الإمارات رائدة في مواجهة تغير المناخ

COP28 دفعة قوية للتكيف مع تداعياته .. خبراء:

محمد داوود: إطلاق منصة للابتكار لصنع مستقبل أفضل للإنسان وكوكب الأرض

عمر شوشان: تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وبالتالي تقليل الانبعاثات الضارة

اعتبر خبراء مناخ وبيئة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه الإمارات، دفعة قوية نحو استخدام واسع للابتكار والتكنولوجيا للتكيف مع تداعيات تغير المناخ وتخفيفها، وأن التقنيات الجديدة والمبتكرة تساهم في تحقيق تقدم كبير في مجال الطاقة المتجددة والتخفيف من الانبعاثات، وتحسين استدامة القطاعات الاقتصادية المختلفة، ومن المقرر أن يعرض مؤتمر COP28 منصة للابتكار وتبادل التكنولوجيا في مجال التكيف مع التغيرات المناخية والتي تعد الإمارات رائدة في هذه المجالات.
وقال الدكتور محمد داوود مستشار أول الموارد المائية بهيئة البيئة بأبوظبى والأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه في مصر: إنه بالتزامن مع استعداد الإمارات لاستضافة COP28 سيتم إطلاق منصة للابتكار وتبادل التكنولوجيا بهدف تواصل العقول والمبتكرين لصنع مستقبل أفضل للإنسان وكوكب الأرض.
ولفت إلى أن ذلك يساهم في التقدم البشري وتحقيق الريادة في مجال الاستدامة وطرح حلول تسهم في خفض وإزالة الكربون في القطاعات المختلفة، إضافة إلى زيادة مساهمته في دعم جهود العمل المناخي محلياً وعالمياً.

عام الاستدامة
وأوضح داوود لـ«الاتحاد»، أن ذلك ينسجم مع أهداف «عام الاستدامة 2023» في الإمارات، ومبادرة استراتيجية تحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، ويشهد COP28 مشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والمبتكرين، وروّاد الأعمال وجهات تمويلية، ومستثمرين ومؤسَّسات صناعية رائدة.
وأشار إلى أن الدولة أطلقت «ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ: نحو نقلة نوعية وتنمية مستدامة لخفض الانبعاثات ومواكبة المستقبل لتحقيق الحياد المناخي» في أبوظبي يومي 10 و11 مايو الماضي استجابة للضرورة الملحة لخفض الانبعاثات على نطاق واسع ودعم العمل المناخي بالتزامن مع تمكين النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والاجتماعي.

ولفت إلى أنه تم عرض مجموعة من التقنيات المتطورة بما في ذلك الحلول منخفضة الكربون لقطاع النفط والغاز والقطاعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات وتقنيات التقاط الكربون والذكاء الاصطناعي والروبوتات والرقمنة والهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة والنظيفة، بالإضافة إلى التمويل الأخضر.

التكنولوجيا والمناخ
وأشار دكتور داوود إلى أنه في ظل تصاعد التوقعات بتأثير التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية من مياه وأراض وطاقة، فإن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في التكيف مع هذه الآثار من خلال الاتصال والمعلومات وتوفير منصة لتغير نمط الاستهلاك للموارد الطبيعية بما يقلل من تضررها نتيجة التغيرات المناخية ويساهم في الحفاظ عليها من الهدر، وانعكاس ذلك على منظومة أمن الطاقة والمياه والغذاء البيئة بشكل عام.
وأضاف، أن التكنولوجيا يمكن أن توفر تطبيقات وحلولاً جديدة ومبتكرة للتكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية والتي يطلق عليها بالتكنولوجيا الخضراء، في القطاعات المختلفة لزيادة كفاءة استخدام الموارد والحد من تأثيرات التغير المناخي وزيادة المرونة في التكيف معها.
ولفت إلى أن التكنولوجيا الخضراء تمثل نقلة مهمة في التوظيف الأمثل للموارد الطبيعية وتحقيق كفاءة أكبر في استخدامها وتحسين العائد منها، وتحقيق الأهداف التنموية بأقل تكلفة أو تأثير على البيئة وأكثر استدامة، وساهمت بدور فعال وقوي في بروز «الاقتصاد الأخضر» كمدخل جديد في التعامل عالي الكفاءة للتكنولوجيا في مجال الصناعة والتنمية ومعالجة الأضرار البيئية والصحية على الإنسان. ورغم المكاسب التي من المتوقع أن تحققها التكنولوجيا في التأقلم والتكيف فإن هناك عددا من التحديات التي تواجه التحول بالقدر المطلوب نحو التكنولوجيا الخضراء -بحسب داوود- أهمها أنه مع استخدام هذه التكنولوجيا ستكون هناك حاجة إلى المزيد من استخدام الطاقة والمياه، غير أن الطاقة المتجددة والنظيفة يمكن أن تساهم في التغلب على هذه العقبة بشكل كبير.

تقنيات وطاقة جديدة
قال عمر الشوشان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بالأردن: إن التكيف مع تأثيرات التغير المناخي المتزايدة يتطلب ابتكارات وحلولا جديدة، لها أهميتها في معالجة تداعيات التغير المناخي والتكيف معها في المجالات الحيوية والاقتصادية تبرز في تقليل الانبعاثات الضارة، ويمكن للابتكارات أن تلعب دورا حاسماً في تطوير تقنيات ومصادر طاقة جديدة ونظم تشغيل أكثر كفاءة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأوضح الشوشان لـ«الاتحاد» أنه من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية، يمكن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وبالتالي تقليل الانبعاثات الضارة، وتظهر أهمية الابتكارات أيضاً في إمكانية تطوير الزراعة المستدامة، التي تواجه تحديات كبيرة نتيجة التغير المناخي، مثل نقص المياه والآفات وانخفاض محاصيل الغذاء، لذا يمكن للابتكارات أن تساعد في تطوير أنظمة الري والزراعة العضوية وتطوير المحاصيل المقاومة للظروف القاسية.
ويمكن من خلال الابتكارات أيضا حماية الموارد المائية لأن التغير المناخي يؤدي إلى الجفاف وتلوث المياه وتدهور جودتها، كما تتم إدارة المياه وتحليتها وتطوير حماية الموارد وتوفير المياه النظيفة للاستخدام البشري والزراعة خاصةً في الدول النامية.

الذكاء الاصطناعي
ذكر رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بالأردن، أن الابتكارات تساهم في تطوير تقنيات فعالة لإدارة النفايات وتقليل كمياتها ومعالجتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أهمية التعاون الدولي في امتلاك التكنولوجيا الحديثة بين الدول المتقدمة والنامية.
واتفق أستاذ الموارد المائية وخبير المياه الدولي الدكتور أسامة سلام حول أن COP28 بالإمارات سوف يعرض منصة للابتكار وتبادل التكنولوجيا في مجال التكيف مع التغيرات المناخية وتخفيفها، وتساهم التقنيات الجديدة والمبتكرة في تحقيق تقدم كبير في مجال الطاقة المتجددة والتخفيف من الانبعاثات وتحسين استدامة القطاعات الاقتصادية المختلفة.
المصدر، جريدة الاتحاد، شعبان بلال (القاهرة) 1 سبتمبر 2023 01:06

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مفاوضو COP28..عقول إماراتية واعدة تعمل بلا كلل من أجل بناء حاضر و مستقبل أفضل لكوكب الأرض

-المفاوضون: لقاء صاحب السمو رئيس الدولة وكلماته الملهمة تكريمٌ يفوق كل الأوسمة. – فريق المفاوضين …