربوي، الذي ينطلق من سؤال مركزي: كيف يحضر المجال الصحراوي في البرامج والمقررات الدراسية؟ ويشخص مستوى معارف الشباب المتمدرس بهذا المجال الصحراوي لبعض مفاهيم وقضايا البيئة والتنمية المستدامة ومدى استيعابهم للموروث الثقافي البيئي الحساني.
لهذا السبب حرصت أن يحمل هذا الكتاب العنوان التالي: المجال الصحراوي: من الخطاب الجغرافي الى الخطاب التربوي، على اعتبار أن هذا المنتوج هو حصيلة لمسار تجربتي العلمية البحثية حول المجال الصحراوي، ومن منطلق تخصصين علميين انتمى اليهما: وهما علم الجغرافيا وعلوم التربية” ديداكتيك الجغرافيا”، واخترت أن يكون الكتاب حاملا لخطاب يدعو الى الدفع بالتفكير والنقد نحو تأسيس نظرة موضوعية حول المجال والمجتمع الصحراوي.

وبالتالي فإن تحقيق إجابات واضحة على التساؤلات المطروحة في محوري الكتاب، لن يتأتى سوى من خلال ابراز مجموعة من الخصائص البيئية والسوسيومجالية التي تميز المجال والمجتمع الصحراوي، باعتبارهما يشكلان حقلا خصبا في حاجة ماسة الى دراسات متنوعة ومعمقة.

إن أهم الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها من هذا المؤلف، هو أن الظروف الطبيعية الصعبة للمجال الصحراوي تلزمنا باعتماد نظم استغلال محافظة على الموارد، تسمح بتعزيز الغنى الايكولوجي للمواقع الطبيعية وبمراعاة الهشاشة المتأصلة للبيئات، مع الاستفادة القصوى من الموارد، دون بلوغ الأوضاع المؤدية لتدهورها بشكل عميق أو ضياعها بشكل دائم.

وإذا كانت مقالات الكتاب كشفت عن أهمية مختلف المعارف والمهارات التي ابدعها وامتلكها الانسان الصحراوي عبر قرون عديدة للتكيف مع قساوة ظروف المكان، وما كان لها من دور في التغلب على جبروت المجال وعدوانيته، فإنها قد نبهت الى الخطر الذي سيهدد هذه الثقافة الحسانية الجغرافية البيئية المبدعة، بفعل تغير نمط العيش، وما سوف يترتب عنه من ضياع للخبرات والأساليب الناجعة التي ابتكرها انسان الصحراء في التعاطي مع مختلف التحديات التي يفرضها عليه وسطه الجغرافي، لذلك يأتي مطلبنا ليؤكد على ضرورة تثمين هذه الثقافة المبدعة عبر توثيقها وارشفتها ثم ادماجها في المنظومات التربوية.