شبكة بيئة ابوظبي، بروفيسور بدر الدين عبد الرحيم إبراهيم، كبير مستشاري، برنامج الخليج العربي للتنمية، أجفند، 16 اكتوبر 2023
لكل مجتمع ثقافته وطريقته في الحديث ومصطلحاته المستخدمة . لاحظت وفي أثناء طوافي على قطاع التمويل الأصغر ودراسات له في أغلب البلدان العربية إختلاف كبير في استعمال بعض المصطلحات المتعلقة بالتمويل الأصغر والشمول المالي. هذا الاختلاف لا يغير في الأمر شيئا طالما أن أي مصطلح له تعريف محدد من قبل الجهة التي تصدرها أو الجهه التي تستخدمه، و لكن من المهم معرفة الاختلافات اللغوية ليسهل المقارنة بينها في القراءة والتعريف المقصود بالضبط.
المصطلح هو اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما ينقل عن موضوعه الأول، وإخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر، لمناسبة بينهم. ويعرف المصطلح باللغة الإنجليزية باسم Terminology/Term))، وهو عبارةٌ عن اتفاقٍ لغويٍ بناءً علي صيغةٍ محددة يتم بين مجموعة من الأفراد المتخصصين بعلمٍ معين (منقول). هناك بعض امثلة المصطلحات المتعلقة بالتمويل الأصغر والتي تستخدم بدول شمال أفريقيا العربية مصطلح “الزبناء” كما في موريتانيا و”الحرفاء” (أعتقد أنها من كلمة الحريف أو الحرفي) كما في تونس في مقابل ما يستخدمه السودان مثلا وهو مصطلح “الزبائن” أو “عملاء التمويل الأصغر” . كما أن مسمى “التمويل الأصغر” نفسه يأخذ أبعادا مختلفة في كل دولة حيث يطلق عليه في مصر “التمويل متناهي الصغر” وفي السودان “التمويل الأصغر” وفي تونس يسمى “التمويل الصغير”، مع تشابه التعريف في كل هذه البلدان. وأيضا “مؤسسات التمويل الأصغر” يطلق عليها بتونس “مؤسسات التمويل الصغير”. حتى “التعثر” (ويعني إخفاق العميل في سداد جزء أو كل القرض) لديه تسميات مختلفة حيث يطلق عليه في السودان المسمى العالمي “المحفظة في خطر” وفي تونس يسمي “محفظة المخاطر”، وإن كان المعنى واحد. إجمالي التمويل يطلق عليه بتونس ” الجملية” بدلا عن “الإجمالي”. ومصطلح “القدرة على السداد” لدى العملاء يسمي بتونس “القدرة على الخلاص”. والفقراء يطلق عليهم “ضعفاء الحال” (وأري أنه مصطلح راقي كما هو الحال في مصطلح “الأسر المتعففة” بدلا عن الأسر الفقيرة” ومصطلح “أصحاب الهمم” بدلا عن “المعوقين”.
وفي تونس تسمي “الأزمات” بمصطلح “الجوائح”. و”الشمول المالي” أو “الإشتمال المالي” يسمي”الإدماج المالي”. و”الممارسات المثلى في صناعة التمويل الأصغر” يطلق عليها “الممارسات الفضلى في صناعة التمويل الأصغر”، والتدريب يطلق عليه في تونس وموريتانيا ودول المغرب العربي مصطلح “التكوين”. والتكوين هو عملية بناء أو تشكيل الأشياء أو الأفكار بطريقة معينة ويستخدم هذا المصطلح في العديد من المجالات، و يشير إلى إخراج شيء من العدم إلى الوجود. وفي موريتانيا يطلق على “تكاليف الإهلاك” مصطلح “نفقة والإهلاك والإطفاء”. و ” مخصص القروض” يطلق عليه “نفقة مخصص خسائر القروض” و”مخصص فقدان القروض”.
كما يطلق مسمى “الهيئة التأسيسية” في مقابل مسمى “الجمعية العمومية” أو “الجمعية العامة” والمجلس الإداري” في مقابل “مجلس الإدارة”. ويطلق مسمى “الأتاوات” في محل “الضرائب الحكومية”. وفي السودان ومصر وكثير من البلدان العربية نطلق كلمة الفعالية في الأداء بينما أهل شمال أفريقيا يطلقون كلمة “النجاعة” ويرجع اصل استعمال كلمة النجاعة في اللغة العربية بتحقيق الفائدة، او المصلحة ، او الربح ، او الثروة، او المنفعة ، وذلك لتحقيق الرخاء والرفاه بالاضافة الى الوصول الى اقصى مراحل القدرة الإنتاجية.
هذا قليل من كثير. ومهما يكن من أمر أجد نفسي مغرما بمعرفة هذه الإختلافات في المسميات والتي تشير لاختلاف اللغة التي تستعمل بين منطقة وأخرى. وفي نهاية الأمر فإن كل مستخدم من مصطلحات في الوطن العربي له مرجعيته في اللغة العربية واسعة التعابير والمصطلحات مع اختلاف المسميات .