«COP28».. معالجة أزمة الغذاء بوسائل مبتكرة للإنتاج الزراعي

أهمية ايجاد حلول فعالة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية

خبراء لـ “الاتحاد”:
– التغيرات المناخية تهديد مباشر للأمن الغذائي العالمي
– الاحتياجات الغذائية تزداد بنسبة 60 % بحلول عام 2050

يعمل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» على دفع جهود الدول لتحقيق استدامة النظم الغذائية، وتأسيس نظام غذائي عالمي مستدام.
ودعت الإمارات، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 في سبتمبر الماضي، إلى العمل الجماعي واستغلال المؤتمر للتركيز على النظم الغذائية المستدامة.

وأوضح مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، والعضو المصري في الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، الدكتور سمير طنطاوي، أن التغيرات المناخية تشكل تهديداً صريحاً ومباشراً للأمن الغذائي العالمي، وتؤثر سلباً على الإنتاجية الزراعية، وبحسب بعض الدراسات تؤدي إلى تقليل إنتاجية غالبية المحاصيل الزراعية بنسب مئوية تتراوح بين 10% و40%، وهو ما يخلق أزمة غذائية، على المستوى العالمي.

وقال طنطاوي في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه لا مفر أمام العالم من التحول إلى نظم غذائية أكثر استدامة تلبي احتياجات مليارات البشر من الغذاء، خاصة أن التقديرات العالمية تشير إلى زيادة الاحتياجات الغذائية بنسبة 60% بحلول العام 2050.

واعتبر أن «COP28» فرصة مهمة للعمل على تحقيق استدامة النظم الغذائية، ودفع الدول للتحول إلى نظم غذائية مستدامة عبر العديد من المبادرات والآليات المبتكرة التي يتبناها المؤتمر، للحد من تداعيات التغيرات المناخية التي تُزيد من صعوبة تلبية الاحتياجات الغذائية.

وسبق أن أكدت وزيرة التغير المناخي والبيئة ومسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر المناخ، مريم بنت محمد المهيري، أن «COP28» يركز على إطلاق حقبة جديدة من التمويل الغذائي الشامل.
وتقود دولة الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ» التي تهدف إلى ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي، وتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية واستدامتها، وتعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي الذي يوفر الغذاء لسكان الكوكب.

وتضم المبادرة أكثر من 500 شريك دولي من المنظمات الحكومية وغير الحكومية حول العالم، وباستثمارات تصل إلى 13 مليار دولار لدعم مشروعات الزراعة الذكية مناخياً.

كما انضمت الإمارات خلال مايو الماضي إلى مبادرة «التطور الزراعي» التي تقودها المملكة المتحدة، وتهدف إلى جعل الزراعة المستدامة المقاومة للتغير المناخي الخيار الأكثر جاذبية واعتماداً لدى المزارعين في جميع أنحاء العالم بحلول العام 2030.

وبدوره، أوضح مستشار مرفق البيئة العالمي GEF، الدكتور مجدي علام، أن غالبية دول العالم أصبحت تعاني من تداعيات التغير المناخي الذي صاحبه موجات شديدة القسوة من الجفاف والتصحر، لا سيما في الدول الإفريقية، وهو ما أثر بشكل كبير على قطاعي الزراعة والأغذية، الأمر الذي جعل النظام الغذائي العالمي يواجه تحديات جسيمة.

وقال علام في تصريح لـ«الاتحاد» إن العالم في أمس الحاجة إلى تأسيس نظام غذائي مستدام يساعد الدول الفقيرة والنامية على مواجهة شبح انعدام الأمن الغذائي، مشيداً بالجهود الحثيثة التي تبذلها رئاسة مؤتمر المناخ «COP28» لمعالجة أزمة الغذاء عبر إطلاق مبادرات مبتكرة تعمل على تأسيس منظومة دولية مستدامة لإنتاج الغذاء.

وتهدف الإمارات من إطلاق أول إعلان بشأن النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي إلى زيادة تحفيز العمل الجماعي لتحويل النظم الغذائية إلى مستدامة، وتحث رئاسة مؤتمر المناخ جميع بلدان العالم للتوقيع على «إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي»، وبموجب التوقيع تلتزم البلدان بتحول النظم الغذائية، وتتعهد بالسعي لإيجاد حلول مبتكرة وطموحة للقضايا المتعلقة بالأغذية. ودعا مستشار مرفق البيئة العالمي GEF منظمات المجتمع الدولي إلى العمل مع الإمارات من أجل وضع حلول جذرية لأزمات الغذاء، معتبراً مؤتمر المناخ مناسبة عالمية مهمة لتسليط الضوء على هذه الأزمات وإيجاد حلول لها تراعي ما يفرضه التغير المناخي من تحديات.

ومن المقرر أن تستضيف الإمارات بالتعاون مع البرازيل الحوار الوزاري الأول حول بناء نظم غذائية مرنة مائياً خلال مؤتمر المناخ «COP28» بمشاركة الوزراء، وشركات القطاع الخاص، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، وذلك لتقييم مرونة إدارة المياه والغذاء.

المصدر، شبكة ابوظبي للاعلام أحمد مراد (القاهرة) 21 أكتوبر 2023 01:17

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مؤتمر «أنظمة الرقابة» يوصي بمكافحة الغش الغذائي في التجارة الإلكترونية

ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المكافحة – مريم حارب السويدي: التحديات لا تنتهي باختتام …