الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ

تغير المناخ يفاقم التحديات التي تواجه جهود استعادة أعداد الحبارى في شمال إفريقيا

نجاح مبادرات أبوظبي في حماية التنوع الجيني ووقف التدهور واستعادة المجموعات البرية من خلال التعزيزات المنتظمة باستخدام الحبارى المرباة في الأسر

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 15 ديسمبر 2023

شارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في فعاليات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة المعنية بالتغير المناخي والذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في مقر إكسبو في دبي في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، في إطار جهودها لقيادة ودفع المساعي العالمية باتجاه استجابة شاملة وحاسمة لإعادة العالم إلى المسار الصحيح للعمل المناخي.

وضمن المشاركات العلمية للصندوق في اليوم الثاني للمؤتمر، أوضح الدكتور إيف هينجرات مدير الأبحاث بالشركة الدولية لاستشارات الحياة البرية (رينيكو) أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى لاستعادة أعداد الحبارى في شمال إفريقيا وذلك في ضوء نتائج الدراسة العلمية لبرنامج الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الذي يهدف إلى استعادة المجموعات الطبيعية لحبارى شمال إفريقيا في المغرب وعلى امتداد نطاق انتشاره الإقليمي الممتد في دول الشمال الإفريقي وصولاً إلى الأجزاء الغربية من جمهورية مصر العربية وأجزاء من موريتانيا.

وأشار الدكتور إيف هينجرات إلى أن مجموعات الحبارى في المغرب كانت قبل بضعة عقود على شفا الانقراض بسبب الصيد غير المنظم. وقال إن مبادرات أبوظبي بتنفيذ برنامج التربية في الأسر للمحافظة على الحبارى في مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية والذي تم إنشاؤه في عام 1995، مع حماية الحياة البرية والصقارة المنظمة قد نجحت في حماية التنوع الجيني للأنواع الموجودة في الأسر، مع وقف التدهور واستعادة المجموعات البرية من خلال التعزيزات المنتظمة باستخدام الحبارى المرباة في الأسر، مما يسمح بالحفاظ على التراث المستدام للصقارة التقليدية.

وأستدرك قائلاُ، إنه ومع ذلك، لا يتحقق نجاح استعادة الأنواع إلا عندما تكون المجموعات البرية المستعادة قابلة للاستمرار الذاتي في الحياة والنمو على المدى الطويل دون تدخل بشري مستمر بإطلاق الطيور المرباة في الأسر. وقد أظهرت الأبحاث التي أجراها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى أن هذا الهدف لم يتم الوصول إليه بعد، مع وجود أدلة متراكمة على انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة حالياً وانخفاض الإنتاجية بشكل لا يسمح بنمو إيجابي للمجموعات، حتى عند الاستفادة من الحماية الكاملة.

وقد أكدت الدراسات الحديثة أهمية درجات الحرارة وهطول الأمطار في التحكم في بقاء الحبارى وحركتها وتكاثرها في البرية. وقد أظهرت هاتان المعلمتان المناخيتان الرئيسيتان تغيرات جذرية في العقدين الماضيين، مما أدى إلى تقليل توافر الغذاء للطيور والحد من قدرة الموائل على التحمل.

ويواجه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى اليوم تحديات إضافية مرتبطة بتغير المناخ، أي مدى ملاءمة الموائل وتوافرها. ومن أجل تحقيق أهداف الحفظ الخاصة به، يلتزم الصندوق بمواصلة أبحاثه حول المجموعات البرية وتكييف استراتيجيته لمواجهة التغيرات البيئية القادمة. وإلى جانب التأثير المباشر للمناخ على موائل الطيور، يلعب الاستخدام البشري للأراضي وضغوط الصيد أيضاً أدواراً مهمة. ومن الضروري بعد ذلك توسيع نطاق استعادة وحفظ المجموعات البرية ليشمل النطاق الكامل للأنواع واستهداف الموائل المناسبة المتبقية لعمليات نقل الطيور من أجل المحافظة على النوع مع تنفيذ تدابير الحماية الفعالة. وبالتوازي مع ذلك، فإن الاكتفاء بالصيد المنظم لطيور الحبارى المتكاثرة في الأسر، سوف يخفف الضغط على الطيور البرية، مما يعزز بقاءها وإنتاجيتها السنوية.

وفي تعليقه على نتائج هذه الدراسة، تطرق عبد الله غرير القبيسي المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إلى تفاصيل المواصفات العلمية الدقيقة للإكثار في الأسر والمحافظة على الأصول الجينية للمجموعات الوراثية المختلفة واتباع المعايير الدولية المعتمدة في النقل لتقليل مخاطره على رفاهية الطيور والحد من الإجهاد والتأكد من الطاقة الاستيعابية للموائل التي تحتضن الطيور التي يتم توطينها في البرية، مع الحد من التهديدات التي تواجهها بعد الإطلاق مثل الافتراس أو الصيد غير المنظم.

وأوضح القبيسي أن هذه المعايير المعتمدة لدى الصندوق تغطي مختلف الاعتبارات المتصلة بالإمساك بالطيور وتهيئتها والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض ورفع لياقتها البدنية وإكسابها السلوك التوحشي اللازم للبقاء في البرية، بالإضافة إلى نقلها جواً وبراً بطرق تكفل سلامتها ورفاهيتها ومن ثم إطلاقها في الوقت والموقع المناسب والتأكد من تأقلمها مع الموقع الجديد ونجاحها في البقاء الطبيعي والتكاثر والهجرة والمساهمة في زيادة أفراد النوع وتعزيز مجموعاته البرية.

وقال القبيسي إن التغير المناخي وخاصة في المناطق القاحلة التي تستوطنها طيور الحبارى يتسبب في التقليل من وفرة الغذاء والمأوى، مما يحد من الطاقة الاستيعابية القصوى للموائل الطبيعية. ولذلك يقوم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بتخطيط برامج النقل وتنفيذها ومراقبتها بعناية لضمان حصول الحبارى على أعلى فرصة للنجاح في التأقلم والاندماج في الحياة البرية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مفاوضو COP28..عقول إماراتية واعدة تعمل بلا كلل من أجل بناء حاضر و مستقبل أفضل لكوكب الأرض

-المفاوضون: لقاء صاحب السمو رئيس الدولة وكلماته الملهمة تكريمٌ يفوق كل الأوسمة. – فريق المفاوضين …