مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الحدث العالمي «COP28» والمزمع عقده في مدينة «إكسبو دبي» خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين، فإن التجهيزات تجري على قدم وساق للحدث الذي تستضيفه الدولة للمرة الأولى في تاريخها، فها هي الحكومة الإماراتية عبر مؤسساتها الحكومية والخاصة، تتعامل مع هذا المؤتمر بشكل جاد للغاية منذ اختيارها بإجماعٍ عالمي في يوم 11 نوفمبر من عام 2021، لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وذلك وفقاً لتأكيدات مسؤولين وأكاديميين لـ «الاتحاد».
قالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا»، إن استعدادات المركز ترتبط بشكل وثيق ببعض موضوعات مؤتمر الأطراف «COP28» كالقطاع الزراعي والأمن الغذائي، حيث يعمل على إيجاد حلول فعالة للتحديات العالمية التي تواجه هذا القطاع، موضحة أن مشاركة «إكبا» في المؤتمر ترتكز على تنسيق أنشطة محلية ودولية، تشمل مبادرات ذات توجهات علمية تطبيقية وموزعة على تنظيم مؤتمرات وورش عمل متخصصة بمشاكل تدهور الأراضي وتملح التربة وتحديات التغير المناخي، والحلول المستقبلية المستدامة لمواجهة التحديات.
وأكدت أن المركز يعمل ضمن استعداداته لـ «COP28» أيضاً على إطلاق مطبوعات وكتب علمية تسلط الضوء على الممارسات الزراعية من منظور علمي وموروث وطني في دولة الإمارات، بالإضافة إلى مبادرات داعمة لتمكين الشباب والنساء بشكل فعَال في مجال الزراعة المستدامة من خلال إطلاق تحالف دولي للمرأة من أجل العمل المناخي في الزراعة، ومؤتمرات شبابية لتمكين الشباب في إيجاد حلول نظيفة ومستدامة للبيئة.
من جانبه، ذكر الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أنه ضمن استعدادات الدولة الضخمة لاستضافة مؤتمر الأطراف «COP28»، قام فريق رئاسة المؤتمر بوضع خطة عمل تغطي جميع الجوانب الرئيسية للعمل المناخي، بناءً على اتفاقية باريس لعام 2015، وهي مقسمة إلى 4 ركائز، وهي: تسريع تحقيق انتقال مسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وتحسين سبل العيش والحياة، واحتواء الجميع.
وأشار النعيمي إلى أن جامعة الشارقة ستشارك في المنطقة الخضراء بـ «COP28» من خلال عرض مشاريع خاصة بتحول الطاقة والتغيرات المناخية مثل تقنية مبتكرة لإزالة الكربون والتي تشمل إزالة الكربون عن الصناعات الثقيلة وتنظيف احتراق الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة واستخدام الهيدروجين، بالإضافة إلى المشاركة في جلسات توعية موجهة لفئة الطلبة حول تغير المناخ.
بدوره، أوضح الدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن «COP28» سيقدم آخر ما توصلت له التكنولوجيا المتقدمة من توفير بدائل طاقة متجددة تدعم وتسرِّع من وتيرة الوصول إلى الحياد المناخي المستهدف، مؤكداً أن العلم يعتبر جزءاً مهماً ورئيساً في الحد من تداعيات التغير المناخي، وستكون النتائج البحثية للدراسات العلمية محل اهتمام المشاركين في المؤتمر، والتي ستساهم في وضع استراتيجيات مستقبلية لمواجهة آثار التغير المناخي.
وأشار إلى أن أبرز ملامح استعدادات جامعة الإمارات التمهيدية للمؤتمر تتمثل في إبراز الجانب البحثي من خلال برامج بحثية، حيث ستطلق الجامعة الدورة الثالثة من برنامج أبحاث أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر الجاري، كما تتميز مشاركة الجامعة من خلال دعم الجهود الوطنية ما قبل انطلاق «COP28» من خلال أنشطة مختلفة ومبادرات تعزز الدور الريادي للجامعة في نشر الوعي بالاستدامة وبقضايا التغير المناخي، حيث أطلقت الجامعة «استدامة توك»، وهي سلسلة محاضرات بيئية تهدف إلى تعزيز قيم الاستدامة، كما نظمت الجامعة ما قبل المؤتمر المناظرة العلمية لأهداف التنمية المستدامة للجامعات والكليات في الدولة، مع التركيز على الهدف المعني بالعمل المناخي، وغيرها الكثير.
المصدر، شبكة ابوظبي للاعلام، دبي (الاتحاد) 20 سبتمبر 2023 01:47