في إطار عام الاستدامة وبالشراكة مع ذا ناشونال أكواريوم
إطلاق 81 سلحفاة منها في موائلها الطبيعية احتفالاً باليوم العالمي للسلاحف البحرية
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 16 يونيو 2023
في إطار عام الاستدامة، الذي يركز على التعزيز المستدام للموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي، باعتبارها صمام أمان رئيسي لاستدامة البيئة والتقليل من آثار التغير المناخي، قامت هيئة البيئة – أبوظبي، بالشراكة مع ذا ناشونال أكواريوم، بإعادة إطلاق 81 سلحفاة إلى موائلها الطبيعية في منتجع وفلل السعديات روتانا في أبوظبي، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للسلاحف البحرية الذي يصادف 16 يونيو.
شارك بإطلاق السلاحف معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي وعضو مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي ، وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، وسعادة صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة الدكتور محمد سلمان الحمادي الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية في وزارة التغير المناخي والبيئة، ومانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، بمشاركة عدد من أفراد المجتمع.
كشفت الهيئة أنه ومنذ إطلاق برنامج “إنقاذ الحياة البرية” بالتعاون مع ذا ناشونال أكواريوم في أغسطس 2020، تم إنقاذ 800 سلحفاة وإعادة تأهيلها، حيث تم إطلاق 500 سلحفاة في بيئتها الطبيعية. ومنذ أغسطس 2022، تم إنقاذ 178 سلحفاة حيث تم اختيار 81 سلحفاة منها ليتم إعادتها لبيئتها الطبيعية، حتى تتمكن من النمو والتكاثر، بما يضمن زيادة أعدادها.
تتم عملية إنقاذ السلاحف من قِبل فريق من الخبراء والمختصين من هيئة البيئة – أبوظبي وذا ناشونال أكواريوم، حيث يتم التحقق أولاً من صحتها، كما يتم إجراء المزيد من الدراسات للتعرف على أسباب أصابتها. واعتماداً على نتائج الفحوصات التي يتم إجراؤها، تخضع السلاحف لبرنامج لإعادة تأهيلها في منشأة إعادة تأهيل السلاحف التابعة لـ “ذا ناشونال أكواريوم” حتى تتعافى، ثم يتم إطلاقها إلى المياه المفتوحة بهدف ضمان عودتها سالمة إلى بيئاتها الطبيعية.
وبهذه المناسبة قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام للهيئة: “نحرص دائما على إطلاق السلاحف البحرية لأكثر من مرة خلال العام، حتى تتمكن من العودة إلى موائلها الطبيعية بعد إتمام إعادة تأهيلها. فنحن نعمل بشكل مستمر لإنقاذ السلاحف المعرضة للخطر لإلحاقها ضمن برنامج” إنقاذ الحياة البرية” بالشراكة مع ذا ناشونال أكواريوم. فمجرد العثور عليها، نولي اهتماماً خاصاً بها لنضمن تعافيها وإعادة تأهيلها بشكل جيد قبل أن يتم إطلاقها، الأمر الذي سيمكنها من البقاء على قيد الحياة في موائلها الطبيعية.”
وأضافت: “ولقد تمكنا من إطلاق السلاحف التي تم إعادة تأهيلها وتم تزويد بعضها بأجهزة تتبع عبر الأقمار الصناعية مثبتة على قواقعها، لمراقبة سلوكها وجمع البيانات عن أنماط حياتها وهجرتها. ويساعد تتبع السلاحف عبر الأقمار الصناعية خبرائنا من رصد المزيد من خصائصها والتعرف على بيولوجيتها. مشيرة إلى أن مياه أبوظبي تعتبر موطناً لأكثر من 5,500 سلحفاة، من السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، ومن منطلق سعينا لزيادة أعدادهم في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي، نحرص على إعادتها دائما إلى موائلها الطبيعية بدلاً من الاحتفاظ بها داخل الأحواض.”
ومن جهته، قال بول هاميلتون، المدير العام لدى “ناشونال اكواريوم”: شهد عام 2023 توسيع نطاق عمل برنامج إنقاذ الحياة البحرية بعد ضم محمية اللوفر للسلاحف، الأمر الذي ساهم بتعزيز قدرتنا على رعاية السلاحف التي يصل حجمها إلى 100 كجم. وسيشهد عام 2023 أيضاً إطلاق سيارة إسعاف الحياة البرية Wildlife Rescue، والتي ستتولى مهمة تقديم الإسعافات الأولية الفورية لأنواع الحياة البحرية المهددة بالانقراض في موقع الإنقاذ. ومن خلال تنفيذ أكثر من 800 عملية إنقاذ خلال 3 سنوات، أصبح برنامج “إنقاذ الحياة البرية” الآن أحد أكبر مشاريع إعادة تأهيل السلاحف في العالم، وله تأثير كبير على أعداد الأنواع المهددة بالانقراض، هذا بالإضافة إلى التركيز على التعليم والتوعية وتعزيز دور الفرد في المحافظة على الأنواع “.
ويشار إلى أنه خلال العام الماضي، وقّعت هيئة البيئة – أبوظبي مذكرة تفاهم مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لتأسيس منطقة لإعادة تأهيل السلاحف في المياه المحيطة بمتحف اللوفر أبوظبي، لضمان بقاء السلاحف البحرية تحت إشراف نخبة من علماء الأحياء البحرية من هيئة البيئة – أبوظبي وذا ناشونال أكواريوم حتى تحقق التعافي التام.
وقالت شيخة النويس نائب الرئيس في إدارة علاقات المُلّاك في “شركة روتانا لإدارة الفنادق” “تظل المحافظة على البيئة على رأس أولويات فنادق روتانا، وتحتل مبادرة إطلاق السلاحف على وجه الخصوص مكانة خاصة جدًا في قلوبنا لأن السلاحف هي أحد أنواع الحياة البرية التي تأويها جزيرة السعديات، وهي موطناً لها. ولقد ألهمنا هذا بمنتجع وفلل السعديات روتانا أن نكون ملتزمين بشغف ليس فقط في الحفاظ على البيئة والحياة البرية في أبوظبي، ولكن المشاركة أيضا في هذه المبادرة التي تمكننا من تثقيف وتوعية المجتمع، وبشك خاص الأطفال، حول السلاحف وأهمية المحافظة عليها لحماية البيئة. فكل خطوة إيجابية نحو البيئة يتم اتخاذها ستجعل العالم مكانًا أفضل للأجيال القادمة “.
وتقوم هيئة البيئة – أبوظبي منذ عام 1999 بدراسة ومراقبة السلاحف البحرية في أبوظبي، وقد ساعدت المعلومات التي تم جمعها منذ ذلك الوقت في تحديد المناطق الهامة لتغذية هذه السلاحف بهدف حمايتها والحفاظ عليها، الأمر الذي ساهم باستقرار أعدادها في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي. ويشار إلى أن مياه الإمارة تأوي نوعين من أصل سبعة أنواع من السلاحف التي تنتشر في محيطات العالم – وكلاهما مهدد بالانقراض – وهما منقار الصقر والسلاحف الخضراء.
وكشف برنامج إعادة التأهيل أن العديد من السلاحف ظهرت عليها علامات البرد الشديد – وفي هذه الحالة تصبح السلاحف البحرية هزيلة جداً وغير نشطة نتيجة تعرضها لدرجات منخفضة. علاوة على ذلك، تصبح السلاحف المصابة بالبرد خاملة وعند تطور الحالة تصل لمرحلة غير قادرة فيها على السباحة مما يجعلها تطفو على سطح الماء. وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي البرودة الشديدة إلى تراكم البرنقيل على ظهرها، مما يعيق قدرتها على الحركة.
ومن خلال تتبع السلاحف البحرية التي أُعيد تأهيلها وإطلاقها خلال السنوات القليلة الماضية عبر الأقمار الصناعية كشفت البيانات أنها بقيت في الغالب داخل الخليج العربي. كما أظهرت دراسة سابقة حول هجرة السلاحف الخضراء أجريت في الفترة بين (2016-2019) أن السلاحف الخضراء، التي تتواجد في مياه الإمارة، تتوجه لرأس الحد في عمان للتعشيش، وتساعدنا النتائج المستخلصة من تتبع الأقمار الصناعية في وضع استراتيجيات وبرامج لإدارتها محلياً وإقليمياً وتقييم أعدادها وحمايتها من المخاطر والتحديات التي تهددها.
وتعتبر جزيرة السعديات في أبوظبي التي شهدت إطلاق السلاحف والتي تقع بها محمية متنزه السعديات البحري الوطني ، موطناً لنظام بيئي متنوع من الأنواع البحرية التي تتمتع بالحماية، وتربط السكان والزائرين بالطبيعة النقية وتفرد البيئة في أبوظبي. وتؤكد “الوجهة الشاطئية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط” التزامها بحماية محيطها الطبيعي والأنواع التي تحتضنها، وتوفر للزوار فرصة فريدة لمشاهدة الحيوانات المحلية في بيئتها الطبيعية.