ورشات تأطيرية ولقاءات مهنية لميناء الصيد البحري وشاطئ الشليحات بالمهدية (القنيطرة، المغرب)

نظمتها الجمعية المغربية لحماية المجالات البحرية والتنمية المستدامة

شبكة بيئة ابوظبي، الجمعية المغربية لحماية المجالات البحرية والتنمية المستدامة، القنيطرة، المملكة المغربية، 04 اكتوبر 2023

في إطار تخليد المغرب، على غرار المجتمع الدولي، باليوم العالمي للبحر (30 شتنبر)، الذي يصادف هذه السنة الذكرى الخمسون للاتفاقية الدولية لمنع التلوث من السفن لعام 1973 (اتفاقية ماربول). والذي سلط موضوع احتفالية هذا العام، تحت شعار: “التزامنا يتواصل، واستكمالا لأنشطتها المبرمجة في إطار تنفيذ مشروع “تأطير مجتمعات الصيد البحري والساحل، كآلية لتنفيذ البرامج والمخططات الهادفة إلى تنمية مستدامة للمجالات البحرية بساحل المهدية (القنيطرة)، والممول من طرف : “صندوق المنح الخضراء العالمي” (Global Greengrants Fund)، نظمت الجمعية المغربية لحماية المجالات البحرية والتنمية المستدامة (AMP-Maroc) يوم السبت 30 شتنبر 2023، خرجة ميدانية تكوينية وتحسيسية إلى ساحل المهدية (شاطئ الشليحات) بالقنيطرة، بالتعاون مع “شبكة العمل المناخي العالم العربي (CANAW)، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية (Arab Network)، وكلية العلوم بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة (UIT)، والتي استهدفت مكونات المجتمع المدني المحلي بالمهدية – القنيطرة (المغرب). وكان الهدف الرئيسي من هذه الخرجة الميدانية الوقوف بأرض الواقع على بعض مظاهر التدهور الذي يعرفه الساحل المغربي وساحل مهدية بالخصوص، وإجراء لقاءات مع مهنيي الصيد في الميدان من أجل تعزيز النقاش بشأن واقع الحال من جهة، و فتح نقاش آخر حول التدبير المندمج والمستدام للساحل من جهة أخرى، وذلك لضمان الاستخدام المستدام وحماية الساحل والمجالات البحرية، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (17) في أفق 2030.

بعد استقبال المشاركات والمشاركين، الذين كان يتعدى عددهم(هن) الخمسة والعشرون (25)، في بوابة ميناء مهدية، قرب سوق السمك، أعطى السيد رئيس الجمعية (AMP-Maroc)، الدكتور محمد بنيخلف، انطلاقة أشغال الخرجة التكوينية والتحسيسية موجها بالمناسبة كلمة ترحيبية باسم عضوات وأعضاء الجمعية والموجهة للشركاء والضيوف والمشاركين والتذكير بأهمية المحافظة وحماية الساحل البحري.

المحطة الأولى: لقاء محترفي الصيد بالقصبة (La pêche à la canne) بالمهدية
على إثر زيارة قصيرة لميناء الصيد البحري بالمهدية، وذلك بحضور ومشاركة عدد من نشطاء حماية البيئة والمجالات البحرية، تم الاستماع إلى بعض محترفي الصيد بالقصبة (La pêche à la canne)، حيث تم التواصل معهم لتقصي بعض الحقائق حول هذا النوع من الصيد الذي يتراوح بين الهواة والمحترفين حيث يتخذه البعض مهنة يستفيد منها، اذ تبين من خلال النقاش تراجع حجم الثروة السمكية بفعل عدة عوامل منها : قذف الملوثات الحضرية والصناعية في النهر، وتخريب موائل السمك وغياب التحسيس بأهمية المحافظة على هذه الثروة الثمينة.

المحطة الثانية: لقاء مباشر مع مهنييي الصيد وبيع السمك بالمهدية
بعد ذلك، كان لقاء مباشر مع مهنييي الصيد وبيع السمك والذين تفضلوا بمداخلات جد قيمة حيث كانت كالتالي:
• مداخلة السيد عاطف مهيدي، رئيس جمعية تجار السمك بالمهدية، في موضوع ” الموضوع: الثروة السمكية وتحديات الصيد البحري التقليدي بالمهدية” حيث تناولت الشق الخاص بالسمك، كما وكيفا بين الأمس واليوم والذي كان جازما أن تدهور الثروة السمكية وتراجعها أصبح يطرح اشكالية معقدة تستوجب التدخل السريع لكل الأطراف ذات الصلة من مهنيين ومؤسسات رسمية ومجتمع مدني.
• مداخلة السيد بن عيسى هندة، رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد الساحلي بالمهدية، في موضوع ” واقع وتحديات الصيد البحري التقليدي بالمهدية” حيث ركز بالخصوص على مراكب الصيد التقليدي، والتي تطورت من خلال التجهيزات الالكترونية التي أصبحت تتوفر عليها والمحركات التي بدأت تسمح لهم بدخول مناطق كانت بالأمس غير ممكنة ناهيك عن الحمولة السمكية التي مسموح لها بها، كل هذا وذاك أثر سلبا على الثروة السمكية خاصة في أماكن توالدها.
• مداخلة السيد بوغابة تويس، نائب رئيس جماعة المهدية، ويمتهن الصيد منذ الصغر، في موضوع: “مشاريع تطوير الصيد البحري التقليدي بالمهدية” حيث أعطى في البداية نبذة حول الصيد بمختلف أنواعه في ميناء مهدية والتطور الذي عرفه المجال والذي تدبدب لمدة طويلة بين القطاع المهيكل والقطاع غير المهيكل، كما أشار الى حساسية مجال الصيد البحري في المغرب نظرا لارتباطه بشريحة اجتماعية واسعة تقتات منه.
وهكذا وبعد نقاش طويل بين مهنيي الصيد ومكونات المجتمع المدني خلص الجميع أن قطاع الصيد البحري التقليدي وظروف عمل البحارة يعرف إكراهات وتحديات كبيرة ومعقدة، وأن هناك مجموعة من العوامل المسببة لتراجع التنوع البيولوجي (بعض الأسماك) في مصب نهر سبو وفي المياه الاقليمية للمحيط الأطلسي وجب الوقوف عليها والحد منها في اطار تدبير مندمج ومستدام للساحل.

المحطة الثالثة: جولة في المصب بين نهر سبو والمحيط الأطلسي والعبور الى الضفة اليمنى حيث شاطئ الشليحات
بعد ذلك، توجه المشاركون بمعية أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحماية المجالات البحرية والتنمية المستدامة، إلى ميناء الصيد بالمهدية، لركوب القارب وعبور نهر سبو إلى الضفة اليمنى حيث شاطئ الشليحات.
لقد كانت مناسبة لكل المشاركين للقيام بجولة عبر القارب والوقوف على مختلف سفن الصيد الراسية في مرفأ المهدية، وكذا الحركة الملاحية للسفن والقوارب التقليدية.

المحطة الرابعة: شاطئ الشليحات
بمجرد وصول المشاركات والمشاركين الى الضفة الأخرى بشاطئ الشليحات تم اللقاء مع عدد من الصيادين الشباب المختصون في جمع الميخة (la palourde)، والتي تتطلب عتادا وأدوات خاصة صالحة لكشط الواجهة الرسوبية(un râteau) .. وقد شاهد الجميع عملية جمع بعض الأنواع من الصدفيات التي تعيش في الوحل بمصب نهر سبو، من طرف هؤلاء الشباب، وتم الاستماع إلى شروحات مقدمة في هذا الصدد، من قبيل تحديد نوع الصدفيات التي يتم البحث عنها (Palourde)، والتي يطلق عليها “لوز البحر” أو “الميخة” وهي صدفيات تعيش مدفونة في الوحل وتتغذى على الجزيئات العالقة في رواسب مياه مصب النهر، وأهم التحديات التي تعيق عملية البحث وجمع هذا النوع من الصدفيات يتجلى في غياب العتاد الخاص بعملية الجمع وبالتالي يبقى البديل هو الاشتغال بالأيدي مباشرة.

بعد ذلك، واصل المشاركون في هذا النشاط، السير إلى غاية الوقوف على مظاهر التلوث بواسطة النفايات الصلبة، كنتيجة للتدخل المباشر للإنسان في البيئة البحرية، وفي هذا الصدد، قدم الدكتور محمد بنيخلف، رئيس الجمعية، عرضاً تأطيرياً بعنوان “تعزيز مشاركة المجتمع المدني المغربي في تحليل وتعديل وتنفيذ القوانين والسياسات العمومية المتعلقة بالتدبير المستدام للساحل”.

كما أطر الدكتور محمد لغبيسي، عضو المكتب التنفيذي للجمعية، ورشة عمل عبارة عن تمرين تطبيقي حول كيفية تنمية مهارات استخدام تطبيقات الجغرافيا الرقمية في رصد التغيرات المورفولوجية للكثبان الرملية على طول الساحل، وأهمية تعدد استخدامات الخرائط في ظل العصر الرقمي وتوجيهه نحو حماية المجالات البحرية.

كما تم الاستماع إلى شهادة أحد سكان دوار الشليحات، السيد سمير الحديوي، وهو أحد مهني الصيد البحري التقليدي، حيث تقدم بشهادات حية وأدلى بمجموعة من المعطيات التي تسهم في تأزم الوضع البيئي في منطقة الشليحات والمهدية، والتي هي نتيجة غياب المراقبة والتتبع للحالة البيئية لمصب نهر سبو، وعدم وعي الساكنة بخطورة الوضع البيئي المحلي الناتج عن مظاهر التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية.

من جهته، صرح الدكتور يوسف الكمري، الكاتب العام للجمعية، على أن التلوث البحري يؤثر بشكل مباشر على الكائنات البحرية، ويؤدي إلى فقدان التنوع الحيوي في البحار والمحيطات، والتغيرات المناخية ستؤدي إلى زيادة درجة حرارة مياه المحيطات، والاحترار العالمي سيؤدي إلى نفوق مجموعة من الكائنات الحية وانقراضها. وأكد أيضاً، على ان مشاركة مهني الصيد والساكنة المحلية والمجتمع المدني في الحفاظ على البيئة البحرية أمر في غاية الأهمية، ويتطلب القيام بحملات مدروسة ومخطط لها من أجل التوعية بالمخاطر المحدقة بالبيئة البحرية، وأهمية المحافظة عليها.

في نهاية النشاط، تم توزيع شواهد المشاركة على المشاركات والمشاركين في الخرجة الميدانية المؤطرة، وتم توجيه كلمة شكر لكافة المساهمين في تنظيم هذا الحدث، ألقاها الدكتور محمد بنيخلف، رئيس الجمعية بالنيابة عن باقي أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية، كما شكر الجهة المانحة للمشروع “صندوق المنح الخضراء العالمي” على تمويله لأنشطة المشروع. كما دعا الجميع للقيام بدورهم في المحافظة على البيئة البحرية وحمايتها من التلوث، لتحقيق الرخاء والرفاهية للجميع، وضمان حقوق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية، وفي بيئة آمنة ونظيفة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مركز الإمارات لأبحاث التنقل بجامعة الإمارات يشارك بمشاريع مبتكرة في معرض “درفت إكس”

شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 28 ابريل 2024 يشارك مركز الإمارات لأبحاث التنقل التابع …