COP28 يشهد تأسيس “شبكة تنمية واحات شمال أفريقيا والشرق الأوسط” وفاطمتو زعمة رئيساً للشبكة

تقرير عن أشغال الندوة الإقليمية الثالثة في موضوع: «تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية: حالة الأنظمة الواحية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط» التي عقدت في الرواق المغربي ضمن مؤتمر(COP28)

شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الامارات العربية المتحدة، 17 ديسمبر 2023

شهد الرواق المغربي المشارك ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف بشأن التغير المناخي، الذي استضافته مدينة اكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر الى 12 ديسمبر 2023 تأسيس “شبكة تنمية واحات شمال أفريقيا والشرق الأوسط” (MENARDO)، وهي الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي، أكدت ذلك السيدة فاطمتو زعمة رئيسة المكتب التنفيذي لجمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة بالمملكة المغربية، وتهدف الشبكة الى تعزيز ودعم الجهود المبذولة في سبيل استدامة الواحات والحد من تداعيات التغير المناخي على النظم الايكولوجية وعلى الانسان في الواحات. حيث تم انتخاب السيدة فاطمتو زعمة رئيساً للشبكة بالاجتماع.

جاء ذلك خلال الندوة الإقليمية الثالثة بعنوان «تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية: حالة الأنظمة الواحية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط» التي نظمتها جمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة بالمملكة المغربية، بالتعاون مع شبكة البيئة أبوظبي (الامارات). وشبكة العمل المناخي بالعالم العربي (كانوا)، وذلك على هامش المشاركة الحضورية للجمعية في فعاليات مؤتمر المناخ (COP28)، في دبي، الإمارات العربية المتحدة، بتاريخ الجمعة 08 كانون الأول/ دجنبر 2023، برواق المملكة المغربية (دبي)، بحضور وازن للسيدة جانيت ورعان، سفيرة إقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والرئيسة التنفيذية للجمعية الملكية الأفريقية ومسيرة مهنية وازنة في السلك الدبلوماسي والتنمية المستدامة والعمل المناخي.

حيث قدمت السيدة فاطمتو زعمة، رئيسة المكتب التنفيذي لجمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة بالمملكة المغربية، في كلمتها الشكر الى وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية على الدعم وعلى المجهودات التي قامت بها في إطار المشاركة في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة بدبي، وكذا، السيد عميد كلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض بمراكش، والسيد ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (المملكة المغربية)، والمهندس عماد سعد رئيس شبكة بيئة أبوظبي (الامارات العربية المتحدة)، والسيد حمزة ودغيري رئيس شبكة العمل المناخي بالعالم العربي (كانوا)، والسيدات والسادة الخبراء المتدخلون في هذه الندوة.

كما أكدت السيدة فاطمتو على أن مناطق الواحات تواجه اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، عدة تحديات تتمثل بالخصوص في وضعيتها الهشة والتغيرات المناخية وما ينجم عنها من انعكاسات سلبية، وإن الحفاظ على الموارد الطبيعية وتثمينها وضمان استدامتها يتطلب تفكيرا مشتركا وانخراطا لكافة المتدخلين من أجل وضع أرضية تكون خارطة طريق تمكن من تشخيص الوضعية الحالية لهده الموارد وكذا اقتراح أفضل الحلول للحفاظ عليها.

وبعد ذلك، انطلقت أشغال جلسة البحث العلمي في خدمة التنمية المستدامة بالواحات، حيث أكد الدكتور حسن المودن، أستاذ باحث – جامعة القاضي عياض، مراكش، المملكة المغربية، في مداخلته، على أن تحقيق التنمية المستدامة للواحات يظل رهينا في مجمله بالتدبير الأمثل للموارد البيولوجية والفضاءات الطبيعية، التي أصبحت تحظى باهتمام كبير من طرف المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين والساكنة، نظرا للأدوار والرهانات التي تشكلها هذه الموارد. وكدا دور البحث العلمي والجامعة في هذا الشأن.

كما أشار الدكتور محمد باشري، الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان – المملكة المغربية، على أن الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، تتولى، حسب قانون إحداثها، العمل على صون وحماية وتنمية أشجار النخيل، لا سيما من خلال وضع مشاريع اقتصادية واجتماعية لتحسين إنتاجها كما وكيفا وتطوير تسويقها وتوزيعها، وكذا إنجاز أو الإشراف على إنجاز مشاريع لتثمين وتسويق وتشجيع منتوجات الاركان والنخيل. والإكراهات التي تواجه تنفيذ هذه المشاريع بمناطق الواحات والسبل الكفيلة ببلورة آلية ناجعة لتثمين الموارد الطبيعية والمحافظة عليها.

من جهته، الدكتور محمد اليعقوبي خبيزة، أستاذ باحث، جامعة القاضي عياض، مراكش، المملكة المغربية، دعا إلى تشجيع عقلنة تدبير الموارد المائية وتثمينها ومحاربة التصحر وزحف الرمال في مناطق الواحات، وتشجيع البحث العلمي المتعلق بالأنظمة البيئية للواحات وبتنمية وحماية النخيل، إضافة إلى العمل على إقامة منظومة لتوقع المخاطر وتأثير التغيرات المناخية على هذه المناطق وبيئتها. كما ركز على إسهام الجميع في إعداد وإنجاز مشاريع التنمية المحلية الهادفة إلى تحسين ظروف عيش سكان هذه المناطق والعمل على تحفيزهم وتشجيعهم على تنظيم نشاطهم بهدف تحسين دخلهم وتنمية منتوجاتهم.

الدكتور محمد اللوزة، أستاذ باحث – جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المغرب، خلال مداخلته، أكد على أنه يُساء فهم التصحر غالبًا باعتباره توسع رقعة الصحاري الموجودة. وعرف التصحّر بظاهرة تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة، نتيجة عوامل متنوعة تتضمن التغيّرات المناخية والأنشطة البشرية. ويؤثر هذا التدهور في قدرة هذه الأراضي الإنتاجية والاقتصادية والبيولوجية الكامنة. كما ركز على الاجراءات الكفيلة للتصدي الى زحف الرمال في الواحات وأهم العوامل التي تسهم في انتشار الظاهرة.

الجلسة الثانية المخصصة لمحور *الاعلام والمجتمع المدني في خدمة التنمية المستدامة بالواحات*
المهندس، عماد سعد، رئيس شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، أشار إلى كون التصحر هو نتاج للضغط المناخي والبشري على الأرض. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، انتشر التصحر بسرعة في بعض دول شمال افريقيا والشرق الاوسط، مما أجبر العديد من المزارعين وعائلاتهم على التخلي عن منازلهم بحثاً عن أرض أفضل يعيشون عليها. أحد العوامل العديدة التي ساهمت إلى حد كبير في تفاقم مشاكل التصحر هو غياب التمويلات – التي من المفترض أنها تساعد المواطنين على التغلب على مشكلة تدهور الموارد وتشكيل المبادرات المخففة من آثار التصحر. كما تطرق إلى ما دور الاعلام في عملية رفع الوعي، التخفيف على نطاق وطني، والابتكار.

الأستاذة فرح أحمد العطيات، صحافية متخصصة في المناخ والبيئة – المملكة الأردنية الهاشمية، ذكرت بموضوع اليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف 2022، المعنون بـالمرأة. أرضها. حقوقها. وعلى الاستثمار في مساواة المرأة في الحق في تملك الأراضي والأصول المرتبطة بها، وهو استثمار مباشر في مستقبلهن ومستقبل الإنسانية. وقد آن الأوان لأن تكون المرأة والفتاة في طليعة الجهود العالمية المبذولة لاستعادة الأرض والصمود في مواجهة الجفاف. كما أشارت إلى دور الأعلام في التعريف بقضايا المرأة في الواحات.

الأستاذ خالد سليمان، – صحفي متخصص في قضايا البيئة والمناخ، العراق، خلال مداخلته، قدم كيفية يمن اعداد وتحضير المواد الإعلامية من أجل تنظيم حملات توعوية من أجل نشر المعلومة والمساهمة في جهود التوعية العامة، وفق ما جاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهي الكيان الأممي الذي يتصدر جهود الأمم المتحدة للتصدي الى هده الظاهرة خصوصا في المنطقة العربية. كما عرض تجربته الشخصية في علاقة بترشيد استهلاك المياه في ظل ندرته.
الأستاذ حسن السهلي، مؤسسة تمدين الشباب، منسق المنضمات غير الحكومية في مجال المناخ والبيئة – اليمن.، أعرب عن تحدٍّ موجّه إلى الشباب لمكافحة التصحر والتخفيف من الجفاف في المنطقة العربية. وعما يمكن للشباب في المناطق الواحاتية أن يعمل من أجل الحد من الظاهرة.

وفي الأخير، المهندس، محمد عبد الرحمان الشيخ أحمد علي، خبير معتمد ومدير شركة قطاع خاص، موريتانيا، أكد على أنه من بين الصعوبات التي تعيق الحد من التصحر، هناك مشكل تمويل مشاريع الحد من التصحر ووقفه والتخفيف من آثاره، وأبرز ما يمكن أن يفعله القطاع الخاص في هذا المجال من خلال تجربته.

وفي نهاية الندوة، أكدت السيدة فاطمتو زعمة، على أن الهدف العام للندوة هو البحث في كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (17) من أجندة التنمية 2030 للأمم المتحدة، مع التركيز على الهدف 13 (العمل المناخي)، في أفق البحث عن آليات التأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية بمناطق الواحات، وكذا دمج مكون التغير المناخي في سيرورة تنزيل أي تدخل تنموي في مناطق الواحات بشمال أفريقيا والشرق الأوسط. هذا الإدماج يتعلق بكافة المكونات بدءاً من الفاعلين التنمويين، مروراً بتنفيذ الإجراءات المهيكلة التي تحقق التكيف مع التغير المناخي وصولا إلى الأنشطة الهادفة للنهوض بإدماج النوع الاجتماعي. ولتحقيق هذه الأهداف، ناقش المتحدثون كيفية التكيف مع التغير المناخي بمناطق الواحات مع التركيز على الممارسات الفضلى والعمليات الجديدة للتهيئة المستدامة للأحواض المائية بالواحات وكيفية دعم المبادرات المحلية لفائدة الشباب والنساء في قطاعات الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية.

كما سعت الندوة إلى مناقشة كيفية تحسين قدرات التكيف من أجل تدبير أفضل للموارد المائية في مناطق الواحات، وتنويع مصادر الدخل وتحسين الظروف المعيشية للساكنة المعرضة لمخاطر التغير المناخي في المناطق الواحية، بالإضافة إلى مناقشة كيفية تحسين قدرة النظم البيئية على الصمود استجابة للتغير المناخي وتقلباته. كما تركز المكونات الأخرى على تحسين وعي كافة الفاعلين وأصحاب المصلحة من خلال تدبير المعارف وتبادلها وطنيا وإقليميا، وعلى تعزيز قدرات المشاركين على تصميم وتنفيذ تدابير التكيف. هذه الندوة الاقليمية الثالثة، حسب الدكتور يوسف الكمري، مسير الجلسة، شكلت فرصة لاستعراض مجموعة من الإنجازات والمبادرات التي نفذها القطاع العام والخاص والاعلام والمجتمع المدني حول التنمية المستدامة في الواحات وسبل التصدي للتغير المناخي وآثاره وانعكاساته على الساكنة المحلية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الرياض.. تكريم الفائزين بجائزة الملك فيصل في دورتها الـ 46

شبكة بيئة ابوظبي، متابعة عبد العزيز اغراز، 24 ابريل 2024 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك …