المها أبو حراب تتجول الآن بحرية في تشاد بعد انقراضها لأكثر من 30 عام

بعد تسع سنوات من انطلاق برنامج إعادة توطين الأنواع الأكثر طموحًا في العالم

•تحسين تصنيف حالة المها أبو حراب من “منقرضة في البرية” إلى “مهددة بالانقراض” وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

•أكثر من 600 رأس من المها أبو حراب ترعى بحرية في بيئتها الطبيعية في تشاد بفضل الجهود الرائدة التي تقودها حكومة أبوظبي وجمهورية تشاد بالشراكة مع المنظمات الدولية الرئيسية

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 20 ديسمبر 2023

أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي أن برنامجها لإعادة توطين المها أبو حراب في جمهورية تشاد قد نجح في تحسين حالة الحفظ الخاصة بهذا النوع، حيث عادت المها أبو حراب الآن إلى البرية، وتم إعادة تصنيفها على أنها “مهددة بالانقراض” على مقياس حالة الحفظ لفئات القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) بعد أن تم تصنيفها سابقًا على أنها “منقرضة في البرية”.

يُعد هذا الإنجاز قصة نجاح كبيرة في مجال الحفاظ على الأنواع، والتي تحققت بفضل الشراكة القائمة بين هيئة البيئة – أبوظبي، ووزارة البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة التي تمثل حكومة جمهورية تشاد، ومنظمة صحاري كونزرفيشن (SC)، ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية وجمعية علوم الحيوان في لندن، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، وحديقة حيوان سانت لويس ومركز الحياة البرية الأحفوري.

تعتبر إعادة التصنيف شهادة على التأثير الإيجابي لبرنامج إعادة توطين الثدييات الأكثر طموحاً في العالم، والذي تأسس بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي واستلهاماً من الإرث البيئي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة -طيب الله ثراه.

ومنذ انطلاقه في عام 2014، سعى البرنامج لإنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتياً من المها أبو حراب في منطقة محمية طبيعية داخل محمية وادي ريم – وادي أخيم في جمهورية تشاد.

ومنذ عام 2016، نجحت هيئة البيئة – أبوظبي في نقل 270 رأساً من المها أبو حراب إلى البرية في جمهورية تشاد، وخلال السنوات الماضية زادت أعداد القطيع في البرية لتصل إلى أكثر من 600 رأس في عام 2023، وهو ما يتجاوز الهدف الأساسي الذي تم وضعه عند انطلاق البرنامج والذي حُدد بـ 500 رأس. قبل إعادة توطينها، لم تكن المها أبو حراب منتشرة في البرية في جمهورية تشاد، في حين أدت هذه الزيادة في الأعداد والإدارة الشاملة للأنواع في المحمية إلى انخفاض تصنيف التهديد في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة للأنواع المهددة بالأنقراض. على الرغم من التحسن في حالة التهديد لهذا النوع، إلا أن بعض التهديدات لا تزال موجودة، وتتطلب بذل جهود متواصلة لضمان بقائه على المدى الطويل في البرية.

يعتبر المها أبو حراب من الأنواع الرئيسية لنظام بيئي متكامل من الحياة البرية والنباتات والموائل الصحراوية. وقد ساهمت عملية إعادة توطينها وحماية بيئتها بشكل غير مباشر بتحقيق العديد من الفوائد للأنواع الأخرى، مثل الغزلان، والحيوانات المفترسة، والحبارى والنسور.

وأسست الهيئة منشأة حديثة لإكثار الحيوانات المهددة بالانقراض في مركز دليكة للحفاظ على الحياة البرية في إمارة أبوظبي. وخلال السنوات الماضية تولت الهيئة، بالتعاون مع شركائها، مسؤولية تأسيس ورعاية “القطيع العالمي” من المها أبو حراب المتنوع وراثياً، والذي أصبح النواة الأساسية لبرنامج إعادة التوطين في جمهورية تشاد.

وبهذه المناسبة، قالت سعادة د. شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “فخورون جداً بالإنجاز الذي حققناه بعد سنوات من العمل الشاق، حيث تمكنّا بنجاح من تحسين تصنيف حالة المها أبو حراب من “منقرضة في البرية” إلى “مهددة بالانقراض” وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. ولم نكن لنتمكن من تحقيق هذا الهدف الرائع لولا دعم والتزام قيادتنا الرشيدة، التي تستوحي إلهامها من المغفور له الشيخ زايد”.

وأضافت: “إن إعادة توطين الأنواع هو مسعى طويل الأمد للغاية، ويتطلب التزامًا مستمراً ومعرفة ومهارات متخصصة وشراكات فعالة وتمويلًا كبيرًا – وكلها كانت جزءًا لا يتجزأ من برنامج إعادة توطين المها أبو حراب وأثمرت عن هذا النجاح الباهر. ونحن فخورون بقيادة هذه المبادرة الاستثنائية للحفاظ على الأنواع بالشراكة مع وزارة البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة، ومنظمة صحاري كونزرفيشن، ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية ، وجمعية علوم الحيوان في لندن والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، وحديقة حيوان سانت لويس ومركز الحياة البرية الأحفوري وديوان ولي العهد.”

وأشارت سعادتها “باعتباره واحد من أكثر برامج إعادة توطين الثدييات طموحًا في العالم، فقد أعطت هذه المبادرة الأمل في إعادة توطين الأنواع، وجذبت الاهتمام على المستوى العالمي. ويعد تخفيض درجة التهديد للمها أبو حراب في القائمة الحمراء خطوة كبيرة إلى الأمام في جهودنا لتحسين حالة الحفظ وفرصة البقاء على المدى الطويل للأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس وغزال الداما. وتظهر الأبحاث أن معدل البقاء الإجمالي يزيد عن 85% في البرية”.

وقالت سعادتها أن أحد العناصر التي ساهمت في نجاحنا هي الخبرة التي اكتسبناها من برنامجنا الناجح لإعادة توطين المها العربي في أبوظبي. لقد أدركنا أنه بمجرد نجاحنا داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، يجب علينا أن نتجاوز حدودها”.

وأوضحت سعادة د. شيخة الظاهري: “يعد إدراج المها أبو حراب في درجة التصنيف الحالية علامة بارزة للغاية لجهودنا في مجال المحافظة على الأنواع، ولكنه ليس نهاية جهودنا المشتركة. ونأمل أن يلهم نجاح هذا البرنامج الشركاء الآخرين للمضي قدماً ومواصلة دعم إعادة توطين المها أبو حراب، خاصة وأن المشروع قد أفاد المجتمع أيضاً من خلال بناء القدرات ورفع الوعي وتوظيف السكان المحليين”.

ويمكن أن يعزى نجاح المشروع أيضًا إلى حقيقة أن لدينا الآن حيوانات من الجيل الثالث التي تلد ولدينا أنثى المها التي أنجبت حتى الآن تسعة عجول منذ إطلاقها في عام 2016. ومنذ إطلاق المشروع تم رصد 510 مولود جديد من المها أبو و103 مولود جديد من المها أبو عدس ولدوا في البرية في جمهورية تشاد حتى الآن. وستواصل هيئة البيئة – أبوظبي العمل مع شركائها في جمهورية تشاد لتحسين حالة الحفاظ على الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس وغزال الداما.

وقال وزير البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة بجمهورية تشاد محمد عبد الكريم حنو: “إنها لحظة تاريخية ليس فقط بالنسبة للمها أبو حراب، ولكن أيضًا بالنسبة محمية وادي ريم – وادي أخيم في جمهورية ولجمهورية تشاد. بعد أكثر من ثلاثة عقود من الانقراض، تعد عودة المها دليلاً على التزام كل من حكومة وشعب جمهورية تشاد بالحفاظ على التنوع البيولوجي. إنها مسؤوليتنا المشتركة لضمان حماية جميع أنواع الحياة البرية، وكذلك موطنها، لاستعادة الأنواع مثل المها أبو حراب إلى مكانها الصحيح. إن حماية البيئة والحياة البرية هي مصدر اهتمام وأولوية بالنسبة لنا جميعًا.

وقال تيم وودفاين، الرئيس التنفيذي لمنظمة صحاري كونزرفيشن “في هذا الوقت الحرج بالنسبة لكوكبنا، يعد إدراج المها أبو حراب في القائمة شهادة على التعاون وتطلعات جميع المعنيين لإعادة توطين الأنواع على نطاق واسع. يمثل حذف المها أبو حراب من القائمة علامة فارقة في واحدة من أكثر برامج الحفاظ على الأنواع طموحًا على الإطلاق، ويساهم في وضع الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل بشكل أكثر رسوخًا على خريطة الحفاظ على الأنواع العالمية. وتعد هذه المبادرة مثالاً مشرقاً لما يمكن تحقيقه لإنقاذ الحياة البرية المعرضة للخطر في أفريقيا إذا تعاونا جميعا وتضافرت جهودنا في الحفاظ على الأنواع”.

وأضاف أنه وبفضل رؤية وقيادة هيئة البيئة – أبوظبي، والشراكة الفعالة، يمكن وقف اتجاهات الحفاظ على الأنواع السلبية واستقرارها وعكس اتجاهها. ويمهد النجاح الذي حققناه في إعادة توطين المها أبو حراب الطريق لإعادة توطين الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض، مثل المها أو عدس وغزال الداما، والتي تستفيد بالفعل من جهود الحفاظ على الأنواع في جمهورية تشاد. تذكرنا هذه النتيجة الرائعة بأن الجهود يجب أن تستمر لضمان بقاء الأنواع التي لا تزال مهددة بالانقراض على المدى الطويل، مما يؤكد للشركاء والجهات المانحة أننا نسير على الطريق الصحيح.

وقال أندرو تيري، مدير المحافظة والسياسات بجمعية علوم الحيوان في لندن: “الأنواع المصنفة على أنها منقرضة في البرية أصبحت مهددة للغاية لدرجة أن البعض يطلق عليها قضاي خاسرة. لكن هذا الإنجاز المذهل هو شهادة على ما هو ممكن عمله. واستناداً إلى أساس كبير من المعرفة والخبرة، ومن خلال رؤية ودعم هيئة البيئة – أبوظبي، لم تنجح هذه الشراكة في إعادة هذا النوع من حافة الانقراض فحسب، بل أسست مستقبلاً قابلاً للحياة للعديد من الأنواع الأخرى. وقد دعم البرنامج أيضًا حماية الموائل المحلية، وتدريب المراقبين والمجتمع المحلي. وقد ساهم هذا مساهمة كبيرة في الحفاظ على البيئة والتي يجب الاستمرار في تعزيز جهودنا وتوسيع نطاقها”.

وقال براندي سميث، مدير جون وأدريان مارس في ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية: “إن تحسين تصنيف المها أبو حراب يمثل فصلاً جديدًا مثيرًا للاهتمام في قصة هذا النوع. “يؤكد هذا الإنجاز أنه عندما يعمل الشركاء والمنظمات المعنية العالمية معًا، نحقق النجاح في الحفاظ على الأنواع. ونحن نتطلع إلى مواصلة شراكاتنا لحماية المها أبو حراب وغيرها من الأنواع المهددة بالانقراض في جميع أنحاء منطقة الساحل.”

قامت حكومة جمهورية تشاد، ممثلة بوزارة البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة، بإدارة محمية وادي ريم – وادي أخيم في منطقة الإطلاق، وإنفاذ قوانين الحياة البرية لحماية هذا النوع في تشاد.

من خلال العمل على أرض الواقع في جمهورية تشاد، أشرفت اللجنة العليا على تطوير البنية التحتية، وإدارة العمليات اليومية لموقع الإطلاق، وتوفير الخبرة الفنية والاستراتيجية والحفاظ على الحوار المستمر بين البرنامج وحكومة جمهورية تشاد والسكان المحليين. كما أجرت الجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، (RZSS) اختبارات جينية على حوالي 285 مها أبو حراب موجودة في مرافق مركز الدليكة للحفاظ على الحياة البرية التابعة لهيئة البيئة – أبوظبي. وكان هذا القطيع هو نواة برنامج إعادة التوطين في جمهورية تشاد.

واليوم، ومع وجود أكثر من 4000 رأس، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة موطنًا لواحدة من أكبر تجمعات حيوانات المها أبو حراب في العالم. لقد كان تأمين وحماية بيئة المها أبو حراب وإدارتها بشكل جيد عاملاً مهمًا في نجاح المشروع. بدون موطن آمن وصالح، لا يمكن لهذا النوع أن يزدهر وتزيد أعداده، وهو أمر ضروري لبقائه واستدامته على المدى الطويل.

حقائق عن المها أبو حراب:
من المعروف أن المها أبو حراب لها قرون طويلة منحنية. لديها جلد أبيض مع صدر بني وعلامات سوداء على جبهتها وأنفها. يمكن أن تختلف العلامات الموجودة على الوجه والجبهة بين البني الفاتح إلى الرمادي الفاتح أو الداكن. بعد حوالي 8 إلى 8.5 أشهر من التزاوج، تلد الإناث عجلًا واحدًا يزن حوالي 10 كيلوغرامات. يصبح المها أبو حراب غير نشط في حرارة النهار، ويبحث عن الظل ويحفر في الرمال لتقليل التعرض للرياح الجافة. ترعى خلال ساعات الصباح الباكر وفي وقت متأخر من المساء حتى الليل.
يعتبر الموطن الأصلي لهذا النوع وسط وشمال أفريقيا، ووفقًا للبيانات الموجودة، فقد اختفى آخر حيوان مها أبو حراب من جمهورية تشاد في أواخر الثمانينات. أدى ذلك إلى إعلان هذا النوع رسميًا عالميًا “منقرضًا في البرية” من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000، مع احتجاز الحيوانات الوحيدة الباقية في الأسر في برامج الإكثار في حدائق الحيوان وفي المجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تتوسع في برنامج ترقيم الأشجار المحلية في إمارة أبوظبي

في إطار تعاونها مع شركائها الاستراتيجيين لتعزيز استدامة وحماية الموروث الطبيعي للأشجار المحلية في إمارة …