10 مبادرات علمية تطبيقية في مؤتمر المناخ «COP28»

مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا» لـ «الاتحاد»:

إطلاق تحالف دولي للمرأة من أجل العمل المناخي في الزراعة

الإمارات تتعامل بجدية مع الأمن الغذائي عبر التركيز على النظم الزراعية

الدولة تتطلع إلى مراعاة مخرجات المؤتمر لمصالح البلدان المتأثرة بتغير المناخ

مطبوعات خاصة بالممارسات الزراعية العلمية والوطنية في أروقة المؤتمر

يولي مؤتمر المناخ «COP28» أهمية كبرى للقضايا المتعلقة بالزراعة المستدامة، وأنظمة الغذاء، ومحاولة التكيف مع آثار التغيرات المناخية التي تهدد هذا القطاع، من خلال طرح نقاشات متخصصة بالاستراتيجيات التي من شأنها زيادة مرونة قطاع الزراعة، والآليات الداعمة لمنظومة الأمن الغذائي من خلال التركيز على الابتكار الزراعي وتحفيز التمويل والاستثمارات، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات غذائية وزراعية موجهة إلى الدول المتضررة من تداعيات تغير المناخ على الزراعة، بهدف مساعدتها في مجابهة هذه التداعيات، وفق ما أكدته الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا».

وبيّنت الزعابي، في حوار مع «الاتحاد»، أن عمل «إكبا» يرتبط بشكل وثيق بأجندة مؤتمر المناخ «COP28»، حيث يركز من خلاله على إيجاد حلول فعالة للتحديات العالمية التي تواجه القطاع الزراعي والأمن الغذائي، لافتة إلى أن أبرز ملامح مشاركة المركز في المؤتمر تتمثل في إطلاق 10 مبادرات ذات توجهات علمية تطبيقية، إضافة إلى إطلاق مطبوعات وكتب علمية تسلط الضوء على الممارسات الزراعية من منظور علمي وموروث وطني في دولة الإمارات.

وأوضحت أن المبادرات العشر المشار إليها أعلاه تتمثل في مشاركة المركز بتنسيق أنشطة محلية ودولية، وتشمل تنظيم مؤتمرات وورش عمل تناقش مشاكل تدهور الأراضي وتملح التربة وتحديات التغير المناخي، وتطرح حلولاً مستقبلية تطبيقية مستدامة لمواجهة تلك التحديات، كذلك التركيز على مبادرات داعمة لتمكين الشباب والنساء بشكل فعَّال في مجال الزراعة المستدامة، من خلال إطلاق تحالف دولي للمرأة من أجل العمل المناخي في الزراعة ومؤتمرات شبابية لتمكين الشباب في إيجاد حلول نظيفة ومستدامة للبيئة.
وأكدت أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في «مدينة إكسبو دبي»، يحرص أيضاً على طرح إجراءات عملية من شأنها أن تؤدي إلى تحسين العمل المناخي والتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية، مما يدلل على جدية دولة الإمارات بالتعامل مع قضية الأمن الغذائي من خلال التركيز على أحدث النظم الزراعية والغذائية ودعمها بالتكنولوجيا اللازمة.

وبيّنت أن نظم الأغذية الزراعية في جميع أنحاء العالم قادرة على توفير فرصة فريدة لمعالجة أثر تغير المناخ من خلال بناء هذه الأنظمة لضمان تكيفها مع هذه الظاهرة، بالإضافة إلى توفيرها العديد من الفرص للحد من انبعاثات الغازات الكربونية، ما يتطلب التعاون الدولي وتبادل المعرفة وتنفيذ أفضل الممارسات، فضلاً عن إتاحة الموارد المالية بالقدر الكافي لدعم المنتجين والجهات الفاعلة لتنفيذ التحول العادل.

وأكدت أن استضافة الإمارات لمؤتمر تغير المناخ «COP28» من شأنها خلق فرصة غير مسبوقة للدول الأعضاء للتوسع في جهودها الرامية إلى تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمناخ والحلول التي تتناول قضايا الأمن الغذائي والزراعة، مشيرة إلى تطلع الإمارات للبناء على ما تحقق في شرم الشيخ، والعمل على أن تكون مخرجات المؤتمر مراعية لمصالح الدول المتأثرة بتداعيات تغير المناخ.

التنمية المستدامة
وأشارت إلى أن دولة الإمارات في إطار سعيها لتحقيق هدفها الاستراتيجي بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي بحلول 2051، والحد من الانبعاثات الكربونية في القطاع الزراعي، حققت العديد من الإنجازات في القطاع الزراعي المحلي طوال السنوات الماضية، أهمها تبني أنماط زراعية مستدامة وذكية مناخياً تستند في مجملها إلى التقنيات والحلول المبتكرة كالزراعة المحمية والمائية والعضوية، والعمودية، وتوفير حلول مستدامة، إضافة إلى الاهتمام بالبحوث العلمية في المجال الزراعي، وذلك للتغلب على التحديات التي تواجه هذا القطاع، مثل (ندرة موارد المياه، والأراضي غير الصالحة للزراعة، وملوحة التربة، وارتفاع درجات الحرارة) وغيرها الكثير من الإنجازات.

وذكرت أنه ضمن مساعي دولة الإمارات لتحقيق التنمية المستدامة، فقد حرصت على الاستثمار في المعرفة والابتكار والبحث العلمي لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الزراعة ومشكلات التربة وابتكار أساليب حديثة في مجال الاستخدام الأمثل للمياه في المجال الزراعي، وتطوير سلالات زراعية قادرة على التكيف مع الظروف البيئية والمناخية الصعبة، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تولي الأمن الغذائي أولوية كبرى ضمن خططها التنموية، ومن هنا يأتي اهتمامها بالزراعة واستخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للنهوض بها وزيادة إنتاجيتها، حيث تؤمن الدولة بأن العلم هو الطريق الأساسي للتعامل مع التحديات التي تواجه البشرية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الزراعة والمياه.

تأثيرات سلبية
حول علاقة الأمن الغذائي بتغير المناخ، لفتت المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا»، إلى أن التغير المناخي يتسبب في تأثيرات سلبية على النظم الغذائية والإنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم، وهناك عوامل عدة يؤثر بها التغير المناخي على الأمن الغذائي، منها انخفاض إنتاجية المحاصيل، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغيرات نمط الأمطار إلى تقليل إنتاجية المحاصيل الزراعية، ما قد يؤثر على الإمدادات الغذائية والتوزيع العالمي للغذاء، كذلك زيادة التسمم والأمراض، إذ يمكن أن يؤدي التغير المناخي إلى زيادة انتشار الآفات والأمراض التي تؤثر على المحاصيل الزراعية والحيوانات، ما يعني أن يواجه المزارعون صعوبة في الحفاظ على محاصيلهم ومواشيهم بصحة جيدة.

وقالت الدكتورة طريفة الزعابي: «ضمن العوامل التي يؤثر بها التغير المناخي على الأمن الغذائي أيضاً نقص المياه، حيث يتسبب التغير المناخي في تأثيرات على توافر المياه، إذ يزداد الجفاف في بعض المناطق وتتزايد التقلبات في نمط التساقط المطري، ما يؤثر على القدرة على الري والإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وتأثيرات الكوارث الطبيعية، إذ يزيد التغير المناخي من تواتر وشدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والعواصف القوية، ما يؤدي إلى تدمير المحاصيل والبنية التحتية للزراعة والتأثير على إمكانية الوصول إلى الغذاء»، مؤكدة أن كل هذه العوامل تسهم في زيادة عدم الاستقرار الغذائي والنقص الغذائي في العديد من المناطق.

تقليل الانبعاثات
حول طرق تقليل الانبعاثات المرتبطة بالغذاء، أكدت الزعابي أن هناك إجراءات عدة يمكن اتباعها لتقليل الانبعاثات المرتبطة بالغذاء وأهمها تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، مثل اللحم البقري ولحم الضأن، والانتقال إلى خيارات غذائية نباتية أكثر، مثل البقوليات والحبوب والخضراوات، إذ يمكن أن تكون الوجبات النباتية صحية ومغذية وتقلل من الانبعاثات الكربونية، كذلك تقليل هدر الطعام، من خلال تعزيز الوعي واستخدام طرق تخزين وإدارة الطعام بشكل فعال، بالإضافة إلى اختيار المنتجات المستدامة، حيث يمكن تقليل مسافات نقل الغذاء من المزرعة إلى الطاولة وبالتالي تقليل الانبعاثات.

وأشارت إلى أن الحد من استخدام البلاستيك يعد أحد الإجراءات المفيدة لتقليل الانبعاثات المرتبطة بالغذاء، من خلال التعويض عنه بوسائل صديقة للبيئة، بالإضافة إلى إجراء الاستدامة في الزراعة وتربية الحيوانات، حيث يمكن دعم ودمج الممارسات الزراعية المستدامة، مثل الزراعة العضوية والاستخدام الفعال للموارد المائية والأعلاف، ما يمكن تعزيز تربية الحيوانات بطرق تقلل من انبعاثات الميثان، علاوة على إجراء التوعية والتعليم، حيث يتوجب توفير المزيد من المعلومات والتوعية حول الأثر البيئي للاختيارات الغذائية وأهمية الحفاظ على البيئة، ما يمكّن من مساهمة التعليم في تغيير السلوكيات وتحفيز التحول نحو نمط غذائي أكثر استدامة.

حلول فعّالة
حول أهم مبادرات المركز الدولي للزراعة الملحية بشأن الحد من تداعيات التغير المناخي أولاً وانعدام الأمن الغذائي ثانياً، قالت الدكتورة الزعابي: «إن «إكبا» يعمل على إيجاد بدائل وحلول فعالة للزراعة تتلاءم مع قساوة الطقس وشح المياه، من خلال العمل على تطوير العديد من التقنيات التي تشمل استخدام المياه التقليدية وغير التقليدية مثل (المياه المالحة، والمياه العادمة المعالجة، والمياه الصناعية، ومياه الصرف الزراعي، ومياه البحر) وتقنيات إدارة المياه والأراضي، والاستشعار عن بُعد، ونمذجة التكيف مع التغير المناخي».

وأضافت: «كما يركز المركز على استحداث مصادر معيشية مستدامة وأمن غذائي في البيئات الهامشية، وذلك بتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتوفير حلول تناسب التغير المناخي، وتحسين سلاسل القيمة الزراعية، وتقديم تقنيات زراعية متطورة لإنتاج الأغذية والأعلاف والوقود الحيوي»، مشيرة إلى تغطية أنشطة المركز لمناطق عدة حول العالم بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنطقة وسط آسيا والقوقاز، ومنطقة جنوب وجنوب شرق آسيا، وفي دول أفريقية عدة جنوب الصحراء.
المصدر، جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي) 9 يوليو 2023 00:53

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مؤتمر «أنظمة الرقابة» يوصي بمكافحة الغش الغذائي في التجارة الإلكترونية

ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المكافحة – مريم حارب السويدي: التحديات لا تنتهي باختتام …