دور تمكين المرأة في تحقيق حيادية المناخ

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم: م. هبة محمد إمام خبير واستشاري بيئي، 16 سبتمبر 2023

تعتبر قضية تغير المناخ واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في الوقت الحاضر. ولتحقيق هدفنا في السعي لتحقيق حيادية المناخ – وهو توازن بين انبعاثات الغازات الدفيئة والاحتياجات البشرية للطاقة والموارد الطبيعية مع الاستدامة البيئية – يجب أن يلعب الجميع دورًا فعالًا وخاصة المرأة.

تعد المرأة جزءاً هاماً جد في استراتيجية المناخ وتحقيق حيادية المناخ، حيث يؤثر التغير المناخي بشكل مباشر على حياة النساء والفتيات، ولديهم دور فعال في التصدي لتحديات المناخ والعمل نحو إيجاد حلول مستدامة. تواجه النساء والفتيات آثار التغير المناخي بشكل أكبر بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشون فيها، فضلاً عن عدم المساواة في الفرص الاقتصادية والتعليم.

تتعرض المرأة في المجتمعات الريفية والفقيرة لتأثيرات التغير المناخي بشكل خاص، حيث يعتمد دخلهن بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية، وهم أكثر عرضة للفقر والمجاعة والجفاف.

لتعزيز دور المرأة في تحقيق حيادية المناخ، يجب أن يتمكن من الوصول إلى الفرص التعليمية والفرص الاقتصادية والمشاركة السياسية. يعد التعليم أحد العوامل الرئيسية لتمكين المرأة في التأثير على سياسات المناخ وتطبيق الحلول العملية. علاوة على ذلك، يساعد التعليم على رفع الوعي بأهمية المحافظة على البيئة وتعزيز الاستدامة.

يُعَدُّ تمكين المرأة اقتصاديًا أيضًا جزءًا هامًا من دورهن في تحقيق حيادية المناخ. عبر توفير فرص العمل المناسبة وتشجيع المشاريع الريادية التي تركز على الاستدامة، يمكن للنساء أن يصبحن شريكات أساسيات في الاقتصاد الأخضر والمستدام. على سبيل المثال، يمكن للنساء أن يلعبن دورًا في صناعة الطاقة المتجددة وتقنيات البناء الصديقة للبيئة وإدارة الموارد المائية والصحة البيئية.

أحد الأمور المهمة في تمكين المرأة في هذا السياق هو تعزيز دورها كصانعة القرار. بفضل تمكين المرأة وإشراكها في صنع القرارات المتعلقة بالمناخ والبيئة، يمكن أن يكون لدينا وجهات نظر متنوعة وأفكار إبداعية لمعالجة تحديات تغير المناخ. فالمرأة لديها القدرة على تقديم رؤى مختلفة وحلول أكثر شمولية لمواجهة تحديات المناخ.

علاوة على ذلك، يلعب التعليم دورًا حاسمًا في تحقيق الحيادية المناخية. عندما تحصل المرأة على فرصة التعليم، يتم تمكينها من فهم أفضل للقضايا المتعلقة بالمناخ وتأثيراتها على البيئة والمجتمع. بإتاحة فرص التعليم للنساء، يمكننا تعزيز الوعي والتفكير المستدام لديهن وتمكينهن من المشاركة الفاعلة في جهود التغير المناخي.

لكن لا يتوقف دور المرأة في تحقيق الحيادية المناخية فقط على المستوى الشخصي. بل يمتد أيضًا إلى مشاركتها في صناعة السياسات وعملية صنع القرارات. يجب أن يتم تمكين المرأة من المشاركة الفعالة في القطاعات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة بالمناخ والبيئة، حتى تتمكن من التأثير في السياسات وإحداث تغيير حقيقي.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون المرأة شريكًا فاعلًا في صنع القرار وتطوير السياسات البيئية والمناخية على جميع المستويات. يجب تشجيع ودعم المرأة في الانخراط في عمليات صنع القرار المتعلقة بالمناخ.

من الضروري أن ندعم تمكين المرأة في تحقيق حيادية المناخ، لأن تحقيق هذا الهدف يتطلب إدارة شاملة ومستدامة للموارد والاستعداد للتغيرات المناخية المتزايدة. إذا كانت المرأة لا تشارك بشكل كامل وفاعل في هذه الجهود، فإننا سنفشل في مواجهة تحديات المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.

في الختام، تعد تحقيق حيادية المناخ مسؤولية مشتركة تتطلب مشاركة الجميع في الجهود. يجب أن تلعب المرأة دورًا محوريًا في هذه العملية، فهي ليست مجرد ضحية للتغير المناخي بل هي أيضًا فاعلة وشريكة في تطبيق الحلول المستدامة.

ندرك أهمية دور المرأة في تحقيق الحيادية المناخية. التمكين والتعليم والمشاركة المناخية والترويج للطاقة المتجددة هي بعض الجوانب المهمة التي تسهم في تعزيز دور المرأة في هذا السياق الحيوي. لذا، يجب أن نعمل معًا لتعزيز دور المرأة وتمكينها في جميع جوانب لتحقيق حيادية المناخ والاستدامة البيئية وذلك بتوفير الفرص المناسبة والدعم، يمكننا أن نرى نساء قويات يساهمن في بناء عالم أكثر استدامة بيئيًا وتحقيق الحيادية المناخية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

محمد بن راشد يطلق حملة “وقف الأم” لتكريم الأمهات بإنشاء صندوق بقيمة مليار درهم دعماً للتعليم حول العالم

جرياً على عادة سموه بإطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية تزامناً مع الشهر الفضيل. محمد بن راشد: …