شبكة بيئة ابوظبي، بيروت، لبنان، 06 سبتمبر 2023
نظمت جمعية “إنسان للبيئة والتنمية” HEAD ومنسقو “الشبكة العربية للبيئة والتنمية – رائد” RAED، بالتعاون مع “شبكة العمل المناخي العالم العربي” CANAW، حزب “الخضر اللبناني” GPL و “التجمع اللبناني للبيئة” LEF، الويبنار الاقليمي السابع بعنوان “الاعلام البيئي وقضايا التغير المناخي”، عبر تطبيق “زوم”، باللغة العربية، ضمن سلسلة المحاضرات الافتراضية حول التغير المناخي، في اطار التحضير للدورة ال 28 من مؤتمر الأطراف للمناخ في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، للخروج بتوصيات الى لجنة قمة المناخ 28 لايصالها الى صناع القرار.
وتحدث خلال الجلسة من لبنان رئيسة جمعية HEAD ومنسقة الجندر في الشبكة العربية للبيئة والتنمية المهندسة ماري تريز مرهج سيف، ثم مديرة التحرير في “الوكالة الوطنية للاعلام” الاعلامية باتريسيا صوما عيسى، ومن مصر الاعلامية المتخصصة في البيئة من الاذاعة المصرية ومنسقة for Lost & Damage UNDRR الدكتورة مي الشافعي، ومن المملكة المغربية رئيس مركز “آفاق بيئية للاعلام والتنمية المستدامة” ورئيس تحرير مدونة “آفاق بيئية” الاعلامي محمد التفراوتي.
وادارت الحوار في الجلسة مؤسسة ومديرة تحرير موقع X-ray News الاعلامية ميا فرح.
مرهج سيف
افتتحت الندوة رئيسة الجمعية المهندسة مرهج سيف بكلمة ترحيبية وقالت:” إن مفهوم الإعلام البيئي يعد من المفاهيم التي طرأت خلال السنوات الماضية، خاصة مع تزايد الاهتمام العام بسبل مواجهة عوامل التغير المناخي، وتضاعف الجهود والمبادرات بشأنه، بالتزامن مع التوجهات العالمية نحو المحافظة على البيئة وإطلاق البرامج وعقد المؤتمرات التي تُعنى بشؤون الأرض”.
وأشارت الى أن “وسائل الإعلام تقوم بصياغة الخطاب العام حول تغير المناخ وكيفية الاستجابة له”، لافتة الى أن “التمثيل الإعلامي لعلوم المناخ يتزايد وقد أصبح اكثر دقة، لكن انتشار المعلومات المضللة علميا من قبل الحركات المنظمة المضادة يؤدي الى تأجيج الاستقطاب، مما أدى الى تداعيات سلبية على السياسة المناخية”.
وأكدت ضرورة “التوقف عن الدراما المفرطة، فمع استمرار تغير المناخ يتزايد طلب الناس بمعلومات حول ما يحدث وما يمكن أن يفعلوه هم وحكوماتهم”، معتبرة أن “قصة تغير المناخ تتجاوز المناخ، فيمكن الاستمرار في كتابة القصص التي تحذر من مدى تقدم الاحتباس الحراري، وهذا جزء مما تفعله الصحافة لكنه لا يدفعنا إلى الحد من المخاطر. إذ يتعلق الامر بإنشاء مسار للتأثير، وفي بعض الأحيان لن تكون النتائج هي القصة انما يمكن أن تكون أداة”.
وشددت على “التفكير أكثر في القضايا المحلية والعدالة المناخية”، داعية الى “بناء الثقة والمشاركة التي يمكن أن تكافح المعلومات المضللة والخاطئة، فالتطبيع وخلق طريقة بسيطة للحصول على صياغة مخاطر في قصص الصحافيين سيكون أداة رئيسية لمكافحة المعلومات المضللة”.
وأكدت أهمية “الاسترشاد بالعلم وتبني الإيجابية، إذ يمكن للصحافة أن تقدم قصصا إقليمية إلى الجماهير العالمية وتساعد في تشجيع البلدان الغنية والقوية ومواطنيها والشركات على العمل والتضامن مع المجتمعات الاكثر عرضة لآثار المناخ”.
مي الشافعي
وتناولت الدكتورة الشافعي في محاضرتها محاور عدة ، منها “الدور المحوري الذي يجب ان يقوم به الاعلام فى نشر الوعي البيئي فى ظل تسارع وتيرة التغيرات المناخية وتزايد ها كقضية ذات اولوية الان، بما لها من تأثيرات واسعة على كل نواحي الحياة والتي تمس مباشرة استمرارية حياة الانسان، ومنها الامن الغذائى والطاقة والمياه والصحة والاقتصاد والثروات الطبيعية”.
ثم تطرقت الى “وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة متابعة ماينشر عليها من اخبار ومواد غير صحيحة ومفبركة احيانا وغير دقيقة ومن مصادر غير موثوقة، مثال ذلك مايتعلق باخبار الطقس والمناخ والكوارث الطبيعية والزلازل والتى اصبحت مادة ساخنة تتلاعب بها بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي”.
واكدت “ضرورة توثيق الصلة بين المؤسسات الاعلامية والجهات العلمية ومنها هيئات الارصاد الجوية ، ونشر المعلومات الموثقة ومن مصادر علمية”.
واوردت ملاحظات على “الاعلام البيئي العربي بشكل عام مع تقدير دوره فى اتاحة مساحات اكبر للقضايا البيئية اتساقا مع الوضع البيئي العالمي الان وتفاقم ازمة المناخ والزخم الاعلامي البيئي العربي”.
ومن الملاحظات مايتعلق ب”ضرورة تعدد اشكال التناول الاعلامي لقضايا البيئة والمناخ وعدم اقتصارها على التغطيات الاخبارية وكذلك الاهتمام بالصياغة المتكاملة للخبر بما يوضح في متنه معنى بعض المصطلحات مثال ذلك الاقتصاد الازرق والاقتصاد الاخضر وغيرها، وضرورة طرح بدائل وحلول للمشكلات البيئية التي تنشر والوصول الى العامة من الناس”.
ودعت الى “التعاون الاعلامي البيئي العربي وتشكيل شبكة عربية للاعلام البيئي”، مشددة على “دور الاعلام كآلية من آليات الانذار المبكر فى حال المخاطر والكوارث”.
واكدت “اهمية التدريب وبناء القدرات فى مجال الاعلام البيئي للكوادر الاعلامية العربية”.
صوما عيسى
وتناولت الزميلة صوما عيسى في مداخلتها، بعنوان “دورالاعلام الاخضر في التوعية على ظاهرة التغير المناخي وقضايا التنمية البيئية”، مفهوم “الإعلام الأخضر”، الذي “بات ظاهرة عالمية بدأت تعتمد كأساس توعوي على اهمية البيئة والحفاظ عليها، عبر خلق مساحة من الوعي وتشجيع مشاركة المجتمع في التكيف مع تغير المناخ وحماية الاستدامة البيئية”.
وشددت على اهمية “التركيز في كل القمم المعنية بالتغير المناخي والظواهر البيئية، على دور وسائل الاعلام في تحويل المناقشات والتوصيات إلى أفعال وتطبيقها بجدية، من خلال “نظام إعلامي أكثر خضرة”.
ودعت الى “وضع استراتيجيات وطنية اعلامية في دولنا العربية لاشراك المواطن العربي بفعالية في الحد والتكيف مع تغير المناخ وترشيد سلوكه، على نحو يحد من الممارسات السلبية التي تزيد من مضاعفة اضرار هذه الظاهرة”.
وعن “التغير المناخي واجندة الاعلام العربي” قالت: “بدأنا اليوم نشهد نهضة على صعيد “الاعلام الاخضر”، إلا ان ظاهرة التغير المناخي وتداعياتها لا تحظى بالمساحة التي تستحقها في الخطاب الاعلامي العربي بالنظر الى خطورتها، لكن هذه المساحة مرشحة للتوسع مع الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة”. ودعت الى “اعتماد اسلوب اعلامي مبسط واعداد كوادر اعلامية متخصصة”.
ولفتت الى اهمية “اطلاق منصة اعلامية عربية متخصصة تقدم كل ما يتعلق بظاهرة التغير المناخي في المنطقة العربية وتكون مصدرا رئيسيا للمعلومات ومرجعا للباحثين اسوة بالمنصات الدولية”، مثل منصة “العمل المناخي” الصادرة ب 6 لغات ومنها العربية، ومنصة “شباب من اجل العمل المناخي” التي اطلقتها “اليونيسف” تحت شعار “رفع صوت الشباب لحماية مستقبل كوكبنا”.
ونوهت ب”دور الجمعيات البيئية والشبكات العربية وسعيها الدؤوب للاضاءة على خطورة الظاهرة، من خلال ورش العمل البيئية وحلقات النقاش الافتراضية والحضورية وحملات التوعية”.
وختمت مؤكدة “دور ورسالة “الاعلام الاخضر” في تنمية الوعي البيئي لدى الرأي العام من جهة، وصناع القرار من جهة ثانية”.
محمد التفراوتي
وتحدث الكاتب والاعلامي البيئي المغربي رئيس مركز “آفاق بيئية للاعلام والتنمية المستدامة” ورئيس تحرير مدونة “آفاق بيئية” محمد التفراوتي في مداخلته عن “دور الإعلام البيئي كأفضل وسيلة لنشر الوعي حول تغير المناخ”، وقال: “إن المجتمع الواعي هو أفضل سلاح ضد تغير المناخ وهذا هو المكان الذي يلعب فيه الإعلاميون البيئيون دورا حاسما”.
اضاف: “هناك إشكالية التعامل مع تغيير المناخ، إذ لا يتم التعامل معه بشكل عام على أنه قضية منهجية، من قبل وسائل الإعلام. إننا أمام ظاهرة معقدة، يتطلب فهمها امتلاك أفضل المعرفة العلمية، وفي الوقت نفسه القدرة على نقلها إلى المجتمع ككل بطريقة مفهومة”.
ودعا إلى “التواصل مع العلماء وتقريبهم من الإعلام وإخراج الباحث من محرابه العلمي، وتبسيط المعلومة العلمية، كما يجب إدماج الإعلامي في مختلف المراحل من المفاوضات وإرهاصات القمم والمؤتمرات ليطلع بعمق على الإشكالية والتفاصيل الدقيقة”.
ولفت الى ان “العلماء إتفقوا باغلبيتهم الساحقة منذ البداية أن تغير المناخ هو من أصل بشري، وله اثار مستقبلية خطيرة ولكن بعض الصحفيين قدموا جهات نظر متضاربة. إما انهم أرادوا ان يكونوا منصفين او لأنهم تعرضوا لضغوط سياسية او بسبب طبيعة النظام الاعلامي التعددي”.
وشدد على “ضرورة توفر المعرفة والمهارات اللازمة للتحرير والرغبة المستمرة في تطوير القدرات على رؤية شاملة وفردية لواقع الحياة والقدرة على تحويل المعلومات البيئية إلى منتج إبداعي، ويجب أن يكون لدى الصحافي البيئي قاموس للمصطلحات البيئية الخاصة، وفهم جوهر المشكلة، وتبسيط المعلومات التقنية، والرجوع إلى مصادر المعلومات وتقديم الحلول الممكنة للمشكلة ليس من نفسه، ولكن من خلال الخبراء، وتقديم عدة وجهات نظر على هذه المشكلة، مع الأخذ في الاعتبار قرائه”.
وطالب ب”ألا يحجب عن الاعلام البيئي خبايا وكواليس المفاوضات وتلقي المعلومة ومخرجات مختلف القمم والمؤتمرات المراد اشاعتها وتعتيم الاخرى، أو التكتم عن التجاذبات، الا ما يتسرب، لخلفيات سياسية واقتصادية مدمرة بدعوى عدم التهويل وإثارة الرعب لدى الراي العام”.
واشار الى ان “الاعلام يبقى بين المطرقة والسندان، وباختصار، يواجه الصحافيون الذين يريدون تكريس أنفسهم للصحافة البيئية مهمة شاقة تتمثل في التعليم الذاتي. فالاعلاميون البيئيون مطالبون بتعليم المواطنين وتوعيتهم، ويجب أن يسمعوا، ولهذا السبب، فإنهم يواجهون مهمة لا تقل أهمية، ليس فقط إنشاء محتوى بيئي ومناخي، ولكن أيضا الترويج له على منصات المعلومات المختلفة”.
وختم داعيا الى “زيادة شحنة اقلامنا بقيم أساسية بإستدامة التنمية والتحرك نحو التحول البيئي العادل”.
ثم كان نقاش واسئلة واجوبة بين المحاضرين والمشاركين من لبنان ومن ١٦ دولة عربية .