اختتام ملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية 2023

برعاية دولة رئيس وزراء جمهرية قيرغيزستان
وحضور شرفي لمعالي الدكتور المعتوق وشخصيات رفيعة المستوى

نظمته الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بالشراكة مع جمعية السلام الكويتية

شبكة بيئة ابوظبي، بشكيك، قيرغيستان، 21 أكتوبر 2023
برعاية من دولة السيد جاباروف عقل بيك اوسين بيكوفتش رئيس مجلس الوزراء بجمهورية قيرغيستان ، وبحضور شرفي لمعالي الدكتور عبدالله معتوق المعتوق المستشار الخاص لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة اختتمت فعاليات “ملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية لعام 2023″، والتي أقيمت في العاصمة بشكيك بجمهورية قيرغيزستان، وذلك خلال الفترة مابين 19-21 أكتوبر من عام 2023م ، وبتنظيم مشترك مابين: الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وجمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية الكويتية، وبمشاركة واسعة من شخصيات عربية وقيرغيزية رفيعة المستوى.

وقد افتتحت الفعاليات بكلمة دولة رئيس الوزراء لجمهورية قيرغيستان، والذي رحب فيها بمشاركة الخبراء والمتحدثين من المتخصصين في مجالات العمل الإنساني والمجتمعي من الدول العربية والإسلامية، والتي اعتبرها فرصة لخلق شراكة مع أقرانهم في جمهورية قيرغيزستان، وذلك لتبادل وكسب الخبرات والممارسات والتعرف على أفضل التجارب في مجال المسؤولية المجتمعية والعمل الإنساني. كما رحب استضافة العاصمة بشكيك فعاليات المسؤولية المجتمعية للمرة الثانية وأكد أهمية التواصل بين مؤسسات قيرغيزستان والمؤسسات العربية والإسلامية. وأشاد بكلمته بجهود جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية ومشروعاتها النوعية في قيرغيزستان.

ثم قدم معالي الدكتور عبدالله معتوق المعتوق المستشار الخاص لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة الكلمة الرئيسة في حفل الإفتتاح قال فيها ” يسرني في مستهل كلمتي أن أتوجه بأسمى معاني الشكر والعرفان إلى معالي رئيس مجلس الوزراء جمهورية قرغيزيا على رعايته الفخرية لهذا الملتقى، واستضافة بلاده لهذه النخبة من الخبراء والسفراء والباحثين في مجالات المسؤولية المجتمعية المستدامة، ومبادراتها الخلاقة، وتطبيقاتها الفعالة.

وشكر مستحق لقادة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، لتعاونهم في حشد المتخصصين والمهتمين وقادة المنظمات العربية تحت مظلة واحدة خلال هذه الفعالية الدولية؛ لأجل تبادل الأفكار والتعرف على أفضل الممارسات والتجارب في مجال تطبيقات المسؤولية المجتمعية وتعزيز الشراكات في هذا المجال الحيوي.

وأضاف معاليه كذلك” لقد عبر الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة عن مفهوم المسؤولية المجتمعية، وأعلى من شأن مقاصدها الخيرية النبيلة في كتابه العزيز، إذ يقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)، كما يقول سبحانه وتعالى: (فمن تطوع خيرًا فهو خير له)، ويقول أيضًا: (وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل)، ومن الآيات التي تعزز هذا المفهوم كذلك قوله تعالى: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)، وقوله عز وجل: (من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره). وفي السنة النبوية، يتجلى الحث على المسؤولية المجتمعية والتحلي بروح المبادرة في أجّل معانيها، كقوله صلى الله عليه وسلم: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”، وقوله: “لا ضرر ولا ضرار”، وقوله: “خير الناس أنفعهم للناس”، وقوله: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

ويحفل التراث الإسلامي بصور ومفاهيم عديدة للمسؤولية المجتمعية، فخلق الإنسان واستخلافه في الأرض لإعمارها مسؤولية مجتمعية، والقيم الإنسانية والإسلامية كالتراحم والتكافل والتضامن والتأزر وإشاعة العدل والبر مسؤولية مجتمعية، وكذلك وجوب الزكاة وإنفاقها في مصارفها الشرعية مسؤولية مجتمعية، وأيضًا محاربة الغلاء والغش مسؤولية اجتماعية، ودعم الإنسان للمحافظة على الضرورات الخمس كحفظ الدين، والنفس، والعقل، والمال، والنسل مسؤولية مجتمعية وبدونها لا تستقيم الحياة.

إذن؛ فالمسؤولية المجتمعية جزء من الأخلاقيات الإنسانية التي يجب أن نحافظ عليها، وننشرها، ونمكن لها، ونعزز مسيرتها. والمتتبع لمسيرة الحضارة الإسلامية يدرك أن الأوقاف الإسلامية شكًلت لبنة جوهرية في البناء الاقتصادي للأمة، وأظهرت الدور الكبير الذي يمكن أن يسهم به المجتمع في سد النقص، ومواجهة التحديات التي تعجز عن حلها الحكومات. وقد ظهر دور الوقف جليًا في الجانب التعليمي، وليس أدل على ذلك من المدارس الكبرى التي شيدها المحسنون من أبناء الأمة، وقد تخرج فيها كبار العلماء، الذين رفدوا المعرفة الإنسانية بالنفيس من العلوم، والمحكم من المؤلفات العلمية، أمثال ابن سيناء والخوارزمي وجابر بن حيان وغيرهم من العلماء في شتي ضروب المعرفة. لقد وفرت لهم المدارس الإسلامية البيئة المناسبة للبحث والتميز، ولايزال المسلمون في ربوع العالم يسَخرون أموال الوقف في بناء المساجد والمستشفيات والجامعات والمدارس وغيرها من صنائع المعروف.

وأضاف معالي الدكتور المعتوق كذلك ” في بلادي دولة الكويت عرف أهلها العمل الخيري منذ عام 1613، حين استقرت مجموعة من الأسر في هذه الأرض الطيبة على ضفاف الخليج العربي، وقد شكّل البحر محورًا مهمًا في حياتهم، فكان مصدرًا للرزق والعطاء والخير، ومعه تنامت قيم التراحم والتكافل و”الفزعة” لنجدة الذين انقطعت بهم السبل أثناء إبحارهم. ولهذا عُرف الكويتيون عبر التاريخ بحبهم الجارف للعمل الخيري، وإيمانهم بقيمه الإسلامية ورسالته الإنسانية، من منطلق التزام أهل الكويت بمبادئ الشريعة الإسلامية والعمل بأركان الإسلام، ومنها إيتاء الزكاة، هذا النهج الذي تجلى في أوقات الشدة والعسر، والتاريخ يسطر في هذا السياق نماذج وصورًا رائدة من البذل والعطاء والعمل التطوعي.

فقد فزعوا لتقديم أعمال النجدة والإغاثة للمارين بمجتمعهم من التجار والغواصين، ومن تعطلت سفنهم وانقطعت بهم السبل، كما شيّدوا الجدر والأسوار لتحصين بلدهم ضد أي عدوان محتمل. وبمرور الوقت تطور العمل الخيري وتجذر في نفوس أهل الكويت، وتوارث الآباء عن الأجداد تراثًا هائلًا من الأعمال الإنسانية، كمساعدة الجيران لدى سفر عوائلهم، والتضامن في المحن والملمات، وتفقد الفقراء والمحتاجين. وضرب أهل الكويت المثل والقدوة في تشييد المدارس التعليمية والأعمال الوقفية، فأسسوا المدرسة المباركية، أول مدرسة تطوعية في عام 1912، والمدرسة الأحمدية في 1921، كما برعوا قديمًا في تدشين المشاريع الوقفية والتطوعية. وفي عام 1913 أسست أول جمعية خيرية في الكويت. واستمر هذا العطاء بسخاء في أوقات اليسر والرخاء، بعد أن تفجرت ينابيع الثروة النفطية، وتحولت الجهود الخيرية الفردية إلى أعمال مؤسسية ذائعة الصيت، وعميقة الأثر والتأثير، تجلت في إنشاء المبرات والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية التي وصل عددها اليوم إلى 60 جمعية خيرية وإنسانية عابرة للحدود والسدود بأعمالها الخيرية الواسعة، و150 مبرة خيرية و200 فريق تطوعي، مرخصة جميعها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية. وبدعم وتشجيع من القيادة السياسة وحكومة دولة الكويت، وتنسيق مستمر مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والخارجية والسفارات الكويتية في الخارج، واصلت هذه المؤسسات الخيرية الكويتية مسيرتها مستهدفةً ملايين المحتاجين من دون أي تمييز على أساس العرق والجنس واللون والدين، من خلال منظومة من اللوائح والقوانين والأنظمة المالية والمحاسبية والأجهزة الرقابية التي تحكم عملها وترسم سياستها.

ومن هنا يمكن القول: بأنه إذا كان البعض يؤرخ لظهور فكرة المسؤولية المجتمعية بالثورة الصناعية وغيرها من الأحداث والمناسبات، فإن الإسلام كان الأسبق في إقرار مفاهيم المسؤولية المجتمعية، وإن كان المرء في الإسلام مطالبًا بمسؤولية مجتمعية، فعلى مستوى الشركات والبنوك والمؤسسات تكون المسؤولية أعظم، لأهمية دورها ومدى الحاجة إليها في تحقيق أثر أكبر في المجتمع من خلال برامجها الاقتصادية والبيئة والتوعوية، وتشجيع العمل التطوعي للأفراد. وقد حثت الأدبيات الحديثة على تعزيز اضطلاع الشركات بمسؤوليتها المجتمعية، والاهتمام باستدامة الاقتصادات الوطنية، وتشجيع الأعمال التطوعية للأفراد، ودعم وتحفيز القطاع غير الربحي للنمو والتوسع، والتركيز على تعظيم الأثر للأعمال في تلك المنظمات، وبناء الشراكات والحوكمة، والأنظمة واللوائح، والتخطيط، والتحفيز والتشجيع، والتوعية وتطوير القدرات، والرصد والقياس.

وفي هذا الإطار لابد من التأكيد على أهمية الاستجابة الإلزامية أو التطوعية للأنظمة والتشريعات القانونية الملزمة للنشاط المجتمعي، وكذلك المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية الخيرية نحو المجتمع، والتطوع لخدمة أصحاب الحاجة. وللمناهج التعليمية ووسائل الاعلام وأصحاب القدوة والدعاة دور كبير في غرس ثقافة المسؤولية المجتمعية لدى الفرد لتصبح ثقافة مجتمعية، تعزز الدور الأخلاقي لهذا المفهوم، وتساعد على تحقيق الرؤى الوطنية وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وإذا كانت المسؤولية المجتمعية للأفراد والمؤسسات والدول تشكل حاجة أساسية في كل الأوقات، فإنها أكثر إلحاحًا وطلبًا في الظروف الصعبة، كونها تشكل ركناً أساسياً في حياة المجتمعات، وبدونها تصبح الحياة فوضى وتشيعُ شريعة الغاب، حيثُ يأكل القويُّ الضعيفَ، وينعدم التعاون، وتغلب الأنانية والفردية، وقد برهنت فترة جائحة “كورونا” على دور المسؤولية المجتمعية في تخفيف معاناة ضحايا الوباء، بل واختصرت الجائحة سنوات طويلة لتعريف الناس بالمسؤولية المجتمعية وأهميتها في أوقات الأزمات.

واختتم معالي الدكتور عبدالله المعتوق كلمته الرئيسة قائلا ” يمكن أن نشير في هذا الصدد إلى مجموعة من التوصيات التي تسهم في تمكين المسؤولية المجتمعية في عالمنا العربي والإسلامي على النحو الآتي:
1- تعزيز مفاهيم وممارسات المسؤولية المجتمعية في العالم العربي يتطلب إقرار تشريعات لترسخ ثقافة المسؤولية المجتمعية.
2- إعادة تشكيل الوعي الذاتي باتجاه بناء مجتمعٍ متماسكٍ قادر على مواجهة التحديات عبر تعزيز مفاهيم المسؤولية المجتمعية إعلاميًا وتعليميًا وعبر منابر المساجد والندوات الدينية.
3- تطوير التعاون بين أصحاب العلاقة المهتمين بالمسؤولية المجتمعية في المنطقة العربية والعمل على بناء قدرات المنظمات غير الحكومية.
4- تبني مشاريع ومبادرات المسؤولية المجتمعية لتعزيز استدامة المشروعات البيئية، والاقتصادية والاجتماعية والعمل على تجويد أداء الشركات في المجال التنموي المستدام.
5- وضع استراتيجيات طويلة الأمد لمشروعات المسؤولية المجتمعية في مجالات التعليم والصحة والمجتمع وغيرها.
6- تضمين المسؤولية الاجتماعية في استراتيجيات الشركات والبنوك وفق أسس منهجية منظمة ومستدامة.
7- تشجيع القطاع الخاص على طرح مبادرات المسؤولية المجتمعية في مختلف المجالات بما يتماشى مع خطط التنمية الحكومية وأهداف التنمية المستدامة.
8- تعظيم التآزر بين المنظمات غير الحكومية والشركات والمؤسسات والوزارات ومنظمات المجتمع المدني ذات النطاقات والأهداف المشتركة.

ثم قدم سعادة الدكتور نبيل بن حمد العون رئيس مجلس إدارة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية الكويتية- الرئيس الشرفي للمؤتمر كلمة قال فيها ” يشرفنا أن نكون معكم في هذه الفعالية الدولية، والتي تقام في مدينة بشكيك برعاية فخرية من دولة رئيس الوزراء القيرغيزي، وبالشراكة مابين الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وجمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، وبحضور رفيع المستوى من الدول العربية ومن جمهورية قيرغيستان. كما قال سعادته أيضا ” أتشرف اليوم أن أقف أمامكم ممثلا عن جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية – الشريك المنظم (لفعاليات ملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية لعام )2023، ورئيساً شرفياً لهذه الفعالية، حيث تشرفنا كذلك من قبل بالشراكة في تنظيم النسخة الثانية من فعالية (الكونجرس الدولي للمسؤولية المجتمعية في عام 2021م) في هذه المدينة الجميلة.

ونحرص من خلال الشراكة ودعم هذه الملتقيات العلمية، إلى المساهمة في تعزيز الممارسات المسؤولة في مؤسساتنا سواء الحكومية منها أو غير الحكومية في منطقتنا العربية وفي خارجها. وتأتي شراكتنا في هذا الحدث العلمي إلى إيمان القائمين على جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية بأهمية دعم الجهود العلمية التي تساهم في تطوير البناء المؤسسي لمؤسساتنا العربية والدولية على وجهه العموم وقطاعنا الخيري على وجه الخصوص. إن اختيار موضوع أوراق وورش العمل لهذا العام وبالشراكة الواسعة مع هيئات دولية معتبرة، والمتمثل في الدعوة إلى (تمكين تطبيقات المسؤولية المجتمعية في الدول العربية عبر خبرات مهنية عربية محترفة) وعبر مرجعيات معيارية مهنية عالمية، تراعي الخصوصية الثقافية العربية والوطنية والعالمية، لهو بحق قد وافقه التوفيق. فالموضوع في غاية الأهمية، وهو مطلب من كل القطاعات والمؤسسات.

واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أقف عند بعض البنود التي حاولنا أن نجعلها مرجعية لممارسة أعمال وأنشطة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، وقد تكون مناسبة لتضمينها في أي جهد ذو مرجعية معيارية، موجه لتجويد أداء الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية عبر ممارسات مسؤولة، والتي منها: غرس قيم العمل الخيري ونشر ثقافة العمل الإنساني وتوعية الجمهور بأهميتهما، والعمل على استقطاب أكبر كمّ من المتطوعين والمناصرين خصوصا النجوم وأصحاب القدرات، وإشراكهم فعلياً لا بروتوكولياً وشكلياً في خدمة المجتمع، والإبداع في العمل الإنساني سواء في تصميم وتنفيذ البرامج أو المشاريع أو جهود حشد المناصرة والتأييد والتوعية أو أساليب التسويق، أو إطلاق المبادرات، أو تصميم وتصنيع المنتجات المتصلة بهذا المجال، أو التركيز على التنمية واستدامة العمل، وبناء الفرق المتخصصة، وكيفية صناعة التغيير وقياس أثره على الأفراد والمجتمعات.إن تقييم الأداء مهمّ جداً لاعتبارات كثيرة أهمها: التأكد من مهنية العمل وحرفية القائمين عليه بعيداً عن العشوائية والارتجال، ولمعرفة الجهات المتميّزة بحقّ، حيث سيكون ذلك مفيدا للمتبرعين والجهات المانحة والشركاء المتوقعين والرعاة من أجل مواصلة دعمهم وزيادة حجمه، وبالتالي زيادة موارد هذه الجهات لتكون قادرة على تنفيذ برامج أكبر والوصول إلى شرائح أوسع، كما يسهم في الحصول على التقدير والاحترام الذي تستحقه من جوائز وتكريمات وأوسمة، والتمييز بين المتميزين بصدق وبين الأدعياء الذين يهتمون بالقشور والمظاهر الخارجية. وهذا الأمر ربما يتسق مع مايسعى له المنظمون لفعاليات ” ملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية لعام 2023″ من السعي للوصول إلى منهج يساعد في تمكين مؤسساتنا عبر أدوات وممارسات مسؤولة وذات أثر مستدام، وتهدف إلى تطوير الكفاءة الإنتاجية لمؤسساتنا العربية وتعظم عوائد التزامها تجاه المجتمعات التي تعمل فيها.

كما أضاف السفير الدولي للدبلوماسية الإنسانية سعادة الدكتور نبيل العون كذلك ” إن الإبداع في العمل الإنساني على مستوى البرامج والمشاريع والنماذج والمبادرات والمنتجات والخدمات والأساليب وطرائق العمل، يمنح المؤسسة الخيرية والإنسانية ذات المقدرة في هذا المجال سمعة طيبة أيضا ويضعها في موضع القدوة والتأسي، حيث تقوم المؤسسات الأخرى بتقليدها، كما يعطيها ميزة تدريب كوادر المؤسسات الحديثة والناشئة، لذا أود أن أركز على أهمية الإهتمام بهذا الجانب النوعي والأمور الأخرى التي تصنع فرقا في تقييم الأداء التي تم التنويه بها قبل قليل. إن تبني معايير ومقاييس مهنية لتقييم أداء المؤسسات سواء الحكومية أو غير الحكومية، سيدعم استدامة أعمالها وتحقيقها الأثر المنشود، وكذلك سيتم توظيف مجالات متفردة أخرى كالابتكار الاجتماعي والاستثمار الاجتماعي وقياس العائد من أعمال وأنشطة هذه المؤسسات وبالتالي تحقق هذه المؤسسات طفرة كبيرة في عوائد جهودها على المجتمعات التي تعمل فيها.

وختاماً، نبارك للمنظمين حسن اختيارهم لموضوع هذه الفعالية العلمية. كما نشكر الراعي الفخري دولة رئيس الوزراء وضيوف الشرف الفخريين وكذلك المنظمين والمشاركين من جمهورية قيرغستان ومن الدول العربية لاستجابتهم للمشاركة في هذا الحدث العلمي الهام، متمنيا لكم جميعا كل التوفيق. ومتطلعا أن تحقق هذه الفعالية أهدافها المرجوة منها في تجويد أعمالنا ومخرجاتها وتحقيقها الأثر المنشود.

ثم قدم سعادة البروفيسور يوسف عبدالغفار رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية- المشرف العام على الفعالية- كلمة ممثلا للجهات المنظمة قال فيها” نرحب بكم جميعا في هذا المحفل العلمي ، والذي يتم تنظيمه برعاية فخرية من دولة رئيس الوزراء القيرغيزي، وبالشراكة مابين الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وجمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية الكويتية.لقد حرصنا في هذه الفعالية أن تكون مظلة يجتمع فيها الخبراء والمتخصصون في مجالات المسؤولية المجتمعية من المنطقة العربية ومن خارجها ، وأن يعملوا معا على تطوير هذه الممارسات في العالم العربي والعالم ، عبر تبنيهم استراتيجيات علمية ومهنية معتبرة.

كما قال سعادة البروفيسور يوسف عبد الغفار كذلك ” يعود أصل مفهوم “المسؤولية المجتمعية” إلى ديننا الحنيف منذ أربعة عشر قرناً، فالإسلام هو دين الحياة وأساسها وقد جاء بنصوص متعددة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث على التكافل الاجتماعي والإنفاق وبذل الخير بكافة سبله والعمل بما ينفع الناس. كما أنها ليست وليدة اليوم بل هي ثقافة أصيلة في الإسلام، وقد حث عليها نبينا محمد (ص) بقوله:( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته). وعليه فإن مفهوم المسؤولية المجتمعية يمكن تعريفه على أنه نظرية أخلاقية، بأي كيان سواء كان حكومياً أو خاصاً أو مجتمعياً، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل.. كما تُعرف على أنها الالتزام بالمساهمة في التنمية المستدامة. وتعود أهمية المسؤولية المجتمعية وضرورة تطبيقها في المجتمعات إلى تحقيق استقرار المجتمعات وتنميتها، وتوفير نوع من العدالة وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص، وتحسين جودة الخدمات الموجودة، والشعور بالعدالة الاجتماعية وازدياد الوعي بأهمية الاندماج بين مختلف المؤسسات والفئات داخل المجتمع الواحد لتحقيق المصالح ذاتها، مع زيادة الوعي والثقافة لدى الأفراد للوصول للتنمية. ومن إيجابيات المسؤولية المجتمعية الحفاظ على البيئة والإنسان، وتوضيح التوازن بين التكوين البيولوجي للإنسان والتكوين الاجتماعي، وتحقيق مبدأ المساواة. هذه الممارسات وغيرها، تواجه تحديات عديدة في الكثير من المجتمعات، والتي من أبرزها ضعف التشريعات والقوانين المحفزة لالتزام القطاعات المتعددة، وكذلك ضعف الوعي بالمسؤولية المجتمعية ومجالات عملها، إضافة إلى الخلط بينها وبينها الأعمال الخيرية المحدودة الأثر.

كل ذلك يحتاج إلى أمثالكم من يتصدى لهذه التحديات ويواجهها عبر مسارات مهنية صحيحة، نعمل فيها معا، يدا بيد من أجل تنمية مجتمعاتنا، مستندين في ذلك على مرجعيات مهنية وممارسات عالمية متقدمة، وواضعين أمام عيوننا الإرث الأصيل لديننا الإسلامي، والذي يحمل في طياته منهج شامل لمفهوم الالتزام الأخلاقي والقيمي تجاه المجتمع. وفي الختام أتقدم لدولة رئيس الوزراء بالشكر الجزيل على رعايته الفخرية لهذه الفعاليات. وللأشقاء في جمهورية قيرغيزيا كل الشكر والتقدير على استضافتنا في هذا هذا المحفل العلي الكبير. والشكر موصول إلى معالي الدكتور عبدالله المعتوق المستشار الخاص لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك الشكر موصول إلى جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية على شراكتها لهذه الفعالية ودعمها لها وعلى رأسها سعادة الدكتور نبيل العون السفير الدولي للدبلوماسية الانسانية. والشكر كذلك لضيوف الشرف والخبراء والمتحدثون والمشاركون. ولكم جميعا كل التوفيق والسداد، متمنيا أن تحقق هذه الفعاليات المرجوا منها من معرفة واستدامة أثر، وأن تحقق لكم عظيم الفائدة.

ثم قدم السيد طويغونباي عبديقاروف، مدير اللجنة الحكومية في الشؤون الدينية بالجمهورية القيرغيزية كلمة رحب فيها بالمشاركين من الدول العربية والإسلامية في هذه الفعالية الدولية والتي تقام على أرض جمهورية قيرغيستان، مؤكدا أن التفاعل الإنساني بين الشعوب ودول العالم ومؤسساتها لهو في غاية الأهمية، والتي يثمر عنها تشاركية فاعلة ومؤثرة.

رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية يعلن عن مبادرة ” تأسيس جامعة غير ربحية”:
كما قدم سعادة البروفيسور يوسف عبد الغفار رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية خلال كلمته الرئيسة في حفل الإفتتاح مقترحا لتأسيس ” جامعة غير هادفة للربح” ليكون مقرها العاصمة القيرغيزية، لتساهم في تمكين المجتمع القيرغيزي والمجتمعات المجاورة له، وكذلك الطلاب من الدول العربية والإسلامية من أدوات عصرية وأكاديمية متقدمة. وقد وجد هذا المقترح الترحيب من كل من معالي الدكتور عبد الله المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وسعادة الدكتور نبيل العون رئيس مجلس إدارة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، ووعدا بالعمل على تحويله بالشراكة مع الجهات الرسمية في جمهورية قيرغيوستان إلى واقع يستفيد منه الطلبة في هذه المجتمعات.

تكريم شخصيات بجوائز الشرف للانجاز المتميز في مجال المسؤولية المجتمعية:
ثم بدأت مراسم تكريم شخصيات دولية وعربية بجوائز الشرف للانجاز المتميز في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023م والمقدمة من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وهم على النحو الآتي:

أولاً: الفئة الشرفية والتي تم تكريمها هي:-
• دولة السيد جاباروف عقل بيك اوسين بيكوفتش رئيس مجلس الوزراء – جمهورية قيرغيستان.
• معالي الدكتور عبدالله معتوق المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية- دولة الكويت.

ثانياً: الفئة المتميزة والتي تم تكريمها هي :-
• سعادة الدكتور نبيل بن حمد العون السفير الدولي للدبلوماسية الإنسانية- دولة الكويت.
• سمو الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية- المملكة العربية السعودية.
• معالي المستشار علي بن فهد الراشد رئيس مجلس الأمة والوزير السابق- دولة الكويت.
• سعادة البروفيسور يوسف عبدالغفار رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية- مملكة البحرين.
• المكرم حاتم حمد الطائي السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية- سلطنة عمان.
• سعادة الشيخ أحمد بن عبدالله الصبان العضو الفخري للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية- المملكة العربية السعودية.
• سعادة الدكتور صلاح بن علي عبدالرحمن السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية- مملكة البحرين.
• سعادة البروفيسور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس- دولة فلسطين.
• سعادة الوجيه أحمد بن محمد البنا السفير الأممي للشراكة المجتمعية – مملكة البحرين.
• سعادة البروفيسور علي عبدالله آل إبراهيم نائب رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية- دولة قطر.

خمس قمم رئيسة في مجال المسؤولية المجتمعية:
ثم انطلقت الفعاليات العلمية ” لملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية لعام 2023م “، والتي شارك في جلسات أعمالها خبراء ومتحدثون من الدول العربية والإسلامية. حيث أقيمت خمس قمم رئيسة هي :-
1- القمة الدولية لخبراء المسؤولية المجتمعية بالدول العربية- بتنظيم من ” منصة خبراء المسؤولية المجتمعية بالدول العربية التابعة للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية” .
2- قمة النخبة الدولية للمسؤولية المجتمعية- بتنظيم من “نادي النخبة للمسؤولية المجتمعية التابع للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية”.
3- قمة شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية – بتنظيم من” شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية التابعة للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية”.
4- قمة النساء العربيات المهنيات في مجال المسؤولية المجتمعية(جدارة)- بتنظيم من” منصة النساء العربيات المهنيات في مجال المسؤولية المجتمعية التابعة لمركز المرأة العربية للمسؤولية المجتمعية بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية”.
5- قمة رابطة حملة الرخصة الدولية للمسؤولية المجتمعية- بتنظيم من “الأكاديمية الدولية للمسؤولية المجتمعية التابعة للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية”.

وقد قدمت خلال هذه الملتقيات (30 ورقة عمل علمية) من خبراء ومتحدثين من الدول العربية ومن جمهورية قيرغيستان. كما تم تكريم شخصيات عربية ودولية ” بجوائز المحترف في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023م” والمقدمة من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية. واختتمت الفعاليات العلمية بتوصيات للمساهمة في تمكين تطبيقات المسؤولية المجتمعية وممارساتها وفق مرجعيات مهنية معيارية عالمية.

المشاركون في فعاليات ” ملتقيات قمم الدولية “يشاركون في تدشين مشروعات إنسانية:
شارك ضيوف فعاليات ” ملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية لعام 2023م ” في افتتاح العديد من المشروعات الخيرية، والتي تم تمويلها والإشراف على تنفيذها من قبل جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية.حيث تم افتتاح هذه المشروعات الإنسانية برعاية فخرية من معالي الدكتور عبدالله معتوق المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكذلك أصحاب السعادة رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية ، إضافة إلى المشاركين في فعاليات ” ملتقيات قمم الدولية للمسؤولية المجتمعية لعام 2023م ” من الدول العربية والإسلامية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

1.8 مليار درهم انفاق مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023

محمد بن راشد يترأس مجلس الأمناء ويعلن النتائج السنوية لأعمال مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد …