«بيئة أبوظبي»: إكثار نبات «الحرمل» النادر

إنتاج 40 نبتة في مشتل الظفرة

كشفت هيئة البيئة عن نجاح جهودها في اكتشاف نبات الحرمل النادر، في مدينة العين وإدراجه ضمن برامج حفظ وإكثار النباتات المحلية المهمة التي تديرها الهيئة ضمن مشتل النباتات التابع لها في منطقة الظفرة.

ووفقاً للتقرير السنوي لهيئة البيئة عن العام الماضي 2022 أكدت الهيئة نجاحها في اكتشاف نوع جديد نادر من نبات الحرمل في مدينة العين وتم نشر وإنتاج 40 نبتة منه في مشتل إكثار النباتات المحلية نظراً لمحدودية إعداد هذه الشجرة في البرية، وسيتم استخدام عينات التكاثر لتعزيز تكاثرها وضمان توفير البذور وحفظها لاستخدامها في المستقبل.

ويختلف نبات الحرمل الجديد الذي تم اكتشافه وسجلته الهيئة لأول مرة في إمارة أبوظبي وفي الدولة اختلافاً تاماً عن النوع المشابه له والشائع في الدولة الذي يسمى أيضاً في اللهجة المحلية بالحرمل والموجود في مناطق شرقي العين والعديد من الإمارات الأخرى.

ويستخدم العرب نبات الحرمل منذ القدم وله تاريخ طويل من الاستعمالات في الطبّ العربي التقليدي ويتداول الناس وصفاته الشعبية بكثرة ويستخدم في علاج كثير من الأمراض، ويرى البعض أن نبات الحرمل يعود استعماله إلى عهد الإغريق، حيث استعملوا مسحوق البذور في العلاج من الديدان الشريطية، ولا تزال البذور تستعمل في هذا الغرض في الطب الشعبي.

ويستخدم بخار الحرمل أيضاً لعلاج الجيوب الأنفية، كما يستعمل بعد تجفيفه كبخور في المنزل لقتل الفيروسات والجراثيم. كما يتم استعمال ماء الحرمل بعد غليه وتبريده في غسل الجمال بعد العودة من المطراش، لأنه يقضي على تعب السفر الطويل، وما زال أهل سباق الهجن يستعملونه بعد انتهاء السباقات.

ووفق توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، تقوم الهيئة بمراقبة مناطق انتشار نوع الحرمل الجديد بشكل دوري، وكذلك جمعه وحفظه وإكثاره ضمن مشتل النباتات التابع للهيئة، فضلاً عن التعاون مع المراكز البحثية المتخصصة والجامعات كونه من النباتات الطبية البرية المهمة الموثقة عالمياً، كما تحرص الهيئة على توثيق هذا النوع ضمن قواعد البيانات على مستوى الإمارة والدولة وجمع عينات تصنيفية وإضافتها ضمن معشبة النباتات البرية للهيئة.

وتكمن أهمية تسجيل هذا النوع الجديد من خلال الإضافة كجنس نباتي جديد للدولة، إضافة للنوع، الأمر الذي يزيد من أهمية التنوع النباتي للدولة، حيث يعتبر النوع الجديد من النباتات المميزة للمناطق الجغرافية الحيوية لأقاليم الصحراء العربية والإقليم السندي – الصحراوي، وصولاً للمناطق الجافة من حوض البحر المتوسط وشرقي القوقاز.

يعتبر «الحرمل» (المسمى علمياً: peganum harmala) من الأعشاب الطبية الأكثر استعمالاً عند الأطفال وكذلك البالغين، نظراً لما يتميز به من خصائص قوية وفعالة لعلاج الكثير من الأعراض التي تكون مصحوبة بغالب الأمراض الشائعة. وللحرمل أسماء أخرى مثل غَلْقَة الذئب أو السذاب البري، وغالباً ما ينمو في الظروف والمناخات شبه الجافة، ومناطق السهول، والتربة الرملية، وقد استخدم قديماً في العلاجات التقليدية في آسيا الوسطى، وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، وكمادةٍ مُخدّرة في الشرق الأوسط، كما وإن الصبغة الحمراء المُستخرجة من بذور الحرمل تستخدم لصبغ السجاد والصوف في غرب آسيا. وارتبط نبات الحرمل بأهل البادية قديماً، حيث يستخدم كعلاج ودواء لهم خلال ترحالهم في المناطق الصحراوية خاصة وأن الحرمل من النباتات الصحراوية المعمرة، حيث يتأقلم مع حر الصيف وجفافه، وهو يوجد بكثرة في الإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الخليج العربي. ويعتبر نبات الحرمل Peganum harmala من النباتات العشبية المعمرة، ويتميز بسيقان متعددة قائمة ومتعرجة يتراوح طولها بين 30-60 سم، كما أن أوراقه متناوية شديدة التفصص ومقسمة إلى أجزاء ضيقة، أما الأزهار فهي مفردة بيضاء وتعطي ثماراً ثلاثية المصاريع كروية الشكل بها بذور سوداء صغيرة، وينمو هذا النبات بصورة برية في معظم بلدان الوطن العربي، لا سيما في المناطق الصخرية في البيئات ذوات المطر الوفير نسبياً، وفي كثير من بلدان البحر الأبيض المتوسط، كما ينتشر هذا النوع في إمارة أبوظبي في محمية الحبارى الواقعة بين منطقة المرزوم ومدينة زايد.

المصدر، جريدة الاتحاد، إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة) 22 يوليو 2023 02:11

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الدليل العملي للحفاظ على التنوع البيولوجي، والموارد المائية بالمناطق الرطبة

صدر عن الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجل البيئة والعدالة المناخية في إطار مشروع تعزيز …