وضع الأهداف لمستقبل مستدام عبر التعليم البيئي

خلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 31 يناير 2024

استكمل اليوم الثاني للمؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض ما بدأه اليوم الأول، حيث ركز على وضع الأهداف وإتاحة منصة للمشاركين العالميين لصياغة التغيير التحوّلي عبر التربية البيئية. وقد قدّم اليوم الثاني مجموعة متنوعة من المشاركين الذين انخرطوا في ورش عمل وحلقات نقاش تفاعلية وذلك لمواصلة الزخم الذي انطلق في اليوم الأول ومعالجة التحديات الرئيسية التي جرى تحديدها.

بدأ اليومُ بالجلسة العامة الثالثة للمؤتمر الذي يستمر لخمسة أيام، حيث تبادل أربعة متحدثين بارزين أفكارهم حول الحاجة الماسة لاتباع منهج عالمي موحد من أجل دعم التربية لكي تعالج الاستدامة.

وأكدت يوريتا روزنبرغ، عميدة التربية؛ ورئيسة البحوث في التربية البيئية والاستدامة، جامعة رودس بجنوب أفريقيا، على أهمية التقييم كجزء لا يتجزأ من التعليم البيئي والتعليم المستدام وخاصة في الوقت الحالي. وشددت على حالة المنظومة الأرضية الملحوظة حالياً، قائلة: “إن التعليم البيئي/التعليم من أجل التنمية المستدامة أمر ضروري إذا أردنا أن نتعلم كيفية التصدي للتحديات البيئية المعقدة التي نواجهها”، وأضافت أن الممولين والمنفذين يطالبون بالتقييم لمعرفة تأثير برامج التعليم ومعرفة ما إذا كانت تحدث فرقًا في تحقيق أهدافهم. ومع ذلك، حذرت روزنبرغ: “أدوات التقييم السائدة غالبًا ما تكون غير مناسبة للمسارات الطويلة الأجل والمفتوحة وغير الخطية في إطار التعليم من أجل التغيير المجتمعي. فأدوات التقييم الغير دقيقة يمكن أن تعرقل البرامج الجيدة أو تقوضها أو تسيء توجيهها.” وأضافت أن المعلمين يقومون بتجربة الأساليب القادرة على تقييم العمليات المفتوحة، ومبادئ التعليم البيئي/التعليم من أجل التنمية المستدامة وآليات التغيير الأساسية. ودعت روزنبرغ مندوبي المؤتمر إلى التعاون في تجميع نتائج دراسات الحالة التقييمية في مجال التعليم البيئي/التعليم من أجل التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، بحيث “سنتمكن بشكل جماعي من بناء صورة للطرق العديدة التي تساهم بها جهودنا التعليمية بالفعل بشكل كبير في الاستدامة وكيف يمكننا مواصلة التحسن.”

وفي إحدى خطابات الفيديو المهمة للجلسة العامة، أكدت أكبيزي أوجبويجوي، المستشارة الإقليمية لأفريقيا ورئيسة المركز الإقليمي لميثاق الأرض التابع لجامعة الأمم المتحدة بكوستاريكا على الحاجة إلى دعوة متجددة وعاجلة لتكثيف التربية البيئية وتعزيز التعاون العالمي.

وفي الجلسة الرئيسية الثانية لليوم الثاني، تناولت المناقشات خلال الجلسة العامة الرابعة علاقة العواطف والأخلاق بالتربية البيئية، حيث شددت على الأدوار التي تؤديها هذه العلاقة في طريقة تعامل البشر مع تغير المناخ. أما نجوم الغانم، الشاعرة والفنانة والمخرجة السينمائية الإماراتية، فألقت كلمة مثيرة سلطت فيها الضوء على الفرصة التي تتيحها صناعة الفن لخلق حوافز عاطفية لدفع التغيير السلوكي، وقالت: “الفن قطاع لا يمكن الاستهانة به، حيث يتمتع بفرصة فريدة ومسؤولية لتحفيز المشاعر والتربية وتكوين العلاقات التي بدورها ستساعد في إحداث التغيير التحولي الذي نحتاجه لعالم أكثر استدامة”.

وأعاد روهان شاكرافارتي، الفنان ورسام الكاريكاتير وعالم الطبيعة الهندي، ترديد هذه المشاعر في خطاباته الملهمة التي ألقت الضوء على أهمية تسخير العواطف عبر الفن لدفع التغيير.

وعلى هامش الجلسات العامة، نُظّمت مجموعة من ورش العمل خلال اليوم الثاني تناولت كيفية معالجة أزمة الكوكب الثلاثية. وفي جلسات تبادل للمعلومات الحيوية، تضمنت المواضيع المهمة الفرص والتحديات التي تواجه التدريس البيئي في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وكيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية في التربية البيئية، والفجوات والفرص في التربية والسياسات المتعلقة بتغير المناخ، وقيمة المجتمعات الأصلية في تعزيز المعرفة البيئية. وفي الجلسات الأخرى، ناقش الوفود كيف أن التعلم في الهواء الطلق وفي البيئة يشكل فرصة مهمة للتعلم العملي، فهو يلقي الضوء على نطاق التعلم الإبداعي وغير القائم على الغرف المغلقة والارتباط العاطفي المرتفع، ومن ثَمَّ إبراز المسؤولية الاجتماعية التي يمكنه تعزيزها.

ويتزامن انعقاد مؤتمر الشباب للتربية البيئية مع المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024، وذلك لتمكين سفراء البيئة المستقبليين. وتضمنت جلسات اليوم الثاني دورة رفيعة المستوى ألقاها الدكتور شيبرد يورينجي، أخصائي برامج تعليم الاستدامة في مركز البحوث والتربية حول التعلم من أجل التنمية المستدامة والصحة العالمية بجامعة أوبسالا بالسويد، والذي قال: “للتربية البيئية القدرة على إطلاق قوة التفكير الإبداعي لدى الشباب. وعند قيامنا بذلك، فإننا ندعم وننمي المهارات المعنية التي ستساعدهم على مواكبة عالم دائم التغير. وتُشرك هذه التربية الشباب في أنشطة تحفز التفكير النقدي والابتكار، وتتيح لهم أدوات تعلم لتطوير الكفاءات الأساسية في مجال البيئة وتربية الاستدامة. هذا وقدمت الجلسة عرضاً لأفضل الابتكارات التي يقودها الشباب في العالم، وذلك بهدف إعطاء جرعة من الطموح للمشاركين الشباب ودعم المهارات المعنية لتواكب عالم دائم التغير.

وبعد التغييرات الضرورية المبينة في اليوم الأول، أطلق اليوم الثاني العنان للمناقشات حول صياغة الأهداف للتأثير على التغيير. وسيبحث اليوم الثالث في “الأبعاد والوسائل” مع تسليط الضوء على التعاون والقيم والتنوع الثقافي، وسيبدأ في وضع استراتيجية خارطة الطريق. أما اليوم الرابع، فيعمل على تلخيص الدروس الأساسية والمستفادة وترجمتها إلى إجراءات متفق عليها لتُنَفَّذ بعد انتهاء المؤتمر بحيث تتماشى مع الأهداف المحددة. ويتضمن اليوم الخامس والأخير من المؤتمر رحلات ميدانية، تدعو المشاركين لاستكشاف المواقع البيئية والتعليمية في أبوظبي، والانتقال من الناحية النظرية إلى التجارب العملية.

يمكن للمهتمين بالمشاركة في المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية التسجيل في مكان انعقاد المؤتمر في أبوظبي أو عبر الإنترنت حتى 1 فبراير 2024: المؤتمر العالمي للتربية البيئية الثاني عشر | التسجيل (weec2024.org)

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

اختتام أعمال الاجتماع الخامس للجنة بقاء الأنواع

الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة يؤكد على أهمية المحافظة على الأنواع لحماية الطبيعة شبكة بيئة أبوظبي، …