«COP28» فرصة لإنقاذ أفريقيا من آثار التغيرات المناخية

خبراء ومسؤولون لـ«الاتحاد»:

الإمارات تتمتع بإمكانيات كبيرة لدعم تحقيق أهداف القارة السمراء

تعقد الشعوب الأفريقية آمالاً كبيرة على مؤتمر المناخ «COP28» في الإمارات لمساعدة القارة السمراء على مواجهة تداعيات التغيرات المناخية والتغلب عليها، والتي أصابتها بالتصحر والجفاف الذي يهدد الملايين بالمجاعة.

وشدد خبراء في الشؤون البيئية والأفريقية على أن «COP28» فرصة كبيرة لإنقاذ قارة أفريقيا من تداعيات التغيرات المناخية، ويُعقد في مرحلة تواجه فيه الدول النامية والفقيرة، وخاصة في القارة السمراء مشكلة التغيرات المناخية. وقالوا في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن الإمارات لديها القدرة والإمكانيات والخبرة، أن تحقق أهدافاً طال انتظارها، سواء ما يتعلق بالوفاء بالالتزامات من جانب الدول المتقدمة والغنية لصندوق التعويضات، أو نقل التكنولوجيا لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية. وقال السفير الدكتور صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي، إن التغيرات المناخية لها تأثير كبير جداً وأضرار على القارة الأفريقية، وربما هي الأكثر تضرراً عالمياً. وأوضح حليمة لـ«الاتحاد» أن من ضمن الإنجازات الكبيرة لمخرجات «COP27» إنشاء صندوق للتعويضات عن الضرر الذي أصاب الدول بسبب تداعيات التغيرات المناخية، وهناك التزامات وتعهدات من الدول الغنية لتوفير 100 مليار دولار سنوياً للدول المتضررة وخاصة الأفريقية، بالإضافة إلى التعهدات باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

ونوه حليمة بأن التنمية المستدامة في القارة الأفريقية ضرورة حتمية للمواجهة والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية على التنمية، وخاصة الذي يتم في إطار برنامج الاتحاد الأفريقي، الذي يضم ما يقرب من 18 قطاعاً منها ما له صلة بتغيرات المناخ والبيئة وتنمية الاقتصاد الأخضر في القارة.

من جانبه، قال رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة المصرية الدكتور مصطفى مراد، إن أفريقيا من أكثر المناطق على مستوى العالم تأثراً بالتغيرات المناخية، سواء على مستوى ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر والمحيطات أو ارتفاع درجة الحرارة والتصحر، أو التذبذب في مستويات سقوط الأمطار، وبالتالي كل هذا يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى مشاكل الهجرة الداخلية والخارجية.

وأوضح الدكتور مراد في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن القرارات التي ستخرج من «COP28»، والإجراءات التي سوف تتخذ سوف تراعي أن أفريقيا لها متطلبات لمكافحة ومواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، ويجب على العالم المساهمة في هذه الإجراءات.
واعتبر خبير البيئة أن خفض تأثيرات التصحر والجفاف في أفريقيا؛ يدعم استقرار القارات الأخرى مثل أوروبا وأميركا، وكذلك النمو الاقتصادي لدول القارة السمراء يساهم في عدم الانتقال والهجرة لدول أوروبا.

وبدوره، أشار الخبير الدولي في البيئة والتغيرات المناخية الدكتور مجدي علام في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن الظواهر المناخية الجامحة التي أصابت أفريقيا تسببت في فقد مساحة كبيرة من الغابات، وامتداد الصحراء الكبرى لتأكل الأراضي الصالحة شمالاً وجنوباً، ولكن يبقى الأمل في دعم الدول المتقدمة للقارة السمراء.

وأوضح علام، أن نصف عدد دول القارة يعاني الجفاف والتصحر وفقدان الموارد البيئية والمائية والغذائية، في الوقت الذي تهدد فيه المجاعة حوالي 25 مليون شخص بسبب انعدام الأمن الغذائي الشديد في منطقة القرن الأفريقي. وذكر علام أنه على «COP28» مسؤولية كبيرة في تطبيق المبدأ الذي تم الاتفاق عليه في «COP27»، وهو تعويض الخسائر والمفقودات، وعودة الغابات المفقودة في العالم، وعلى المشاركين في المؤتمر المساهمة في توفير الطاقة الجديدة والمتجددة، معرباً عن أمنياته بإنشاء صندوق الطاقة النظيفة لاستعادة الزراعة العضوية في أفريقيا.

المصدر، جريدة الاتحاد، أحمد شعبان (أبوظبي، القاهرة) 22 يونيو 2023 01:25

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

المالك يتسلم دعوة الرئيس علييف لحضور قمة قادة العالم للعمل المناخي نوفمبر المقبل

أمام المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات بباكو.. الإيسيسكو تدعو إلى التعاطي الناجع مع تغير المناخ …